أعلن رئيس غرفة التجارة الأميركية-اللبنانية (AmCham) سليم الزعني اليوم الأربعاء عن جولة في الولايات المتحدة بعنوان Start Up Lebanon-Silicon Valley Roadshow، تنظمها الغرفة بين 12 و17 أيلول بالتعاون مع Startup Megaphone، لوفد واسع من الجهات التي تشكّل منظومة قطاع شركات التكنولوجيا الناشئة في لبنان، تشمل زيارات ميدانية لأهم الشركات في عاصمة التكنولوجيا الأميركية “سيليكون فالي”، فيما اعتبرت السفيرة الأميركية إليزابيث ريتشارد التزام بلادها “دعم الازدهار الاقتصادي في لبنان”، مشددة على أهمية التنمية الإقتصادية لتحقيق الاستقرار في لبنان.
وقال الزعني في مؤتمر صحافي عقده مع ريتشارد في فندق “فينيسيا”، إن “النسخة الثانية من StartUp Lebanon ستكون عبارة عن جولة في سيليكون فالي، معقل ريادة الأعمال والابتكار في الولايات المتّحدة، لوفد لبناني كبير من الجهات المعنية بالقطاع.
ويضم الوفد نحو 30 شخصاً، بينهم ممثلون لمصرف لبنان وهيئة الأسواق المالية، وصناديق للرأسمال المجازف، إضافة إلى معيين بالقطاع من محامين ورجال أعمال وسواهم.
وأشار إلى أن الجولة تشمل “زيارات ميدانية لأهم الشركات الأميركية العالمية في هذا القطاع، واجتماعات عمل مع مسؤوليها”، ومنها “فيسبوك” و”مايكروسوفت” و”أوبر” و”إنستاغرام” و”غوغل”، وSAP و500 Startups ، وسواها”.
وأفاد أيضاً بأن الوفد سيشارك في مؤتمر “يوم الابتكار الأوروبي” (European Innovation Day)، وفي حلقات نقاشية في “لينكد إن” (LinkedIn).
وتقيم الغرفة في ختام الجولة مأدبة عشاء في سان فرنسيسكو يحضرها نحو 150 شخصاً من مديري شركات وروّاد أعمال ومستثمرين في “سيليكون فالي”، وتتخللها كلمات ونقاش.
وأضاف الزعنّي: “بعد نجاح مؤتمر Startup Lebanon الذي أقمناه في نيويورك العام الفائت، قرّرنا التقدّم خطوة إلى الأمام هذه السنة والتوجّه إلى المصدر، وهو سيليكون فالي، معقل عمالقة التكنولوجيا وحلم كل شركة ناشئة”.
وأوضح الزعني أن “الهدف هو إتاحة الفرصة لمنظومة الشركات الناشئة اللبنانيّة في قطاع التكنولوجيا والجهات المعنية به في لبنان للاطلاع على أفضل التجارب في مجال الاستثمار ومسرّعات الأعمال والإرشاد الاستثماري وغيره”.
وأضاف أن “الجولة تهدف إلى إقامة صلة وصل بين مسؤولي الجهات الأساسية في قطاع الشركات التاشئة في لبنان وشركات ناشئة في سيليكون فالي سعياً إلى تسهيل تشاركها المعرفة، وتنمية الأعمال في ما بينها، إضافة إلى تعريف الشركات الأميركيّة الناشئة، والمستثمرين الأميركيين، ومسرّعات الأعمال ، على الفرص المتاحة في في السوق اللبنانية واسواق المنطقة، وعلى دور لبنان كبوابة عبور إليها”.
وشدد على أن “أهمية المؤتمر تكمن في فتح المجال أمام الشباب اللبناني للخروج إلى الأسواق الدوليّة والتعريف بشركاتهم وابتكاراتهم ، وفي تسهيل إمكان التواصل بين الشركات والصناديق الاستثماريّة المهتمّة”.
وأبرز أهمية تشجيع الإبداع لحضّ الشباب على البقاء في لبنان، لكنّه رأى ضرورة “فتح آفاق العالم أمامهم، وخصوصاً الولايات المتّحدة، وتحديداً سيليكون فالي،عاصمة التكنولوجيا في العالم”.
وتابع: “لقد حان الوقت للبدء في رسم ملامح اقتصاد المعرفة عندنا، عبر البناء على ما قام به المصرف المركزي من خلال تعميمه الرقم 331 الذي شكّل خطوة ممتازة”.
