إستضاف تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم RDCL World برئاسة الدكتور فؤاد زمكحل، رئيس مجلس إدارة الرئيس التنفيذي لتحالف رينو – نيسان – ميتسوبيتشي السيد كارلوس غصن، حيث أقام على شرفه حفل غداء – نقاش في مطعم “لو مايون” Le Maillon، الأشرفية، حول موضوع “المشهد العالمي الجديد: إنعكاس المخاطر والفرص على المنطقة والإقتصاد المحلي”.
شارك في الحفل، أعضاء مجلس إدارة التجمع وفريق عمل كارلوس غصن الذين اتوا خصيصا من باريس واليابان، وحضره كل من: نائب رئيس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني، سفير بنغلادش عبد المطلب سارقر، السفير الارميني سامفيل مكرتشيان، الوزراء السابقون: عادل قرطاس، زياد بارود، ريموي عريجي، نائب حاكم مصرف لبنان محمد بعاصيري، رئيس لجنة الرقابة على المصارف سمير حمود، نائب رئيس الاسواق المالية فراس صفي الدين، الأمين العام لإتحاد البورصات العربية فادي خلف، رئيس مجلس الإدارة المدير العام لشركة كهرباء لبنان كمال حايك، مديرة الوكالة الوطنية للاعلام السيدة لور سليمان، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب محمد صالح، نقيب مستوردي النبيذ ظافر شاوي، رئيس الرابطة المارونية انطوان قليموس، الملحقة التجارية في سفارة جمهورية مصر العربية في بيروت منى وهبة،رئيس مجلس إدارة شركة “كفالات” خاطر أبي حبيب، رئيس غرفة التجارة الدولية (لبنان) وجيه البزري، رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين فادي الجميل، رئيس الجامعة اللبنانية الأميركية LAU الدكتور جوزف جبرا، رئيس جامعة سيدة اللويزة الأب بيار نجم، الرئيس السابق لنقابة الأشغال العامة والبناء فؤاد الخازن، وفريق عمل بنك عوده وعدد كبير من نخبة رجال الأعمال، والفاعليات المصرفية، الإقتصادية، الديبلوماسية، الإعلامية اللبنانية والعالمية.
زمكحل
بداية، تحدث الدكتور فؤاد زمكحل، فقال: “بإسم مجلس إدارة تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم ، لمن دواعي سروري وشرف كبير لي أن أرى عدداً كبيراً من الضيوف مجتمعين حول حفل الغداء – النقاش هذا، مع ضيف الشرف المعروف دوليا السيد كارلوس غصن”.
وتوجه زمكحل الى السيد غصن، بالقول:”أنتم تمثلون بالنسبة إلى كل شخص منا موجود هنا، رمزا للنجاح، ونموذجا للمثابرة ورسالة أمل. أنتم تذكروننا بنخبة المغتربين الذين رفعوا ألوان بلادنا عالية جدا في العالم أجمع”.ان أساليب الإدارة الخاصة بكم، وإستراتيجياتكم، ورؤيتكم و”روح القيادة” التي تتمتعون بها هي بمثابة درس ومثال لجميع رجال الأعمال في كل أنحاء العالم. فقد نجحتم في إعادة هيكلة شركات كبيرة متعددة الجنسيات، وهي ما يعرف ب “المهمة المستحيلة”، فأثبتم مرونة غير مسبوقة في مواجهة الأزمات المالية والركود الدولي المتعدد”.
وتابع مخاطبا غصن :”لقد كنتم دائما قادرين على إكتشاف الفرص المختبئة وراء كل أزمة، وتحويل الهزائم بإستمرار إلى نجاحات. حتى أنكم نجحتم في إنكار القول الشهير “لا يُعطى المرء حقّه في بلده”، لأنكم حافظتم على علاقة وثيقة مع بلدكم الأصلي، لبنان، كذلك قمتم بإستثمارات في مجالات إنتاجية عدة (مثل: الصناعة، العقارات، المصارف، صناعة النبيذ وغيرها..).إنكم تمثلون نموذج المغترب اللبناني الذي غادر وطنه لغزو العالم، لكنه لا يزال متعلقا بجذوره وهويته وأصله. ونحن نؤمن بهذا النموذج المثمر والفعال، الذي نحلم بتكراره مع جميع أجيالنا وجميع المغتربين اللبنانيين في العالم …لكن من واجبنا أن نكون واقعيين وأن ندرك جيدا أن بلدنا الصغير لا يستطيع، يا للأسف، الحفاظ على جميع أدمغته ونخبه على أراضيه.”.
أضاف الدكتور زمكحل:”لذا، بدلا من أن يكون لدينا أهداف وهمية، دعونا نواجه الوقائع والعولمة ولنحدد هدفا رئيسيا ألا وهو الحفاظ على صلات وثيقة مع أولئك الذين غادروا بلدنا، أينما كانوا في العالم، لأنهم يشكلون ثروتنا النفطية الوطنية الحقيقية الذي علينا أن نعتمد عليها، لأننا معهم يُمكننا أن نبني أوجه تآزر إنتاجية وشراكات وتبادلات تجارية مثمرة، لأننا معهم يمكننا أن نعيد بناء لبنان الذي نحلم به جميعا هنا!”.
وتابع زمكحل: “إن قصص النجاحات الخاصة بكم لا تعد ولا تحصى، فهي الفيتامينات التي نحتاجها والتي تدفع بنا لمواصلة نضالنا، والمثابرة والحفاظ على رؤوسنا فوق سطح الماء. فإذا سألنا أنفسنا، أو سئلنا ما هو لبنان بالنسبة إلينا، وما هو في نظرنا اللبناني الوطني الأصيل، فإننا نرد بكل فخر:إن لبنان هو بالنسبة إلينا رسالة، أرض مباركة، محمية من قبل يد إلهية، واحد من أجمل البلدان في العالم الذي يمارس التدمير الذاتي باستمرار كل يوم. لبنان هو واحد من البلدان الوحيدة في العالم التي يتعايش فيها أكثر من 18 طائفة، يحاول الآخرون عبثا أن يوجهوهم ضد بعضهم البعض من أجل إبقائنا في حالة من عدم الاستقرار المتكرر”.
