كيدانيان: لبنان لم ولن يفقد يوماً رونقه وريادته في السياحة
نظمت وزارة السياحة المنتدى الدولي الأول للسياحة والمؤتمرات، في فندق لورويال- ضبيه، برعاية رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وحضور وزير السياحة أواديس كيدانيان، وزير الدولة لشؤون المرأة جان أوغاسبيان، ممثل وزير المهجرين طلال ارسلان أكرم مشرفية، النائب آغوب بقرادونيان، كريمة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كلودين عون روكز، رئيس هيئة التفتيش المركزي القاضي جورج عطية، المديرة العامة لوزارة السياحة ندى سردوك.
كما حضر: رئيس اتحاد المؤسسات السياحية بيار الأشقر، نقيب أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي طوني رامي، نقيب أصحاب المجمعات البحرية السياحية جان بيروتي، نقيب أصحاب الشقق المفروشة زياد لبان، نقيب الأدلاء السياحيين هيثم فواز، رئيس نقابة مكاتب السفر والسياحة جان عبود، رئيس نقابة أصحاب السيارات المؤجرة محمد دقدوق، رئيس جمعية تراخيص الامتياز شارل عربيد، رئيس جمعية المعارض والمؤتمرات ايلي رزق، وممثلي 150 شركة عالمية تتعاطى التسويق السياحي والرحلات السياحية والمؤتمرات وإقامة الحفلات بهدف خلق منصة تبادل فعالة تعكس بشكل مثالي قدرات لبنان كمقصد سياحي متكامل، وممثلي الشركات اللبنانية السياحية.
سردوك
وألقت سردوك كلمة اعتبرت فيها المنتدى هو “فعل إيمان وثقة وتحد معا:
– الايمان بلبنان، لبنان التاريخ والانسان والحضارة والانفتاح.
– الثقة بقدراتنا وقوتنا في القطاعات الحكومية والسياحية والاقتصادية والمصرفية، بانجازنا معا تحضير هذا المؤتمر في وقت قياسي، وعلى أعلى درجة من الاتقان.
– التحدي، تحدي المصاعب الراهنة والأوضاع الحالية والصور النمطية واليوميات العابرة، من أجل مواصلة العمل لمستقبل واعد نؤمن به جميعا”.
وقالت: “إن هذا المنتدى يشكل حجر الأساس الراسخ للسياحة المستدامة في لبنان. أردناه أن ينعقد في لبنان، واستجابت لإرادتنا أكثر من ألف شركة عالمية وأبدت تجاوبا مع دعوتنا، وسجلت رغبتها في الحضور، والتعرف إلى مواردنا البشرية والطبيعية والاستثمارية. لكننا، انسجاما مع ظروفنا اللوجستية، اخترنا منها مجموعة أولى نرحب اليوم بممثليها بيننا، وأملنا ان نستضيف في العالم المقبل أعدادا أكبر من تلك الشركات المؤسسات الراغبة في الحضور إلى لبنان”.
أضافت: “طويلا كان لبنان السياحة دائم الحضور والمشاركة في المنتديات والمعارض ذات الصلة في العالم. وها قد آن الأوان أن يأتي العالم إلى لبنان، لعقد اجتماعات فيه، وتوقيع اتفاقيات، وحجز رحلات، وزيارة المنتجعات، والتجول في المدن والبلدات ساحلا وجبلا، والوقوف على الآثار التاريخية والمواقع العريقة المدرجة منذ سنوات على لوائح التراث المادي العالمي، وفي زيارة العالم إلى لبنان رحابة التعرف المباشر على مفهوم الضيافة اللبنانينة، وعلى معالم العادات والتقاليد، التي تشكل نسيج المجتمع اللبناني، وعلى تذوق أطباق ومأكولات وأطايب ذاع صيتها في معظم دول العالم، وهي أصيلة الجذور في أرضنا وتراثنا”.
وتابعت: “إن لبنان، إذ يدعو العالم للتعرف إلى شعبه وأرضه وتراثه، إنما يعي ثقة العالم به، وانفتاح العالم عليه، هو الوطن الذي تنفتح آفاقه على كل بحر وشمس من أوطان العالم. وهذه هي الرسالة الحضارية التي يضمرها لبنان للعالم”.
وختمت: “هذا المؤتمر الدولي اليوم، بحضوركم ومشاركتكم، يسجل أسطرا من نور في صفحات السياحة اللبنانية”.
