الدورة الإقتصادية الدورة الإقتصادية
تحت رعاية رئيس الحكومة تمام سلام، ممثلاً بالوزيرة أليس شبطيني، استضاف مجلس المرأة العربية والمنظمة العربية للمسؤولية الاجتماعية “مهرجان المرأة العربية 2016” احتفاء بيوم المرأة العالمي، بالتعاون مع لجنة المرأة في نقابة المحامين والمجلس البلدي في الحازمية، وحضور عدد من ممثلي الوزراء والسلك الديبلوماسي والعسكري والمقامات الروحية، بالإضافة الى عدد من الجمعيات وحشد من سيدات الأعمال.
تقدّم الحفل السيدة لينا الدغلاوي مكرزل رئيسة مجلس المرأة العربية وأعضاء مجلس الأمناء، الدكتور محمد عيسى العدوان، سفير التعاون العربي في المنظمة العربية للمسؤولية الاجتماعية، رئيس مجلس بلدية الحازمية جان الياس الأسمر، المهندس سيزار مكرزل، نائب رئيس أكاديمية جوائز التميّز في المنطقة العربية، مديرة الوكالة الوطنية للإعلام لور سليمان صعب والأستاذة أسماء داغر حمادة، رئيسة لجنة المرأة في نقابة المحامين.
الأسمر
في كلمته الافتتاحية، أشار رئيس بلدية الحازمية جان الأسمر أن المرأة حقـّـقت بعضاً من ذاتها على مرّ العصور، وها هي اليوم تسعى بجهد فردي، وبدعم من جمعيّــات نسائيّة واجتماعيّة، للمحافظة على الانجازات التي حققتها بغية إحداث تغیيرات إیجابيّة في مختلف الميادين الإجتماعيّة والإقتصادية والسياسيّة، والحد من التمييز الجنسي والعرقي والطائفي في مجتمعات تتّصف بالطابع الذكوري.ومن هنا، كلما ارتقت المرأة بدورها، وقدّمته على أحسن وجه، كلّما ارتقت المجتمعات الى مراتب أكثر مسؤوليّة وانسانيـّة.
وأضاف: إنـه يومُ المرأة العالمي، يعود مجدداً ونحتفل به للسنة الثانية على التوالي في القصر البلدي في الحازمية مع مجلس المرأة العربية، رغم تأكيدنا بأنّ من تعطي من نفسها على مدار السنة لا يمكن أن نختصر تكريمها بيوم واحد في السنة وإن كان مُكرّساً لإبرازِ التحديات التي كانت ولا تزال شرائحُ عريضة من نساءِ العالم تواجهُها على الصُعُدِ الحياتية كافة .
وأكد أن بلديـّة الحازميّة كانت السبّاقة في تمتين دور المرأة في المجتمع المدني، فقدّرتْ جهودَ سيدات عَملنَ في الشأن العام فأبدعن وكان لهنّ الدورُ المميّز في المجالس البلدية المتعاقبة، حتى أصبحتْ السيداتُ تشكــّل 25% من المجلس البلدي الحالي …
كما أكد إنّ مجتمعنا يسبح في هذا العالم كسفينة هائمة على سطح المياه لا تصل الى الميناء المنشود من دون ربّان حكيم ولا تجتاز العواصف من دون شراع قدير، وبالتالي لا يمكن أن تبنى المجتمعات الا بالتعاضد والمحبة والتكاتف في ما بين الرجال والنساء.
سليمان
بدورها، ألقت السيدة لور سليمان صعب كلمة مجلس أمناء مجلس المرأة العربية، ورأت أن اللقاء من أجل المرأة يجب ألا يكون ليوم واحد من السنة، بل يقتضي أن يستمر على مدارها لإنصاف المرأة أماً وأختاً وزوجة وأديبة ومربية وسياسية وصحافية وعالمة وشريكة في بناء المجتمع وتقرير مصيره وفي الفوز بما تستحق من حقوق، ودعم تطلعاتها، ورفع الحيف عنها أينما وجد، لتتمكن من أداء دور أكبر في قيادة المجتمعات في الاتجاهات كافة، هذا الدور الذي لا ينافسها فيه أحد ولا تستقيم صحة المجتمع ونهضة الأمة من دونه.
وأشارت سليمان الى دور المجلس في تقدير حهود المرأة وإبراز دورها في النواحي الاقتصادية والاجتماعية وتسليط الضوء على إنجازاتها وإبداعاتها وتميّزها وتوفير كل السبل المتاحة لتبادل المعلومات والخبرات، وتسليط الضوء على الشخصيات النسائية المتميزة في مختلف الأعمال ومجالات المسؤولية الاجتماعية. كذلك السعي الى بناء الشراكات الاستراتيجية والتنسيق مع المؤسسات الرسمية والهلية ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات العربية والإقليمية والدولية ذات الصلة للرتقاء بمكانة المرأة العربية وتمكينها من القيام بدور فعّال في النهضة الاجتماعية.
