يعدّ نظام الأبنية الخضراء من المفاهيم الحديثة، التي تراعي الإعتبارات البيئية في كل مرحلة من مراحل البناء، وهي التصميم، التنفيذ، التشغيل والصيانة، وكفاءة الطاقة والمياه، وكفاءة استخدام الموارد، وجودة البيئة الداخلية للمبنى، وأثر المبنى ككل على البيئة. حيث يقوم فريق من المتخصصين في البناء بالعمل معاً منذ مرحلة ما قبل التصميم إلى مرحلة ما بعد السكن لتحسين خواص الاستدامة البيئية للمبنى وتحسين الأداء والتوفير في التكاليف.
ويساهم نظام الأبنية الخضراء في توفير العديد من المزايا للجهات المعنية بصناعة البناء، بما في ذلك سكان المباني والمجتمع ككل، والتشديد على حماية التوازن البيئي الموجود وكفاءة إستخدام الطاقة التي تعدّ من أهم العوامل في تصميم المباني الخضراء.
” الدورة الإقتصادية” التقت المهندس ماريو صعب “، الشريك المؤسس والعضو المنتدب لشركة “سيدز- SEEDS” التي تعنى بحلول التصاميم البيئية والطاقة المستدامة.
صعب أوضح أن الشركة تأسست في عام 2011 في لبنان، وتعنى في مجال الأبنية الخضراء، تعمل مع شركات الإستشارات الهندسية والمطورين العقاريين والمتعهدين، لتقديم الحلول الكاملة للمشاريع بدءاً من التصاميم حتى نهاية عملية الإنشاء، ومواكبتهم في تطوير المشاريع، وتوفير إستهلاك الطاقة والمياه فيها، وغيرها. وتأهيلها للحصول على الشهادات المطابقة للمواصفات والمعايير المعتمدة لتصنيفها بطريقة علمية.
وأشار صعب إلى تركيز عمل الشركة في لبنان والدول العربية، بشكل عام، وفي أميركا وأفريقيا، حيث توفر الشركة من خلال فريق عملها المتخصص، الدراسات العلمية وتقديم البرمجيات الخاصة ووضع اختبار لسيناريو إفتراضي معيّن للمواد المستعملة في عملية البناء والوصول لأفضل الحلول المناسبة .
ورأى صعب أنه منذ بداية عمل الشركة في هذا المجال، بدا إختلاف نسبة الوعي لفهوم ونظام الأبنية الخضراء بشكل واضح، ويعود ذلك باختلاف البلد وقوانينه التي تفرض على المطورين اعتمادها والالتزام بمعاييرها، ما أدى بالتالي إلى إنتشار هذا المفهوم والوعي لدى المتعاملين. أما في لبنان، فقد تمّ إطلاق قرض منذ 3 سنوات لدعم الأبنية الخضراء وتحفيز المطوّرين بفائدة تشجيعية لا تتعدى 1 في المئة، ما شجّع على إعتماد هذا النوع من القروض واعتماد نظام الأبنية الخضراء، وبالتالي عزّز من دور وأعمال الشركة نتيجة هذا الوعي.
وشدّد على أهمية نشر مفهوم نظام الأبنية الخضراء لدى المتعاملين، حيث تتم مواكبتهم والتواصل الدائم معهم وشرح أهمية هذا النظام من قبل قسم خاص من المهندسين في هذا المجال، وتنظيم دورات للمتعاملين ونشر الوعي للطرفين، الذي يعدّ من ضمن مسؤوليات الشركة. بالإضافة إلى عقد مؤتمرات وورش عمل تقيمها الشركة، إلى جانب مشاركتها في المؤتمرات وتقديم المحاضرات، مؤكداً أن موضوع الأبنية الخضراء ليس مشروعاً اقتصادياً واستثمارياً فحسب، إنما هو رسالة حياة مجتمعية سليمة، لافتاً إلى تفاقم المشاكل اليومية نتيجة استمرار البناء العشوائي.
وعن حجم أعمال “سيدز”، أشار صعب إلى أن الخبرة التي تتمتع فيها الشركة أتاحت لها تقديم خدماتها لكافة المشاريع الإنشائية، بدءاً من مشروع فيللا صغيرة وصولاً إلى مشاريع المدن الكبيرة، حيث تتوزّع أعمالها في لبنان، قطر، السعودية، البحرين، الأمارات العربية المتحدة ونيجيريا لافتاً إلى حجم الاستثمارات في قطر التي تستحوذ على أحجام المدن الكبيرة، نظراً لاختيارها لاستضافة مونديال 2022.
وعن المنافسة، لفت صعب إلى محاولة الشركات الجديدة لدخول السوق بأسعار منخفضة، إلا أنها تصطدم بعوائق عديدة أهمها عدم الكفاءة، مشيراً إلى حصر المنافسة فعلياً مع شركة وحيدة تعمل في نفس المجال في لبنان. موضحاً أن ” سيدز” تقدم خدمات أنظمة التقييم، فيما البعض من الشركات التي تقوم بهذه الخدمات تنحصر أعمالها في جزء من الدراسة، ما يدعوها للاستعانة بشركته لتقديم الاستشارات والدراسات المتكاملة المطلوبة.
وحول توسّع نشاط الشركة، أكد صعب أن ” سيدز” التي تعمل حالياً انطلاقاً من مركزها في لبنان، تسعى للتوسّع في الخارج، ونقل خبراتها كشركة لبنانية، نظرأ للكفاءات والخبرات التي يتمع بها فريق العمل في الشركة. وقد تمّ مؤخراً تأسيس فرع في دبي، في منطقة اقتصادية، معوّلاً عليه للتوسّع والتواجد عن قرب مع مشاريع دول الخليج، واعتماده كفرع إقليمي للشركة، مشيراً إلى التخطيط للتوسّع مستقبلاً وفتح فروح أخرى في دول الخليج، والشرق الأوسط وأفريقيا، وصولاً إلى أوروبا، خاصة أن الشركة تتمتع بخبرات وكفاءات تخولها القدرة على المنافسة في هذا المجال.