دبي تستضيف مبادرة عالمية لدعم الشركات الناشئة في جيتكس

يستعدّ أسبوع جيتكس للتقنية في كبرى دوراته المرتقبة بين 16 و20 أكتوبر الجاري لدفع عجلة التحوّل الرقمي الذكي في منطقة الشرق الأوسط ودعم راود الأعمال الشباب من أصحاب المشاريع، بُغية تعزيز المكانة الريادية المرموقة التي وصلت إليها دبي ودولة الامارات العربية المتحدة على الساحة العالمية في مجال التحول الرقمي الذكي.

وفي هذا السياق، يستضيف أسبوع جيتكس هذا العام، وللمرة الأولى في تاريخه، فعالية حراك الشركات الناشئة، التي تُعتبر الأكبر من نوعها على مستوى المنطقة والأوسع بالمشاركة العالمية على الصعيد الدولي.

ويهدف أسبوع جيتكس للتقنية إلى توجيه الأنظار نحو الابتكار العربي والدولي، تنفيذاً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي –رعاه الله-، الرامية إلى أن تكون دبي مركزاً ذو أهمية دولية للابتكار في الاقتصاد الرقمي وخلق نمو اقتصادي مستدام في إطار خطة دبي 2021.

ومن المتوقع أن يكون أسبوع جيتكس للتقنية، الذي يرفع هذا العام شعار “الواقع بتصورات مبتكرة”، أحد أشد معارض تقنية المعلومات والاتصالات تأثيراً في العالم. ويتوقع المنظمون أن يستقبل الحدث الذي يقام على أكبر مساحة في تاريخه تبلغ أكثر من مليون قدم مربعة، ما يزيد على 100 ألف زائر من 150 بلداً وبمشاركة 230 متحدثاً عالمياً على مدار 130 ساعة من المؤتمرات والنقاشات.

تمكين رواد الأعمال المبتكرين

ومن المنتظر أن تشارك في حراك الشركات الناشئة في جيتكس، أكثر من 400 شركة من 60 بلداً، فضلاً عن 1000 من رواد الأعمال والمستثمرين، من أجل الاستفادة من الفرص المتاحة للاستثمار والبيع واكتساب المعرفة. وتأتي 79 بالمئة من الشركات الناشئة إلى هذه الفعالية من أنحاء العالم، في حين سيمثل دولة الإمارات 85 شركة.

وفي الإطار ذاته، سيسمح برنامج التوفيق بين المشاركين في حراك الشركات الناشئة لأكثر من 200 مستثمر من اميركا وآسيا والشرق الأوسط مثل “500 ستار أبس” و”سوفت بانك جروب انتناشيونال” و”اكسل بارتنرز” و”جولدن جيت فنتشرز” و”فنتشور بارتنرز” بالتحقق من خطط الأعمال التجارية للشركات الناشئة الواعدة مركزين على المواهب الشابة والناشئة في المنطقة.

وأكّدت تريكسي لوه ميرماند، النائب الأول للرئيس في مركز دبي التجاري العالمي، الجهة المنظمة لأسبوع جيتكس للتقنية ٢٠١٦، أن المعرض يسعى لخلق فرصة لا تعوض للشركات والمشاريع الناشئة للالتقاء مع أهم وأكبر المستثمرين العالميين سواءً للحصول على دعمهم المالي، أو لاكتساب ومشاركة الخبرات والمعلومات قائلة: “نحن نلحظ الكثير من الابتكار والطموح في هذه المشاريع والعقول العربية الشابة، مما يحتم ضرورة تواصلها مع مشاريع وشركات مماثلة في دول أخرى والتي حققت بالفعل نجاحات واسعة بهدف مشاركة الخبرات وتحفيز الابتكار، ونحن نفخر بأن يكون معرض جيتكس المحرك الأساسي في دعم هذه المشاريع الواعدة في طريقها لأن تصبح مشاريع ناجحة”.

هذا وتتصدّر دولة الإمارات المشهد الإقليمي في دعم رواد الأعمال بين بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فيما تحتل المرتبة التاسعة عشرة في العالم، وفقاً للمؤشر العالمي لريادة الأعمال للعام 2016. وتُظهر دراسة أعدّها معهد باسيفيك للأبحاث، المجمع الفكري المختص بالسياسات الاقتصادية ومقره الولايات المتحدة، وتحمل عنوان الشركات الناشئة ونمو الناتج الإجمالي الحقيقي للدول، أنه يمكن لكل فرصة عمل جديدة تخلقها الشركات الناشئة أن تضيف إلى الناتج المحلي الإجمالي 1.2 مليون دولار، في دلالة على الأثر الاقتصادي الإيجابي للشركات الناشئة.

