أصدر تجمع رجال الأعمال اللبنانيين بيانأ، تضمن كلمة رئيسه الدكتور فؤاد زمكحل، بعد عودته على رأس البعثة الإقتصادية لرجال الأعمال اللبنانين إلى المكسيك، وبعد رحلة استكشاف إقتصادي وإستثماري دامت 8 أيام. وضم الوفد الاقتصادي عدداً من رجال الأعمال من كافة القطاعات: القطاع التجاري والصناعي والسياحي، والاتصالات، والتكنولوجيا، والتأمين، والتدريب، والاستشارات، والتوزيع، والتمويل، والعقارات، والقطاع الطبي وشبه الطبي والمواد الغذائية …. بهدف التقاط نظرة شاملة عامة ومن خلال زوايا متعددة على هذه السوق المتنامية ذات الامكانيات القوية.
وجاء في كلمة زمكحل ما حرفيته:
منذ الدقائق الأولى من وصولنا الى المكسيك، ولغاية رحيلنا، سررنا بالترحيب الحار والاهتمام الخاص الذي أعطي لنا وللاستعداد بالتعاون معنا الذي أظهره جميع الاشخاص الذين التقينا بهم ان على المستوى الخاص او على المستوى العام.
منذ اليوم الأول لزيارتنا لهذا البلد أعجبنا بالبنية التحتية المتطورة لديه، وتنظيم ورؤية القطاع العام، واعجبنا خاصة بدينامية واستراتيجيات القطاع الخاص المكسيكي وبالوجود الضخم للمغتربين اللبنانيين في المكسيك وبقوتهم الاقتصادية.
خصّصنا الأيام الأولى لاقامتنا الأستكشافية لزيارة المؤسسات الحكومية والعامة لنفهم بشكل جيد القوانين والهيكليات وشروط العمل، من أجل الاستثمار والتعاون التجاري مع المكسيك. وقد التقينا مع وزارة الاقتصاد ووزارتي الشؤون الخارجية والصحة، وكذلك مع وكالة الاستثمار PROMEXICO ومجلس التجارية الاستثمار الخارجي COMCE، ووكالة السياحة والعقارت FONATUR ووكالة التعاون الدولي AMEXCID .
أما الأيام التالية فقد كانت مخصصة لعقد اجتماعات مع القطاع الخاص مثل غرفة التجارة العربية -المكسيكية وغرفة التجارة والصناعة CONACITRA، وغرفة التجارة اللبنانية- المكسيكية، كما واجتمعنا مع عدد من رؤساء مجموعات كبيرة من الشركات القابضة من القطاع الخاص المكسيكي: السيد كارلوس سليم ضومط الرئيس التنفيذي لشركة CarsoGrupo، والسيد كارلوس بيرالتا الرئيس التنفيذي لشركة Grupo IUSA، السيد خوليو لاريا الرئيس التنفيذي لشركة. Grupo Mexico
من جهتهم، قام أعضاء الوفد بزيارة المطران الماروني المونسنيور أبو يونس وأسقف الأرثوذكس المطران شدراوي.
في موازاة ذلك نظّم كل عضو من أعضاء الوفد لقاءات خاصة ثنائية مع عدة أشخاص ينتمون الى القطاع المعني به.
من جهة أخرى نظمت غرفة التجارة اللبنانية – المكسيكية غداء – نقاش مع رئيس تجمع رجال الأعمال اللبنانيين الدكتور فؤاد زمكحل للتحدث عن فرص الاستثمار في لبنان والشرق الأوسط بحضور عدد كبير من رجال الأعمال اللبنانيين- المكسيكيين ومحافظ مدينة مكسيكو سيتي الذي هو من أصل لبناني. بعد هذا الحدث تم التوقيع على اتفاق شراكة وتعاون بين تجمع رجال الأعمال اللبنانيينوغرفة التجارةاللبنانية- المكسيكية.
بالإضافة إلى ذلك نظم “المركز اللبناني” CENTRO LEBANESEمأدبة غداء تكريماً للرئيس الدكتور زمكحل والوفد اللبناني بحضور عدد كبير من اعضاء الجالية اللبنانية في المكسيك في المركز الجديد المثير للإعجاب والممتد على مساحة تتعدى 12،000كم2، وهو يتضمن مطاعماً وملاعب للرياضة وأحواض سباحة ومركزاً للمسنين … نرى على باب هذا النادي الضخم بفخر تمثالاً للمغترب اللبناني يحمل حقيبة على ظهره وعلامة كتبت عليها العبارة الشهيرة التي قالها الرئيس السابق للجمهورية المكسيكي أدولفو لوبيز ماتيوس في تشرين الثاني 1962 “الذي لا يملك صديقاً لبنانياً … فليذهب وليبحث عنه!”
نحن نشيد بصوت عالٍ نجاح وإنجازات مثيرة للإعجاب لرجال الأعمال وللشركات من أصل لبناني في المكسيك. ننظر بكل فخر وإعجاب إلى مواطنيننا وإخوتنا اللبنانيين الذين نجحوا في جميع المجالات، والذين يساهمون بنشاط في النمو الاقتصادي للبلدان المضيفة لهم ويشاركون أيضا في الحياة السياسية والاجتماعية ويحتلون عدة مناصب وزارية وعامة رفيعة المستوى في المكسيك.
لم يشعر قط المغتربون اللبنانيون بأنهم في بلد غريب أو انهم اقتلعوا من بلدهم لأنهم قاموا بكل فخر ببناء لبنان ثانٍ في كل من البلدان المضيفة لهم في حين قام البعض من المسؤولن السياسيين لدينا بتدمير كل يوم ما تبقى من بلدنا الفقير.
خلال لقاءاتنا الكثيرة قال لنا إخواننا المغتربون أنهم يحبون لبنان بقدر ما يحبه اللبنانيون … وقلنا لهم أنهم بنظرنا يحبون لبنان أكثر بكثير من بعض اللبنانيين.
واختتموا مداخلاتهم بالقول أن لكل واحد منا الآن عائلة في المكسيك، ولكن أيضا في جميع دول العالم لأننا سنبقى متحدين عبر القارات والمحيطات. فأجبناهم بأننا سننجح حيث فشل السياسييون دائما اذ اننا سنظل دائما متحدين ومجتمعينمن اجل مصلحة لبنان وسمعته.
اما فيما يتعلق بالسوق والاقتصاد المكسيكي، استطيع أن اقول لكم أننا كنا جميعاً معجبين بهذه السوق الضخمة المؤلفة من 120 مليون نسمة، وبإمكاناتها من حيث الطلب والتطور والنموّ في جميع المجالات.
من الواضح أن السلطات والقطاع العام المكسيكي قد أجروا إصلاحات اقتصادية لتعزيز تنمية القطاع الخاص، ولجذب المستثمرين ولبناء نمو منتظم وثابت. إنهم يسعون لاستقبال وتشجيع كبار رجال الأعمال واصحاب المشاريع والمستثمرين من مختلف أنحاء العالم، وخصوصاً اللبنانيين بهدف خلق شراكات مع نظرائهم المكسيكيين .. إن أهداف السلطات ليست فقط مركزة على الموارد الطبيعية (النفط والغاز والمعادن) ولكن في الغالب على الانفتاح نحو القطاع الخاص، في مجال الخصخصة وبناء إقتصاد مختلط مع تطوير مؤسسات القطاع الخاص على المستوى المحلي والدولي. من جهة أخرى يتم اعطاء اهتماما خاصا للموقع الجغرافي للمكسيك الذي ينبغي أن ينظر إليه على انه بوابة مميزة لقارة أمريكا اللاتينية وخصوصا نحو الولايات المتحدة الأمريكية وأهميته بالنسبة للتجارة والتبادل التجاري مع المنطقة المحيطة بها، للعب دور منصة اقتصادية كبيرة، ومن هنا تأتي الأهمية الكبيرة للسوق المشتركة لإتفاق المحيط الهادي الذي يقدم العديد من الميزات الضرائبية وغيرها من الفوائد للبلدان الأعضاء.
