الاستثمار في “صناعات الغاز والتكرير والبتروكيماويات” يدعم النمو الاقتصادي المستدام للمنطقة

دعا اليوم مسؤولون تنفيذيون في الكويت دول مجلس التعاون الخليجي إلى زيادة استثماراتها في الصناعات التي تحقق قيمة إضافية في مجال تكرير النفط ومعالجة الغاز من أجل دعم النمو الاقتصادي المستدام على الأمد البعيد. جاء ذلك في إطار الاستعدادات لانعقاد معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك)، أكبر ملتقى سنوي في العالم لكبار المسؤولين التنفيذيين في قطاع النفط والغاز، والذي تستضيفه شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) تحت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.

وقال الرئيس التنفيذي لايكويت محمد حسين، إن تحقيق الدمج والتكامل الأمثل بين “عمليات الاستكشاف والإنتاج”، وعمليات “التوزيع والتسويق” وعمليات “الغاز والتكرير والبتروكيماويات”، يجب أن يكون “ضمن أولويات شركات النفط الوطنية، لضمان تحقيق الدول ذات الاحتياطيات النفطية الكبيرة للاستفادة القصوى من مواردها الطبيعية”.

ورحّب الرئيس التنفيذي لـ”إيكويت” بالتوسع الذي شمل صناعات الغاز والتكرير والبتروكيماويات في “أديبك”، قائلاً إن بلدان المنطقة “تواجه تحديات في هذا المجال تفرض عليها تكاتف الجهود لضمان أن تساهم ثرواتنا الهيدروكربونية في منافع اجتماعية واقتصادية مستدامة للأجيال المقبلة”.

وأضاف: “منذ اكتشاف النفط في المنطقة كانت صناعات الغاز والتكرير والبتروكيماويات أقلّ تطوراً، وكانت معظم الصادرات النفطية عموماً من النفط الخام، مما يعني انا الصناعات التي تحقق لقيمة مضافة غالبا ما تكون خارج نطاق المنطقة. ومع ذلك، برزت المنطقة على مدى العقدين الماضيين كمركز عالمي لإنتاج المواد الكيماوية والبتروكيماوية، وظلّت هذه الصناعة تتوسّع بثبات واطراد وتنمو بمعدل نمو سنوي تراكمي يبلغ 12 بالمئة في المتوسط. ومع التطور الذي شهدته الأسواق العالمية للنفط والغاز والبتروكيماويات، فإننا بحاجة إلى تحقيق قيمة إضافية من عمليات تصنيع المنتجات البترولية لمصلحة اقتصادنا كوسيلة لزيادة التنويع والتواجد الصناعي، وهو الأمر الذي أصبح يحتلّ أولوية متقدمة لدى شركات النفط الوطنية في دول الخليج”.

ومن المقرر أن يضم أديبك 2017، لأول مرة، أقساماً مخصصة لصناعات الغاز والتكرير والبتروكيماويات في المعرض والمؤتمر الذي يُقام بين 13 و16 نوفمبر في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، ما يعكس أهميتها الاستراتيجية المتزايدة لدى شركات النفط الوطنية في الشرق الأوسط، الراغبة في زيادة القيمة والربحية من عملياتها في كافة مجالات سلسلة القيمة لقطاع النفط والغاز.

وتشارك مجموعة “ايكويت” وهي شركة عالمية للبتروكيماويات تتخذ من الكويت مقراً رئيسياً في فعاليات أديبك 2017 حيث سيمثلها محمد حسين في أربع من جلسات قادة الأعمال العالميين المختصة بصناعات الغاز والتكرير والبتروكيماويات واللاحقة، إلى جانب قيادات عليا من شركات مثل “نوڤا” للكيماويات، و”بتروناس”، و”بورياليس”، و”بي پي”، و”باك أراب ريفاينري” لمصافي النفط، و”سيپسا”، و”توتال”. وسوف يشتمل برنامج المؤتمر على جلسات تخصصية في صناعات الغاز والتكرير والبتروكيماويات للمختصين والمعنيين.

واستمرت الكويت، على مدى أكثر من 30 عاماً، في استخدام استثمارات صناعات الغاز والتكرير والبتروكيماويات لزيادة قيمة  إضافية  لمواردها البترولية، وذلك من خلال تشغيل مجموعة من الشركات المترابطة تحت مظلة مؤسسة البترول الكويتية، بما في ذلك إنتاج النفط وتكريره وشحنه وصناعة البتروكيماويات.