تعدّ “استرو لابز” الشريك الوحيد لـ “جوجل تك هب” في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وسوف يكون محمد مكي، الشريك المؤسس لـ “استرو لابز” أحد المحكمين في مسابقة “ستْرات-أب”. وبصفته رجل أعمال ناجح فسوف يتبادل مكي، خبراته مع المشاركين من خلال جلسات الإرشاد في حركة جيتكس العالمية لدعم المشاريع الناشئة.

وفي هذا السياق، قال زين حميد، رئيس العمليات لدى استرو لابز: “إنه لا نظير لحجم فعالية حراك الشركات الناشئة في جيتكس في تمكينها الشركات الناشئة بالشرق الأوسط من العثور على قنوات تمويل واستثمار جديدة، لافتاً إلى أن بوسع نظيراتها العالمية اللجوء إلى دبي كمركز يصلها بالأسواق الناشئة من إفريقيا إلى آسيا”. وأضاف: “ترمي شركتنا بثقلها وراء حراك الشركات الناشئة في جيتكس باعتبارنا جهة ابتكار عالمية في مجال الشركات الناشئة، وذلك دعماً منا لرواد الأعمال في الشرق الأوسط، ونحن نتطلع إلى التواصل مع الخبراء العالميين والاستماع منهم إلى الجديد في هذا المجال”.

ومن المقرّر أن يحضر فعالية حراك الشركات الناشئة 14 وفداً بقيادات حكومية من بلدان تضم بولندا وروسيا وهولندا والولايات المتحدة، في حين تشارك في الحراك وفود من سلطنة عُمان إلى جانب بلدان كمصر والمغرب واليابان التي تأتي إلى دول مجلس التعاون الخليجي للمرة الأولى.

وسوف يشهد الحراك منافسات محتدمة بين الشركات الناشئة للحصول على جوائز نقدية بقيمة 160 ألف دولار في مسابقة “ستْرات-أب” Strut-Up الدراماتيكية عبر فئات مثل “أفضل شركة ناشئة في جيتكس”، و”أفضل شركة ناشئة عربية”، وأفضل شركة ناشئة بقيادة نسوية”، و”أفضل شركة ناشئة شبابية”. وستساعد الجوائز الشركات على الوصول إلى أهدافها وإيصال حلولها إلى الأسواق العالمية.

وينعقد على هامش فعالية حراك الشركات الناشئة مؤتمر “آوت توك”، الذي يهدف إلى تمكين رواد الأعمال ومدّهم بمصادر أفكار ملهمة. ومن المقرر أن يستضيف المؤتمر خبراء يلقون كلمات رئيسية، مثل إيفان بيرفيلد المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي المشارك لحاضنة الأعمال وشركة التمويل العالمية “1776”، والخبير تروي كارتر أحد رواد الإعلام والرئيس العالمي للخدمات الإبداعية لدى شركة الخدمات الموسيقية الرقمية “سبوتيفاي”، وكريستوفر شرودر، المستثمر ومؤلف كتاب “نهضة الشركات الناشئة: ثورة ريادة الأعمال تعيد بلورة الشرق الأوسط” الذي صدر حديثاً.

برنامج مؤتمر أيام جيتكس للقطاعات الرئيسية – التقنية تعني الأعمال

قال تقرير حديث أعدته شركة الاستشارات العالمية أكسنتشر أن 22.5 بالمئة من الاقتصاد العالمي بات الآن رقمياً، مع مسارعة قطاعات اقتصادية رئيسية في الأسواق الناشئة إلى تبني التقنيات الرقمية. ويُظهر التقرير أن الرقمنة تستحوذ على حصة قدرها 57 بالمئة من الناتج في مجالات مثل الخدمات المصرفية والمالية.

ومن المنتظر أن يستضيف برنامج مؤتمر أيام جيتكس للقطاعات الرئيسية 230 متحدثاً مرموقاً من 65 بلداً، يعتزمون الحديث في القطاعات الرئيسية سريعة التحول إلى الرقمنة مثل التسويق والرعاية الصحية في اليوم الأول، والأموال والمدن الذكية في اليوم الثاني، وتجارة التجزئة والتعليم في اليوم الثالث، وقطاع الطاقة في اليوم الرابع الخميس.

