كشف عدد من قادة قطاع الطاقة العالمي عن أن التركيزسوف ينصب على مسألة تطوير طرق آمنة ومنخفضة التكاليف وصديقة للبيئة لإنتاج النفط والغاز من خلال الابتكار.
وفي هذا السياق، رأى علي خليفة الشامسي، مدير دائرة الاستراتيجية والتنسيق لدى شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، رئيس معرض ومؤتمر “أديبك 2015″، إن أديبك هو أفضل مكان للتعرف على أحدث الابتكارات في قطاع النفط والغاز، على المستويين الإقليمي والعالمي، وأضاف: “الابتكار عملية مستمرة، ويكمن مفتاحها في تبادل المعرفة والخبرة وإقامة علاقات شراكة واعدة بين المختصين في مختلف القطاعات، وفي هذا الإطار فإن “أديبك” يقدّم منصة مثالية للتعاون وتبادل المعرفة وإبرام الشراكات، في الوقت الذي نعمل فيه على تحقيق أعلى مستوى من الاستفادة من مواردنا بطريقة مستدامة”.
وتتفق كبرى شركات النفط والغاز في العالم على اعتبار أمن الطاقة مسؤولية مشتركة بين جميع الجهات المعنية في القطاع، تعتمد على تطبيق تقنيات بيئية مبتكرة وآمنة.
بدوره، رأى أندرو فون، نائب رئيس شركة شل في أبوظبي والكويت، رئيس شركة شل أبوظبي، إن الطلب العالمي على الطاقة “مهيّأ للارتفاع بنسبة تصل إلى 75 بالمئة بحلول منتصف القرن”، مؤكداً أن قطاع النفط والغاز “يلعب دوراً حيوياً في المساعدة على تلبية هذا الطلب”، وأضاف: “التحدي الذي يواجهنا يتمثل في كيفية تلبية هذا الطلب بطريقة منخفضة التكلفة مع الحرص على حماية البيئة والتصدي للتغيّر المناخي، أما الفرص فلا تنجح في استغلالها سوى تلك الشركات التي تملك أدوات الابتكار وتفعّلها لتعزيز إنتاج النفط وتحقيق الكفاءة في الإنتاج”.
وشدّد فون على أن الشركات التي تدرك أهمية البحث والتطوير كأداة لدفع عجلة التقدّم في قطاع الطاقة “سوف تكون من أكبر المساهمين في القطاع على الأمد البعيد”، وقال: “شهدنا على مدى العقد الماضي تقدماً كبيراً في تقنيات تحسين انتاج النفط وتقنيات الحفر والأنابيب القابلة للتمدّد، وكذلك في تصوير الاحتياطيات النفطية باستخدام عمليات المسح الزلزالي المتقدمة، فضلاً عن التطورات الحديثة في تقنية التقاط ثاني أكسيد الكربون وتخزينه، والتي سوف تسهم في نهاية المطاف في تخفيف آثار التغير المناخي”.
ومن المنتظر أن تشهد موارد الطاقة النظيفة والمنخفضة التكلفة نمواً سريعاً، على الرغم من أن الوقود الأحفوري سيستمر في تلبية معظم الطلب العالمي المتزايد على الطاقة حتى العام 2035، ولهذا فإن على الشركات أن تحافظ على نهج تجاري بعيد الأمد تضخّ وفقه “استثمارات مناسبة” في سياق المسيرة العالمية نحو بناء قطاع الطاقة المستدامة، وفقاً للخبراء.
وأشار لامار مكاي، الرئيس التنفيذي للتنقيب والإنتاج لدى “بي پي” إلى أهمية إدارة الأعمال التجارية بأمان وبساطة وكفاءة، وأضاف: “نحن بحاجة إلى إدارة الإنفاق الرأسمالي، وإعادة جدولة بعض المشاريع، ولكننا نحتاج أيضاً إلى اتخاذ الخيارات الصحيحة بشأن أماكن ضخّ الاستثمارات في المستقبل”.
وتبدو التحديات التقنية التي تواجه قطاع النفط والغاز واضحة، وفقاً لمكاي، فهي تتمثل استخدام طرق آمنة للإنتاج، والحصول على موارد جديدة مجدية اقتصادياً، وتعزيز كفاءة استخدام الطاقة، وخلق مستقبل أكثر استدامة للطاقة. وأضاف: “ولمواجهة هذه التحديات، يكمن الحل الحيوي في التقنية والابتكار، فعلى سبيل المثال، نعمل في إطار شراكة مع [شركات نفط محلية] على تنفيذ عدد من مشاريع تحسين انتاج النفط والنمذجة المتقدمة للاحتياطات، والتقنيات الرقمية في حقول النفط”.
ويكمن التحدي الرئيسي الذي يواجه قطاع الطاقة في الشرق الأوسط في تعزيز الموارد، وتحقيق التوازن بين العرض والطلب، وزيادة مساهمة الطاقة المستدامة، وفقاً لحاتم نسيبة، رئيس شركة “توتال” بالإمارات، وذلك بصرف النظر عن البيئة الاقتصادية الحالية وعدم الاستقرار السياسي في بعض أجزاء المنطقة.
وأشار نسيبة: “تواجدانا لفترة طويلة ومعرفتنا الواسعة باحتياطات المنطقة وخصائصها الجيولوجية يمكناننا من تقديم مساهمة كبيرة في مسألة تعزيز الاحتياطات النفطية الإقليمية. من خلال مشاريع قُطرية مثل “دولفين”، الذي يمد دولة الإمارات بالغاز من قطر، فإننا نساعد أيضاً على تحقيق التوازن بين العرض والطلب.
من جهته أوضح كريستوفر هدسون، رئيس قطاع الطاقة لدى “دي إم جي للفعاليات”، إن برنامج مؤتمر أديبك، الذي يضمّ الجلسات الوزارية وجلسات الرؤساء التنفيذيين، يجمع قادة قطاع الطاقة من أنحاء العالم تحت سقف واحد، متيحاً لهم “منبراً لتبادل المعرفة والخبرات على أرفع المستويات في القطاع”، وأضاف: “سوف ينعقد المؤتمر التقني ضمن البرنامج بمشاركة مختصين في النفط والغاز من جميع المستويات، من صانعي القرار والمعنيين بتنفيذ تقنيات جديدة ومبتكرة على أرض الواقع، فالتحديات المنبثقة عن البيئة الاقتصادية الحالية تتطلب اتباع نهج شامل لتحقيق الاستدامة، وهو الأمر الذي يتيحه أديبك للمشاركين فيه”.