* ريتشارد: للسلطات اللبنانية دور ومسؤولية في إصدار تشريعات تحافظ على ارتباط لبنان بالنظام المالي العالمي والسوق المعولم
* الزعنّي: القطاع الخاص مصمّم على العمل لكي يستعيد اقتصاد لبنان ازدهاره مجدّداً
جددت السفيرة الأميركية إليزابيث ريتشارد تأكيدها استمرار الولايات المتحدة في الوقوف “إلى جانب الشعب اللبناني” في مواجهته التحديات المرتبطة بالصراع في سوريا وبالجمود السياسي وتراجع النمو الاقتصادي، ودعت السلطات اللبنانية إلى “إصدار تشريعات حاسمة للحفاظ على قدرة لبنان على المنافسة وعلى ارتباطه بالنظام المالي العالمي والسوق المعولم”.
وكانت السفيرة تتحدث خلال مأدبة غداء ترحيبية اقامتها على شرفها غرفة التجارة اللبنانية الأميركية في فندق “انتركونتيننتل فينيسيا” بمناسبة تسلمها مهام عملها في لبنان، بحضور وزير الإتصالات بطرس حرب ووزير الثقافة روني عريجي، وعدد من الوزراء السابقين والنواب ورؤساء الهيئات الاقتصادية والغرف.
واشادت السفيرة ريتشارد بـ”الجهود الهائلة والمستمرة التي تبذلها غرفة التجارة اللبنانية – الاميركية لتعزيز التجارة اللبنانية- الأميركية”. ولاحظت أن الغرفة والسفارة “تشاركتا على مر السنين، في مجموعة من المبادرات الرامية إلى تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين”، مشيرة إلى أهما تواصلان هذا العمل.
وقالت ريتشارد إنها لمست ما كانت تسمع به “عن دينامية مجتمع الأعمال اللبناني، وعن إبداعه وطاقته”، ووصفته بأنه “الصخرة التي يقف عليها الاقتصاد اللبناني”، مشيرة إلى أنه “يخلق وظائف جديدة وفرصا ضرورية لنمو هذا البلد”.
وشددت على أن “من غير الممكن لدولة أن تعيش بمفردها ضمن الاقتصاد المعولم والمترابط اليوم”. واضافت: “هذا صحيح بالنسبة إلى الاقتصادات الصغيرة كلبنان، ولكن حتى في الولايات المتحدة، لا نستطيع العيش وحدنا”.
ورأت أن “غرفة التجارة اللبنانية الاميركية كانت بمثابة قوة لا غنى عنها في تعزيز الممارسات التجارية الجيدة التي من شأنها جعل لبنان أكثر قدرة بكثير على المنافسة في السوق العالمية”. ولاحظت أن الغرفة “عملت بكثير من الجد لتحسين مناخ الأعمال في لبنان، وعملت على الشفافية والمساءلة في الاعمال، وعلى المحاسبة والإجراءات القانونية، ودفعت نحو إنفاذ حكومي أفضل للنظم والقوانين”.
وتوجهت ريتشارد إلى الحضور قائلة: “لقد عملتم جميعا كسفراء للبنان بطريقة تبعث على الثقة وتشجع القطاع الخاص الأميركي على التجارة مع هذا البلد والاستثمار فيه”. لكنّها رأت أن “للحكومة اللبنانية أيضاً دوراً ومسؤوليات، لجهة إصدار تشريعات حاسمة للحفاظ على قدرة لبنان على المنافسة وعلى ارتباطه بالنظام المالي العالمي والسوق المعولم”. وأضافت: “لقد حان الوقت لقيام السلطات اللبنانية بدورها”.
وشددت على أهمية “الازدهار في لبنان”، وقالت: “نحن نشاطركم رؤيتكم لتوفير فرص عمل جديدة، ووظائف أفضل”. وأضافت: “الشباب هم مستقبل لبنان، كما هم مستقبل الولايات المتحدة أيضا، ولهذا السبب نحن نقوم بالاستثمار هنا بعشرات الملايين من الدولارات كل عام في التعليم والمياه النظيفة والتمويل الصغير الحجم، وضمان القروض، والبنية التحتية المحلية”. وتابعت: “إن لبنان مبارك بشبابه الموهوب، وإنني ادرك إن نجاح اللبنانيين المقيمين في كافة أنحاء العالم يعتبر أسطوريا، ولكنني اعتقد اننا علينا العمل معا لإعطاء هؤلاء الشباب فرصة النجاح والازدهار، هنا، في بلدهم”.
وأضافت: “لقد قمنا بتوسيع شراكتنا مع القطاع الخاص في لبنان لربط المستثمرين بالموهوبين من أصحاب المشاريع الجديدة الواعدة في كافة أنحاء الولايات المتحدة”. واشارت إلى أن سوق “كارافان بيروت” التي نظمت قبل أشهر في الولايات المتحدة، وجولة “سيليكون فالي” الترويجية الأخيرة، “هي نماذج مثالية من التعاون لتعزيز النمو الاقتصادي في البلدين”. واضافت: “يمكننا أن نفعل أكثر من ذلك. وأنا اعدكم الآن، منذ بداية فترتي هنا في لبنان، بأنني سوف أعمل على المزيد، إذ في النهاية، هذا جزء من جهدنا المشترك الذي يحتاج إلى النجاح”.
وختمت قائلة: “نعلم جميعا أن لبنان لا يزال يواجه مجموعة من التحديات، وبعض هذه التحديات مرتبط بالصراع في سوريا ويهدد لبنان، وبعضها متعلق بالجمود السياسي وتراجع النمو الاقتصادي. لكنني أودّ أن أكرر ما قلته لدى وصولي للمرة الاولى الى بيروت: لن يواجه لبنان هذه التحديات بمفرده. لقد كانت الولايات المتحدة، وستستمر، في الوقوف جنبا إلى جنب مع الشعب اللبناني”.
الزعنّي
وأكّد رئيس الغرفة سليم الزعنّي عزم الغرفة على العمل “لتعزيز العلاقة القويّة بين لبنان والولايات المتّحدة”، مشيداً بالدعم الذي أبدته السفيرة ريتشارد منذ وصولها إلى لبنان من خلال مشاركتها في إطلاق جولة Start Up Lebanon-Silicon Valley Roadshow للشركات الناشئة والتي حققت نجاحاً باهراً”، شاكراً للمشاركين في هذه الجولة “مساهمتهم في رفع راية لبنان عالياً في معقل التكنولوجيا سيليكون فالي، وفي بناء جسور متينة بين منظومتي الشركات الناشئة في لبنان والولايات المتحدة”.
وخاطب الزعنّي السفيرة ريتشارد قائلاً: “تتسلمين مهام عملك فيما لبنان يمرّ في أوقات صعبة، وبيئته السياسيّة غير مستقرّة، ولا يزال من دون رئيس للجمهورية، والوضع البيئي لا يُحتَمَل مع انتشار النفايات”. وأكد أن “القطاع الخاص اللبناني مصمّم على أخذ زمام المبادرة كالعادة والعمل على ان يستعيد اقتصاد لبنان ازدهاره مجدّداً بدعم الولايات المتحدة”، مشيراً إلى أن “مبادرات خاصة كثيرة ظهرت في مختلف القطاعات، متخطّية البيروقراطيّة والفساد في الدولة”.
واعتبر أن “جمعيّات الأعمال على غرار غرفة التجارة اللبنانيّة الأميركيّة، عناصر أساسيّة في العلاقات اللبنانيّة الأميركيّة، وتشكّل روابط مهمة وتنمّي التقارب بين البلدين”. وقال: “إن تعاون الأفراد والمؤسسات من بلدينا يعطي نتائج (…) ولذلك سنواصل سعينا إلى تعاون الولايات المتّحدة معنا وإلى دعمها”. وأكّد أن الغرفة “متحمسة لتعزيز تعاون القطاع الخاص اللبناني مع سفارة الولايات المتحدة كشركاء النمو الاقتصادي”.