طربيه: عملنا على تحييد القطاع المصرفي العربي عن الصراعات السياسية في المنطقة
أقام إتحاد المصارف العربية وبدعوة من الدكتور جوزف طربيه، رئيس اللجنة التنفيذية للاتحاد، والأستاذ وسام حسن فتوح، أمين عام الإتحاد حفل الإفطار السنوي على شرف الصحافة والإعلام، وذلك في فندق موفنبيك بيروت، في حضور عدد من مدراء البنوك العربية، نقيب الصحافة اللبنانية عوني الكعكي، مديرة الوكالة الوطنية للإعلام لور سليمان صعب، وحشد من الصحافيين والإعلاميين.
قدمت الحفل الزميلة رجاء كموني، ألقى بعدها الدكتور طربيه كلمة رحب فيها بالحضور، منوّهاً بالإنجاز الكبير الذي يتمثل بقانون إنتخاب جديد يترجم مسيرة وفاق وطني انقذت لبنان في اللحظات الأخيرة من مخاطر الفراغ الذي يهدّد كيان الدولة ومؤسساتها.
وأضاف: ولا شكّ، فإن الجهود المبذولة في هذا المجال من قبل فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس الحكومة ودولة رئيس مجلس النوّاب، وكافة الهيئات والأحزاب والقوى، جدّدت الثقة بالدولة ومؤسساتها وكرّست المزيد من التفاؤل بمستقبل لبنان.
وأشار طربيه : أردنا من هذه الأمسية الكريمة معكم وضع الرأي العام اللبناني والعربي من خلالكم، بما تمثلون من مؤسسات إعلامية عريقة تحرص على إشاعة الموضوعية والشفافية، في حصيلة مختصرة عن جهود إتحاد المصارف العربية في متابعة قضايانا المصرفية والإقتصادية، وخصوصاً في ظلّ تطوّرات منطقتنا العربية خلال السنوات الأخيرة، وما نتج عنها من دمار طاول البشر والحجر، وأعادنا سنوات عديدة إلى الوراء. إضافة إلى الأزمات المستجدة بين دولنا العربية والضغوطات الدولية عبر تشريعات وقوانين وعقوبات تأتي في معظمها نتيجة إستراتيجيات سياسية للدول الكبرى.
وأمام هذا الواقع، وفي إطار الاستراتجيات النوعية التي يعمل عليها إتحاد المصارف العربية، منذ سنوات، عملنا على تحييد القطاع المصرفي العربي عن الصراعات السياسية في المنطقة، وكذلك تحصينه في وجه منظومة العقوبات الدولية التي تحاصر القطاعات المالية في العالم بأسره وخاصة منطقتنا العربية وذلك عن طريق تقوية دوائر الامتثال في المصارف العربية وتحسين ادارة المخاطر فيها وعقد المؤتمرات والندوات والحوارات بمشاركة المؤسسات الدولية والبنوك المراسلة ودوائر القرار والخروج بالقطاع المصرفي الى دائرة الضوء كقطاع يختزن بذور التقدم لمجتمعاته وأوطانه بما يساعد في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية والشمول المالي.
وعلى هذا الصعيد، ومن أجل حماية مصارفنا العربية وإنفتاحها على مراكز القرار المالي في العالم، قام إتحادنا بعدة مبادرات أصبح لها الطابع المستمر إذ يتكرر سنوياً كمنصة الحوار التي أنشأها الاتحاد بين البنوك العربية والبنوك الاميركية والمؤسسات الدولية والبنوك الأوروبية، حيث عقدنا العديد من المؤتمرات في مجلس الإحتياطي الفدرالي في نيويورك، وفي مقر منظمة في باريس، وغيرها من المنظمات الدولية، سعياً OECD التعاون والتنمية لتطوير تحالفات إستراتيجية في إطار مكافحة تمويل الإرهاب، وذلك من أجل خلق علاقة مباشرة بين مصارفنا العربية وهذه المؤسسات الدولية. ونعمل الآن على عقد أكبر مؤتمر مصرفي عربي – أميركي في نيويورك، ينظّمه إتحاد المصارف العربية في مقر البنك المركزي الفدرالي الأميركي يوم الإثنين 56 تشرين الأول القادم، يليه حفل عشاء بحضور أكثر من 111 مصرفي، بالتعاون مع جمعية المصرفيين العرب في شمال أميركا – كما سيستضيف بنك أوف نيويورك ميلون ،)ABANA( في مقره في نيويورك، إجتماعاً لإتحاد المصارف العربية يليه حفل Mellon غداء تتبعه لقاءات ثنائية ما بين المصارف العربية والمصارف المراسلة الأميركية.
