بدأ الوفد الاقتصادي اللبناني الذي يزور روسيا لقاءاته التي تمتد لثلاثة ايام باجتماعات تمحورت حول العلاقة بين المصارف اللبنانية والروسية، وتنمية العلاقات الاقتصادية الثنائية بين البلدين على كافة المستويات.
ويضم الوفد الاقتصادي الذي واكبه سفير لبنان في روسيا شوقي بو نصار، وزراء: الاقتصاد والتجارة رائد خوري، الصناعة حسين الحاج حسن والسياحة أواديس كيدانيان، النائب أمل ابو زيد، رئيس اتحاد الغرف اللبنانية محمد شقير على رأس وفد من القطاع الخاص، رئيس جمعية الصداقة اللبنانية – الروسية جاك صراف الجهة المنظمة، رئيس بلدية بيروت جمال عيتاني، وضم وفد القطاع الخاص رئيس غرفة طرابلس والشمال توفيق دبوسي وهيئة مكتب الغرفة، رئيس نقابة المقاولين مارون الحلو، عضو جمعية المصارف رئيس بنك بيروت سليم صفير، رئيس مجلس ادارة “سيدروس بنك” فادي عسلي، رئيس جمعية المعارض والمؤتمرات ايلي رزق، عضو مجلس إدارة جمعية الصناعيين ميشال ضاهر، ورجال أعمال يمثلون مختلف القطاعات الاقتصادية.
اجتماع مصرفي
استهل الوفد الاقتصادي اللبناني زيارته في لقاء مع إدارة بنك VTB، حيث جرى عرض “امكانية التعاون في المجال المصرفي والاستثماري وتسهيل التبادل التجاري”.
بداية تحدث نائب رئيس بنك VTB فاليري لوكياننكو ممثلا رئيس مجلس ادارة البنك انديه كوستن مبديا، تفاؤله “بتطور العلاقات بين البلدين الصديقين وبين قطاعيهما المصرفيين”.
ثم عرض “اهمية بنك VTB الذي تشكل فيه الحكومة الروسية المساهم الاكبر فيه”.
وتحدث عن “رؤيته لتطوير التعاون بين القطاع المصرفي في البلدين”، مشيدا “بأهمية القطاع المصرفي اللبناني وبالدور الكبير والهام الذي يلعبه”، معتبرا ان “هناك مجالات كثيرة في هذا الصدد”، وآملا ان “يكون اللقاء اليوم مقدمة لتعاون افضل في المستقبل”.
خوري
وتحدث الوزير خوري، فنقل تحيات رئيس الجمهورية ورئيس المجلس ورئيس الحكومة، وتحدث عن علاقات الصداقة بين البلدين التي “نأمل ان تترجم مزيدا من التعاون في المجال الاقتصادي”.
وقال: “يجب النظر للبنان ليس على اساس حجمه الجغرافي وعدد سكانه، بل الى دوره الاقتصادي الكبير في الخليج وافريقيا والمنطقة”، مشيرا الى انه” لدينا رجال اعمال متميزون ولديهم نفوذ كبير في هذه الدول”.
اضاف: “نتطلع الى ان تكون علاقتنا وطيدة مع روسيا على صعيد اعادة اعمار سوريا، وعلى اهمية التبادل التجاري بين البلدين، الا اننا نتطلع الى الاستثمار الروسي في لبنان الذي يعتبر بوابة المنطقة”.
ودعا “المصرف الروسي الى فتح فرع له في لبنان الامر الذي يمكنه من لعب دور مصرفي في لبنان والمنطقة”، معتبرا ان “هذه الخطوة يجب ان تترافق مع سياسة روسيا الاتحادية تقوم على اعتبار لبنان بوابة لاعادة اعمار سوريا”.
الحاج حسن
وتحدث الوزير الحاج حسن عن “دور روسيا التاريخي الكبير والمحوري في منطقة الشرق الاوسط منذ الاتحاد السوفياتي على الصعيد الامني والسياسي والعسكري، وما زال هذا الدور مستمرا مع روسيا الاتحادية”.
واضاف: “دور روسيا اليوم كبير جدا في المنطقة على صعيد مكافحة الارهاب وعلى الصعيد السياسي والامني والعسكري، ولكن هذا الدور لا يواكبه دور اقتصادي”.
وطالب الطرفين اللبناني والروسي “بوضع رؤية شاملة للمستقبل تواكب الدور السياسي الروسي في المنطقة وفي لبنان تحديدا”.
ورحب “بتقدم شركات روسية الى عملية استخراج النفط والغاز في المياه الاقليمية في لبنان”، مشيرا الى “اهمية وضع سياسة اعمارية على المدى الآني والمتوسط والبعيد يقوم على انشاء فروع لمصارف روسية في بيروت وفروع مصرفية لبنانية في موسكو او شراكات بين المصارف، وانشاء شركات مشتركة على غرار النفط والغاز ايضا في الاعمار والتجارة والصناعة والزراعة والسياحة. ويتطلب الامر اجراءات قانونية وادارية من المهم ان يتولى رئيس مجلس الاعمال اللبناني الروسي جاك صراف ونظيره الروسي وضع الخطة المستقبلية التحضيرية خلال السنوات المقبلة بالتعاون مع الحكومات والسفارات والهيئات الاقتصادية والمصرفية، ويكون التبادل التجاري جزءا منه”.
كيدانيان
وتحدث الوزير كيدانيان فرحب بزيارة الوفد الاقتصادي اللبناني متمنيا ان “تعطي مردودا ايجابيا للبنان لا سيما على المستوى السياحي، حيث نتمنى ان يكثف السائح الروسي زياراته الى لبنان”.
شقير
وتحدث شقير فأكد ان “القطاع المصرفي يشكل شريانا حيويا لتنمية العلاقات الاقتصادي بين البلدين على مختلف المستويات، لذلك فإن هذا الاجتماع الذي نفتتح به زيارتنا الى روسيا سيكون له اثر كبير في مدى التقدم بعلاقتنا الاقتصادية”، داعيا الى “تعاون أكبر بين القطاعين المصرفيين في لبنان وروسيا والاستفادة من الفرص المتاحة خصوصا ان القطاع المصرفي اللبناني يشكل ركيزة اساسية في المجال المصرفي في المنطقة”.
صراف
ووجه صراف كلامه الى نائب رئيس بنك VTB قائلا “كما استثمرتم في انغولا بـ1.5 مليار دولار، ندعوكم الى الاستثمار في لبنان بملياري دولار”، داعيا اياهم الى فتح فرع للمصرف في لبنان “الذي يعني رفع العلم الروسي في لبنان وسوريا والمنطقة”.
وأكد الصراف ان “الشركات الروسية تتشجع للاسثمار في لبنان بوجود مصرف VTB”، وشدد على “ضرورة اعتماد العملات الوطنية من الليرة والروبل في التبادل التجاري بين البلدين وانشاء بورصة للذهب في بيروت”.
عيتاني
وتحدث عيتاني فدعا الى “توفير تمويل من قبل المصرف الروسي لمشاريع البنى التحتية في لبنان، بعد اقرار الشراكة بين القطاعين العام والخاص”.
صفير
ثم تحدث صفير، “فاقترح انشاء فرع لمصرف VTB في لبنان، وضرورة تبني تجربة المصرف الروسي “موسكو نارودني” الناجحة في لبنان في سبعينيات القرن الماضي. وأكد ان “الأولوية الآن هي لاعمار لبنان لان المستقبل اليوم هو للبنان، من اجل استعادة الدور الاقتصادي الذي كان يتمتع به قبل الحرب”.
عسلي
أما عسلي فركز على “أهمية القطاع المصرفي اللبناني، مطالبا بان يكون لبنان منصة للدول العربية عموما ولسوريا بشكل خاص”.
وبعد انتهاء الاجتماع تبادل شقير والصراف ولوكياننكو الاوسمة والدروع التقديرية.
اللجنة الاقتصادية
بعد ذلك توجه الوفد الاقتصادي اللبناني الى وزارة الاقتصاد الروسية، حيث عقد اجتماع للجنة الوزارية الاقتصادية الروسية اللبنانية المشتركة، حيث افتتح رئيس اللجنة الاقتصادية من الجانب الروسي الكسي ابرانوف الاجتماع بكلمة تحدث فيها عن “وجود ارادة قوية لتنمية العلاقات الاقتصادية”، مؤكدا ان “الجانب الروسي منفتح لمناقشة كل الاتفاقيات والامور التي من شأنها زيادة التعاون الاقتصادي بين البلدين”.
