زمكحل: “علينا الاستناد إلى استراتيجية الـ “ت” الثلاثة: التنويع / التفويض / التوسع… وسر النجاح يكمن في المثابرة.”
ألقى رئيس تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم(RDCL World) الدكتور فؤاد زمكحل الكلمة الرئيسية خلال حفل تكريم وإعلان الفائزين في قطاع المنتجات الإستهلاكية في حفل منتج العام 2017 (Product of the Year)، فأكد “أن أحد معايير النجاح العالمية قائمة على حرف الـ “ت”، أي: “التواصل والترابط”، وإذ سأل “مَن يعرف أفضل من رجل الأعمال اللبناني أن يلعب على هاتين الميزتين المحببتين الى قلبه واللتين تشكلان جزءا من ثقافته وشخصيته؟”، قال: “يتحدث اللبنانيون اللغات الأكثر إستعمالا في العالم وهي: الفرنسية والإنكليزية والعربية. ويمكن أن يعبّرعما يريد في العديد من البلدان في جميع القارات …. وبامكان اللبنانيين العثور على أصدقاء وأقرباء ومعارف في كل ركن من أركان الكرة الأرضية دون استثناء …. مما يجعل منهم في كثير من الأحيان اشخاصا لا يُقهرون، لا يُهزمون ويُحسب لهم الحساب”، معتبراً “أن التنمية هي ضرورة وليست خياراً تقديرياً بالنسبة إلى رجل الأعمال اللبناني في العالم”.
وأكد زمكحل: أنه “لا توجد صيغة سحرية للنجاح، لأنه إذا وُجدت صيغة أو خلطة واحدة، لعرف العالم بها بأسره، ولكُنّا وجدنا اليوم أكثر من 7 مليارات هم رجل أعمال في العالم.
إن ركائز النجاح الثلاث لرجل الأعمال اللبناني هي كالتالي:
من المهم إعطاء أهمية كبرى لرجل الأعمال نفسه، الى شخصيته، وأخلاقه، ومثابرته، ومهارته في إيجاد الفرص المخفية في الأزمات، وقوته في مواجهة أي نوع من الصعوبات، وقدرته بالوقوف على قدميه ومثابرته التي لا حدود لها، والتي لا تُزعزع أبداً، وقوته على عدم القبول والإعتراف بالهزيمة، وقدرته على تقديم التضحيات المالية والأسرية والاجتماعية …. لا يجب أبداً على ريادي الأعمال إنشاء مؤسسة إثر ردة فعل أو حدث معيّن (فصله من الشركة، سعيه إلى الاستقلالية، البطالة وغيرها …) ولكن بشكل خاصة يجب أن يقوم بإعداد ودرس نشاطه جيدا، كذلك تقييم المخاطر وتغطيتها والحماية منها بدقة. لا يمكن القضاء على مخاطر الفشل، ولكن يمكن تخفيضه بشكل كبير إذا تمّ الإعداد لتأسيس شركة بشكل صحيح.
وأشار أن الفكرة هي أيضا واحدة من الركائز الأساسية لنجاح شركة أعمال لبنانية. ينبغي أن تتمتع الفكرة بعوامل نجاح رئيسية عدة يجب على رجل الاعمال اللبناني أن يستند اليها، لكن عليه أن يستعد إلى تقدم وتطور عوامل النجاح الرئيسية حيث أنه سيتم بسرعة إتباع الفكرة الناجحة، وتقليدها، وتحديها ومهاجمتها.
يجب أن يكون للفكرة سوقاً وطلباً، ويجب أن يكون رجل الأعمال اللبناني قادراً على دخول هذه السوق والوصول إلى الزبائن التي يهدف إلى الوصول اليهم وتحديدهم.
يلعب ايضا الإبتكار والإبداع دوراً مهماً في نجاح الفكرة، لكن تتمتع الفكرة البسيطة والسهلة التي تملأ الفراغ، وتلبي الطلب بفرص النجاح الكبيرة ذاتها. لقد قال جاك ويلش الرئيس التنفيذي لشركة جنرال إلكتريك: “إن ريادة الأعمال هي اليوم … التقليد بطريقة أفضل”.