داغر
وأشارت رئيسة لجنة المرأة في نقابة المحامين، أسماء داغر حمادة إلى التعاون مع لجنة المرأة في نقابة المحامين التي جسدت أسس التعاون بتوقيع الاتفاق بينها وبين مجلس المرأة العربية في الاردن العام الفائت لتبادل الآراء والخبرات والمشاركة الفعالة في كافة الميادين لرفع شأن المرأة على كافة الصعد القانونية والاقتصادية والمهنية .
واعتبرت أن اليوم هو بداية الطريق بالمشاركة في هذا الاحتفال بيوم المرأة العالمي الذي هو الرمز لنضال المرأة وكفاحها عبر سنين طوال لكي تتمكن وتدرك حقوقها القانونية، وان تتابع مسيرتها لتحقيق المساواة بينها وبين الرجل وان تطالب بازالتها من النصوص والسياسات والاذهان والسلوكيات الاجتماعية ومن اي تمييز يطال المرأة .
وأشارت إلى بروز سيدات رائدات في نضال الحركة النسائية منهن من ناشدن ببناء ثقافة المساواة ومنهن من عملن وما زلن يعملن على تمكين المرأة من بناء قدراتها الذاتية ، لتصبح المرأة ركناً اساسياً في المجتمع لها قدراتها وطاقاتها .
العدوان
من جهته، أشار الدكتور محمد العدوان في كلمته إلى اننا في عالمنا العربي و الذي يربو تعداده 370 مليون انسان، تشكل المراة ما نسبته 57% منه، فإننا عرب بحاجة الى المساندة والتمكينوالتكاتف معاً وسوياً رجالاً ونساء، لنخلق لنا معيشة نرتضيها وانجازات نبتغيها، فالمرأة، والمرأة وبشكل اكبر هي التي تستطيع ان تخلق الاجواء للتغيير الايجابي المتدرج، من خلال احكام دورها وما تنهض به من مسؤوليات، ليس فقط من المنزل وادارة العائلة، بل في كل مناحي العمل والحياة. فمن خلال السلطة الدينية والاخلاقية الممنوحة لها وهي التي تربي الاجيال ذكوراً واناثاً، ومنظومة التربية ثم التعليم مروراً بالتشريعات ثم الانجاز والتميز تستطيع التاثير، وخصوصاً مع ما تمر به الامة العربية اليوم من تلاطم الامواج بسفينة كينونتها وكثرة العلوج طالبي تمزيقها.
وأكد ان التنمية المستدامة وتحقيق التكاتف بالعلموالمعرفة والتاهيل المستند على التدريب والانتقال الى التحضر والتميز والرفعة، يلقي علينا جميعاً بضرورات التأصيل لعلاقات متينة من التعاون، فلا يترك لنا خياراً لاختلاف جنس او عرق، ولكن يدفعنا دوما الى التكامل، فالتكامل فقط هو طريقنا .. فاذا ما اردنا ان نحقق امالنا ونترك للاجيال القادمة إرثاً من الانجاز وأرضية صلبة من العطاء والاستقرار، فلا بد ان نتحدث ونتحاور دائماً عن المساندة والمكاتفة والتعاون والتكامل .
وأشار إلى اطلاق مبادرة إدماج ذوي الاحتياجات الخاصة في مجتمع الرحمة والتكامل والتكافل الاجتماعي مع رواية متيقظة تتسع في رحاها كل الاطياف والاصناف وتعمل لخدمة المجتمع ومساندة ذوي الاحيتاجات الخاصة وذويهم من خلال منظومة من التشريعات والتدريب والمساندة واخيراً من خلال التكريم الحسي الذي يطلق الطاقة الإيجابة لتصبح سلوك حياة ومصدر إلهام .
لينا مكرزل
وألقت رئيسة مجلس المرأة العربية لينا مكرزل كلمة رأت فيها أنه في هذا اليوم، تجمعنا “المرأة”، المرأة القوية، المرأة المتمكّنة، المرأة الناجحة، المرأة المبادرة، المرأة المسؤولة في مجتمعها. من أهدافنا الاساسية في مجلس المرأة العربية هو تعزيز وضع المرأة في المجتمع عن طريق رفع مستوى مؤهلاتها من جهة، وتسليط الضوء على تميزها في حقول عملها من جهة أخرى. كما إننا نسعى من خلال هذا الموقع إلى التواصل مع كل الإرادات الخيّرة الرامية إلى دفع عجلة التقدم في مجتمعنا، إذ أننا على يقين أن الإنجازات والنجاحات في القضايا الاجتماعية هي ثمرة تضافر جهود الفاعلين الاجتماعيين في الشؤون ذات الصلة بقضايا المرأة.