فريحة
ثم ألقى رئيس شركة “غلوي نتورك” جورج فريحة، وهي الشركة التي نظمت المنتدى بالتعاون مع وزارة السياحة والقطاع السياحي اللبنانية، فشكر “كل الذين ساهموا في إنجاح هذا المنتدى، وفي مقدمتهم وزير السياحة، الذي لم يحتج اللقاء معه الى أكثر من سبع دقائق. قنعناه بتنظيم هذا المنتدى، بينما كنا نحتاج الى أكثر من سنة لإقناع غيره”، آملا أن يكون “مردود هذا المنتدى للبنان وسياحته، وأن يقام سنويا كي يبقى لبنان على الخارطة السياحية العالمية، وبحضور أوسع ونجاح أكبر”.
الأشقر
ثم القى الأشقر كلمة، قال فيها: “نحن نشكر وزارة السياحة، التي وجهت الدعوات ل 67 دولة لبى منها 150 شركة عالمية، ونحن نشكر هذه الشركات، التي لبت الدعوات من أجل الإطلاع عن كثب على حقيقة الصورة في لبنان”.
وقال: “إيمانا منا في هذا المنتدى أن يخرج بصورة صحيحة عن لبنان في الخارج، ولم يتم لغاية الآن تصحيحها، حتى أن الأفلام الأجنبية اعتمدت بيروت عند حدوث أي حادث، لذلك إستعنا بأهل السياحة للمجيء الى لبنان والإطلاع على لبنان والحقيقة كما هي فيه، من خلال الإستقرار الأمني ومن ثم الإسقترار السياسي، حتى إذا سمعوا عن مناقشات سياسية، فهذا يعني أن لبنان مازال بلد الديمقراطية والحريات وملتقى الأديان”.
أضاف: “أنتم في لبنان ستشاهدون بأم العين الجامع الى جانب الكنيسة، وستطلعون على تاريخ عمره 6 آلاف سنة، يبدأ من الفينيقيين وصولا الى لبنان الحديث، ستشاهدون السياحة البحرية وسياحة الإصطياف والجبل وسياحة التزلج وهي السياحة الحصرية في المنطقة، ستشاهدون المطبخ اللبناني المنتشر في 17 ألف مطعم في العالم، ومطابخ أجنبية متعددة، والفنادق اللبنانية والدولية المنتشرة في كل لبنان، وستشاهدون الضيافة اللبنانية ونوعية الحياة، وكل أنواع السياحات”.
وختم: “نطلب منكم بكل صدق وصراحة بعد هذه الزيارة، حين تعودون الى بلادكم، أن تكونوا صادقين في نقل ما رأيتم وتعطوا الصورة الصحيحة عن لبنان”.
كيدانيان
بعد ذلك تحدث الوزير كيدانيان، استهلها بالقول: “أود بداية أن أهنئ اللبنانيين جميعا بمناسبة عيد التحرير، الذي تحقق بدماء شهدائه، ومقاومة وتضامن وإيمان شعبه بحريته وحقه في تقرير مصيره”.
أضاف: “أما ونحن في حضرة السياحة وروادها المحليين والدوليين، سوف أستحضر كلمات الراحل الكبير وديع الصافي الذي غنى قائلا “لبنان يا قطعة سما”. فأقول إننا في وزراة السياحة والنقابات السياحية والقطاع السياحي الخاص، وإيمانا منا بحقيقة هذا الوصف الخلاب، تداعينا لإطلاق منتدى ” lebanon visit 2017″، وعليه أريد ومن على هذا المنبر أن أتوجه الى الحاضرين هنا، وكل الذين يشاهدوننا عبر شاشات التلفزة وعبر مواقع التواصل الإجتماعي، وأقول:
إن لبنان لم ولن يفقد يوما رونقه وريادته في السياحة، وربما أسطع دليل على ذلك هو تهافت ما يفوق عن 1000 شركة سياحة وسفر ومنظمي رحلات وحفلات ومؤتمرات، وشركات ومؤسسات خاصة، من أكثر من 70 دولة في العالم، لحضور هذا المنتدى الأول من نوعه في لبنان، فقمنا بإختيار 150 منها من 40 دولة لحضوره ولقاء مؤسسة السياحية، ولخوض تجربة السياحة فيه بكل وجوهها”.
وتابع: “أما وقد قمنا بهذه المبادرة ونجحنا مرة أخرى، أن نعيد التأكيد أن هذا الوطن ليس مجرد بقعة جغرافية، بل هو ملتقى للحضارات ومحط أنظار العالم ورسالة كما وصفه البابا يوحنا بولس الثاني”.
