مخزومي في ندوة حول النفط والغاز:
السلطات في لبنان تعرقل ملف الثروة النفطية

أثنى رئيس منتدى الحوار الوطني المهندس فؤاد مخزومي على عمل نادي الصحافة الذي أثبت، من خلال القائمين عليه والمؤمنين بحرية الرأي، أنه منبر مستقل غير مرتبط بأي جهة سياسية وأنه يمثل حصراً لبنان واللبنانيين.

كلام مخزومي جاء خلال ندوة نظمها نادي الصحافة حول واقع الثروة النفطية والغازية في لبنان، أكد فيه أن هذا الملف يُعتبر من أهم الملفات الوطنية.

وبعد كلمة ترحيب وتقديم من رئيس النادي بسام أبو زيد، أشار إلى أن دوائر القرار في معظم الدول النفطية كالسعودية وقطر ونيجيريا ومصر تولي الثروة النفطية اهتماماً خاصاً، بعكس لبنان الذي تعمل سلطاته على عرقلة هذا الملف، والحؤول دون وضعه حيز التنفيذ.

وأضاف: بالعودة إلى الماضي، نجد أن أولى الأبحاث والاختبارات حول وجود النفط والغاز أُجريت في الأربعينيات في الشمال وفي منطقة تربل تحديداً، ولكنها توقفت وأغلق الملف لأسباب مجهولة. وشهدت الخمسينيات إعادة بحث ليتأكد وجود مخزون من النفط والغاز. فيما لم يتمكن لبنان من الوصول إلى الاستقلالية الاقتصادية وارتبط تقدمه بالأحداث الدائرة في المنطقة، وأُرجع السبب في ذلك الوقت إلى الحرب الأهلية عام 1975 والوجود الفلسطيني في فترة السبعينيات، لافتاً إلى أن المصالح الإسرائيلية كانت محمية آنذاك في وقت كانت الاستقلالية الاقتصادية ممنوعة على اللبنانيين.

ولفت إلى أن ملف النفط والغاز عاد إلى الواجهة منذ حوالى الثلاث سنوات، مشيراً إلى أن لبنان يملك العديد من العناصر الإيجابية التي تمكنه من التقدم في هذا الملف، أولها المواطن اللبناني كشخص فاعل، ثانيها الانفتاح والتعايش مع الآخر، وثالثها حرية التعبير والرأي التي يتمتع بها اللبنانيون، معتبراً أن النقطة السلبية الوحيدة التي تقف عائقاً بوجه هذه الثروة هي آفة المذهبية والطائفية التي أصبحت للأسف متجذرة في مجتمعنا وخسر لبنان بسببها الكثير بدءاً من الاقتصاد وصولاً إلى الحرب الأهلية التي كانت من الأسباب الرئيسية في عدم تقدمنا وازدهارنا.

وشدد مخزومي على أن عدم دخول لبنان في الدورة الاقتصادية لم يغيّر شيئاً في شخص المواطن اللبناني الذي بقي على حاله، وهو لا يزال قادراً على أن يشكل أقوى لوبي في العالم، محذراً من أن التمسك بالزعيم السياسي والطائفي هو السبب الوحيد الذي يعيق تطور اللبنانيين.

ولفت إلى أن السياسيين اللبنانيين كانوا يُحضّرون ملف النفط والغاز على نار هادئة بعيداً عن الأضواء ليضغطوا في ربع الساعة الأخير باتجاه الحلول السريعة التي تؤمّن مصالح جهات معينة وليس مصلحة البلد ككل، لافتاً إلى أن هذا الأسلوب سبق وحدث في باقي الملفات بدءاً من قانون الانتخاب مروراً بالاستثمار وصولاً إلى معظم الملفات التي ترتبط بمعيشة وحياة المواطن من كهرباء ونفايات ومياه وغيرها من الخدمات الضرورية.

وأكد مخزومي أن وضع البلد اليوم لا يزال غير محدد المعالم وغير مستقر سياسياً واقتصادياً بفعل ما يجري من أحداث في المنطقة، الأمر الذي دفعنا إلى المضي بملف النفط والغاز لكي لا ننتظر ربع الساعة الأخير، مشيراً إلى أننا نعمل اليوم على رفض تمرير الملفات كما كان يحصل في الماضي، حيث كانت تُؤخذ القرارات من خلال تسويات معينة ونُبلّغ بها، حتى أننا لم نكن ننفذها بالشكل السليم لغياب الشفافية وجدية التنفيذ، والدليل على ذلك هو اتفاق الطائف الذي لم يُنفذ بشكل كامل رغم مرور 26 عاماً على إقراره.