أما الركيزة الأساسية الثالثة فهي إستراتيجية التطوير. ياللأسف إن كنا لا نتطور، ولا نتقدم … نتراجع تلقائياً.
من المهم تطوير المنتجات والأسواق والبلدان والقارات، وأساليب العمل والانتاج والمراقبة.. للبقاء والنمو. (إننا نتقدّم وكأن “زنبرك” في ظهرنا)
وأشار أنه : “اذا أخذنا هذه المعايير الثلاثة الأساسية، وحاولنا تكييفها مع رجال الأعمال اللبنانيين في العالم سنفهم بسهولة أكثر نجاحهم في عالم الأعمال:
– لطالما ترعرع رجل الأعمال اللبناني وعاش يا للأسف، ضمن بيئة غير مستقرة، ومضطربة، وغير آمنة…… عرف دائماً كيف يتكيّف بسرعة مع جميع أنواع السيناريوهات الإيجابية والسلبية منها. وعرف دائماً تحديد الفرص المختبئة في الأزمات. كان دائما يعتمد على نفسه، من دون دعم الدولة أو أي دعم آخر … لطالما إستطاع ولا يزال حتى اليوم ملء فجوات البنية التحتية: تمّ قطع الكهرباء عنه، فقام بتأمين مولدات كهربائية خاصة، تمّ قطع المياه عنه فملأ هذه الفجوة عن طريق صهاريج المياه الخاصة، تمّ قطع الاتصالات السلكية واللاسلكية، فاستثمر الأقمار الصناعية الخاصة، وقام بتعبيد الطرق حول منزله ومؤسسته.
لطالما علم كيف يبدأ من الصفر ويخلق القيمة ويكون مستقلاً تماماً وعصامياً، وبالتالي فإن سرعة التكيف، والإصرار والمثابرة هي ميزات شبه فطرية لدى رجل الأعمال اللبناني وقد تُعتبر ميزة تنافسية كبيرة وهذا ما يُفسر نجاحه العالمي”.
ولفت من ناحية أخرى، إن أحد معايير النجاح العالمية قائمة على حرف الـ “ت”، “التواصل والترابط.” فمن يعرف أفضل من رجل الأعمال اللبناني اللعب على هاتين الميزتين المحببتين الى قلبه واللتين تشكلان جزءاً من ثقافته وشخصيته؟ يتحدث اللبنانيون اللغات الأكثر استعمالاً في العالم الا وهي الفرنسية والإنكليزية والعربية. ويُمكن أن يعبّرعما يريد في العديد من البلدان في جميع القارات …. بإمكان اللبنانيين العثور على أصدقاء وأقرباء ومعارف في كل ركن من أركان الكرة الأرضية دون استثناء …. مما يجعل منهم في كثير من الأحيان اشخاصاً لا يُقهرون، لا يُهزمون ويُحسب لهم الحساب.
وفي السياق عينه، لقد كان رجل الأعمال اللبناني دائماً قادراً على التميّز بفضل ذوقه الرفيع، ورؤيته، وإبداعه، وإبتكاره، وإرتكازه على الإقتصاد المخصص وليس على الإقتصاد الجماهيري. فقد تميّز منذ زمن في صناعة الأزياء، والإبداع والإبتكار، والإعلان والتسويق، والبحوث والتكنولوجيا (IT) وفي مجال الخدمات والمطاعم والفنادق … بعبارة أخرى: إن إنفتاحه على العالم، وخبرته المتنوعة، وفروع شركته الموجودة في جميع أنحاء العالم، تُساهم في تنمية أفكاره الخلاقة، ويحتل دائماً المركز الأول لمعرفة السوق جيدا وعرض العديد من ميزاته التنافسية.
– أخيرا، التنمية هي ضرورة وليست خياراً تقديرياً بالنسبة إلى رجل الأعمال اللبناني. صحيح أنه يخلق ويختبر ويبدأ عملياته في لبنان … لكن سرعان ما يُدرك أنه لا يمكن بسهولة أن يزيد من الناتج المحلي الإجمالي (نحو 50 مليار دولار) فيما عدد السكان في لبنان يبلغ نحو 4 ملايين شخص. لذا فإن تصدير السلع والمنتجات هو غريزة عنده، وسرعان ما يُصبح ضرورة على مستوى معين، بعد شعوره أن السوق المحلية ضيّقة ….
