أكد رئيس “غرفة التجارة اللبنانيّة الأميركيّة” سليم الزعني ان الغرفة اتّخذت قبل أكثر من سنة “قراراً بأن تصبح جزءاً من المنظومة المتسارعة النموّ لقطاع الشركات الناشئة في لبنان، وأن تصبح بوابة هذا القطاع إلى الولايات المتّحدة”، مذكّراً بأنها “نظّمت العام الفائت مؤتمر Startup Lebanon في مدينة نيويورك التي تعتبر المركز المالي للعالم، وشاركت فيه مجموعة كبيرة من الشركات الناشئة والمؤسّسات الداعمة لها، مما ساهم في إبراز بعض المبتكرين اللبنانيين الشباب المذهلين والعقول اللامعة”. وأشار في حفل العشاء الذي إقامته الغرفة في اختتام الأسبوع اللبناني في سيليكون فالي “إلى أن التفاعل مع هذا المؤتمر كان إيجابياً، و”أظهر اهتماماً كبيراً بالابتكار اللبناني، فاق كل التوقعات “.
وأضاف أن “نجاح هذا المؤتمر لم يكن سوى بداية، ونقطة انطلاق لمشروع أكبر” في إشارة إلى جولة “سيليكون فالي رودشو” لِوَفد يمثّل اللاعبين الأساسيّين في منظومة الشركات الناشئة في لبنان. وقال: “قرّرنا التقدّم خطوة إلى الأمام هذه السنة والتوجّه إلى المصدر، وهو سيليكون فالي، معقل عمالقة التكنولوجيا وحلم كل شركة ناشئة”.
وأشار إلى أن الجولة التي تخللتها اجتماعات وزيارات ميدانية وعروض ومحادثات مع بعض أكبر الشركات والمؤسّسات في “سيليكون فالي” من مثل “فيسبوك” و”غوغل” و”لينكد إن” وSAP و500Startups وجامعتي “ستانفورد” وSingularity University، وبعض أهم الشركات الناشئة، هدفت إلى “مدّ الجسور، والتعلّم من الأفضل، ووضع لبنان على خريطة الابتكار، فضلاً عن إتاحة الفرصة لمنظومة الشركات الناشئة اللبنانيّة في قطاع التكنولوجيا والجهات المعنية به في لبنان للاطلاع على أفضل التجارب في مجال الاستثمار ومسرّعات الأعمال والإرشاد الاستثماري وغيره”.
وتابع: “الفكرة كانت ربط قيادات هذا القطاع مع الشركات الناشئة المتمرّسة في سيليكون فالي، سعياً إلى تسهيل تشاركها المعرفة، وتنمية الأعمال في ما بينها، إضافة إلى تعريف الشركات الأميركيّة الناشئة، والمستثمرين الأميركيين، ومسرّعات الأعمال ، على الفرص المتاحة في في السوق اللبنانية واسواق المنطقة، وعلى دور لبنان كبوابة عبور إليها”.
وأضاف أن “الجولة تهدف إلى إقامة صلة وصل بين مسؤولي الجهات الأساسية في قطاع الشركات التاشئة في لبنان وشركات ناشئة في سيليكون فالي سعياً إلى تسهيل تشاركها المعرفة، وتنمية الأعمال في ما بينها، إضافة إلى تعريف الشركات الأميركيّة الناشئة، والمستثمرين الأميركيين، ومسرّعات الأعمال ، على الفرص المتاحة في في السوق اللبنانية واسواق المنطقة، وعلى دور لبنان كبوابة عبور إليها”.
وأضاف: “أتينا أيضاً لنطّلع على أحدث التطورات في مجال العلوم والأبحاث المتطوّرة، سعياً إلى تشجيع أصحاب القرار في لبنان على الاستثمار في مجال الأبحاث والتطوير وربط أصحاب المشاريع والمبتكرين بالقطاع الأكاديميّ أو إنشاء مراكز أبحاث وتصنيع للسماح للابتكار اللبناني بالانطلاق والبروز”.
وأكّد أن الوفد استخلص دروساً مهمة من الجولة واستلهم الكثير من لقاءاته مع عدد من المبتكرين، وبينهم لبنانيون، ومن دور “سيليكون فالي” المتمثل في كونه “مركز رعاية يسرّع نمو المؤسّسات القائمة الابتكار”.
وإذ أوضح أن شراكة الغرفة مع Startup Megaphone تهدف اساساً “إلى تسويق رواد الأعمال اللبنانيّين ومنحهم ولوجاً إلى السوق الأميركيّة”، لاحظ أن “ثمة على الأقل لبناني أو اثنين في مراكز المسؤوليّة في كل المؤسسات التي زارها الوفد” خلال الجولة. وأضاف: “كنا دائماً نقول إنّ اللبنانيّين منتشرون في كل أنحاء العالم، ولكننا اختبرنا حقيقة هذه الظاهرة هنا”.
