ما بين التراث والحداثة علاقة وطيدة لا يجسدّها سوى من عاصر مزيجها وأتقن خليطها المفعم بعطور الطبيعة الغنّاء. ما بين أصالة الأرض وعطاءات الطبيعة أيادٍ صقلت خيراتها لتحافظ على ما بناه الأجداد و أتقنه الأبناء جيلاً بعد جيل.
هي قصة تراثية معاصرة، تحاكي شذى العطور وتهندس خلاصة الطبيعة في قالب تبصمه أنامل مرهفة تزيّن أطرافه وترسم ألوانه وتطبع على جنباته سباعية قزح لتختزن أريج الورود.
طبيعي أن تشيّد أبنية وترصف حجارة فوق أخرى، لكن أن تبني صرحاً سياحياً قروياً يضمّ بين جدرانه حليّ الطبيعة، وترفع اسم لبنان عالياً فخراً بالصناعة اللبنانية، هنا تكمن الجدارة الخلّاقة، التي جسّدها الدكتور بدر حسّون في قريته البيئية. القرية النموذجية الأولى في الشرق الأوسط حسب مواصفات الأيزو ومنظمة الصحة العالمية.
القرية تنتج في مختبراتها أكثر من 1400 صنف من الصابون والزيوت العضوية المغذية للروح والجسد ، وتضم متحف ” خان الصابون”، مختبرات، مزارع الأعشاب العضوية العطرية، معصرة الزيت، مطبخ صناعة الصابون التقليدي، الكركة.
حفل الافتتاح
لبنان كان على موعد من شماله في طرابلس- الكورة مع حفل افتتاح وإدراج “قرية بدر حسون البيئية” على خارطة السياحة الدبلوماسية من قبل إتحاد السفراء الدوليين في الولايات المتحدة الأمريكية و منحها وسام تميز البيئي من الإتحاد العربي للشباب والبيئة، وإعتمادها أول قرية نموذجية عربية متخصصة بالإستثمار في الإقتصاد الأخضر، وذلك برعاية وحضور وزير السياحة ميشال فرعون، ممثلي رؤساء حكومة سابقين وعدد من الوزراء، عدد كبير من الشخصيات الدبلوماسية و السياسية و عدد كبير من سفراء الدول العربية والأجنبية وقادة عسكريين وأمنيين، رجال أعمال ورؤساء بلديات ومخاتير ووسائل إعلام وصحافة، ومشاركة أتحاد نوادي الصحافة في فرنسا برئاسة جان مارك- كنوفا ووفد صحافي أوروبي ضم نحو 280 صحافياً، حيث فاق عدد الحضور الـ 4000 شخصاً.
فرعون
وتحدث راعي الإحتفال وزير السياحة ميشال فرعون فقال: “نتذكر وإياكم عندما إفتتحنا هذه القرية البيئية منذ سنتين حين تمنينا عليكم العودة إلى زيارتها بعد حين لنشهد على التطور الذي كان لا يزال مشروعا وحلما، وها نحن اليوم نشهد هذا الإنجاز القائم على الأرض ولكن وفي نفس الوقت نعيش هذا الجرح المفتوح على صعيد الخلافات السياسية وعلى صعيد الحكومة من خلال عدم إنتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية، ونحن نأسف لذلك، وندعو إلى إنتخاب رئيس للجمهورية، وفي نفس الوقت بقي الإتفاق السياسي الأمني حول الجيش اللبناني والقوى الأمنية وهم الذين يدافعون اليوم عن السيادة عند الحدود ويدافعون أيضا عن الإستقرار الأمني في البلد وبنفس الوقت يؤمن الحركة للمجتمع المدني الذي يقوم بالدفاع عن سيادة الحضارة في هذا البلد، وهذه الحركة الإستثنائية التي نشهدها اليوم وشهدناها في السنة الماضية خلال الصيف إنطلاقا من المهرجانات والنشاطات التي وصل عددها إلى أكثر من مئة إحتفال وأكثر من 300 نشاط في القرى والبلدات اللبنانية والتي تعكس هذا الجو الحضاري للشعب اللبناني بعيدا عن أجواء العنف والظلم والدكتاتورية في البلدان المجاورة”.
