نظّمت كلية إدارة الأعمال والعلوم التجارية في جامعة الروح القدس- الكسليك ندوة بعنوان: “الشركات العائلية اللبنانية: نجاح مستدام”.
سركيس
بدايةً، كانت كلمة ترحيبية للعميدة المساعدة للدراسات العليا ومديرة النشاطات في الكلية الدكتورة ندى سركيس، اعتبرت فيها أنّ “الشركات العائلية هي مصدر أساسي للتوظيف ومحرك فعال لإعادة النمو الاقتصادي في بلدان عدة. وفي لبنان، صمدت هذه الشركات بالرغم من الحروب والصراعات، فما هو السر الكامن وراء الحفاظ على شركة العائلة؟ وكيف نجحوا في إدارة العائلة وإدارة الشركة على حد سواء؟”.
عساف
ثم ألقى عميد الكلية المنظِّمة البروفسور إيلي عساف كلمة أشار فيها إلى أنّ “هذه الندوة تدخل في إطار استراتيجية الكلية الآيلة إلى ربط عالم الأعمال بالجامعة. هذا ويرتكز الاقتصاد العالمي حالياً على الشركات العائلية، إذ تشكل تلك الشركات 80% من اقتصاد بريطانيا و99% من اقتصاد إيطاليا و90% من اقتصاد لبنان. تتأسّس الشركة العائلية من خلال فكرة وتكبر شيئاً فشيئاً، وفي بعض الأحيان تصبح شركة متعددة الجنسيات”.
إينجا
بعد ذلك، تحدث الشريك المؤسس في Inco Capital والمدير التنفيذي في Elcir السيد جان مارك إينجا عارضاً لمسيرته المهنية في شركة Elcir العائلية التي أسسها والده في العام 1956 من دون أي استثمار عائلي: “عمل والدي بجهد كبير وتعرف على شخصين أكبر منه سناً، يملكان رأسمالاً وكانا مستعدين لتأسيس صناعة تعنى بالخشب. تولد الشركة نتيجة علاقة صداقة بين عدة أشخاص، ولكن مع مرور الأيام، من المهم جداً وضع الصداقة جانباً. وفي العام 1976، توسعت الشركة وباتت معروفة في لبنان. ولكن هذا العام كان صعباً علينا بسبب الحرب والنزاعات حيث تم تدمير المصنع. وفي ظل هذه الظروف، كان من المفترض أن نستسلم، ولكن والدي أصر على إعادة بناء المصنع فاقترض من 14 مصرفاً لتأمين الأموال اللازمة. وفي العام 1990، أصبحت الشركة قادرة على دفع الأموال المقترضة. ومرة جديدة، دُمّر المصنع، ومرة أخرى، اقترض والدي الأموال من المصارف وأعاد بناء المصنع. وفي العام 2014، بدأت شركتنا بتصدير البضائع إلى الخليج ومصر وفرنسا وسويسرا وغيرها”.
كما لفت إلى أنّ “الشركات العائلية تبقى أنجح من غيرها لأنّ الحس بالمسؤولية يرتفع لدى أفرادها ويعملون بجهد أكبر ويخططون بطريقة أفضل بهدف المحافظة على شركة العائلة. وفي الأوقات الصعبة، يتحمسون أكثر لإبقاء شركتهم على قيد الحياة لأنهم يدفعون من مالهم الخاص”.
ثم تطرّق إلى الصعوبات التي تواجه الشركات العائلية مشيراً إلى أنّه “من الضروري أن يقتنع الفرد بالأعمال الخاصة بعائلته وأن يحبها وإلا أنصحه بأن يبتعد عنها لأنه سيهدر مستقبله. ويتطلب العمل ضمن شركة عائلية التعاطي مع أفراد العائلة الذين قد يملكون رؤية أخرى للعالم ولطريقة العمل. وقد تتلقى نقداً من أحد أفراد العائلة الآخرين لذا ستضطر إلى خلق انسجام والتحلي بمستوى عالٍ من التسامح حيال الانتقادات. وفي الاتحاد تكمن الاستمرارية. وعلى كل فرد أن يحترم الآخر ومركزه ومسؤولياته وينسى ذاته ويفكر حصراً بمصلحة الشركة. ونصيحتي الأخيرة هي وجود مستشارين من خارج العائلة لطرح أفكار واستراتيجيات جديدة من أجل تحسين الشركة”.
الجميّل
ثم قدّم رئيس جمعية الصناعيين ومدير عام شركة Gemayel Freres الدكتور فادي الجميّل مداخلة نوّه فيها “بالدور المهم الذي تقوم به الشركات العائلية على الصعيد العالمي فهي لطالما كانت محرك الاقتصاد القوي ولا تزال حتى يومنا هذا من حيث مداخيلها وتوفير فرص العمل ومساهمتها بنسب مرتفعة في إجمالي الناتج المحلي. والأمثلة على ذلك كثيرة، فمعظم الشركات الناجحة في مختلف القطاعات في شركات عائلية. ولعل أبرز التحديات التي تواجه الشركات هي ضرورة مواكبة التغييرات التي تطرأ على مختلف تفاصيل حياتنا والتحرك سريعاً لمواكبة التجديد القائم مع المحافظة على مركزية القرار الصادر على عكس ما يظن البعض، علماً أنّه لا يمكن لأحد أن يتوقّع نتائج التغيرات المستجدة على حياتنا”.
وأضاف: “تظهر الشركات العائلية التزاماً ومرونة على حد سواء وتملك نظرة بعيدة الأمد. وهي تحتاج إلى مدير عام يكون من خارج العائلة لإدارة العمليات وتقديم اقتراحات جديدة. وعلى الصعيد الشخصي، تخليتُ عن متابعة دراستي في الخارج لأعود إلى لبنان وأدير شركة العائلة مع أخي. ونحن اليوم فخورون بما حققناه، استطعنا استحداث أقسام جديدة متطورة في الشركة وحققنا نجاحاً باهراً في لبنان وخارجه ونطمح إلى الوصول إلى العالم أجمع”.
وختاماً قدمّ العميد عساف دروعاً تقديرية إلى إينجا والجميّل. ثم دارت حلقة نقاش مع الطلاب.