وتابع: “إننا فخورون بالأميركيّين من أصول لبنانيّة وبالنجاحات التي حققوها في الولايات المتحدة، وبرفعهم اسم وطن جذورهم عالياً، ولكننا أيضا فخورون جداً بالذين بقَوا في بلدهم واستمروا في البناء والابتكار من لبنان، هذه القطعة الصغيرة من الكرة الأرضيّة التي تختزن إمكانات كبيرة جداً”.
وتحدث في العشاء كل منبروستير كالي وهو احد كبار مهندسي الكومبيوتر في العالم ومؤسس ارشيف الانترنت، وعبدو قاديفا رئيس جمعية ” ليب نت”، ورمزي هيدموس رئيس ” Nokia tech”، وهو واحد من اللبنانيين الذين لمعوا في الخارج، ومارك حيدر مؤسس Vinli، الشركة العالمية الأولى في مجال تطبيقات السيارات الذكية. وتحدث ايضا رئيس غرفة التجارة الأميركية العربية ديفيد حامض.
وكان وفد لبنانيّ واسع يمثّل الجهات التي تشكّل منظومة قطاع شركات التكنولوجيا الناشئة في لبنان قام بجولة في الولايات المتحدة بعنوان Start Up Lebanon-Silicon Valley Roadshow، تنظّمها غرفة التجارة الأميركية-اللبنانية (AmCham) بالتعاون مع Startup Megaphone، وأتاح له برنامجه المكثّف زيارة أحد معالم عاصمة التكنولوجيا في الولايات المتحدة، والإطلاع من كثب على الحضور اللبناني الفاعل فيها.
ويضم الوفد نحو 30 شخصاً، بينهم ممثلون لهيئة الأسواق المالية، وصناديق للرأسمال المجازف، إضافة إلى معنيين بالقطاع من محامين ورجال أعمال وسواهم.
وفي اليوم الأول لجولته، التقى الوفد في جامعة “ستانفورد” التي تقع في قلب “سيليكون فالي” مدير وحدة الابحاث والتطوير في الجامعة البروفسور بيار خوري، اللبناني الأصل، الذي قدم للوفد شرحا عن آليات العمل والابتكارات التي تقدمها الجامعة فضلا عن أهم اختراعاته في مجال الطب، والتي من شأنها ان تشكل ثورة في المعالجات من دون جراحة وتعتمد على الذبذبات الصوتية.
وكانت لخوري لفتة خاصة للبنان بما انه تلقى علومه في بيروت، اذ دعا الشباب اللبناني الى الإقدام وطرح الأفكار والابتكارات، لافتا الى ان هؤلاء يتمتعون بمقومات تتيح لهم النجاح والتقدم في هذا القطاع المتطور.
وزار الوفد شركة “غوغل”، حيث تعرّف على الحضور الفاعل للشباب اللبناني، إذ أن نسبة اللبنانيين من فريقها تبلغ ستة في المئة. وكانت جولة للوفد في الشركة اضافة الى مشاركة موظفيها في الغداء.
وشارك الوفد في مؤتمر “يوم الابتكار الأوروبي” (European Innovation Day)، الذي اقيم في متحف تاريخ الكومبيوتر في “ماونتن فيو”. وأتيح للوفد الذي كان يمثل البلد الوحيد من خارج المنظومة الأوروبية ان يستمع الى التحديات التي تواجه الشركات الأوروبية في ولوج قطاع التكنولوجيا والأعمال.
وفي اليوم الثاني، كان للوفد لقاء مع كيث تير، أحد مؤسسي ” TechCrunch”، إحدى أهم الشركات الخاصة بشركاء التكنولوجية الناشئة في الولايات المتحدة.
وزار الوفد مقر شركة Peerspace المتخصصة في توفير المساحات المكتبية للإيجار، ومؤسسها اللبناني روني شماس كما اجتمع مع هايري سيايجو، رئيس شركة Yamaha Motor Ventures التي تعنى بالاستثمار في مشاريع تكنولوجية، واطلع على آخر ابتكارات الشركة.
وشارك الوفد في حلقات نقاشية اقامتها “LinkedIn”.
كما زار مقر ” فيسبوك”، وأقيمت له جولة في ارجاء الشركة. وبعد عرض عن آخر ما توصلت اليه في مجال تطوير خدماتها، تعرف اعضاء الوفد على عدد من الشباب اللبنانيين العاملين في الشركة وهم من اعمدتها ويتمتعون بمناصب رفيعة فيها.
واجرى الوفد حلقات نقاشية في جامعات ” SAP” و”Singularity ” و” Stanford “.