*رئيس الصليب الأحمر اللبناني: نطمح إلى تأمين 50 في المئة من حاجتنا
*فغالي: 90 في المئة من مجمل المتبرعين بالدم في لبنان هم من افراد أسر المرضى
*الحلبي: التطبيق يربط طالبي الدم بالمتبرعين المحتملين ويحترم الخصوصية
رعى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة غسان حاصباني اليوم الجمعة الحفل الذي أقامته جمعية iBloodlink في فندق “فينيسيا”، لإطلاق تطبيق iBloodlink، الذي سيشكل خطوة مهمة للإفادة من التكنولوجيا في تطوير خدمات الرعاية الصحية، ونقلة نوعية كبيرة في مجال التبرع بالدم في لبنان، إذ يتيح ربط المحتاجين إلى الدم بالمتبرعين المحتملين الذي يحملون فئة الدم المطلوبة، عبر تبلّغ هؤلاء تلقائياً بالطلب.
وحضر الوزراء السابقون الدكتور سليم الصايغ وزياد بارود وعادل حميّة، ورئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي، ورئيس الصليب الأحمَر اللبناني الدّكتور أنطوان الزّغبي، والأمين العام للصليب الأَحمَر جورج كِتّاني، وممثلو الجمعيّات المعنيِّة بِثقافِة الإنقاذ في لبنان.
حاصباني
و أبرز حاصباني في كلمة ألقها “دور التكنولوجيا في تسهيل حياة الإنسان من حيث الرفاهيّة والخدمات”، ملاحظاً أن “للتكنولوجيا علاقة مباشرة أيضاً بالحياة ذاتها، فبين الحياة والموت قد تُحدث التكنولجيا فرقاً كبيراً”.
وتوقع أن تشهد “العقود الأربعة المقبلة استخداماً واسعاً للتكنولوجيا في القطاع الصحّي، والتطبيقات العلمية في شتى المجالات ستشكّل فرقاً كبيراً للإنسانيّة، وخصوصاً تلك التي تختص بالقطاع الصحّي، مما سيؤدي إلى إطالة حياة للإنسان وإلى إنتاجيّة أعلى وإلى حياة أسهل وأوجاعها أقل وهمومها ومشاكلها الصحيّة أقل وسيعطي ذلك دفعاً للبشريّة”. وأضاف: “لذلك، وعلى قدر ما نستطيع بإمكاناتنا المتوافرة في لبنان، نتكاتف ليكون لنا وقع كبير في هذا المجال، وهذا أحد المجالات التي يستطيع أن يتميّز بها لبنان، لما لديه من طاقات بشريّة ومن طاقات علميّة وعمليّة وإنتاجية عالية، كي نستطيع ليس على مستوى لبنان فقط إنما على مستوى العالم، تحقيق نجاحات كبيرة في القطاع الصحّي تحديداً وفي التكنولوجيا بالأخص وتطبيق ibloodlink هو خير مثال على ذلك كونه أصبح عالميّاً”.
وإذ لاحظ أن “سرعة تأمين الدم تؤدي دوراً كبيراً في سرعة الشفاء”، قال: “نحن في لبنان معتادون ربما أكثر من غيرنا على أن نتعامل مع حالات طارئة بشكل دائم بسبب الحروب أو الأعمال الإرهابيّة وغيرها، ونلاحظ دائماً وجود تكافل وطني حول موضوع الدم، فكثر يلبّون النداءات التي اطلب التبرع بالدم، واللبنانيون تعودوا على ذلك ولديهم ثقافة العطاء”. وتابع: “ما نريد أن نفعله اليوم، سواء من خلال خطة وطنيّة للتبرّع بالدم أو من خلال تطبيقات تكنولوجيّة مثل ibloodlink، هو أن نعطي الناس مجالاً أكبر وتسهيلات أكثر ليقوموا بهذا الواجب الإنساني الذي اساساً هم معتادون عليه”.
وأكد أن “أبواب الوزارة مفتوحة أمام كل المبدعين الذين يستطيعون ابتكار التطبيقات التكنولوجيّة التي تخدم الإنسان. وفريق عمل الوزارة يعمل معهم وهو يعمل داخلياً أيضاً وكل فترة يصدر تطبيقات جديدة داخل الوزارة إما من خلال مكننة إجراءاتنا الداخليّة أو من خلال تطبيقات تساعد إما على موضوع الدم أو الطوارئ وغيره”. وأعلن أنّ ibloodlink أصبحت رسمياً على الموقع الرسمي للوزارة.
