أقامت سفارة الجمهورية التونسية في لبنان، احتفالا لمناسبة الذكرى الستين لاقامة العلاقات الديبلوماسية بين تونس ولبنان بالتعاون مع منتدى سفراء لبنان والمعهد الوطني للادارة في أوديتوريوم المعهد في تلة الريس في بعبدا، في حضور الدكتور ايلي عساف ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الشيخ حسن مرعب ممثلا مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، السفيرة ميرا ضاهر ممثلة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، السفير البابوي غبريال كاتشا، سفير تونس في لبنان كريم بودالي، رئيس المجلس الدستوري عصام سليمان، الوزير السابق الياس حنا، مايا سكر ممثلة رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، مارسيل لوغان ممثلا السفارة الفرنسية في لبنان، رئيس منتدى سفراء لبنان السفير خليل مكاوي، مديرة “الوكالة الوطنية للاعلام لور سليمان”، مدير عام الشؤون العقارية جورج معراوي، عضو المكتب السياسي للحزب الديموقراطي اللبناني وليد عياش، رئيس مجلس ادارة المعهد الوطني للادارة جورج لبكي، مدير عام المعهد جمال الزعيم المنجد وعدد من موظفي المعهد.
لبكي
استهل الحفل بكلمة لرئيس المعهد الوطني للادارة جورج لبكي قال فيها:” الحضارة الفنيقية تميزت عن غيرها من الحضارات ببعدها كل البعد عن الاحتياجات المسلحة وأعمال القتال والدمار بل على العكس نقلت الابجدية والحضارات والكلمة الى العالم . واستمرت العلاقات اللبنانية – التونسية بالنمو ولو بأشكال مختلفة مع وصول الامبراطورية العربية الى شمال افريقيا، أما في المرحلة المعاصرة فقد نشأت علاقات مميزة بين الشعبين”.
بودالي
ثم كانت كلمة سفير تونس كريم بودالي قال فيها:” من منطلق الوعي بالمشترك الكثير بين تونس ولبنان فقد بدى من الثابت أن العمر الدبلوماسي لهذه الصلات على دلالاته القوية لا يمكن أن يختزل لوحده عمق روابطهما التاريخية والحضارية”.
وأضاف: “بعد ستة عقود من الزمن يعود نفس التوصيف لتلك الروابط المتينة على لسان رئيس الحكومة يوسف الشاهد بمناسبة الاحتفاء بلبنان كضيف شرف على معرض تونس الدولي للكتاب لهذه السنة حيث ثمن العلاقات التاريخية التي تجمعهما مشيدا بتقاسم الشعبين قيم التسامح والتعددية الفكرية والديمقراطية والحرية”.
وتابع : ان “تميز هذه العلاقات عبر التاريخ وتطورها المطرد منذ اقامة العلاقات الديبلوماسية يدعونا الى استشراف مستقبلها بكل تفاؤل .فتونس التي نجحت في استكمال مرحلة انتقالها الديمقراطي وبناء مؤسساتها الدستورية وخطت خطوات هامة على درب الانتقال الاقتصادي تتطلع أن تكون اطلالة العقد السابع من التواصل الدبلوماسي مع لبنان نقطة انطلاق جديدة”.
ضاهر
كلمة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ألقتها ممثلته ميرا ضاهر قالت فيها:”الحقيقة التاريخية التي تجمعنا اليوم، فهي أن بين لبنان وتونس اكثر من مجرد علاقات دبلوماسية بين دولتين وحكومتين، بل يجمعهما تاريخ وحضارة وتراث وشعب لم يعرف حدودا بين مشرق ومغرب او بين شمال وجنوب شعب ولد في صور وعاش في قرطاج وجاب العالم متنقلا ينشر لغة التواصل والانفتاح بين الشعوب”.
أضافت:” اود ان أشير الى اهمية تفعيل مشروع “طريق الفنيقيين” ذلك المشروع السياحي الثقافي الرائد الهادف الى مد الجسور بين لبنان وتونس وسائر المدى المتوسطي وهو مشروع يعيد احياء طريق دولية سلكها الفينيقيون تعبر اليوم 18 دولة متوسطية وأكثر من 80 محطة فنيقية وتضم شبكة من المواقع الاثرية وتعزز التبادل الثقافي والتعاون بين الشعوب والدول المتوسطية كما يساهم في خلق فرص عمل لشبابنا العربي ويعزز القطاع السياحي والتبادل الثقافي”.
مكاوي
ثم تحدث رئيس منتدى سفراء لبنان خليل مكاوي عن “تاريخ العلاقات الديبلوماسية بين البلدين”. وقال :” في 29 نيسان 1957 صدر المرسوم رقم 15714 بانشاء سفارة لبنانية في مدينة تونس وفي أواخر تشرين الثاني عين المفوض نزيه لحود سفيرا للبنان لدى تونس وتوالى على السفارة منذ ذلك التاريخ العديد من خيرة السفراء ويشيد كل من خدم من الزملاء في تونس بعظمة ابنائها وكرمهم وانفتاحهم وعمق ثقافتهم واعتزازهم بعروبتهم ومحبتهم المميزة للبنان”.
تابع:” بادر البلدان الشقيقان في عام 1963 الى توقيع اتفاق للتعاون الثقافي واخر للتعاون القضائي تبعهما خلال السنوات التي تلت مجموعة اتفاقات التعون المشترك في مجالات عدة ولقد شهدت العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياحية وغيرها نموا مطردا ما زال العمل مستمرا على تفعيله”.
المنجد
واكد مدير عام المعهد جمال الزعيم المنجد “أن المعهد الوطني للادارة يعمل ليل نهار لنكون القاطرة الاولى لسائر ادارت الدولة واعين لدورنا الرائد مبدعين في كل ما نخطط جاهزين لدعم بناء قدرات الموارد البشرية في الادارة العامة بما يتناسب والتحديات المستقبلية” .
وشدد انه “لا بد لنا في لبنان من تحديد استراتيجية جديدة تحول القطاع العام من فيل مترهل الى غزال رشيق وملخص هذه الاستراتجية يقوم على” الادارة بالاستثناء” عبر استقطاب طاقات غير تقليدية بطرق غير تقليدية واعتماد سياسة التخطيط الاستراتيجي وبناء فرق عمل تعتمد على عناصر التماسك والمبادرة والفعالية وتكوين فريق للمبادرات الذكية”.
تلا ذلك افتتاح معرض صور حول تطور العلاقات الديبلوماسية اللبنانية التونسية مع استراحة، لتبدأ بعدها الندوة التي تحدث فيها سفير تونس الاسبف لدى لبنان الوزير المفوض محمد جنيفان عن تجربته سفيرا لتونس لدى لبنان، كما تحدث أستاذ علم الاثار وتاريخ الحضارات حارث فؤاد البستاني عن لمحة تاريخية عن العلاقات اللبنانية التونسية منذ أليسار الفنيقية.