الإعلان عن انعقاد الملتقى الاقتصادي السعودي-اللبناني في بيروت
استقبل القائم بالأعمال لدى السفارة السعودية المستشار وليد بخاري في مبنى السفارة الوفد الاقتصادي اللبناني من رجال الأعمال العاملين في جدة برئاسة قنصل لبنان في جدة زياد عطالله. وقد حضر اللقاء نحو خمسين شخصية من رجال الأعمال وعدد من الفاعليات الاقتصادية من أبرزهم الوزير عدنان القصار ورئيس ومدير عام (إيدال) نبيل عيتاني ورئيس بلدية بيروت جمال عيتاني ونائب مدير عام المديرية العامة للجمارك ريمون خوري ومدير عام وزارة المالية عليا عباس ورئيس مجلس الأعمال اللبناني السعودي (من الجانب اللبناني) رؤوف أبو زكي الذي أعلن عن استئناف تنظيم الملتقى السعودي – اللبناني مطلع شهر آذار/مارس المقبل في بيروت.
في البداية تحدث القائم بالأعمال المستشار وليد بخاري الذي رحب بالحاضرين وأشار إلى أهمية افتتاح مركز خدمات الأعمال في السفارة في وقت يدخل الاقتصاد السعودي مرحلة جديدة مع تطبيق رؤية المملكة 2030 والتي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز دور القطاع الخاص فيه وإطلاق مرحلة جديدة من التنمية المستدامة ستكون زاخرة بالفرص التي تهم المستثمرين اللبنانيين والسعوديين على حد سواء.
وأكد بخاري على “متانة العلاقات بين لبنان والسعودية لأن هذه العلاقات متجذرة كصلابة الأرز في ثباته وعنفوانه على مر العصور”.
ثم كانت مداخلة للملحق التجاري في السفارة سالم الشهراني الذي أكد على المساعي التي تبذلها الملحقية مع السفارة بهدف تطوير العلاقات اللبنانية السعودية وتسهيل الخدمات التي يؤمنها مركز الأعمال في السفارة.
بدوره، شكر قنصل لبنان في جدة زياد عطالله السفارة على هذا اللقاء وأثنى، باسم الوفد وجميع الحاضرين، على النشاط الكبير وغير المسبوق والهادف الذي يقوم به القائم بالأعمال وليد بخاري بهدف تعزيز العلاقات بين لبنان والسعودية. وقال عطالله: إن الجالية اللبنانية لا تشعر بأن المملكة بلدها الثاني، فهي قبلة اللبنانيين وملاذهم ومكان شعورهم بالأمان وهي الداعم الدائم لهم. نحن جميعاً مع السعودية في السرّاء والضرّاء ولا يمكننا أن نوافق على أن تتعرّض المملكة لأي أذي كلامي أو أمني”.
وأضاف عطالله:”جئنا اليوم لتهنئة فخامة الرئيس لمناسبة الأعياد وانتخابه رئيساً للجمهورية ولتعاطي الدولة اللبنانية الجدي وغير المسبوق مع أحداث اسطنبول الأخيرة، الأمر الذي أعطى أملاً وفخراً بأداء السلطة والعهد الجديد” وتابع بخاري مؤكداً” أن الجالية اللبنانية في السعودية موحّدة ووطنية ولا انقسامات داخلها لا طائفية ولا مذهبية ولا طبقية. وقد قدّمت إلى القنصلية العامة مبنىّ يُقدّر سعره بـ 15 مليون دولار سيقوم الرئيس ميشال عون بافتتاحه خلال زيارته المملكة”. وختم عطالله كلمته بشكر القائم بالأعمال على جهوده في افتتاح مركز الأعمال مؤكداً “أن العلاقات بين اللبنانية السعودية متجذّرة ولن تزيدها الأيام الآتية إلا رسوخاً”.
