خبراء يتناولون في يوم المرأة الإماراتية الفرص والتحديات التي تواجه المرأة في قطاع الطاقة
قالت قيادات نسوية إن التنوع في مكان العمل بات يحظى بأهمية متزايدة في ضوء ما يشهده قطاع الطاقة من تحولات سريعة، وفي وقت تتزايد فيه أهمية تمكين المرأة كعامل حاسم في نجاح المؤسسات والشركات. جاءت هذه التصريحات في سياق الاستعدادات لإقامة فعاليات “المرأة في قطاع الطاقة” والتي تنظم على هامش معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك) 2016.
وتضم فعالية “المرأة في قطاع الطاقة” عدد من المحاضرات تستعرض تمثيل المرأة في قطاع النفط والغاز وأبرز التحديات التي تواجه عملها في هذا القطاع، كما تستضيف جلسات نقاش تقدمها سيدات بارزات ورائدات في حقل الطاقة، لتشجيع المرأة على العمل في مجموعة متنوعة من المهن المتصلة بهذا الحقل.
وتحدّثت صاحبات إنجاز من الإمارات بمناسبة يوم المرأة الإماراتية، الموافق 28 أغسطس، عن خطوات واسعة يتمّ اتخاذها لتحقيق تكافؤ الفرص بين الجنسين في أماكن العمل، كما ذكرن أن قطاع النفط والغاز لا يزال يشق طريقه بصعوبة في هذا المضمار، مشيرات إلى الانخفاض الشديد في نسبة تمثيل المرأة في هذا القطاع بالمقارنة مع غيره من قطاعات الأعمال.
النعيمي
وفي هذا السياق، أكّدت فاطمة النعيمي، مدير وحدة الاستراتيجية والتخطيط لقطاع الغاز بشركة بترول أبو ظبي الوطنية (أدنوك)، حدوث تحسّن ملموس في شؤون المرأة بدولة الإمارات وأنها لاقت الدعم القوي والثابت من القيادة الرشيدة في البلاد خصوصا في السنوات القليلة الماضية. وأضافت النعيمي، التي تعتزم المشاركة كمتحدّثة في مؤتمر “المرأة في قطاع الطاقة” ضمن أديبك 2016، أن الطريق لا يزال طويلاً وتكتنفه كثير من التحديات وهي تحدّيات قالت إنها ليست مرتبطة بهذا البلد أو هذه المنطقة، بل “عقبات تواجه القطاع على الصعيد العالمي في كل يوم”، موضحة أنها “تحديات ذات طبيعة مادية واجتماعية نفسية، تتراوح بين إنشاء البنى التحتية المؤسسية الداعمة، وإلهام النساء كي يكُنّ جزءاً من التطورات المستقبلية في هذا القطاع”.
ويتمتع مؤتمر “المرأة في قطاع الطاقة” (المرأة في الصناعة) سابقاً، بسجل حافل بالحوار المشترك البنّاء بشأن القضايا المحيطة بالدور الذي تلعبه المرأة في قطاع الطاقة، وسينعقد في اليوم الثالث من انطلاق فعاليات أديبك 2016، الموافق الأربعاء 9 نوفمبر في مركز أبو ظبي الوطني للمعارض، وهو جزء من هذا الحدث الذي يُعتبر أحد أبرز الفعاليات في قطاع الطاقة العالمي وملتقىً دولياً مرموقاً للمختصين والخبراء في مجال النفط والغاز.
وكان تقرير حديث صادر عن رويترز أشار إلى أن تمثيل المرأة في الوظائف المهنية قطاع النفط والغاز “هو الأدنى بين جميع القطاعات”. كذلك وجد تحليل لشركات الطاقة الأمريكية أجرته شركة الاستشارات العالمية “كورن فيري” أن النساء يشكلن نسبة قدرها ستة بالمئة فقط من شاغلي منصب الرئيس التنفيذي في هذا القطاع. ومن جانبه، وجد موقع التواصل المهني “لينكد إن”، أن النساء يشكلن ما نسبته 26.7 بالمئة من جميع أعضائه المختصين في قطاع النفط والطاقة عالمياً، وهي أدنى نسبة بين القطاعات التي قام الموقع بتحليلها. والتي جاء قطاع الرعاية الصحية في مقدّمتها بنسبة مئوية بلغت نحو 59.8 بالمئة، فيما حلّ قطاع تقنية المعلومات في وسط قائمة القطاعات عند نسبة 30.6 بالمئة.
لكن خبراء يشيرون إلى أن مشهد قطاع الطاقة الجديد، المتّسم بمزيج طاقة عالمي آخذ في التطور وتركيز قوي منصبّ على الكفاءة التشغيلية، بات اليوم يتيح أمام النساء كثيراً من الفرص والمسارات المهنية التي يمكن الاختيار من بينها.
ويلكنسون
وفي السياق ذاته، شدّدت إيلين ويلكنسون، نائب الرئيس للتنقيب بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى شركة “شل”، وإحدى المشاركات الرئيسيات في مؤتمر “المرأة في قطاع الطاقة”، على أهمية القيمة التي تُضفيها المرأة على قوى العمل في قطاع الطاقة، مشيرة إلى حرصها، كخبيرة جيولوجية، على القيام بدور حيوي في التصدي للتحديات ودعم الفرص الجمّة التي تواجه الشركة والقطاع ككل، والمتمثل بتحديد المزيج المناسب من مصادر الطاقة المتجددة والنفط والغاز، ما من شأنه دعم الاقتصادات والمجتمعات المحلية، وقالت: “لا تقتصر الحاجة لتلبية الطلب على الطاقة في المستقبل على تنويع مصادر الطاقة، بل إننا بحاجة أيضاً إلى تنويع الفكر”.
وأضافت ويلكنسون: “شهِدتُ خلال مسيرتي المهنية في أنحاء آسيا المحيط الهادئ وأوروبا والشرق الأوسط كيف يُغذّي التنوّع روح الابتكار، وأرى أن هذا التنوع الفكري هو المفتاح لإطالة أمد النجاح في الشركات الكبرى، لذا أريد أن أكون مصدر إلهام للشابات يحفزهنّ على الانخراط في قطاع الطاقة، فالمرأة تتمتّع بتفوق تقني وقدرة على العمل الآني في مهام متعددة وقدرة على التفكير في حلول عملية للمشاكل المعقدة”.
ومع ذلك، فإن تشجيع النساء على سلوك مسار وظيفي في مجالات الطاقة واستبقائهن فيه ودعم نموهنّ المهني، ينبغي أن يكون جهداً مبذولاً على نطاق المجتمع كله، بحسب فاطمة النعيمي، التي أكّدت الحاجة إلى مزيد من الجهد الشعبي، لا سيما عند النظر في جودة تدريس المواد العلمية، لافتة إلى ضرورة التدخّل في مراحل مبكرة من حياة الطالب الأكاديمية. وخلصت النعيمي إلى أن “مسؤوليتنا كمجتمع، بدءاً من أولياء الأمور والمدارس وحتى الجامعات والشركات، تحتّم علينا أن نجعل هذا القطاع أكثر جذباً واستقطاباً للنشء، فأبناء الجيل الأصغر سناً بحاجة إلى رؤية أفضل للفرص المتاحة أمامهم، وفهم أعمق للتأثير الذي سوف يُحدثونه بانضمامهم إلى هذا القطاع”.