وأردف قائلاً: إنكم تدركون ولا شك أهمية توقيت هذا المؤتمر الذي يأتي في ظل تصاعد موجة الضغوطات التي تتعرّض لها المصارف العربية، وخاصة فيما يتعلّق بالعقوبات، حيث سيشكّل هذا المؤتمر الذي سيعقد تحت عنوان: “مكافحة الإرهاب وتمكين العلاقات مع المصارف المراسلة” منصّة تجمع المصرفيين العرب ومصرفيين من الولايات المتحدة الأميركية مع قادة ومسؤولين من السلطات الرقابية والتنظيمية والتشريعية الأميركية، لبحث المواضيع الراهنة، فيما يتعلّق بالعقوبات، وعلاقة البنوك المراسلة، وذلك عطفاً على التطورات والتعديلات الطارئة على المشهد الرقابي والتنظيمي، وتحديداً فيما يتعلّق بالمتطلبات الأكثر صرامة التي دفعت بعض المصارف الأميركية إلى إقفال حسابات ووقف علاقتها مع بنوك، في ظل القوانين والتشريعات الصادرة في هذا المجال.
إن شبكة العلاقات الدولية التي أنشأها إتحاد المصارف العربية، وضعت دائماً في خدمة مصارفنا. فقد كان الاتحاد حاضراً في معالجة التعقيدات الناشئة للمصارف في بلدان الحراك العربي في سوريا والعراق واليمن وليبيا، كما كان فاعلاً في ملف الدعوى المقامة على البنك العربي في الولايات المتحدة، وساند هذا المصرف في كل مراحل المقاضاة سواء كان ذلك بالمشورة أم بتقديم المداخلات الرسمية لصالح المصرف أمام المحاكم، مما حجم الأضرار وحصرها. كما ساند إتحادنا السودان داعماً تحركها للخروج من العقوبات وقد بدأ هذا المسار الايجابي يحقق النجاح. كما ساند الاتحاد لبنان بعد أن أطاحت العقوبات الأميركية بالبنك اللبناني الكندي، مما ساعد في بناء العلاقات الايجابية بين جمعية مصارف لبنان ووزارة الخزانة الاميركية.
كما يتابع الاتحاد اليوم بقلق تفجر الخلافات الخليجية وانعكاسها على القطاع المصرفي القطري. وما يقلقنا التدهور المفاجئ والسريع في الأوضاع في إتحاد دول مجلس التعاون الخليجي، هذا الإتحاد الذي طالما إعتبرناه مفخرة للعرب ونموذجاً لمستقبل وحدتهم وتعاونهم وتعاضدهم. وإن اتحاد المصارف العربية يدعو الى تحييد القطاعات المصرفية الخليجية عن النزاع السياسي الحاصل، وسيساند كل عمل ايجابي يسير في هذا الاتجاه، كما يدعو دولة الكويت الى الاستمرار في وساطتها المباركة لحل الخلافات داخل البيت الخليجي بما يدعم استئناف مسيرة مجلس التعاون الخليجي ويحفظ مكانته ويعزز دوره في خدمة أعضائه.
ولا يمكن أن أغفل في نهاية كلمتي الأخطار التي يواجهها لبنان نتيجة موجة تشديد العقوبات التي يجري التداول بشأنها اليوم في الكونغرس الأميركي تجاه حزب الله والجهات المقربة. ونحن لا نزال في ذروة المعالجة لهذا الملف الذي يتضمن تشديداً للعقوبات الحالية المفروضة على حزب الله، وتوسيع قاعدة المستهدفين بهذه العقوبات. وهو في صيغته الأولى المقترحة يسبب أذى للوضع المصرفي يسعى لبنان أن يتفاداه. مع الاشارة الى أن المشرعين والادارة الاميركية يؤكدون أنهم لا يستهدفون اطلاقاً القطاع المصرفي في لبنان لانهم مرتاحون لادائه في موضوع تطبيق العقوبات ومكافحة تبييض الاموال. ان هذا الملف لا يزال في غرفة العناية الفائقة وموضع متابعة يومية من قبلنا يعاوننا في ذلك أحد أهم مكاتب المحامين في اميركا. ونحن متفائلون لجهة امكانية تحييد القطاع المصرفي عن الضرر، ولكن تصعيد العقوبات تجاه حزب الله يبدو كقدر محتوم لا يمكن رده.
الكعكي
وألقى النقيب الكعكي كلمة مقتضبة فقال: “أبدأ كلمتي بتوجيه الشكر لاتحاد المصارف العربية على اهتمامه بالاعلام في ظل التقصير الكبير بحق الاعلام. وهذا القطاع المصرفي اللبناني نفتخر به في كل انحاء العالم، إذ أن قطاعنا المصرفي يصنف بين اهم القطاعات المصرفية في دول العالم. ومصارفنا صارت في مصاف أهم المصارف العالمية”.
ولفت الى ان “الهندسة المالية الأخيرة لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة “كانت فكرة رائعة ومثلما كان لبنان مستشفى العرب وجامعة العرب اصبح مصرف العرب”، آملا من السياسيين “أن يأخذوا القطاع المصرفي عبرة لهم”.
وتوجه بالتهنئة للقطاع المصرفي وبالتحديد لحاكم مصرف لبنان “الذي يشهد له عالميا في اهم المنتديات المصرفية والمالية”.