هذه المرأة التي لا تنفكّ عن إذهالنا بإنجازاتها وإبداعاتها رغم الظروف الصعبة التي تعصف بوطننا العربي،
ولعلّ آخر الإنجازات التي لا يمكنني إلّا وأن أتوقف عنده، التعديل الحكومي الذي أجرته السلطات الاماراتية والتي عيّنت بموجبه ثلاث وزيرات في حقائب مخصّصة للسعادة والتسامح والشباب، تعيينات جاءت بمثابة تغيير في الدولة الاتحادية، فتحية للمرأة الإماراتية ولكل امرأة عربية على كل إنجاز قامت به.
من الإمارات الى الأردن، حيث أشار تقرير جديد صادر مؤخراً عن مؤسسة التمويل الدولية، العضو في مجموعة البنك الدولي، وبيت الحوكمة الأردني للتدريب (JIOD) الى أنه من خلال ترفيع المزيد من النساء إلى المناصب الإدارية العليا، يمكن أن تحسّن الشركات المحلية أداءها بشكل كبير .وأوضحالتقرير، الذي نشرته صحيفة “الراي” الأردنية، أن الشركات التي في مجالسها تواجد قوي للإناث تميل إلى أن تتفوق على تلك التي لاتتواجد المرأة فيها.
إنّ التعاون والتشبيك مع جميع الجهات في كل الدول العربية لتعزيز دور المشاركة الفعلية في المسؤولية الإجتماعية ودعم صاحبات الأيادي البيضاء هو ضرورة حتمية للإرتقاء نحو مجتمع أفضل.إن المرأة العربية اليوم تعيش تحديا كبيرا في إعادة وحدة المجتمعات والأسر ولم الشمل الإجتماعي والوطني وإعادة تعزيز الإستقرار الذي هو أساس كل تقدم وتغيير وتأثير في مستقبل الأجيال والأوطان.
فالمرأة النموذجية في أدورها كأم وزوجة وفاعلة في العمل الإجتماعي والإنساني، تستحق أن تُكرّم لما تقوم به في مجال المسؤولية الإجتماعية ولما لها من خبرات طويلة في العمل التطوعي، لتكون مثالاً يحتذى به للنساء العربيات.
فمن هنا يقوم مجلس المرأة العربية بتقديم عبارة الوفاء والشكر الى عدد من الشخصيات النسائية صاحبات المبادرات المتطوعات. ومن على هذا المنبر ندعو المرأة العربية في كل مكان للوقوف مع بعضهن البعض لتجاوز التحديات ومواجهة الصعوبات.
لقد أضاف مجلس المرأة العربية الى أهدافه بنداً جديدا وهو السعي الى إسعاد المرأة وأفراد المجتمع بالوسائل المتاحة لديه.
وكان التوجه الاول السعي الى إسعاد إخوتنا ذوي الاحتياجات الخاصة ودمجهم في المجتمع التي هي مسؤولية كل فرد منا،نعم هي مسؤوليتنا جميعا، فاحتفالنا اليوم يشمل إطلاق مبادرة أولى من نوعها، مبادرة تقاعست الدولة عن القيام بها، فدفعت بالمجلس ليبادر ويخطي خطوة إنسانية حملت اسم “نحن أيضًا مبدعون” لدعم وتعزيز قدرات ذوي الإحتياجات الخاصة…نعم هم فعلاً مبدعون، بل وأكثر. ويشعل مجلس المرأة العربية اليوم شعلتهم هم – شعلة مبادرة “نحن أيضاً مبدعون”.
خلال فترة التحضيرات التي سبقت المهرجان، تعرّفنا عليهم من خلال رسوماتهم، رسومات خطّت المرأة، كلّ على طريقته الخاصة، رسومات دخلت في مجال المنافسة الشريفة، فأبدع المبدعون في تصوّرهم للمرأة ورسموها على الورق، واليوم يستحقون المكافأة جميعاً على إبداعهم الخلّاق وقدراتهم اللامحدودة، شكراً لكم لأن أناملكم رسمت أجمل ما خلقه الله…المرأة!
في هذه المناسبة، يتوجّه مجلس المرأة العربية بالشكر الكبير إلى كل المدارس اللبنانية التي شاركت في هذه المسابقة، سائلين الله أنّ يمدّهم بالعطاء وأن يعظّم أجرهم على جهودهم في مساندة الطلّاب وحثّهم على المزيد من الإبداع.