وتشكّل “ايكويت” جزءاً هاما من تلك الاستثمارات، إذ تعود نسبة 42.5 بالمئة من ملكيتها لشركة صناعة الكيماويات البترولية وهي إحدى شركات مؤسسة البترول الكويتية، وذلك بالشراكة مع شركة داو للكيماويات بحصة مماثلة. وتُعد ايكويت من الجهات العالمية الرائدة في إنتاج البتروكيماويات، وثاني أكبر منتِج على مستوى العالم للإيثيلين جلايكول، المادة الخام المستخدمة في صناعة مجموعة واسعة من المنتجات ولا سيما ألياف البوليستر، وهي أول جهة بتروكيماويات من الشرق الأوسط تنجح في الاستفادة من مصادر الغاز الصخري الأمريكي.

وفي سياق متصل، تمتلك شركة البترول الكويتية العالمية، إحدى شركات مؤسسة البترول الكويتية، استثمارات في عمليات تكرير النفط في أوروبا وآسيا تمدّ نحو 4 آلاف محطة وقود استهلاكية، معظمها يعمل تحت علامتها التجارية Q8، باحتياجاتها من الوقود، كما تبيع وقود السيارات ووقود التدفئة مباشرة إلى متعاملين من المستهلكين ومن القطاعات الصناعية. وتُعدّ الشركة مورّداً رئيسياً للديزل لقطاع النقل البري، فضلاً عن كونها مورّداً مهماً لوقود الطائرات لنحو 40 مطاراً حول العالم.

وتعمل مؤسسة البترول الكويتية حالياً على رفع استثماراتها في دولة الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي. ومن المنتظر أن تعمل مصفاة الزور عند الانتهاء من تطويرها والشروع في تشغيلها، بطاقة إنتاجية قدرها 615,000 برميل يومياً. وسوف تتولى إدارة هذه المصفاة فائقة الحداثة، والبالغة تكلفة إنشائها 16 مليار دولار، الشركة الكويتية للصناعات البتروكيماوية المتكاملة، التي تأسست حديثاً، وستشكل المصفاة جزءاً من مجمع متكامل للصناعات البتروكيماوية ومحطة لواردات الغاز الطبيعي المسال.

من جانب آخر، أبرمت شركة بترول الكويت العالمية شراكة لإقامة مشروع مشترك مع شركة النفط العمانية لتطوير مصفاة بقيمة سبعة مليارات دولار في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم في سلطنة عمان، لتكرير النفط العماني والكويتي.

وفي هذا السياق، أكّد السيد علي خليفة الشامسي، الرئيس التنفيذي لشركة الياسات للعمليات البترولية المحدودة، رئيس معرض ومؤتمر أديبك 2017، تحوّل جميع شركات النفط الوطنية المشاركة في أديبك نحو قطاع صناعات الغاز والتكرير والبتروكيماويات، ضمن استراتيجيات ترمي لتحقيق أقصى عائد من  إنتاجها من النفط الخام، مُعرباً عن التزام الحدث بدعم هذا التحول وقيادته، وقال: “ينبغي أن يكون الاستثمار داخل الشرق الأوسط موضع ترحيب لبلدان المنطقة، حيث يخلق التخطيط لمشاريع ومرافق جديدة وبناؤها وتشغيلها مزيداً من الأعمال للموردين والمقاولين المحليين وفرص عمل للمواطنين”.

تجدُر الإشارة إلى أن أديبك يُعتبر أحد أبرز فعاليات النفط والغاز في العالم، والأكبر من نوعه في منطقة إفريقيا والشرق الأوسط. وهو يقام بتنظيم من شركة “دي إم جي للفعاليات”.

2

 

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الذهب يحاول التقدم مستفيداً من البيانات الضعيفة والنشاط المنخفض لسوق العقود الأجلة

بقلم سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com تحاول أسعار الذهب الفورية التقدم بشكل طفيف ...

النفط يميل إلى الارتفاع الطفيف وسط النشاط الضعيف للعقود الآجلة

بقلم سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com ترتفع أسعار النفط اليوم بقرابة 0.9% و0.5% ...

التكنولوجيا القديمة لن تعيق تحقيق مكاسب من الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة بمنطقة الشرق الأوسط والعالم

دراسة “إيتون” الجديدة شملت أكثر من 120 صانع قرار في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة ...