استقبل رئيس مجلس الوزراء الأستاذ تمام سلام، رئيس مجلس ادارة تجمع رجال الأعمال الدكتور فؤاد زمكحل، برفقة أعضاء مجلس الإدارة: كلود بحصلي، باتريك فراجيان، ايلي عون، ميشال عسيلي، فريد الدحداح، نبيل الجميّل، عبودي قاسم، أنطوان صاصي وجورج تابت في السراي الحكومي.
وقدم زمكحل عرضاً موضوعياً وواقعياً للوضع الاقتصادي الحالي الصعب للغاية بالنسبة للشركات مهما كان حجمها ورجال الأعمال والمستثمرين، والطلاب، كما وشدّد على أنه يبدوان جميع المسائل والواقع التي جعلت من 2015 سنة الكوارث هي مستمرة في عام 2016 أو بالأحرى ستزداد مع مرور الوقت، بسبب الفراغ الرئاسي، وتجميد الصلاحيات التنفيذية والتشريعية والحروب في البلدان المجاورة، والتوترات في المنطقة التي تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم مع بصيص أمل ضئيل جداً في الأفق.
ورأى ان الأزمة الاقتصادية التي بدأت منذ أكثر من 5 سنوات، والتي كنا نظن ونأمل انها مؤقتة وقصيرة المدى مثل الأزمات السابقة، ظهرت بالعكس أطول بكثير، وذات الإدارة الصعبةللغاية وها هي الآن جزء من الخطط والاستراتيجيات والتوقعات التي نضعها كمت وانها اصبحت جزءا من حياتنا اليومية .
وشدّد زمكحل على ان رجال الأعمال اللبنانيين يحاولون دائما الضغط واقتراح الخطط والاستراتيجيات بانتظام لتحسين البنية التحتية المتهالكة في بلدنامثل الكهرباء، والاتصالات، والمياه، والطرق … والتي تعاني منتراجع مستمر .وها نحن نطلب اليوم، أو بالأحرى نتسول ونكافح روحاً وجسداً للحصول على حقوقنا الإنسانية، التي هي أساسية وجوهرية للغاية الا وهي: ازالة قمامة النفايات من أمام أبواب منازلنا ومداخل شركاتنا ومدارسنا ومستشفياتنا ….
ولفت أنه في السابق كان المصورون العالميون يأتون لالتقاط صور” للبنان “من السماء”. وكان من الممكن التمييز بين مشهد البحر الرائع والغابات الخضراء والجبال المغطاة بالثلوج التي لطالما سحرت العالم مثيرة الغيرة عند الكثير من البلدان. لكن ما لبث انه تم استبدال هذه اللوحة الرائعة بخليط من القمامات المتعددة الألوان التي تلوّثناوتتسسبب لنا بالأمراض.
من ناحية أخرى، أوضح زمكحل أنه صحيح أن رجال الأعمال اللبنانيين أظهروا دائما روح المرونة والمثابرة، وكانوا يجاهدون في مواجهة أي نوع من المشاكل والصراعات: فقد استثمروا في المولدات الخاصة لملء فراغ الكهرباء، وقاموا بشراء صهاريج مياه لتلبية الطلب اليومي، وهم موصلين بشبكات دولية لتحسين وسائل الاتصال الخاصة بمساكنهم ، كما وقاموا بتزفيت الطرق حول بيوتهم … ولكن للأسف لهذه المرونة حدود، وكان هذا الاكتفاء الذاتي والاستقلالية بمثابة سيف ذو حدين، اذ اعتاد السياسيون على الاعتماد بشكل منتظم على قدرات القطاع الخاص على الوفاء بالتزاماتهم نتيجة إهمالهم وفشلهم. وها نحن اليوم نواجه مأساة تتجاوز للغاية قدرات وامكانيات رجال الأعمال اللبنانيين …
أما فيما يتعلق بالتوترات السياسية والإقليمية الأخيرة فقد شدّد زمكحل مجدداً على ان رجال الأعمال اللبنانيين والمغتربين وكل الاقتصاد اللبناني هم الذين يدفعون الثمن الباهظ للتوترات السياسية التي تلاحقنا والخارجة عن سيطرتنا. لطلاما أصرينا وكررنا أنه لنكون فعًالين ولكي نحافظ على أعمالنا فمن الجوهري أن نفصل الاقتصاد عن السياسة. فقد كان دائمارجال الأعمال اللبنانيين يقومون بالبحث عن الفرص والأسواق الجديدة والبلدان التي تتمتع بإمكانات نمو عالية .