الوزيرة شبطيني
ومما جاء في كلمة الوزيرة شبطيني: “شرّفني دولة الرئيس تمام سلام بتمثيله في هذه المناسبة الكريمة في ” يوم المرأة العربية” وما يعنيه هذا اليوم من معانٍ نبيلة تجسّد نضالات وتضحيات المرأة في بلاد العرب كفاحاً مستمراً من أجل التحرير والتحرّر والسلام وإنخراطاً مستداماً في مسيرة التطوّر والثقافة والتربية وكأني بها عن حقّ سبب من أسباب تطوّر وتمدّن شعوبنا وأوطاننا وعنصر الأمان في المواجهة التي يخوضها مجتمعنا العربي ضدّ كل أشكال الطغيان والديكتاتورية والتخلّف والإرهاب .ولقد شاءت المرأة العربية بإرادتها أن تحمل عبء النهوض والإستنهاض وأن تتقدم الصفوف تلبية لنداء الواجب حيث المهام تتعاظم مع تعاظم وإشتداد رياح الحروب المتنقلة وإنتشار الأفكار الأصولية الهدّامة والعاملة على زرع بذور التفرقة والإنقسام الطائفي والمذهبي ، والإنجازات والنجاحات على هذا الصعيد لا تحصى ولا تعدّ إن كان من أبرزها دور المرأة العربية في مساعدة ورفع مستوى ذوي الإحتياجات على إختلافها والعمل على تطوير وعصرنة الدساتير والقوانين المدنية الهادفة لبلوغ أرقى الأنظمة والمجتمعات المتقدمة وكل ذلك بوسائل سلمية .
أما نحن في لبنان فإننا دون شكّ مدينون للمرأة اللبنانية وما تقدمه من عطاءات جليلة ولا سيما إننا نمرّ بمرحلة خطيرة من تاريخنا تستدعي منّا جميعاً تغليب منطق الدولة الجامعة على ما عداه من ولاءات ، وإستنفار كل الطاقات لتعزيز موقع لبنان في محيطه ، وحفظ أمنه وإستقراره وسيادته على أراضيه .
إننا نجدّد الدعوة الى نواب الأمة للمسارعة الى إنتخاب رئيس للجمهورية ، من أجل إصلاح الخلل المتمادي في البنيان الدستوري وإعادة إنتظام عمل المؤسسات وتحريك العجلة الإقتصادية .
وفي يوم المرأة العربية نوجّه الدعوة لأوسع حملة مناهضة لكل أشكال العنف والتمييز وأن تكون أولى أهدافنا إرساء وتثبيت المفاهيم المدنية والديمقراطية على إمتداد مجتمعاتنا المتعددة والمتنوعة حيث للمرأة دورها الريادي والطليعي في هذا المجال .
ختاماً أتمنى للمرأة العربية المزيد من النجاحات والنضال في سبيل تعزيز حقوقها من خلال أوسع إنخراط في قضايا الأمّة والمشاركة لأنها تكمّل عمل الرجل ولأن نهضة مجتمعاتنا العربية تحتاج الى إمرأة حرّة متحررة تسهم في مسيرة التطوّر والإزدهار”.
سيزار مكرزل
وقدم المهندس سيزار مكرزل، نائب رئيس أكاديمية جوائز التميّز في المنطقة العربية، عرضاً مقتضباً تناول فيه جائزة الخدمة العامة العربية التي سبق وتمّ إطلاقها، لافتاً الى الميزات التي يرتكز عليها البرنامج، معدداً 4 مؤشرات تتمحور حول التسويق للخدمة التي يجب أن يعتمد في كل من القطاعين العام والخاص، وآليات التسويق وأساليبه التي تتطلب التوازي مع المجتمعات العربية.
ورأى مكرزل أن الموضوع ينطبق أيضاً على الشركات الخاصة، واستبيان رضى المتعاملين على الخدمات، في ابتكار جديد لتقييم مستوى الخدمات، وذلك من خلال برنامج يرتكز على 4 مؤشرات يبيّن مستوى رضى المتعاملين على الخدمة، ومستوى ذكاء الخدمة، ومدى رضى المتعاملين على وجود الخدمة على الوسائط الذكية، مشدداً على المؤشر الأهم المتمثّل في سعادة المتعاملين مع الخدمة.
وتمّ خلال الحفل إطلاق نشيد مجلس المراة العربية، ومبادرة “نحن أيضاً مبدعون”، كما أُعلنت الفنانة جاهدة وهبة سفيرة مجلس المرأة العربية لأنشطة المسؤولية الاجتماعية في المنطقة العربية. وتخلّل الحفل تكريم عدد من الشخصيات النسائية الناشطات في مجال المسؤولية الاجتماعية، تقديراً لعملهن المجتمعي التطوعي، على رأسهن الوزيرة السابقة منى عفيش شويري، السيدة دلال صبّاح غانم، السيدة فيفي ناصيف الكلّاب والدكتورة هناء الصوفي عسّاف.
