سوف يواجه المستثمرون خلال العام المقبل مشهداً سياسياً عالمياً مستقطَباً. فمن المرجَّح ان يتسارع النمو العالمي بشكل معتدل، مع تحسن نمو الولايات المتحدة واستمرار تباطؤ الصين.
تتضمن أهم الأفكار العشر المطروحة من قبل إدارة ثروات بنك UBS لعام 2017 أسهم الولايات المتحدة والأسواق الناشئة، وسندات الخزانة الأمريكية المحمية من التضخم. أما الاستثمارات طويلة الأجل الموصى بها لعام 2017 وما بعده، فتشمل التعليم، وفعالية الطاقة، واستثمارات الأسهم العادية والاستثمارات المؤثِّرة في قطاع الرعاية الصحية في الأسواق الناشئة.
يتنبأ مكتب شؤون الاستثمار لدى إدارة ثروات بنك UBS بمشهد سياسي عالمي مستقطَب في عام 2017. فمن المرجح ان يرتفع معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي إلى 3.5% من نسبة.1 3% لهذا العام، نظراً لتحسن نمو الولايات المتحدة، وبالرغم من التباطؤ المستمر في الصين. ومع الانتخابات القادمة في هولندا، وفرنسا، وألمانيا، يتوجب على المستثمرين تدارك ما قد يترتب على الانقسام المتزايد في أوروبا نتيجة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
في الولايات المتحدة، يتوقع مكتب شؤون الاستثمار ان يُحدِث الاحتياطي الفدرالي الأمريكي زيادات حادة في أسعار الفائدة، أولها في ديسمبر ومرتين في عام 2017، لكن الحافز المالي الجديد من شأنه أن يدعم النمو، كما انه من المرتقب أن يكون ارتفاع التضخم أهم من ارتفاع الأسعار. وفي منطقة اليورو، من المحتمل أن يبدأ البنك المركزي الأوروبي التقليل التدريجي من التيسير الكمي. ومن المرجَّح ان تواصل الصين تسيير تباطؤها والسماح بذلك لسعر صرف اليوان الصيني مقابل الدولار الأمريكي بالهبوط إلى 7.0 في غضون 12 شهرًا.
ويقول Mark Haefele المسؤول العالمي في مكتب شؤون الاستثمار لدى إدارة ثروات بنك UBS: “في اعتقادنا أن البنوك المركزية في الولايات المتحدة وأوروبا ستواصل ارتكاب الأخطاء من ناحية السياسة النقدية غير المحكّمة. وهذا يعني أن الأسهم العادية يمكن أن تبقى مدعومة، خاصة في الأسواق الأمريكية والأسواق الناشئة، وأن الاستثمارات ذات الربح المعقول ستبقى مرغوبة. وعلى المستثمرين أيضًا النظر في محفظات استثمارية لوقايتهم من التضخم المتزايد.”
الدروس المستفادة من عام 2016
- لا تخلط بين حالة قاعدية وصفقة محسومة. فكان هذا العام الذي مضى مخزياً من ناحية توقعات الحالات القاعدية. فقد فاز Donald Trump بانتخابات الولايات المتحدة. وصوتت المملكة المتحدة لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي. أما البنوك المركزية فأُرغِمَت على اعتماد سياسة أكثر تيسيراً مما كان يبدو لازماً.
- حافِظ على رباطة جأشك. فعام 2016 كافأ المستثمرين الذين لم يستسلموا للذعر رغم الارتياب السائد. فقد هبط المؤشر العالمي الخاص بالأسواق النامية والناشئة والمصان من مورجان ستانلي لرأس المال الدولي MSCI ACWI، بنسبة 13% في مطلع العام بناء على المخاوف بشأن الصين، لكنه تعافى بحلول نهاية مارس. وبعد التصويت لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، استعادت الأسواق ارتفاعاتها السابقة في غضون ثلاثة أسابيع.
- لا تستهين بالبنوك المركزية. مفاجآت سياسات البنوك المركزية هذا العام كان مفادها أنه حتى بعض الأصول ذات الربح بالسالب أنتجت عائدات إيجابية.
أهم الأفكار العشر لعام 2017
- الأسهم العادية الأمريكية. من المحتمل أن تنمي أرباح الولايات المتحدة بنسبة 8% في عام 2017، مدعومة بتثبيت أسعار النفط، والسياسة النقدية التوفيقية، والحافز المالي المحتمل من إدارة Trump.