وأعرب عمر بولس، المدير التنفيذي لأكسنتشر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، عن فخر شركته بأن تكون الشريك الحصري للتحول الرقمي في أسبوع جيتكس للتقنية، مشيراً إلى أن الفضاء الرقمي يشهد تطوراً متسارعاً يجعل الشركات والمؤسسات بحاجة إلى فهم أفضل الطرق التي يمكن عبرها الاستفادة من التقنيات الرقمية في تحقيق التقدّم، وقال: “ستعمل أكسنتشر على مشاركة الحضور في جيتكس أفضل الممارسات والرؤى العالمية والإقليمية المرتبطة بكيفية تسخير قوة التقنيات الرقمية، ولا سيما التقنيات الذكية التي تتمتع بالقدرة على إحداث التحوّل المنشود في أساليب المعيشة وممارسة الأعمال”.

ومن المقرر أن يُلقي الرئيس التنفيذي لشركة أكسنتشر الرقمية مايك ستكليف، كلمة رئيسية في المؤتمر، الذي يشهد إلقاء كلمات أخرى من متحدثين بينهم رافاييل غروسمان الذي يعد أول طبيب جراح استخدم نظارات غوغل في عملية جراحية، وكيث كابلان الرئيس التنفيذي لمؤسسة تيسلا، وروبرت سكوبل الخبير التقني في وادي السيليكون.

وتعتزم عملاقة برمجيات الأعمال العالمية “إس إيه بي” من جانبها والتي تشارك في معرض جيتكس كشريك لدعم الشركات الناشئة، عرض المنافع التي ينطوي عليها التحوّل الرقمي، والتي تشمل حضور الزوار إلى الفعاليات الكبرى، والتفاعل مع الجمهور، ومجالس الإدارة الرقمية للشركات. كذلك سيُظهر معهد “إس إيه بي” للتدريب والتطوير دعمه للشركات الناشئة ببرنامج “ستارت أب فوكس” عبر اتخاذه فعالية حراك الشركات الناشئة قاعد انطلاق لجولة تعريفية إقليمية في الشرق الأوسط، بالإضافة الى اكتشاف أفضل وأهم الشركات الناشئة.

وفي السياق ذاته، قال جورج رايدنغ، رئيس العمليات لدى “إس إيه بي” الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إن شركته تدرك منافع التحول الرقمي وستقوم في أسبوع جيتكس للتقنية بالتعريف بالطريقة التي يمكن بها للتقنيات الفورية دفع عجلة التنافسية في الاقتصاد الرقمي تماشياً مع المبادرات الحكومية، وتعزيز الخدمات المقدمة للسكان والعملاء وخفض التكاليف، ودعم الجيل القادم من الشركات الناشئة في الشرق الأوسط”.

وينصبّ التركيز في أسبوع جيتكس للتقنية على مجالات تقنية متخصصة تشمل الواقع الافتراضي والمعزز والذكاء الاصطناعي والطباعة ثلاثية الأبعاد والطائرات المسيرة عن بُعد والروبوتات، وهي مجالات تُبرز إمكانيات قوية تتيح وضع تصورات جديدة للمعيشة اليومية وأماكن العمل والمدن الذكية والفعاليات والأحداث الكبرى.

ومن المقرّر في هذا الجانب، أن تعرض شركة باناسونيك لأول مرة خارج اليابان ابتكارها الحديث المسمى “بالون كام”، الذي يتألف من بالون طائر كبير مسيّر عن بُعد خاص لتصوير الأحداث الكبرى كالبطولات الرياضية والاحتفالات، أو حتى رصد التفاعل عن كثب مع الزبائن.

وقال شينيتشي واكيتا، المدير التنفيذي لشركة باناسونيك الشرق الأوسط وإفريقيا، إن التقنيات الرقمية المستخدمة في فعاليات ومناسبات كبرى مثل معرض إكسبو الدولي 2020 في دبي وبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر “ستتيح للزوار الاستمتاع بزيارة تفاعلية تغمرهم بأجواء من المتعة والبهجة”، وأضاف: “تلتزم باناسونيك بقيادة الشرق الأوسط نحو المستقبل الرقمي الذكي نظراً لتقدّم المنطقة وتبوّئها صدارة المناطق التي تعتمد أحدث الابتكارات، وذلك بمنتجات وحلول تشمل دعم منظومة الشركات الناشئة والمشاريع مهما تباينت أحجامها”.

