عمم اتحاد وكالات الانباء العربية (فانا )، ضمن الملف الاقتصادي الشهري، التقرير السنوي بهيئة السوق المالية في المملكة العربية السعودية عن خطتها الاستراتيجية الهادفة الى استقطاب المستثمرين الاجانب لتوسيع قاعدة السوق.
واشار التقرير الى ان الهيئة أضافت خلال العام 1436 / 1437هـ ( 2015م ) هدفا استراتيجيا إلى أهدافها يعنى بتعميق السوق المالية من خلال توسيع قاعدة المشاركة فيه وتشجيع الشركات على إدراج أسهمها إضافة إلى مجموعة من المبادرات الإستراتيجية الأخرى الهادفة إلى رفع معايير الشفافية والحوكمة والعمل على زيادة برامج التواصل مع المستثمرين في السوق المالية.
وأولت الهيئة وفقا لتقريرها السنوي اهتماما كبيرا بخطتها الإستراتيجية التي اعتمدتها العام الماضي بعد أن تم عرضها على مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الذي يرأسه الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وأوصى المجلس بالموافقة عليها وأبدى في شأنها عددا من الملاحظات والمرئيات وصدر الأمر بالموافقة على توصياته.
واوضح التقرير ان الهيئة بدأت بتنفيذ 54 مبادرة تضمنتها خطتها الإستراتيجية المعتمدة وشملت 342 نشاطا أنجز منها 311 نشاطا تمثل 91% من إجمالي النشاطات المخطط إنجازها خلال العام، وتواصل خلال العام الحالي 2016م تنفيذ خطتها الإستراتيجية لتشمل تعميق السوق المالية بتوسيع قاعدة المشاركة فيه وتعزيز الثقافة الاستثمارية والتواصل مع المستثمرين وتحسين الكفاءة والفاعلية الداخلية للهيئة وتعزيز الحوكمة الداخلية وإدارة المخاطر ورفع مستوى التنسيق والتعاون مع الجهات ذات العلاقة وإدارة عملية الانتقال إلى مبادىء الحوكمة الجديدة، وسيكون ذلك من خلال تنفيذ نشاطات جديدة تابعة لـ 51 مبادرة مستمرة من عام 1436 / 1437هـ ( 2015م ) إضافة إلى 13 مبادرة جديدة سيبدأ تنفيذها خلال عام 2016م بإذن الله.
ولفت الى انه من بين المبادرات التي أولتها الهيئة عناية خاصة عام 2015م وتواصلها العام الحالي 2016م تعزيز حوكمة مجلس الهيئة لتحسين أدائه لأعماله الأساسية التنظيمية والإشرافية والرفع من كفاءته في اتخاذ القرارات وتعزيز الاستفادة من خبرة أعضائه في مهام الهيئة الرئيسية مثل التعامل مع المخاطر الداخلية والخارجية ووضع السياسات وتحديد وتطوير الاستراتيجيات ومتابعة الأداء والتوسع في المشاركة في الشؤون والمهام الدولية والتواصل الفاعل مع الأطراف ذات العلاقة.
وأوضح رئيس مجلس هيئة السوق المالية محمد بن عبدالله الجدعان، انه في سياق التطوير الداخلي، راجعت الهيئة هيكلها التنظيمي وتبين حاجته إلى التعديل ليتوافق مع تلك المتغيرات التي جد فيها إقرار الخطة الإستراتيجية وصدور نظام الشركات الجديد الذي يمنح الهيئة سلطات واسعة لتنظيم الشركات المدرجة وفصل المهام والاختصاصات بين هيئة السوق المالية وشركة السوق المالية السعودية ( تداول ) وانتقال بعض المهام من هيئة السوق المالية إلى هيئة التحقيق والادعاء العام، مشيرا إلى أنه بناء على ذلك اعتمد مجلس الهيئة هيكلا تنظيميا جديدا للهيئة يبدأ العمل به من 23/6/1437هـ الموافق 1 نيسان الحالي.