وقد أظهرت اجتماعاتنا مع القطاع الخاص أيضا اهتماما كبيرا في خلق شراكات، تآزر، ومشاريع مشتركة مع رجال الأعمال اللبنانيين ليس فقط في المكسيك ولكن خصوصاً للتنمية الدولية. تم تحديد علاقة رابح/رابح WIN / WIN بوضوح: إن رجال الأعمال اللبنانيين بحاجة إلى رجال الأعمال المكسيكيين للنمو والإستثمار والإستقرار في هذه السوق العظيمة لأمريكا اللاتينية ذات النمو المتزايد. في حين يحتاج رجال الأعمال المكسيكيون إلى نظرائهم اللبنانيين للتطور في منطقة الشرق الأوسط وحتى على الصعيد الدولي بمساعدة الجالية اللبنانية الكبيرة الموزعة في جميع أنحاء العالم وذات التأثير الكبير.
كررنا بوضوح طوال اجتماعاتنا أنه سيكون من الصعب جداً أو حتى من المستحيل بالبدء بمشاريع جديدة جنينية في المكسيك (Start up) نظراً للمسافات الطويلة التي تفصل قارتينا ومعرفتنا وخبرتنا المحدودة في هذا السوق ولكن نحن مهتمين بشدة في الإستثمار في رأس المال الشركات المحلية ذات الامكانات القوية، للعمل بالفعل في هذه السوق، ولخلق التآزر الإنتاجي ولدمج معرفتنا وخبرتنا مع هذه الشركات المربحة. وقد تم تشكيل لجنة ملاحقة وسيتم إرسال بشكل منتظم جميع العروض والفرص الاستثمارية في الشركات المكسيكية من جميع المناطق لدراستها بعمق.
من ناحية أخرى، دعونا الشركات المكسيكية للإستثمار في رؤوس أموال الشركات اللبنانية ذات الإمكانات العالية والنمو المنتظم والتي يمكن أن تكون أيضا بمثابة منصة مثالية وبوابة لمنطقة الشرق الأوسط بأسرها.
لقد أكدنا أيضاً أن اقتصاداتنا ومعرفتنا ليست تنافسية لأن الاقتصاد اللبناني هواقتصاد متخصص مقارنة مع الإقتصاد المكسيكي الذي هو إقتصاد جماهري.
بعبارة أخرى تم التحديد بشكل واضح علاقة تكامل وليس علاقة تنافسية، في حين يجب تنفيذ التعاون المثمر والتآزر المنتج للنمو معاً.
علينا أن نعمل معاً من أجل التطوير بشكل مستقل، مترابط أو مشترك.
خلال كافة لقاءاتنا شددنا وذكرنا أننا من أنصار الإقتصاد والأعمال الحرة، والإبداع، والتنمية الاقتصادية والتجارة بعيداً عن أي انتماء آخر.
أكدنا في اجتماعاتنا أن لبنان مؤلف من 4 ملايين نسمة وهو بالتأكيد من أصغر الدول في المنطقة وحتى في العالم، ولكننا بلد صغير ذا إمكانات كبيرة، وإمكانيات ضخمة، نحن بلد صغير لديه رجال أعمال من الأنجح في العالم، بلد يتعامل مع أكبر الدول وأكبر القارات. إن أعظم ثروة لدينا لا تكمن في الأرقام أو في الكميات إنما في الجودة والكفاءة والربحية، والإبداع، والدراية، والأفكار، وإدارة الأزمات، والتكيّف السريع … وفي العديد من المزايا الأخرى المعروفة والمعترف بها في جميع أنحاء العالم.
سأختتم بالقول إن هذه الرحلة كانت ناجحة جداً على جميع المستويات وسيتبعها العديد من الوفود الأخرى أو زيارات مختلفة. ينبغي على كل رجل أعمال متابعة العلاقات الثابتة عن كثب والاستفادة منها والبناء مرتكزاً على البذور التي تم زرعها.
سأترك الكلمة الآن إلى كل عضو من أعضاء الوفد للتعبير عن انطباعاته الأولى، وردود فعله، نياتة، والرؤى الاستراتيجية لديه بعد هذه التجربة المثيرة والمشجعة.
شكراً لكم لمرافقتكم لنا خلال هذه الرحلة الاستكشافية، وشكراً لثقتكم ودعمكم لنا ومتابعتكم لنشاطاتنا.