ثم كانت كلمة لرجل الأعمال سمير كريدية الذي ذكّر الحاضرين ببدايات الحرب حيث كانت كل سفارات العالم مقفلة بوجه اللبنانيين ما عدا سفارات الخليج. وقال إن المملكة فتحت أبوابها أمام اللبنانيين واحتضنتهم وعاملتهم معاملة الأخ لأخيه أو الأب لابنه. ونوّه بالدعم الذي قدمته السعودية انسانياًً وأيضاً مساهمتها في وقف نزيف الدم في لبنان عبر اتفاق الطائف. ولفت إلى أن مسيرة الإنماء والإعمار استمرت مع دولة الرئيس الراحل رفيق الحريري في عهد الملك عبدالله بن عبد العزيز وهي متواصلة اليوم مع الملك سلمان بن عبد العزيز. وأضاف: إن السعودية هي أكثر دولة ساعدت لبنان، والشعب السعودي هو أكثر شعب استثمر في هذا البلد ولذلك، لن ننسى المملكة وسنبقى أوفياء لها للأجيال المقبلة. ونوّه كريدية بجهود بخاري ونشاطه اللافت الذي يدل على عمق العلاقة بين لبنان والسعودية.
كما تحدثت خلال اللقاء السيدة رنا قطيش نجار إحدى سيدات الأعمال اللبنانيات اللواتي يعملن في السعودية. فأوضحت أنها المرة الاولى التي تتلقى فيها سيدات الأعمال دعوة مماثلة من السفارة السعودية. ورأت أن هذا الأمر يساهم في تحفيز أعمال المرأة بين لبنان والسعودية وتعزيز النشاط بين سيدات الأعمال اللبنانيات والسعوديات.
وألقى رجال الأعمال اللبناني العامل في جدة كريم مراد كلمة نوه فيها بالعلاقات بين البلدين وبالدعم الذي تقدمه المملكة للبنان وقال: “نحن مقيمون في السعودية منذ أكثر من 40 عاماً ولم نشعر يوماً أننا في بلد غريب بل في بلدنا ونحن أبناء المملكة وسنبقى أوفياء لها وقد عايشنا النهضة السعودية الاولى. وختم: لا للأيادي التي تمتد إلى السعودية خبثاً وحسداَ، ونحن ندين بالوفاء للمملكة”.
ثم ألقى رئيس مجلس الأعمال السعودي-اللبناني (لبنان) رؤوف أبو زكي، جاء فيها: “إن مجلس الأعمال السعودي-اللبناني والذي لي شرف رئاسته من الجانب اللبناني، ستكون له مبادراته. وسنستأنف وبالتعاون مع سفارتي البلدين ومع الهيئات المعنية تنظيم الملتقى الاقتصادي السعودي-اللبناني مطلع شهر آذار/مارس المقبل في بيروت. يدفعنا إلى ذلك الخدمات التي يوفرها مركز خدمات الأعمال والمبادرات المتتالية التي يقوم بها وبدء عودة العلاقات إلى طبيعتها”.
“إن زيارة الرئيس العماد ميشال عون إلى المملكة وبعض دول الخليج تلبي حاجات ورغبات اللبنانيين وتوفر الدعم والاستقرار للوضع الاقتصادي والاجتماعي. وعلينا أن نكثف التواصل مع المملكة ودول الخليج لإعادة وصل ما انقطع ولخلق مناخ جديد يطمئن آلاف اللبنانيين العاملين في الخليج ويفتح آفاقاً جديدة للعمل في هذه الأسواق التي تشكل العمق الاقتصادي للبنان ولمعظم دول المنطقة”.
“وما يجري في المملكة في إطار ورشة التحديث وتصويب المسار يستهدف ترسيخ دعائم اقتصاد المملكة، بما يخدم مصالح الجميع على المدى البعيد. والواقع أننا نشهد بناء سعودية جديدة برؤيا جديدة. فلنتفاءل مع المتفائلين ونسعى مع الساعين والله ولي التوفيق”.
وقال: “أن الأخوة السعوديين لم ينتظروا رفع حظر السفر لاستئناف العودة إلى لبنان. ومعظم فنادق العاصمة كانت وفي فترة الأعياد شبه مليئة بالرعايا العرب عامة، والسعوديين والكويتيين خاصة. ونتوقع حصول تحسن كبير في العلاقات مع المملكة ومع دول الخليج الأخرى، وصولاً إلى موسم اصطياف مزدهر. وعودة هذه العلاقات إلى طبيعتها تعني عودة السياحة وبعدها عودة الاستثمار. المهم أن نحافظ على وحدتنا وعلى استقرارنا الداخلي. وما هو حاصل حالياً يدعو إلى التفاؤل والارتياح، آملين استمرار هذا المناخ الإيجابي الواعد”.