وقال:”لبنان هو أفضل مختبر إقتصادي حيث يمكننا اختبار أفكارنا ومنتجاتنا، حيث يُمكننا تدريب أفضل الموارد البشرية لدينا، حيث نتعامل بسرعة مع جميع أنواع المنافسة والسيناريوهات، حتى الأقل احتمالا منها … لبنان هو البلد الذي يمكننا أن نجد الشركات الأكثر إنتاجية والأكثر مرونة في العالم والتي تقف في وجه عمالقة عالمية … لبنان هو البلد حيث كل شيء يمكن أن يتغير في بضع ثوان نحو الأفضل أو الأسوأ … لبنان هو واحد من أصغر الدول في العالم، ولكنه بلد يتعامل مع أكبر الدول على كوكب الأرض …اللبناني الحقيقي، هو أنتم هو نحن، هو كل من الحاضرين هنا اليوم، هو كل لبناني زرع علمنا وأرزنا في قلبه، في منزله وفي كل ركن من أركان العالم … اللبناني الأصيل هو الذي يكافح ويناضل بشجاعة وكرامة من أجل البقاء والنمو وضمان رفاه منزله وعائلته ومهنته … اللبناني الحقيقي هو القائد المصمم، والمثابرالمستقل، ولا “التابع” الأعمى المتأرجح”.
وختاما طرح زمكحل على غصن، ثلاثة أسئلة رئيسية هي:
أ. ما هي فرص ومخاطر الفترة العالمية الحالية؟
ب. ما هي نصيحتكم لرجال وسيدات الأعمال للبنانيين في جميع أنحاء العالم؟
ج. ما هي الاستراتيجيات الواجب اتباعها من قبل الشركات اللبنانية؟
كما شكر زمكحل الراعي الحصري لهذا الحدث، بنك عوده، وخصوصا رئيس مجلس إدارته سمير حنا، وفريق عمله الذي يلبي دائما دعوتنا ويدعمنا بإستمرار. كذلك شكر فريق عمل غصن مع الإشارة إلى السيدة فريدريك لو غريفيس، التي أتت خصيصا للتأكد من كل التفاصيل، والسيد فريد أراكتانجي، والمديرة التنفيذية لدى تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم السيدة فاي عبدو الذين بدونهم لم يكن بإمكاننا تنظيم هذا الحدث. وأخيراً، كذلك شكر الممثلين المحليين لشركات التحالف المشار إليها والسيد فايز رسامني على دعمه ومتابعته.
غصن
ثم تحدث غصن فشكر الدكتور زمكحل واعضاء مجلس ادارة التجمع اللبناني العالمي على الحفاوة البالغة الذي لقيها، وأجاب على الاسئلة الثلاثة التي وجهها زمكحل، وهي تتلخص بمعوقات الدين العام المتفاقم للدول في الوقت الراهن، حيث باتت الشركات الكبرى العملاقة أهم من الدول، وإستراتيجية الدول المعتمدة هي التنمية والنمو واخيرا مواكبة التكنولوجيا والتطور الحديث والتواصل من خلال عالم الانترنت الذي بات يعتبر العالم قرية صغيرة.
وردا على السؤال الاول قال غصن: إن مخاطر المرحلة هي مشكلة الديون التي تقع على كاهل الدول، مما يوجب عليها تحديات كبيرة تجاه التوصل الى التنمية، وامامها مراحل طويلة من الاصلاحات في هذا الشأن.
والاجابة على السؤال الثاني هي ان يعمل رجال وسيدات الاعمال اللبنانيين في العالم بجهد وان يتواصلوا مع العالم بحيث ان الدول باتت قرب بعضها نتيجة التكنولوجيا الحديثة والخدمات التي تقدمها في عالم التواصل. وعليهم ان يضعوا امام اعينهم ان لبنان المقيم ولبنان المغترب يشكلان عالما من التواصل والاعمال والاستثمارات الناجحة.
اما الاجابة على السؤال الثالث فيكمن بتحديد اولويات التنمية، والتواصل والتأقلم معها، وهذا ما يجب ان تعتمده الشركات اللبنانية والعالمية ايضا، وكما سبقت الاشارة، فان التكنولوجيا الحديثة باتت تحكم الاعمال، والاستثمارات، ولا ينقص الشركات اللبنانية المعرفة والعلم والثقافة والخبرات الطويلة، وفن التواصل مع الآخرين.
في المحصلة، نصح غصن عالم الاعمال من الشركات ورجال الاعمال “ان يتواصلوا مع بعضهم البعض، فالهند واليابان والصين ليست بعيدة عن الشرق الاوسط، كما ان القرارات المصيرية باتت تتخذ فياسرع ما يمكن في سبيل انقاذ الشركة او العمل الذي يتعرض لمشكلة او ازمة مالية معينه.
اضاف غصن:”ان العالم اليوم بات في قبضة الانسان الناجح الذي يطمح للوصول الى العالمية شرط توافر عناصر الثقة والخبرة والدراسات الناجعة التي تحدد المخاطر والاولويات”.
وختم معلقا اهميته على رجال الاعمال اللبنانيين في العالم الذين في وسعهم التفوق والتواصل في مجالات اعمالهم المنوعة، كل ذلك لان اللبناني انسان ماهر وذكي ويستطيع ان ينجح مهما كانت الصعوبات”.