وتابع: “نحن دائما نشدد على أهمية هذه المهمة في الحفاظ على الحضارة والتاريخ والتراث الذي ليس هو فقط ملك للبنان بل هو ملك للبشرية جمعاء وعلى اللبنانيين الدفاع عن هذا التراث، واليوم إذا أردنا الحديث كمجتمع مدني عن أجواء الإيمان والأمل والتحدي وإذا أردنا الحديث ايضا عن البيئة والسياحة فنحن نتحدث ولا شك عن بدر حسون وآل حسون وعن أمير واحمد واسامة الذين اصبحوا معالم سياحية في كل المؤتمرات السياحية في العالم، ونحيي فيهم روح التحدي والإيمان”.
وختم: “نحن نشجع كل المبادرات لإقامة المشاريع التي تحافظ على البيئة المستدامة، واليوم نحن هنا للمساهمة بتكريم الدكتور بدر حسون ولنشهد على هذا التطور، ونأمل بمزيد من التطور البيئي والسياحي كما وعدنا بدر حسون من خلال إقامة بيوت للضيافة، ونذكر أن هناك أكثر من مئة بيت للضيافة في لبنان ولديها ملاءة 100% بين شهري أيار وتشرين، فلا تنتظر يا دكتور بدر إنتخاب رئيس جديد للجمهورية للبدء بهذا المشروع بل إستمر في نجاحاتك وبمشاريعك الناجحة على صعيد لبنان والعالم”.
ثم قدم فرعون درعاً تقديرية لحسون والذي بدوره قدم لفرعون درعاً مصنوعة من الصابون والفضة والأعشاب النادرة.
حسون
وكان الإحتفال استهلّ بالنشيد الوطني وقدمت للاحتفال الإعلامية لمى لوند، ثم ألقى حسون كلمة تحدث فيها عن حكايته بـ “إقامة قريته البيئية وما بذله مع أبنائه من جهد وعرق ومعاناة لتحويل الحلم إلى حقيقة فأنبتت الأرض كنوزها وبذورها وتحولت القرية إلى لوحة بأبهى الصور والرسوم”.
إسماعيل
وتحدث أمين عام إتحاد الشباب الوطني للشباب والبيئة الدكتور عبد الرزاق إسماعيل فقال: “نحن هنا لنكرم صناعيا بيئيا بإمتياز ولنكرم أبناءه الذين برعوا في الإدارة والتسويق والإنتاج وقد رفعنا توصية إلى الأمانة العامة للمجلس العربي للاقتصاد الأخضر وقرر الأمين العام الدكتور مجدي علام منح قرية بدر حسون وسام التميز البيئي”.
سيف
وتحدثت السفيرة غرازيللا سيف فنوهت بمتابعتها القرية البيئية وإستكمال ملفها وتقديمه من حوالي سبعة اشهر إلى قسم الإدارة والصحة والبيئة في الإتحاد الأميركي الذين درسوا الملف وتقرر إدراج قرية بدر حسون البيئية على الخارطة العالمية الدبلوماسية والسياحية”.
قضماني
وتحدث رئيس مكتب لبنان في الإتحاد العربي للشباب والبيئة الدكتور وليد قضماني فقال: “جئنا اليوم لتكريم الدكتور بدر حسون لدوره في تطوير منتجات “خان الصابون” وإنشاء القرية البيئية وتطوير منتجاتها والتي تحولت إلى معلم سياحي لبناني”.
دبوسي
بدوره،قال رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة بطرابلس وشمال لبنان توفيق دبوسي: “لقد حول بدر حسون وعائلته صناعة الصابون من حرفة يدوية إلى صناعة ماسية فمبروك لطرابلس والشمال ولكل لبنان بهذا الربح للاقتصاد اللبناني وللصناعة اللبنانية”.
زخيا
وتحدث عميد كلية الزراعة في الجامعة اللبنانية البروفسور سمير زخيا مدور فقال: “لقد أراد القيمون على هذه القرية النموذجية أن يجمعوا بين التراث والتنمية متسلحين بالعلم والمعرفة مسلطين الضوء على عدة نقاط منها إحياء تراث عمره أكثر من خمسماية عام وإحياء صناعات وحرف يدوية تناقلها الأبناء عن الآباء وإنشاء مركز حرفي يشجع على إظهار وتطوير المهارات”.
كما تسلم صاحب القرية البيئية دروعاً تقديرية وتكريم ية من هيئات عديدة شاركت في الإحتفال وأعقب ذلك جولة في ارجاء القرية البيئية.