خوري
ثم تحدث الوزير خوري فأشار الى “وجود فرصة حقيقية لتنمية التعاون الاقتصادي”، لافتا الى ان “الميزان التجاري بين البلدين يميل بشكل كبير لمصلحة روسيا”، ومؤكدا “ضرورة تصحيح هذا الخلل بزيادة صادراتنا الى روسيا”.
وبعدما تحدث عن دور لبنان الاقتصادي “الفاعل في المنطقة، وفي اعادة اعمار سوريا، واهميته كذلك بالنسبة للشركات الروسية”، لفت خوري الى “اننا نعمل في لبنان على انشاء مناطق اقتصادية حرة التي ستشكل منصة للمستثمر اللبناني وكذلك للمستثمر الاجنبي لا سيما الروسي للتصدير الى المنطقة وكذلك المساهمة في اعادة اعمار سوريا”.
الحاج حسن
وتحدث الوزير الحاج حسن فقال: “لدينا رغبة في تقوية العلاقات الاقتصادية والاستثمارية الى جانب العلاقات السياسية التقليدية والتاريخية”. واقترح بعض النقاط العملية لايرادها في محضر اجتماع اللجنة تقوم على “وضع هدف فتح مصارف مشتركة في بلدينا خلال عام، والبدء بمفاوضات واضحة وهادفة حول التبادل التجاري وتحديد السلع التفاضلية والرسوم الجمركية والتركيز على الممر الاخضر من اجل زيادة صادراتنا الى روسيا وازالة العقبات امامه”. وطالب “بمعاملة لبنان بعناية خاصة من الاتحاد الروسي اسوة بما يخص به بعض الدول الاخرى”. ورحب “بالاستثمارات الروسية في قطاعي النفط والغاز، وبالمشاركة في مناقصات بناء محطات توليد كهرباء جديدة”.
كيدانيان
ثم تحدث الوزير كيدانيان، فاكد “ضرورة تفعيل التعاون السياحي بين البلدين، خصوصا بموضوع السياحة الدينية”. واعلن عن “الاعداد لزيارة وفد امني روسي الى لبنان للبحث في ازالة العقبات التي تؤخر منح تأشيرات الدخول الى روسيا، وان وزارة السياحة تعمل على تأمين خط جوي مباشر بين لبنان وروسيا عبر طيران الشرق الاوسط وتأمين برامج سياحية مدروسة وتنافسية”، متمنيا ان “يكون القطاع السياحي مدرجا ضمن الاتفاقيات التي ستوقع بين الجانبين”.
شقير
من جهته، اشار شقير الى “قناعة القطاع الخاص اللبناني بالارادة المشتركة لدى البلدين لتنمية العلاقات الاقتصادية الثنائية، استنادا الى العلاقات التاريخية المميزة التي تربطهما”، مشددا على “ضرورة ان تترجم هذه الرغبة بدعوة القطاع الخاص للاستثمار في روسيا وكذلك الاستيراد من روسيا”.
واشار الى “صعوبة الحصول على تأشيرات الدخول الى روسيا والفترة المطلوبة للحصول عليها وتكلفتها، وهذا الامر لا يناسب رجال الاعمال ولا يشجع على الاستثمار، فيما الاصدقاء الروس يحصلون على التأشيرات في مطار رفيق الحريري – بيروت”.
واكد ان “التبادل التجاري بين البلدين لا يلبي طموحاتنا، فهو ضعيف لا سيما ان معظم الاستيراد من روسيا هو من المشتقات النفطية، في حين ان هناك مجالات كثيرة لتنويع فاتورة الاستيراد، كما ان هناك الكثير من المنتجات اللبنانية التي تتمتع بمواصفات عالية وتحتاجها السوق الروسية”.
الحلو
وتحدث الحلو عن “اهمية توطيد العلاقات بين قطاعي الاعمال لا سيما المقاولات في البلدين خصوصا في عملية اعادة اعمار سوريا”.
ورد الوزير الروسي فأكد ان “معظم الاقتراحات التي طرحت ستكون محط عناية واهتمام من قبلنا لمعالجتها لا سيما تسهيل اعطاء التأشيرات وزيادة التبادل التجاري والتعاون الجمركي”.