وختم قائلاً: “العلم اللبناني يحمل لون الدم. بالدم أسسنا هذا الوطن، وأسّسنا هذه الجمهوريّة بعطاء الدم. وقدمنا تضحيات كثيرة سواء في الأماكن الصحيحة أو الخاطئة ولكن في النهاية كلنا في بلد واحد وجمهوريّة واحدة ونحن أخوة والمرض والإصابة لا يفرّقان بين طائفة أو لون أو مذهب أو منطقة وعندما نتبرّع بالدم نتبرّع به للكل وعندما نستخدم الدم الذي نحن بحاجة إليه نستخدمه للجميع. والدم لونه أحمر وليس أخضر ولا برتقالياً ولا أزرق ولا أصفر أو غيره، ولهذا السبب أتمنى أنه مثلما نتكافل ونتعاون مع بعضنا للتبرّع بالدم أن نظل متعاونين مع بعضنا كل يوم لبناء الوطن الذي نحلم به جميعاً”.
الحلبي وأبي سعد
وأكدت مؤسِسَة التطبيق ورئيسة الجمعية رولا الحلبي أن iBloodLink “يتكامل مع كل المبادرات والأنشِطَة المتعلقة بالتبرّع بالدم في لبنان، والهَدَف مِنّه تسهيل التبرّع بالدم وتسهيله” . وأوضحت أن iBloodLink ليس بنك دم، بل هو تطبيق خاص بعملية التبرّع بالدم، يؤمّن صلة وصل بين الشخص الراغب في التبرّع وبين الجهة المحتاجة إلى الدم، سواء أكانت مستشفًى أو فردًا”.
وطمأنت إلى أنّ “التطبيق يحترم خصوصيّة الناس، المتبَرّعين منهم أو المتلقّين، إذ أن المعلومات المطلوبة من المستخدم تقتصر على اسمه الأول، وعنوان بريده الإلكتروني وفئة دمه”.
ووصفت آليّة عمل التطبيق بأنّها “سهلة”، وشرحت: “ما إن يتسجّل المستخدم، حتى يصبح في إمكانه أنْ يطلب دماً إذا أراد، وبثانية واحدة، إذ يصل إلى كل حاملي فئة الدم المطلوبة إشعار Push Notification. أما المستشفيات والصليب الأحمر فتستطيع أنْ ترسل الطلباات بواسطة أجهِزِة الكومبيوتر من خلال الموقع الإلكتروني www.ibloodlink.com، ويصل أيضاً إشعارPush Notification إلى كل الهواتف”.
وأشارت إلى أن مشروع التطبيق بدأ من ِتجربِة شَخصيِة، واستمر العمل على المشروع نحو ثلاث سنوات. وقالت إن تطبيق iBloodLink أصبح عالمياً إذ هو موجود اليوم في Apple Store وعلى “غوغل بلاي”، (أي على نظامي أندرويد وIOS). وأصبح موجوداً في 16 دولة هي الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة والكويت والبَحرين والأردن ومَصر وقَطَر والسويد ونيجيريا وبريطانيا وكَنَدا والسعوديِّة والمانيا وسويسرا وإسبانيا ولبنان…
ودعت المتبرّعين إلى “تحميل التطبيق للمساعدة في إنقاذ حياة آلاف المرضى، وخصوصاً ضحايا الحوادث المروريّة والعمليّات الجراحيّة الكبيرة التي تؤدي إلى النزيف ومرضى السرطان وغيرهم”.
أما رئيس قسم خدمات الحوادث والعناية الجراحية الفائقة في المركز الطبي للجامعة الأميركية في بيروت ونائب رئيس جمعية iBloodlink الدكنور جورج أبي سعد، فتحدث عن أهمية توافر الدم في العمليات الجراحية.
فغالي
وشرحت رئيسة دائرة المختبر ونقل الدم في مستشفى رفيق الحريري الجامعي والمنسقة في اللجنة الوطنية لنقل الدم الدكتورة ريتا فغالي أن ثمة “ثلاثة أنواع من المتبرعين بالدم، المتبرعون الطوعيون من دون مقابل وهي الفئة السليمة، والمتبرعون من أفراد أسر المرضى، والمتبرعون الذين يتقاضون أجراً للتبرع”.