وأشار إلى أن المغتربين كانوا يسافرون دائما، ويهاجرون باتجاه أراض خصبة لتحسين إيراداتهم، ومستوى معيشتهم بعيدا عن الاعتبارات السياسية والدينية والطائفية … ومن المبالغ فيه حقا ان نجعلهم يدفعون ثمن التوترات السياسية التي ليسوا مسؤولين عنها. بالتأكيد لا يريد رجال الأعمال اللبنانيون الدخول الى ساحة المواجهة المتوترة ، وسط صراع سياسي حاد، بل يودون البقاء بعيدا حتى تمر هذه السحابة السوداء في أسرع وقت ممكن. نحن لا نريد بأي حال من الأحوال أن نقف بجانب بلد ضد بلد آخر، والعكس بالعكس، أو حتى أن نختار التعامل مع بلد معيّن وليس مع بلد آخر … بل نود أن نكون على مسافة واحدة من الجميع، والحفاظ على علاقات ممتازة مع جميع شركائنا التجاريين وبناء أسواق جديدة ذات إمكانيات كبيرة بعيدا عن اي اعتبارات سياسية. لطالما كان هذا الانفتاح الاقتصادي وهذا الحياد التجاري من مزايانا منذ عقود وسيبقى كذلك.
وشكر زمكحل رئيس الوزراء سلام على صبره، وهدوئه وحكمته، وارادته وبذله قصارى جهده لإدارة الأزمات التي تتوالى دون توقف. وشدد على أنه المؤسف التحدث عن الاستقالة أو النظر فيها خلال هذه الفترة غير العادية التي يمر بها لبنان. لأنه من جهة، نعلم جميعا أن الحكومة الحالية سوف تصبح حكومة تصريف للاعمال لفترة طويلة، اذ سيكون لهذا الشكل من أشكال الحكم الذي كان مقررا لفترة قصيرة تأثيراً سلبياً على الشفافية، وحوكمة الدولة وعلى الاقتصاد والبلاد بشكل عام.
وفي الختام شدد د. زمكحل على أن رجال الأعمال اللبنانيين يطلبون وبصوت عال:
– ليس فقط رئيس جمهورية ولكن أيضا إتفاق سياسي كامل وشامل، يتضمن رئيس الوزراء، والوزراء، والقانون الانتخابي ومواعيد الانتخابات النيابية لإعطاء القليل من الأوكسجين والراحة لاقتصادنا الذي يمر في محنة قوية. سيتسبب غياب اتفاق عام بحدوث مشكلة تلوى الأخرى ونقل الفراغ والشلل من مكان الى آخر مع فرصة ضئيلة بالخروج من الأزمات.
– طاولة حوار اقتصادي واجتماعي تشمل جميع الجهات الفاعلة الاقتصادية والاتحادية والعمالية وذلك من أجل أن نبني معا خطة انقاذ اقتصادية واجتماعية ووطنية.
– اجتماعات منتظمة يومياً لمجلس الوزراء، مع موضوع واحد على جدول أعماله الا وهو مشكلة النفايات حتى التوصّل الى حل واضح.
باسم رجال الأعمال اللبنانيين، تعهد رئيس تجمع رجال الأعمال اللبنانيين الدكتور فؤاد زمكحل وكذلك أعضاء الوفد بالمثابرة، والحفاظ على أعمالهم قائمة، والكفاح من أجل الاستمرار وخصوصا مواصلة الانفتاح على العالم من خلال تنظيم البعثات الاقتصادية في كل قارة لبناء بوجه خاص التآزر مع رجال الأعمال اللبنانيين الموجودين في جميع أنحاء العالم. بالتالي، فإن تجمع رجال الأعمال اللبنانيين في طور توسيع قاعدته وبرنامجه ليشمل رجال الأعمال اللبنانيين في جميع أنحاء العالم.