وأضاف أن “العديد من المبادرات الممتازة أطلقت منذ إصدار التعميم، ومعظمها يؤدي عملاً ممتازاً في تنمية قطاع الشركات الناشئة في لبنان، لكنّ دورنا كـغرفة تحديداً هو التسويق لروّاد الأعمال اللبنانيّين في الولايات المتّحدة، وهذا هو الهدف من شراكتنا مع Startup Megaphone التي تهدف إلى تسويق الشركات الناشئة اللبنانيّة في العالم”.
ريتشارد
أما السفيرة ريتشارد، فقالت: “أنا سعيدة بأن الوفد سيتوجه إلى سيليكون فالي، موطن غوعل، وفيسبوك، وآبل، والعديد من الشركات الأخرى الرائدة في الحداثة في قطاع التكنولوجيا والابتكار”. ولاحظت أن “اجتماع المشاركين اللبنانيين وانخراطهم في ما يدعوه الكثيرون الرأسمال العالمي للمشاريع الرائدة، سيتيح لهم فرصة لتداول الأفكار مع قادة هذه الصناعة، وكذلك فرصة لعرض منتجاتهم وابتكاراتهم. وكما نقول نحن الأميركيين: انه وضع مربح للجانبين”.
وتابعت السفيرة: “أنا فخورة بدعمنا لحملة سيليكون فالي – برنامج الشركات الناشئة – لبنان، فمن خلال مشروع الوكالة الاميركية للتنمية الدولية، مبادرة الاستثمار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (مينا)، وقيمته 15 مليون دولار، نموّل بشكل مباشر مشاركة عدد من رواد الأعمال في هذه الحملة. وقد تم اختيارهم خصيصا لأفكارهم المبتكرة واحتمال نمو أعمالهم التجارية الناشئة. “
وتابعت السفيرة ريتشارد “أعتقد أن الكثير من اللبنانيين على بيّنة من المستوى العالي للمساعدات الأمنية التي نحن فخورون بتزويد الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية في لبنان بها، ولكن الاستقرار في لبنان ليس فقط على المستوى العسكري، فالولايات المتحدة تسعى أيضا لتعزيز قيام مجتمع مستقرّ وصحي في لبنان من خلال التنمية الاقتصادية”. وختمت: “سواء أكان برنامج تنمية القطاعات الانتاجية في لبنان البالغة قيمته 41.7 مليون دولار والذي يخلق فرص انتاج لدخل المزارعين الصغار في كل أنحاء لبنان، أو المبادرة التي نطلقها اليوم لدعم ريادة الأعمال والابتكار، فنحن ملتزمون جدا دعم الازدهار الاقتصادي في لبنان، وأنشطتنا في هذا الصدد قد تكون معروفة بشكل اقل من مساعداتنا العسكرية ، ولكنها تبقى بالاهمية نفسها”.
واشارت السفارة الأميركية في بيان لها إنها، “كجزء من جهودها الجارية الرامية إلى تشجيع تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين، يسرّها أن تدعم هذه الفرصة لعرض الإبداع اللبناني، وخلق روابط بين رجال أعمال لبنانيين وأميركيين موهوبين، وأن تشجّع الاستثمار في لبنان”.
فادي صعب
وتحدث أيضاً عضو مجلس إدارة الغرفة فادي صعب، فقال: “في ظلّ الأوضاع الضاغطة التي يمر بها لبنان على كل الصعد الاقتصادية والاجتماعية وطبعاً السياسيّة، تؤكد هذه الجولة أهمية الابداع اللبناني والأفراد اللبنانيّين وخصوصاً الشباب منهم”. واضاف: “أهمية الجولة لا تقتصر على الجانب الإقتصادي، بل تكمن كذلك في كونها تؤكد قدرة اللبناني على المنافسة في قطاعات مختلفة وفي بلدان مختلفة، على الرغم من كل المشاكل التي يعانيها في بلده لبنان”. وشدد على أن “بإمكان لبنان أن يكون لاعباً أساسياً على المستوى الدوليّ في مجال الشركات الناشئة”.
كرم
أما رئيس مجلس إدارة Startup Megaphone سامر كرم فقال: “من خلال غرفة التجارة اللبنانية الأميركية والسفارة الأميركيّة استطعنا من بناء جسور مع الولايات المتّحدة”. وأشار إلى أن الجولة تشمل نحو 20 محطة، مضيفاُ: “هدف هذه الجولة إفساح المجال لإقامة جسور دائمة ليس فقط مع الانتشار اللبناني إنّما أيضاً مع الأميركيّين أنفسهم في سيليكون فالي”. واضاف: “علينا أن نكون موجودين على خريطة شركات التكنولوجيا الناشئة”.