- الأسهم العادية في الأسواق الناشئة. ان مستوى أكثر اعتدالاً للدولار الأمريكي، واستمرار أسعار فائدة منخفضة في الأسواق النامية، وتثبيت نمو الناتج المحلي الإجمالي وأسعار السلع، كلها أمور من شأنها ان تساهم في دعم أسهم الأسواق الناشئة خلال العام المقبل.
- سلة أسعار صرف الأسواق الناشئة. تسهم الأسعار المتدنية في الأسواق النامية في زيادة جاذبية أسعار صرف الأسواق الناشئة ذات الربح المرتفع – الريال، والروبية، والروبل، والراند – مقارنة بنظرائها من أسعار الصرف الحساسة للنمو في الأسواق النامية – الدولارين الأسترالي والكندي، والكرونة السويدية.
- ودائع الاستثمار العقاري في منطقة آسيا والمحيط الهادئ يُحتمَل أن تستفيد أيضاً من الأسعار المتدنية في الأسواق النامية. أما الأرباح بالنسبة إلى السندات الحكومية فجذابة مقارنة بالمعدلات العالمية.
- حصص الأرباح وعمليات إعادة الشراء. نظرًا لحدة انخفاض الأرباح في منطقة اليورو، واليابان، وسويسرا، فإن الشركات التي تقدم إيرادات يعوَّل عليها أصبحت أكثر جاذبية.
- القروض الأمريكية ذات أولوية السداد. إن أرباح القروض ذات أولوية السداد تقدم انتعاشاً اقتصادياً يزيد بنسبة 4% عن سندات شركات الدرجة الاستثمارية ذات آجال الاستحقاق القصيرة، وهي مميزة بجاذبيتها حتى إذا ارتفعت الأسعار الافتراضية إلى معدلات طويلة الأجل.
- سندات الخزانة الأمريكية المحمية من التضخم (TIPs). يتوقع مكتب شؤون الاستثمار من ان تستفيد سندات الخزانة الأمريكية المحمية من التضخم من الارتفاع النسبي في نمو الأجور، وتثبيت أسعار النفط، والحافز المالي المحتمل، وضعف الدولار الأمريكي.
- البلاديوم والبلاتين. الانتعاش الاقتصادي في النشاط الصناعي، وارتياب الوضع السياسي، وهبوط أسعار الفائدة الحقيقية، من شأنها أن تدعم كلا المعدنين النفيسين في عام 2017.
- البدائل. من المرجح ان تكون عائدات فئة الأصول التقليدية معتدلة في عام 2017. أما التعرض غير المترابط المستحَث من قبل صناديق التحوط، وأسواق القطاع الخاص، وفرص الاستثمارات قصيرة الأجل، فسيكون له قيمة أكثر من أي وقت مضى.
- بيع سندات الدرجة العالية. الأرباح لا تُذكَر والمخاطر متزايدة. وقد ينظر المستثمرون في إمكانية تكرار بعض ميزات تأمين فئة الأصول من خلال اعتماد مناهج أخرى، بما يتضمن الوقاية المنتظمة واستراتيجيات التخصيص.
محاور الاستثمارات طويلة الأجل الموصى بها لعام 2017 وما بعده
- اللحاق بركب الرعاية الصحية في الأسواق الناشئة. في الدول النامية، الإنفاق على الرعاية الصحية يسبق بكثير نمو الناتج المحلي الإجمالي، مما يخلق فرصاً للشركات والمستثمرين في المجالات المؤثِّرة.
- فعالية الطاقة. ما فتئت الحكومات تزيد حوافز تقليل انبعاثات الكربون وخفض استهلاك الطاقة. وهذه المقاييس تغطي الآن 30% من الوقود المستخدَم حول العالم.
- الفجوة التعليمية. ما انفكت الشركات تساعد في تلبية مطلب التعليم العالي والتدريب بينما الحكومات تكافح للوفاء بالتزاماتها.
في حين يتطلع المستثمرون إلى عام 2017، فإن المنشور المعنون “لعبة النهاية” الصادر عن مكتب شؤون الاستثمار يعرض الفرصة للعب دور صانع السياسة ومراقبة كيفية تأثر الاقتصادات، والأسواق، والمحفظات الاستثمارية بالحلول المعتمدة للتصدي للمشاكل الاقتصادية القائمة.