وأضاف: قررنا تحريك ملف النفط والغاز، ونظمنا العديد من الندوات والمؤتمرات التي دعمتها العديد من وسائل الاعلام، على رأسها LBCI و Lebanon Debate، ولاحظنا إصرار الشباب على التغيير، ورفضهم لطرق التعاطي السائدة مع ملفات البلد الداخلية، مشيراً إلى أن أولى شرارات هذا الرفض ظهرت في الحراك الشعبي والمدني الذي برز مؤخراً في مواجهة ملف النفايات، وجملة من الملفات الحياتية.

وأوضح أن هذا الحراك خير دليل على إمكانية التغيير. وقد لاحظنا جميعاً خلال الانتخابات البلدية كيف رفض السنّي استمرار نهج زعاماته السنية وكذلك الماروني والشيعي والأرمن والدروز. وتابع: هذا تحديداً ما نراهن عليه في ملف النفط والغاز، إذ إننا نعمل على جمع اللبنانيين، بعيداً عن انتماءاتهم الطائفية والمذهبية وتحريك المجتمع المدني للحفاظ على مستقبل شبابنا من الخراب، مؤكداً أن هذا الملف يعطي المواطن أملاً إضافياً بإمكانية تحسين وضعه الاقتصادي والمعيشي واسترجاع حقوقه، شرط المضي جدياً بعملية التغيير.

وشدد مخزومي على أن المستقبل هو ملك للشباب، مشيراً إلى أن الهدف من تحريكنا لملف النفط والغاز كان للتأكيد على أن المستقبل بانتظار شبابنا في بلدهم والحؤول دون الهجرة وإعطاءهم الأمل الذي يمكنهم من تأمين حياة مستقرة في بلدهم.

وأكد أنه لا يمكن أن يتحقق ذلك من دون تبني قضية قومية هي حماية الثروة الوطنية الموجودة في البحر. من هنا قررنا الحفاظ على هذه الثروة من خلال تشكيل لوبي شبابي ضاغط، يسعى لوضع خطة استراتيجية منظمة وأهداف واضحة ويخوض الانتخابات النيابية سنة 2017، ويوصل إلى البرلمان الأشخاص الذين يحافظون على ثروتنا النفطية بما يؤمن مستقبلاً أفضل للبنانيين. وتابع: نحن نراهن تحديداً على نهضة الشباب الذين إذا ما شكلوا اللوبي بإمكانهم مواجهة السياسيين يداً بيد ورفع الصوت والمطالبة بحقوقهم.

وأكد أن المجتمع المدني بإمكانه التغيير بعد أن فُقدت الثقة بالدولة التي أصبحت شبه غائبة في ظل حكومة مشلولة، ووزراء يظهرون إلى العلن ليتبادلوا الاتهامات بالسرقة والتزوير، ومجلس نيابي يجتمع فقط ليمدِّد لنفسه وهو غير قادر على تأمين النصاب لانتخاب رئيس للجمهورية، لافتاً إلى أنه أصبح من الواجب والضروري في المرحلة الراهنة أن نضع أيدنا بأيدي بعضنا لنغيّر الصورة النمطية السائدة عن اللبنانيين ولنغيّر واقعنا ومستقبلنا إلى الأفضل.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“ضمان الاستثمار”: 121 مليار دولار قيمة عمليات تأمين التجارة والاستثمار والتمويل في الدول العربية خلال عام 2023

كشفت في نشرتها الفصلية عن ارتفاع حصة الدول العربية من إجمالي الالتزامات الجديدة عالميا إلى ...

“الريجي” ضبطت منتجات تبغية مهربة ومزورة في بيروت

في إطار جهود إدارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية “الريجي” المتواصلة لمكافحة التهريب، ضبطت فرقها كميات ...

الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) تدعم بلدية جبيل في إطلاق مبادرة فرز النفايات، لتحسين التحديات المتزايدة للنفايات في المدينة

بدعم من الوكالة الأميركيّة للتنمية الدوليّة (USAID) ، أطلقت بلدية جبيل مبادرة لفرز النفايات بهدف ...