أقيم قبل ظهر اليوم في النادي العسكري المركزي – المنارة، حفل اطلاق استراتيجية الجيش للطاقة المستدامة والمياه الممولة من قبل الإتحاد الأوروبي، والمنفذة بالتعاون بين مديرية الهندسة في الجيش ومشروع “CEDRO”، في حضور وزير الدفاع الوطني يعقوب رياض الصراف ممثلا كلا من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، قائد الجيش العماد جوزاف عون ورئيس الأركان اللواء الركن حاتم ملاك، وشخصيات رسمية ودبلوماسية وعسكرية.
الصراف
وألقى الوزير الصراف كلمة بالمناسبة، شكر فيها “القائمين على هذا المشروع الحضاري”، وأكد أن “الجيش اللبناني الذي أثبت على مدى السنوات وفي أكثر من محطة مفصلية مر بها الوطن، أنه صمام الأمان ومصدر القوة والطاقة والحرية السياسية، يضم أيضا عقولا وطاقات كرست علمها ودراساتها في خدمة الوطن ورسم الرؤى المستقبلية التي تحصن الوطن وتحمي ثرواته.
وأشار إلى أنه بات اليوم التفكير في الطاقة المتجددة أكثر من ملحّ، فالنفط سينضب يوماً ما.. لكن الطاقة المتجددة سوف تستمر وسيؤدي استخدامها إلى الحد من تلوث البيئة، فضلاً عن أنها ستكون في متناول الجميع، وبالتالي فإن استخدامها سيكرّس مبدأ العدالة بين الدول.
ورأى أن إطلاق استراتيجية الجيش للطاقة المستدامة والمياه اليوم، يأتي في ظل أوضاع اقتصادية صعبة، وتحديات أمنية إقليمية ودولية، ومن ضمنه لبنان، وتهدف إلى إيجاد حلول لتأمين الاحتياجات اللازمة للجيش اللبناني وللبنان كله.
واعتبر ان “وضع هذا المشروع قيد التنفيذ، سيخفف عن كاهل الخزينة الكثير من الأعباء المالية، وسيفتح الباب أمام الشباب لايجاد فرص عمل تخفف من البطالة المستشرية وسيحقق إنجازا في الحد من تلوث البيئة”.
ابي خليل والاسمر
كما ألقى كل من وزير الطاقة والمياه سيزار أبي خليل والدكتور جوزيف الأسمر ممثلا وزير البيئة طارق الخطيب، كلمة، عرضا فيها “واقع الطاقة والبيئة في لبنان والمشاريع القائمة في هذا المجال، خصوصا تلك المتعلقة بالطاقة المتجددة”، وأكدا “الدعم الكامل لمشروع “CEDRO” في الجيش اللبناني”.
قائد الجيش
وألقى قائد الجيش كلمة، نوه فيها ب”جهود مديرية الهندسة والقائمين على مشروع “CEDRO” في سبيل تحقيق هذا الانجاز”، عارضا “الدور الإنمائي الذي يقوم به الجيش على صعيدي الوطن والمؤسسة”.
وأعلن “في زمن التحديات والمشكلات الاقتصادية، حيث الحاجات تفوق الإمكانات، قررنا بالاشتراك مع مشروع “CEDRO”، أن نبادر إلى العمل في قطاع حيوي ملح يمثل موضوع الساعة. إذ إنه من غير المقبول في عصر ثورة المعرفة والتكنولوجيا أن نقف على رصيف الانتظار ولا نبادر، وأن لا نستثمر ما لدينا من طاقات وخبرات، خصوصا وأن الجيش يضم شريحة واسعة من الشعب اللبناني، وبالتالي فإن أي نشاط إنمائي فيه، يعتبر جزءا لا يتجزأ من الإنماء الوطني الشامل”.
وختم معاهدا بأن “الجيش سيبقى اليد التي تقبض على الزِناد للدفاعِ عن الوطن، واليد التي تشد أزر المواطن وتسهم بقوة في بناء مجتمع آمن مستقر”.
كاغ ولاسن
وكانت كلمة لكل من ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة سيغريد كاغ ورئيسة بعثة إنماء الاتحاد الأوروبي في لبنان السفيرة كرستينا لاسن، أكدتا فيها “ثقة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بدور الجيش اللبناني، ومواصلة تقديم الدعم له في مختلف المجالات”.
حراجلي وحريقة
كما عرض كل من مدير المشروع الدكتور حسان علي حراجلي والمقدم المهندس يوسف حريقة، إيجازا حول “مراحل المشروع والخطوات التي تم انجازها لغاية تاريخه”.
واستطلعت الدراسة العديد من فئات المباني التابعة للجيش اللبناني في مختلف أنحاء لبنان وجمعت معلومات تقييمية حول وضعية استخدام الطاقة في عام 2015. وبناء على هذا التقييم، قام الجيش بملاءمة أهدافه للحد من انبعاثات الغاز المسبب لمفعول الدفيئة لتتطابق مع أهداف لبنان عموماً وفق مندرجات اتفاق باريس بشأن التغير المناخي. وتقضي هذه الأهداف بالتوصل إلى تقليص الانبعاثات بنسبة 30% بحلول سنة 2030 شرط تلقي الدعم من الأسرة الدولية. وسيتحقق هذا الأمر من خلال تنفيذ إجراءات خاصة بالطاقة المستدامة وكفاءة الطاقة في مختلف المباني والمنشآت التابعة للجيش. وسيتم على وجه التحديد التوصل إلى طاقة متجددة بنسبة 20% وتقليص الطلب على الطاقة بنسبة 10% من خلال كفاءة الطاقة التي سيتم بلوغها قبل سنة 2030 أو بحلولها.
وتعد هذه الدراسة والالتزامات المذكورة الأولى من نوعها لأي جيش في الشرق الأوسط، وهي تبرز التهديد الذي يشكله التغير المناخي على الأمن القومي.