هذا يسمح لي بالتطرّق الى سمة مهمة من سمات الإقتصاد اللبناني والذي يجب النظر إليه على أنه إقتصاد متخصص غير جماهيري، يتمتع بالجودة، والتنمية، والأفكار الإبداعية، والمنتج المبتكر والمفهوم، والعلامة التجارية … مما يشكل نقاط القوة التي يجب أن نرتكز عليها.
في الوقت الحاضر ينبغي النظر الى لبنان على أنه “مختبر” إقتصادي وتجاري وصناعي ومختبر خدمات، حيث يتم إبتكار الأفكار والمفاهيم والمنتجات والعلامات التجارية، وأساليب الإدارة، “مختبر” حيث نقوم بتجارب من كل نوع لمواجهة اسواق ضخمة…
إن لبنان بمثابة أرض خصبة، حيث نبتكر ونختبر ونصبو الى الكمال، ونحث الموارد البشرية لدينا على السفر لتصدير معرفتنا، و”مهاراتنا “، وأفكارنا، ومنتجاتنا، وأعمالنا … .. في جميع أنحاء المنطقة، وخصوصاً نحو الأسواق ذات الامكانات الكبيرة ونحو القارات سريعة النمو مثل سوق الشرق الأوسط وأفريقيا وأميركا اللاتينية .
في الماضي قمنا بتصدير الأبجدية الى العالم، وقمنا بتصدير خشب الأرز في جميع أنحاء العالم، وها نحن نستمر بتصدير أفضل الموارد البشرية لدينا في كل ركن من أركان الأرض (منذ عقود)، وتالياً حان الوقت لبناء إقتصاد الإبداع وتصدير أفكارنا وإبتكاراتنا الى ما وراء حدودنا.
إستراتيجية الشركات اللبنانية في العالم:
وشدّد أن من المهم أن يستند رجال الأعمال اللبنانيين في العالم إلى استراتيجية الـ ” ت” الثلاثة: التنويع / التفويض / التوسع.
– التنويع: لتوظيف الموارد المؤهلة من مختلف القطاعات خاصة ذات الإمكانيات العالية والربحية الكبيرة.
– التفويض: البحث عن النخبة التي يمكن أن تقوم بجزء من المهام، وتالياً إعطاء هذه الشركات المزيد من الوقت للتركيز على الأولويات الأخرى.
– التوسع: إختيار أفضل الأشخاص للتوسع في منطقتهم أو في الخارج، بحثاً عن أسواق جديدة وآفاق جديدة.
كما أشار : “صحيح أن رجل الأعمال اللبناني يتمتع بالعديد من الميزات التي تم شرحها مفصّلاً آنفاً، ولكن لا يُمكننا إهمال بعض نقاط الضعف لديه: أهمها الفردية، والأنانية، التي يُمكن أن يكون لها تاثير سلبي في كثير من الأحيان، كما يجب أن نتعلم كيفية العمل ضمن مجموعات، لخلق التآزر الإنتاجي، والتحالفات الاستراتيجية، لأن هذا سيكون نقطة انطلاق وسيسمح بالنمو أكثر معاً، وليس فقط بشكل فردي”.
وأختتم بالتذكير بصوت عال، إن رجال الأعمال اللبنانيين معروفون في جميع أنحاء العالم على أنهم الأسرع في مواجهة أصعب الحالات، من خلال قدرتهم على التكيّف والتطور أمام أي نوع من السيناريوهات. صحيح أن هذه الممارسة شاقة هذه المرة، لكننا واثقون من أنهم سوف يثبتون مرة أخرى للعالم مرونتهم التي لا تُضاهى، وخصوصاً موهبتهم الالهية على إغتنام الفرص المدفونة في الأزمات والتعلم من تجاربهم الشخصية.
إن سر نجاح الجيل الجديد ومكوناته يكمن في الإرادة والمثابرة!“