تظهر النتائج المالية غير المدقّقة للبنوك اللبنانية الثلاثة الكبرى المُدرجة – بنك لبنان والمهجر وبنك عوده وبنك بيبلوس – في النصف الأول من عام 2016 إستدامة في الأرباح رغم الظروف التشغيلية الصعبة التي تواجهها نتيجة الإضطرابات السياسية والإقتصادية في لبنان ودول الجوار. فقد بلغت الأرباح المجمّعة للبنوك الثلاثة ما يعادل 526.09 مليون دولار في النصف الأول من عام 2016 ، أي بزيادة قدرها 13.74% عن الفترة نفسها من عام 2015. وحقّقت هذه الزيادة في الأرباح في الأغلب نتيجةً للزيادة في الأرباح لوحدات البنوك الخارجية.
وعلى صعيد كلّ بنك بمفرده، تظهر النتائج أيضاً تحقيق بنك لبنان والمهجر أعلى مستوى للأرباح بلغ 226.68 مليون دولار بزيادة 19.08% عن الأشهر الستة الأولى من عام 2015 . وجاء بنك عوده في المرتبة الثانية حيث حقّق 225.66 مليون دولار بزيادة 11.66 %. أمّا بنك بيبلوس فقد حلّ في المرتبة الثالثة حيث بلغت أرباحه 73.75 مليون دولار بزيادة 5.20%.
ويمكن تقييم أداء البنوك الثلاثة الكبرى المُدرجة إذا اعتمدنا المقاييس النسبيّة للربحية، كالمردود على متوسط رأس المال العادي (Common Equity) ROACE والمردود على متوسط الموجودات ROAA، والتي تقيس الإنتاجية في استخدام رأس المال والموجودات لتوليد الإيرادات. وعلى صعيد هذه المعايير، حلّ بنك لبنان والمهجر في المرتبة الأولى حيث بلغ الـ ROACE 16.62% والـ ROAA 1.55%، تلاها الأداء للبنوك الأخرى حيث بلغ الـ ROACE 14.90% والـ ROAA 1.07% لبنك عوده، في حين بلغ كلّ من المردود المماثل 8.30% و 0.73% على التوالي لبنك بيبلوس. ويعود السبب الرئيسي في الأداء الأفضل للربحية النسبيّة لبنك لبنان والمهجر إلى تحقيقه أدنى مستوى لنسبة الكلفة إلى الإيرادات – التي تعكس الكفاءة التشغيلية والإدارية في الأداء – بلغت 35.88 % مقابل 54.20% لبنك بيبلوس و55.38 % لبنك عوده.
وينسحب أداء البنوك في الربحية على أداء معظم بنود ميزانياتها. فعلى صعيد بنك لبنان والمهجر، فقد وصلت موجوداته في نهاية شهر حزيران 2016 إلى 29.5 مليار دولار بزيادة 3.09% عن الفترة نفسها من عام 2015 وارتفعت محفظة قروضه إلى 7.35 مليار دولار بزيادة 4.73%، في حين ازدادت حقوق المساهمين إلى 2.72 مليار دولار بزيادة 7.27%. أما بنك بيبلوس، فقد ازدادت موجوداته إلى 20.43 مليار دولار بزيادة 6.59% وازدادت القروض إلى 5.02 مليار دولار بزيادة 7.27% ، بينما ارتفعت حقوق المساهمين إلى 1.66 مليار دولار بزيادة 2.33%. وبالنسبة لبنك عوده، فقد انخفضت موجوداته إلى 41.94 مليار دولار بنسبة 0.88% ووصلت قروضه إلى 18.49 مليار دولار بزيادة 8.48 %، بينما ارتفعت حقوق المساهمين إلى 3.26 مليار دولار بنسبة 4.29%.
وعلى القدر نفسه من الأهمية، لم يقتصر الأداء الملحوظ للبنوك الثلاثة على النمو في الأرباح بل تعدّاها ليشمل مؤشرات مالية سليمة. وفي هذا الإطار، لم تزِد نسبة صافي القروض المشكوك بتحصيلها عن 1.4% (0.9% لبنك عوده و1.3% لبنك بيبلوس و1.4% لبنك لبنان والمهجر) ، ولم تقلّ نسبة كفاية رأس المال حسب معايير بازل 3 عن 13.9% (18% لبنك لبنان والمهجر و 17.7% لبنك بيبلوس و 13.9% لبنك عوده) ، ولم تقلّ أيضاً نسبة السيولة الأولية عن 45.9% (65% لبنك لبنان والمهجر و 51% لبنك بيبلوس و 45.9% لبنك عوده).
مرّةً أخرى، تُظهر نتائج البنوك اللبنانية الثلاثة الكبرى المُدرجة نمواً مُستداماً في الربحية ومركزاً مالياً يتّسم بالقوة بفضل السياسات المُحافظة والرصينة التي تتّبعها هذه البنوك في وجه الظروف الإستثنائية التي تمرّ بها، ويبقى في ذلك القطاع المصرفي في صدارة الركائز المالية في لبنان والعمود الفققري للإقتصاد.
الأرباح (مليون دولار) | المردود على متوسط أموال المساهمين ROAE% | المردود على متوسط الموجودات ROAA% | نسبة الكلفة إلى الإيرادات(%) | |
بنك لبنان والمهجر | 226.68 | 16.62 | 1.55 | 35.88 |
بنك عوده | 225.66 | 14.90 | 1.07 | 55.38 |
بنك بيبلوس | 73.75 | 8.30 | 0.73 | 54.20 |
المصدر: بنك لبنان والمهجر