وأعلن انه في مجال تطوير الأنظمة واللوائح والقواعد المنظمة للسوق المالية أقر مجلس الهيئة القواعد المنظمة لاستثمار المؤسسات المالية الأجنبية المؤهلة في الأسهم المدرجة التي تهدف إلى تعزيز الاستثمار المؤسسي في السوق المالية السعودية الذي سيؤدي بدوره إلى دعم استقرار السوق والحد من التذبذب فيها ونقل المعارف والخبرات للمؤسسات المالية المحلية والمستثمرين ورفع أداء الشركات المدرجة، وخصوصا في جانب الإفصاح عن المعلومات المالية وتعزيز مكانة السوق المالية السعودية لتكون سوقا رائدة ورفع مستوى البحوث والدراسات والتقييمات التي يجري إعدادها عن السوق عموما والشركات خصوصا وإدراكا من الهيئة لأهمية مسؤولياتها المستمدة من نظام الشركات الجديدة الصادر بالمرسوم الملكي في 28/1/1437هـ .
وتابع: “كما بدأت الهيئة مراجعة وتحديث اللوائح التنفيذية وإعداد الوثائق التنظيمية للتوافق مع نظام الشركات الجديد وإصدار ما يلزم لتنفيذ أحكامه التي تختص الهيئة بها، كذلك يجري التنسيق مع وزارة التجارة والصناعة في شأن اللائحة التنفيذية للنظام ومن اللوائح التنفيذية التي تراجعها الهيئة حاليا وقطعت شوطا في إنجازها لائحة صناديق الاستثمار وقواعد التسجيل والإدراج ولائحة سلوكيات السوق والقواعد المنظمة للمنشآت ذات الأغراض الخاصة، إضافة إلى تعليمات الحسابات الاستثمارية التي يتوقع أن تصدر خلال عام 1437 / 1438هـ ( 2016م ).
واشار التقرير الى ان الهيئة واصلت مساعيها لتعميق السوق المالية خلال عام 2015م من خلال طرح 4 شركات للاكتتاب العام بلغت القيمة الإجمالية لأسهمها المطروحة 2ر4 مليار ريال وناهزت أحجام مبالغ طرح الأوراق المالية مجتمعة بأنواعها المختلفة 2ر34 مليار ريال. ورغم تراجع قيم أصول صناديق الاستثمار العامة بنسبة 7% إلا أن عام 2015م يعد موسما استثنائيا لصناديق الاستثمار الخاصة إذ ارتفعت قيم أصولها بنسبة 5ر50% بنحو 0ر26 مليار ريال.
وافاد انه تأكيدا للاهتمام بحماية المستثمرين والعاملين في السوق سرعت الهيئة الإجراءات اللازمة للبت في مخالفات نظام السوق المالية ولوائحه التنفيذية خلال عام 2015م وأنهت الإجراءات اللازمة لـ 616 قضية بارتفاع 4ر146% عن العام السابق، ونفذ 346 قرارا من أصل 385 قرارا صادرا عن مجلس الهيئة ولجنتي الفصل والاستئناف في منازعات الأوراق المالية ضد مخالفي نظام السوق المالية ولوائحه التنفيذية. ولفت الى ان الهيئة ما تزال ملتزمة بمسؤوليتها الإشرافية والرقابية والتطويرية لقطاع الأشخاص المرخص لهم وتضمنت جهودها في عام 2015م التفتيش على 105 رخص من رخص الأشخاص المرخص لهم من أصل 495 رخصة.
واكد تقرير الهيئة ان القطاع واصل المحافظة على قوة مواقفه المالية فبلغ متوسط معدل تغطية كفاية رأس المال 12ر2 متجاوزا بشكل كبير المعدل الموصى به وفق مقررات بازل وبلغت رؤوس الأموال المدفوعة للأشخاص المرخص لهم 1ر16 مليار ريال مرتفعة بنسبة 1% عن العام السابق، وشهد عام 2015م الترخيص لأول شركة تصنيف ائتماني.