وتهدف دبي، في غضون السنوات القليلة المقبلة، إلى أن تصبح واحدة من أذكى المدن وأسعدها وأكثرها استدامة في العالم. وفي هذا السياق، يعمل حالياً مكتب دبي الذكية، الجهة الحكومية التي تقود تحوّل دبي نحو تحقيق تطلعاتها العالمية، على تطوير أول مؤشر عالمي للمدن الذكية بالتعاون مع الاتحاد الدولي للاتصالات التابع للأمم المتحدة، من أجل تقييم التقدم المُحرَز محلياً وإعداد مؤشر قياسي عالمي للمقارنات المعيارية تستفيد منه المدن الذكية الناشئة.

وأشار وسام لوتاه، المدير التنفيذي لمؤسسة حكومة دبي الذكية، بهذا الصدد، إلى مكانة دبي الفريدة من نوعها بين المدن الذكية في العالم، مؤكّدة أنها تتمتع، كمدينة تأسيسية، بفرص لا مثيل لها لتقديم إطار عمل طَموح وشامل للمدن الذكية، أصبحت معه تمثل معياراً عالمياً للتحول الذكي للمدن في البلدان الناشئة حول العالم، وقال: “نعتزم في هذا الإطار جمع شركائنا من القطاعين معاً للمرة الأولى خلال أسبوع جيتكس للتقنية، حيث ستتاح الفرصة أمام الزوار للتعرف على المدينة الذكية في تجربة حقيقية سلسة نعرض فيها مئات الخدمات والمبادرات الذكية التي ترتقي بجميع مناحي الحياة في المدينة”.

ومن جانب آخر، وصل إنفاق المملكة العربية السعودية على تقنية المعلومات والاتصالات إلى 35 مليار دولار في العام 2016، بفضل الرؤية السعودية للعام 2030، والاستمرار في تطوير المدن الاقتصادية، وهو الإنفاق الأعلى في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وتركيا وفقاً لتقرير صادر عن شركة الأبحاث “آي دي سي”. وتشارك المملكة في أسبوع جيتكس للتقنية هذا العام شريكاً قُطرياً رسمياً للحدث بأكبر حضور لها على الإطلاق في تاريخه، وذلك لتشجيع الاستثمار وعرض الابتكارات السعودية في جميع المجالات ذات الصلة.

وأما شركة دارك ماتر والتي ابتدأت كمشروع ناشئ أيضاً فهي تشارك في معرض جيتكس هذا العام كشريك الابتكار للأمن الرقمي وكعارض لأول مرة، حيث تعتبر الشركة الآن شريكاً استراتيجياً للحكومات والهيئات الحكومية لتقديم حلول الأمن الرقمي والمعلوماتي.

وفي هذه المناسبة قال فيصل البناي، المدير التنفيذي لدارك ماتر: “لقد تم اختيار دارك ماتر مؤخراً للمشارك في برنامج مسرعات دبي المستقبل، المبادرة التي أطلقتها حكومة دبي بهدف استخدام آخر ما توصلت اليه التقنيات الحديثة لحل التحديات والمشاكل التي تواجه المدن، وتعتبر مشاركة دارك ماتر في معرض أسبوع جيتكس للتقنية كشريك الابتكار للأمن الرقمي امتداداً لالتزامنا بوضع الأمن الرقمي على قمة جدول التحول الرقمي، ونحن ندعم بشكل كامل رؤية القيادة في دبي ودولة الامارات العربية المتحدة في تطوير مبادرات تعكس اهتمامها باستخدام الحلول التقنية الحديثة في إيجاد حلول للتحديات التي تواجه مدن المستقبل”.

وفي مكان آخر تقيم عملاقة التقنية والاتصالات سامسونج في أسبوع جيتكس للتقنية أكبر فعالية داخلية تهدف الى تحقيق رقم عالمي جديد كأكثر نشاط في مجال الواقع الافتراضي مشاركة.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الذهب يحاول التقدم مستفيداً من البيانات الضعيفة والنشاط المنخفض لسوق العقود الأجلة

بقلم سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com تحاول أسعار الذهب الفورية التقدم بشكل طفيف ...

النفط يميل إلى الارتفاع الطفيف وسط النشاط الضعيف للعقود الآجلة

بقلم سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com ترتفع أسعار النفط اليوم بقرابة 0.9% و0.5% ...

التكنولوجيا القديمة لن تعيق تحقيق مكاسب من الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة بمنطقة الشرق الأوسط والعالم

دراسة “إيتون” الجديدة شملت أكثر من 120 صانع قرار في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة ...