اختتام مهرجان السينما الروسية بنجاح في بيروت

زاسيبكن: التجربة الأولى مشجّعة ونعمل على تعميم الأفلام على مدار السنة

أخميتوف: نسعى للاتفاق مع المحطات اللبنانية لعرض الأفلام الروسية

اختتم بنجاح لافت مهرجان السينما الروسية الأول أعماله في بيروت بعد خمسة أيام قدم خلالها عدداً من الأفلام الفنية والوثائقية الحديثة.

بالتّعاون مع مركز الثّقافة الرّوسيّ في لبنان، نظمت شركة Buta Films أوّل مهرجان للسينما الرّوسيّة بعنوان “خمس سنوات في خمسة أيّام” في بيروت. طيلة 5 أيّام، عرض 12 فيلمًا مختارًا من وثائقيات وأفلام قصيرة في Cinemacity وEmpire Metropolis Sofil بدءًا من 24 تشرين الأوّل وحتى 28 تشرين الأوّل 2016. وبحضور آلاف المشاركين، كانت صالتا العرض مليئتَين بالصّحافيين والمخرجين ومحبّي الأفلام اللبنانيين والرّوس.

وتتمتع الشركة المنظمة Buta Films بخبرة استثنائية في مجال تنظيم المناسبات الدّوليّة والعمل على مشاريع الأفلام الدّولية، فأتى مهرجان “خمس سنوات في خمسة أيام” ليتوّج مسيرتها النّاجحة. وتركت الأفلام المعروضة تأثيرًا إيجابيًّا وطويل الأمد على الجمهور الرّوسيّ واللّبنانيّ فشكّلت الإنطلاقة المثالية للأفلام الأشهر لهذا الموسم.

تم افتتاح المهرجان في Cinemacity حيث عرض الفيلم Ice-Breaker وهو فيلم من إخراج المخرج الحائز على جائزة كان، نيكولاي خوميريكي ومقتبس من الأحداث الحقيقيّة التي حدثت في العام 1985.

خُصص اليوم الثّاني للسينما التّجارية من خلال عرض فلمَين هماThe Crew وAbout Love في صالة Metropolis Sofil.

وكان يوم 26 تشرين الأوّل “يوم الأفلام القصيرة والصّور المتحرّكة”، وتم عرض خمسة أفلام ملفتة في Metropolis Sofil. ومن هذه الأفلام نذكر Listening to Beethoven وهو فيلم قصير يظهر القيمة الأزلية للانتصار وأهمية الحريّة.

أما فيلم The Test فيروي قصّة أول تجربة نوويّة أجريت في Semipalatinsk في العام 1949. وحصل هذا الفيلم على الجائزة الكبرى في أهم مهرجان للأفلام الروسية Kinotavr. .

في 27 تشرين الأوّل، شكلت الوثائقيّات الثلاثة التي عرضت في Metropolis Sofil لمسة من اليوميّات المؤثرة للّاجئين وحبّ الحياة التي يتّسم بها العرب.

ويعرض الفيلم الوثائقي We Love Gaza Free-Running through Rubble in the Gaza Strip قطاع غزة بعد أن تعرّض لقصف عنيف في العام 2014 فأصبحت المنطقة أرضًا يتدرّب عليها العداؤون الأحرار الشباب. وأصبح العَدو الحرّ ملجأ لهم حيث يشعرون بنوع من الحريّة. ويعرض فيلم الوثائقي Her War: Women Vs. ISIS قصة عدد من النّساء الكرديّات اللّواتي قررن عدم ترك بقائهن على قيد الحياة مرتهنًا بالقدر. بدلًا من ذلك، قاتلن من أجل حياتهن ومستقبلهن وأنضممن إلى وحدات حماية الشّعب الكرديّ التي تدافع عن القرى الحدوديّة من تنظيم داعش.

وترك فيلم Fleeing the War الذي أخرجته ماريا إيفانوفا أثرًا كبيرًا على المشاهدين إذ يعكس حياة اللّاجئين السّوريين ويهدف إلى تذكير النّاس بالفرق البسيط ما بين التّآمر السّياسي وإبادة شعب كامل بدمّ بارد.

تكلّل اليوم الختاميّ من المهرجان بالنّجاح الباهر، وعقد في Cinemacity حيث عرض فيلمَين قصيرَين من الصّور المتحرّكة.

وترشّح فيلم We Can’t Live without Cosmos لجوائز الأوسكار (أفضل فيلم صور متحركة قصير) في العام 2015 وهو يروي حلم رائدَي فضاء صديقَين يقومان بأفضل ما عندهما في تدريبهما اليوميّ ليصبح حلمهما المشترك حقيقة. ويتباريان للوصول إلى أبعد الحدود وليس أمامهما إلا شهر واحد للانطلاق.

أما فيلم The Ugly Duckling الحائز جائزة Nika لأفضل فيلم صور متحركة، فيروي قصّة صغير البجع ( (ستيبتشانكو) الذي ولد في العائلة الخطأ وتم نبذه بسبب اختلافه. ويبدو هذا الفيلم وكأنه صنع في حقبة ثمانينيات القرن الماضي بسبب أسلوبه وتقنية Stop-motion المستخدمة فيه.

ومن ضمن الفعاليّات الملفتة الأخرى في المهرجان نذكر الجلسات الحواريّة المشوقة وصفوف المحترفين التي سنحت لمحبي السّينما فرصة طرح الأسئلة والحصول على الإجابات من صنّاع الأفلام الرّوس المشهورين.

زاسيبكن

على هامش حفل الأختتام التقت مجلة “الدورة الاقتصادية” السفير ألكسندر زاسيبكن الذي رأى أن المهرجان عكس انطباعاً حمل الكثير من الإيجابيات، كتجربة أولى، من حيث المناخ والفكرة الممتازة بشكل عام، بعد الانقطاع الطويل وغياب عروض الأفلام الروسية الجديدة عن لبنان، خاصة وأن ذلك ينسجم مع التطوّر السينمائي الذي شهدته صناعة السينما الروسية خلال السنوات الأخيرة، خاصة أن أغلبية الأفلام قد شاركت في المهرجانات الدولية ونالت جوائز مشرّفة.

وأشار إلى أنه ربّما كان من الأفضل إختيار الأفلام المناسبة والأقرب للمجتمع والمشاهد اللبناني، لناحية مضمون الأفلام ليس من الناحية الفنية والتقنية فقط، إنما من ناحية التركيز على الدولة الروسية وما تكتنزه من تاريخ وحضارة وتقدّم.

وكشف عن التداول في إمكانية تنظيم مهرجان للأفلام اللبنانية في روسيا، والبحث في تطوير مشاريع مشتركة أخرى، مؤكداً أن هذه التجربة كانت مشجّعة، بعد أن بدّد الحضور الكثيف للمهرجان القلق الذي كان ينتابه قبل بدء العروض، مشيراً إلى الاهتمام اللافت بالأفلام الروائية لدى الحضور اللبناني، ما يتيح الفرصة لعرض أفلام روسية تهمّ المشاهد اللبناني بشكل مستمرّ، وليس فقط في المناسبات كما هو في المهرجان.

ورأى السفير الروسي أن العالم اليوم يلحق ركب التطوّر، وباتت سرعة الانتشار سمة من سمات هذا التطوّر، مشيراً إلى الكثير من الأفلام التي يمكن عرضها، لا سيّما منها ما يتعلّق بأحداث الحرب العالمية الثانية، الذي يُعدّ من الجيل الجديد للإنتاج السينمائي الروسي، وهو جدير بالعرض والمشاهدة. وأمل أن يحقّق المهرجان في السنة القادمة نجاحاً إضافياً، وأن يحمل تنوّعاً أكثر قرباً للمجتمع اللبناني.

خيرات أخميتوف

كما التقت ” الدورة الاقتصادية” مدير المركز الثقافي الروسي في لبنان خيرات أخميتوف، الذي رأى بدوره، أن المهرجان السينمائي الروسي في لبنان كان ناجحاً أكثر مما كان متوقعاً له في نسخته وتجربته الأولى، وقد ظهر ذلك بشكل خاص من أعداد الطلاب الجامعيين الذين حضروا على مدى أيام المهرجان، ومن خلال الاستفسارات والأسئلة التي طرحوها حول التقنيات الفنية للأفلام، من تصوير وسيناريو وغيرها، ما يشجّع على تكرار التجربة بثقة أكبر.

وأشار أخميتوف أن عدد الحضور كان كثيفاً، وقد تخطى 3000 مشاهداً، خلال أيام المهرجان الخمسة، عدا حضور حفلي الافتتاح والاختتام، موضحاً أن الحضور كان يضم مختلف الأعمار، إلا أن معظمهم كانوا من جيل الشباب والجامعيين.

كما أشار إلى أن المركز يسعى لعقد أتفاقيات مع المحطات اللبنانية لعرض الأفلام الروسية، كما يقوم بالتنسيق مع الجهات المعنية لعرضها بشكل مستمرّ في صالات السينما اللبنانية وفي دول الشرق الأوسط بشكل عام.