وأشارت إلى أن 10 في المئة فحسب من مجمل المتبرعين بالدم في لبنان هم من المتبرعين الطوعيين، في حين أن 90 في المئة هم من افراد أسر المرضى. أما التبرع مقابل المال فيحظره القانون اللبناني، وتالياً نسبة المتبرعين من هذه الفئة صفر في المئة.
وأشارت إلى أن منظمة الصحة العالمية طلبت من الدول الأعضاء تشجيع التبرع الطوعي بهدف الوصول في 2020 إلى الإعتماد بنسبة مئة في المئة على هذا النوع من التبرع.
وأوضحت أن مشاكل التبرّع من أفراد أسر المرضى تتمثل في أن “سلامة الدم ليست مؤمّنة، فضلاً عن غن أن الإرتكاز على هذا النظام لا يسمح بتأمين مخزون كافٍ من الدم”.
وقالت إن “أهداف وزارة الصحّة العامة تأمين مخزون كافٍ من الدم المأمون لكلّ المرضى في البلد، من متبرّعين طوعيّين من دون مقابل”. وعرضت
لأعمال وزارة الصحّة ونشاطاتها لتشجيع التبرّع بالدم، ومنها إنشاء قسم يتعلّق بالتبرّع بالدم على الموقع الإلكتروني للوزارة، وتوزيع مطبوعات تثقيفيّة
معلومات للمتبرّعين قبل التبرّع، ووضع شروط وطنيّة للتبرّع بالدم، والاحتفال باليوم العالمي للتبرّع بالدم، وتنظيم حملة وطنيّة لتشجيع التبرّع بالدم للمرّة الأولى في لبنان، والتعاون مع الصليب الأحمر اللبناني، وإقامة شراكات استراتيجيّة مع منظّمات متبرّعين وجمعيّات علميّة”.
وأشارت كذلك إلى إنشاء “الجمعيّة الوطنيّة لتشجيع التبرّع بالدم”، شارحة أن “هدفها التوعية والتشجيع على التبرّع، ونشاطاتها ستتم بالتنسيق مع وزارة الصحّة العامة واللجنة الوطنيّة لنقل الدم وستكون مكمّلة لنشاطات جمعيّات أخرى ناشطة في المجال”.
وأعلنت أن “الخطوات المستقبليّة هي خلق استراتيجيّة وطنيّة لتشجيع التبرّع بالدم وتغيير الرؤية من تبرّع أفراد أسر المرضى في حالات الطوارئ إلى تبرّع طوعي من دون مقابل بشكل منتظم”.
الزّغبي
ووصف رئيس الصليب الأحمَر اللبناني الدّكتور أنطوان الزّغبي المبادرة بأنها “حلقة أوّلية وأساسيّة في منظومة التبرّع بالدم، ونقلة نوعيّة تبدأ بتطوير شبكة تفاعليّة للمتبرّعين بالدم ومراكز التبرّع والمستشفيات ومراكز تقديم العناية الصحّية وتنتهي بمساعدة بنوك الدم عبر تقديم معلومات وإمكانيّات التواصل بين متبرّعي وطالبي الدم مع المحافظة على سريّة التبرّع”.
وأكد أن “هذه المبادرة تلاقي تطلّعات الصليب الأحمر اللبناني”، معتبراً أن الشراكة معها “خير ومنفعة للإنسانيّة في لبنان”.
وذكّر بأن الصليب الأحمر اللبناني كان “أوّل من نظّم وجهّز وعمل على نقل وحدات الدم في حالات السلم كما وفي حالات الأزمات المتتالية، فكان له دور مفصلي صهر فيه دماء كل لبنان ووزّعه بالتآخي على مساحة الوطن”.
وأضاف: “منذ ذلك الوقت، نسعى إلى تطوير ومواكبة العصرنة بتجهيز مراكزنا بأحدث التقنيّات وتعزيز قدراتنا البشريّة مع ذهنيّة وإدارة جديدة تجعل مراكزنا خاضعة للمقاييس والمعايير الدوليّة من تجهيزات وآليّات ونظام عمل مع التنسيق التام مع وزارة الصحّة العامة وتوجيهات مديرها العام”.
وختم قائلاً: “من تأمين 20 في المئة من حاجات الدم في لبنان اليوم، يسعى الصليب الأحمر اللبناني إلى تأمين أكثر من 50 في المئة ، وذلك بزيادة عدد المتبرّعين وتغطية الكلفة. لهذا كانت الشراكة اليوم ولهذا ننتظر المزيد من المساعدات من القطاع العام والخاص لتغطية المصاريف”.