وقال: “إسمحوا لي ان أتقدم من كل المؤتمنين على تسيير شؤون هذا الوطن الفريد، إبتداء من الرؤساء الثلاثة، مرورا بالوزراء والنواب وصولا الى رؤساء الطوائف والأحزاب والمجتمع المدني والإعلاميين والمثقفين والفنانين والنقابيين والإداريين، وكل شرائح المجتمع اللبناني، وأطلب منهم أن لبنان السياحة لن ينمو ويتطور الا إذا ترفعنا عن كل خلافاتنا وعملنا تحت شعار “لبنان يا قطعة سما”، لأنني أؤمن بأننا يجب نرتفع الى مستوى النعمة، التي وهبنا إياها الله”.
أضاف “لست هنا بوارد التحدث عن الوجدانيات، لكنني أريد أن أوجه نداء لتصويب المسار من العودة الى المنتدى الذي يجمع 150 شركة عالمية تتعاطى التسويق السياحي، سنلتقي مع شركاتنا السياحية من فنادق ومطاعم ومكاتب سفر وسياحة وشقق مفروشة وبيوت ضيافة، وذلك لإيجاد منصة تبادل فعالة، تعكس بشكل مثالي قدرات لبنان كمقصد سياحي متكامل، ويكون قادرا على استقبال السياح من مختلف الجنسيات، في ظل استقرار سياسي وأمني يتمتع به، رغم ما يحدث من حوله من صراعات وحروب، نأمل أن تبقى بعيدة عنا، وستبقى بعيدة بفضل يقظة وسهر الجيش اللبناني والقوى الأمنية، مدعوما بالمجتمع المدني الذي ينعش السياحة، عبر المهرجانات السياحية التي يقيمها، والأحداث السياحية المختلفة في بيروت ومختلف المناطق اللبنانية”.
وتابع “لقد اعتمدنا هذه السنة طريقة جديدة للتسويق للبنان السياحة، فإرتأينا أن نوجه الدعوات الى هذه الشركات، لترى بام العين الإمكانيات التي يتمتع بها هذا البلد الصغير على الصعيد السياحي والثقافي، علنا نتمكن من أن يعود لبنان نقطة جذب سياحية متميزة في المنطقة، فتكون “Lebanon visit” محصلة سنوية على الروزنامة السياحية”.
واستطرد “دعوني أحلم معكم، كيف نريد لبنان السياحة؟ عندما يصل اي سائح الى لبنان مهما كانت جنسيته، تكون البسمة في إستقباله وحسن الضيافة والأهلا وسهلا بمختلف لغات العالم، تستقبله فنادقنا بمختلف نجومها، ومطاعمنا بأفضل المازات اللبنانية، التي حولت لبنان إلى أن يكون المقصد الأول للطعام في العالم، وملاهينا التي تؤكد للسائح حبنا للحياة، ومنتجعاتنا السياحية المرمية على طول الساحل اللبناني، ليلقى السائح جسده لأشعة الشمس الذهبية، مسترخيا بعيدا عن الهموم ومتاعب الحياة، وفاتحا يديه لجبالنا الموجودة على مرمى حجر، التي تنعش وتزهر الفرح في القلوب”.
وختم “دعوني أتابع جولتي مع السياح، في مختلف المناطق اللبنانية ومواقع سياحية أساسية كقلعة بعبلك وآثار صور ومدينة الحرف جبيل، ليمضوا ليلة في كازينو لبنان ويجولوا في الوسط التجاري ويتذوقوا أطيب المأكولات اللبنانية، وينعموا بالخدمات السياحية المميزة، التي يشتهر بها اللبناني، هل صحيح أننا نحلم؟ لا بالواقع هذا هو لبنان وصورته التي نريدها، وهذا هو مصير السائح الذي يزوره للمرة الأولى، لكنه يعود إليه مرات مرات، وبالتالي أسأل كما يسال غيري أي سر فيك يا وطني؟ فأجيب لبنا يا “قطعة سما؟”.
وعلى هامش افتتاح المنتدى، فقد شهدت صالة لوريال الكبيرة اجتماعات عمل B2B بين ممثلي الشركات الـ 150، وممثلي الشركات السياحية اللبنانية بهدف عقد اتفاقيات تؤهل لبنان للعودة الى الخارطة السياحية العالمية.