المستهلكون يمنحون أداء الإنترنت اللاسلكية الأولوية على حساب السرعة
مزيد من المستهلكين يعتزمون ترقية الموجهات في شبكات الإنترنت اللاسلكية واعتماد تقنيات المنزل الذكي والحرص على بيئة إنترنت آمنة والتخلّص من الكوابل
من المنتظر أن يزداد منح المستهلكين في العام 2017 الأولوية للأداء العالي على حساب السرعة في شبكات الإنترنت اللاسلكية (واي فاي) في ظلّ ازدياد أعداد الأجهزة الذكية المتصلة بهذه الشبكات في المنازل بمنطقة الشرق الأوسط، بحسب توقعات كشفت عنها شركة “لينكسيس”، عملاقة الشبكات العالمية.
ومن المتوقع، في السياق ذاته، أن تتجاوز أعداد الأجهزة المتصلة بالإنترنت 50 مليار جهاز بحلول العام 2020، وفقاً لدراسة حديثة صادرة عن مجموعة حلول أعمال الانترنت من سيسكو .
ومع بدء انتشار الإنترنت في التسعينات وبداية العام 2000، اتسعت رغبة المستهلكين بالاتصال بالإنترنت في المنزل، الأمر الذي سرعان ما تغير إلى الحاجة إلى التمتع باتصال لاسلكي. إلاّ أن التطوّر المتسارع في تقنيات الشبكات والاتصال على مرّ السنين، وتزايد أعداد الأجهزة المتصلة بالموجهات في وقت متزامن، أدّيا إلى إحداث تحوّل في طلب المستهلكين، من إتاحة الاتصال بالإنترنت في جميع أنحاء المنزل، إلى ما بات حالياً إتاحة أداء عالٍ للشبكات.
واستطاع مزودو الخدمة بمرور السنين تلبية هذا الطلب في التحوّل من خلال طرح المنتجات والتقنيات المبتكرة في الأسواق، والتي شملت الموجهات التقليدية واللاسلكية، وأجهزة توسيع نطاق الاتصال، والموجهات العاملة بتقنيات MU-MIMO (تقنيات المداخل المتعددة والمخارج المتعددة المتاحة لمستخدمين متعددين) التي تدير أجهزة متعددة متصلة بالشبكة لتمنح المستهلكين أداء محسّناً حتى أثناء وجودهم عند أطراف المنطقة التي تغطيها الشبكة.
وقال أمان الله خان، المدير التنفيذي لشركة “لينكسيس” الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا، إن المستهلكين سرعان ما يدركون أن الاختناق في أداء شبكة الاتصال مردّه إلى تقنيات التوجيه القديمة التي لا يمكن أن تصمد أمام العدد المتزايد من الأجهزة الذكية المتصلة بشبكة “واي فاي”، وأضاف: “نتوقع أن يقوم كثير من المستهلكين في العام 2017 بترقية أجهزة التوجيه في شبكات “واي فاي” لرفع أداء شبكاتهم وأجهزتهم الذكية”.
ومن المنتظر أن يستكمِل ويسرِّع ارتفاع أداء الشبكات وزيادة المنتجات الشبكية الممتازة إقبال المستهلكين على اعتماد التقنيات المنزلية الذكية، التي لم يتم بعدُ التوسع في إنتاجها التجاري. ويُتوقع أن يشهد العام 2017 تزايداً في إقبال المنازل المتصلة على اعتماد تقنيات المنزل الذكي في ضوء استمرار التقارب التقني بين المنازل الذكية والموجهات الشبكية.
وليس على المستهلكين القلق بعد اليوم بشأن إمكانية متابعة برامجهم التلفزيونية المفضلة إذا قاموا بالاستغناء عن الاشتراك في شبكات التلفزة، لا سيما وأن قدراً كبيراً من المحتوى التلفزيوني الأصلي بات متاحاً عبر خدمات البث التلفزيوني عبر الإنترنت، مثل “نتفليكس” و”هولو” و”أمازون”، إذ تشير التوقعات إلى أن الاتصال المنزلي بالإنترنت خلال العام 2017 سوف يصبح “شريان الترفيه” للأسرة، مع تزايد ترقية المستهلكين شبكاتهم إلى الموجهات العاملة بتقنيات MU-MIMO واستخدام موسّعات النطاق التي تُعيد بث إشارة “واي فاي” في أنحاء المنزل.
وأمكن “لينكسيس”، التي تُعتبر شركة بارزة في حلول الشبكات المنزلية والتجارية، أن تلحظ توجهاً آخر يتمثل بالحاجة المتزايدة لخلق بيئة إنترنت آمنة للأطفال، نظراً لأهمية شبكات “واي فاي” كأداة قيّمة تتيح وصول الأطفال إلى موارد تعليمية وترفيهية أساسية، ما يؤكّد أهمية تمتّع أولياء الأمور بإمكانية رصد المحتوى الذي يطلع عليه أطفالهم. ويمكن القيام بهذا الأمر بمساعدة تطبيق “سمارت واي فاي” من “لينكسيس”، الذي يتسم بمزايا تسمح لأولياء الأمور بمنع وصول أجهزة محدّدة إلى مواقع وتطبيقات معينة، فضلاً عن تقييد الوصول إلى الإنترنت في أوقات محددة. كذلك يمكن لتطبيق “سمارت واي فاي” أن يقدّم تنبيهات تفيد باتصال أجهزة معينة بالشبكة.