ومن بين إنجازات هيئة السوق المالية في العام الماضي تنظيم وموافقة الهيئة على 229 عملية طرح وتنظيم للأوراق المالية وشملت طروحات عامة لأسهم وأدوات الدين وأسهم حقوق أولوية وطروحات خاصة لأسهم وأدوات دين وإصدار أسهم منحة خفض رأس مال واحدة وبلغ إجمالي قيمة هذه العمليات أكثر من 69.1 مليار ريال.
وشهد العام الماضي كذلك طرحا لأسهم 4 شركات في السوق المالية بلغت قيمتها 4156 مليون ريال، كما زادت 32 شركة مدرجة رؤوس أموالها ليصل عدد أسهمها المصدرة إلى 10.7 مليار سهم مقابل 6.8 مليار سهم قبل الزيادة بزيادة 57.5% ، من بينها 30 شركة زادت أسهمها بمنحة مجانية للمساهمين و12 شركة أخرى بطرح أسهم حقوق أولوية فيما خفض رأس مال شركة واحدة بنسبة 46%.
كما شهد العام 2015م بحسب التقرير السنوي لهيئة سوق المال طرح 28 صندوقا استثماريا طرحا عاما منها 25 صندوقا يستثمر في الأسهم، في الوقت الذي تسلمت فيه الهيئة 104 إخطارات مكتملة لطرح صناديق استثمارية.
وحقق قطاع صناديق الاستثمار في العام الماضي نموا في قيم الأصول بنسبة 11.2% مقارنة بالعام 2014م ليبلغ إجمالي أصول صناديق الاستثمار 180.3 مليار ريال بسبب زيادة قيم أصول الصناديق الخاصة بنسبة 50.5%.
وكشفت الهيئة عن انخفاض قيم أصول الصناديق العامة المستثمرة في الأسهم في نهاية 2015م لتبلغ 33 مليار ريال بنسبة تراجع 7.2% مقارنة بالعام 2014م، وذلك في الوقت الذي ارتفعت فيه أصول الصناديق الخاصة في نهاية العام 2015م بنسبة 50.5% لتصل إلى 77.4 مليار ريال وزيادة عدد المشتركين 10.5% رغم انخفاض الصناديق بنسبة 13% لتبلغ 274 صندوقا.
وعزت الهيئة تلك الزيادة في قيم أصول الصناديق الخاصة إلى ارتفاع أصول الصناديق العقارية بقيمة 12.4 مليار ريال وارتفاع أصول صناديق الأسهم بقيمة 9.8 مليارات ريال. وبلغ عدد المستثمرين الأجانب المؤهلين المسجلين وعملائهم الموافق عليهم في 2015م للاستثمار في سوق الأسهم المحلية 17 مستثمرا منهم 9 مستثمرين أجانب مؤهلين سجلتهم الهيئة و 8 من عملائهم وافقت الهيئة على استثمارهم في السوق، كما تسلمت الهيئة 7 اتفاقيات مبادلة جديدة ليبلغ إجماليها 34 اتفاقية.
وعن أداء الرقابة، أفاد التقرير السنوي لهيئة سوق المال ان العام الماضي شهد انخفاضا في عدد تنبيهات نظام الرقابة على التداولات ليصل إلى 30549 تنبيها، فيما أجريت 1707 عملية بحث مكثف للتداولات المشتبه في مخالفتها لنظام السوق المالية ولوائحه التنفيذية، وفي المقابل ارتفعت الاستفسارات الرقابية في العام الماضي لتصل إلى 390 استفسارا ورصدت 29 حالة اشتباه في مخالفة مقارنة برصد 15 حالة اشتباه في العام 2014م.