افتتح وزير الصناعة الدكتور حسين الحاج حسن في معهد البحوث الصناعية، قبل ظهر اليوم، الاجتماع السابع عشر للجنة التنسيق لمراكز البحوث الصناعية في الدول العربية، والملتقى العربي حول سبل تحسين الشراكة مع الصناعة، في حضور المدير العام للمعهد الدكتور بسام الفرنّ والمدير العام للمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين ( ايدمو ) المهندس عادل الصقر والمدير العام لوزارة الصناعة داني جدعون ورئيس مجلس ادارة مؤسسة المواصفات والمقاييس اللبنانية ( ليبنور ) المهندس حبيب غزيري، والمديرة العامة للمؤسسة المهندسة لينا درغام، ومديري وممثلي المراكز البحثية العربية، وصناعيين ورجال علم واختصاص وبحث علمي.
الفرنّ
استهل الإفتتاح بعرض فيلم عن تاريخ تأسيس المعهد ونشاطاته، ثم ألقى الدكتور الفرنّ كلمة جاء فيها: ” تكمن أهمية الحدث اليوم باستضافة لبنان نشاطين عربيين علميين واقتصاديين في آن واحد في معهد البحوث الصناعية. ودورنا أمام هذه الأحداث يجب ألا يبقى في إطاره العلمي والبحثي فقط. دورنا كعلماء وباحثين وخبراء يجتمعون في قاعة واحدة تحت سقف العلم والمعرفة، يجب أن نوظّفه في سبيل قلب هذه التطوّرات لمصلحة عالم عربي موحّد تجمعه نفس الآفاق والتطلعات والتحدّيات. ليس بالسهولة أن نحقّق ما عجز ويعجز عنه السياسيون، وليس بالاستحالة أن نعمل ما يفيد بلداننا وشعوبنا حفاظاً على مؤهلاتنا ومقدّراتنا ومواردنا. ويبقى السؤال هل باتت السوق العربية المشتركة سراباً ؟ أم لا زالت هدفاً قائماً ونحن مقتنعون به فعلاً لا قولاً فقط؟
وأضاف:” ألا نستطيع كسر الحواجز بتضامننا مع بعضنا ووضع رؤية عربية موحّدة تأخذ بالاعتبار المصلحة العربية المشتركة؟ وماذا نفعل كمراكز بحوث عربية لتحقيق هذا الهدف؟ هل نبقى مستسلمين للارادات السياسية؟ بأي مبدأ نؤمن؟ فرّق تسد؟ أم في الاتّحاد قوّة؟ هل نملك جرأة مناقشة المسؤولين في بلادنا واطلاعهم على أهمية الانفتاح العربي والتبادل العربي والانسياب السلعي العربي والالتزام بالاتفاقيات والمعاهدات الثنائية والثلاثية وتلك التي تدخل في نطاق الجامعة العربية والمجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي ومجلس وزراء الصناعة العرب؟…هذه كلّها أسئلة تقلق كلّ واحد منّا. وعلى كلّ واحد منّا أن يعطي الاجابة الصحيحة عليها.”
الصقر
كما ألقى المهندس الصقر كلمة جاء فيها:” لقد أولت المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين اهتماما كبيرا بالتطورات والمتغيرات التقنية المتسارعة في العالم، وهي تعمل على تقديم كل ما يمكن أن يعزز التنمية الصناعية العربية المستدامة، وفي هذا الإطار أطلقت المنظمة “المبادرة العربية لتطويع علوم وتقنيات النانو والتقنيات المتلاقية وإعداد خارطة الطريق والبرنامج التنفيذي لها. كما قامت المنظمة بتنفيذ العديد من الأنشطة ساهمت بإلقاء الضوء على الصناعات المستقبلية المرتبطة بالتطورات التكنولوجية ومن تلك الأنشطة إعداد دراسات فنية حول التطبيقات الصناعية لتقنيات النانو في العالم العربي والفرص الاستثمارية الواعدة، وحول جدوى التصنيع للمشاريع القائمة على تقنية النانو لتحلية المياه والطاقة الشمسية، وكذلك مسح الإمكانات لتحديد حالة علوم وتقنيات النانو في الدول العربية. ويعتبر ملتقانا اليوم حول سبل تحسين الـشراكة مع الصناعة (استخدامات تقنيات النانو) امتدادا لتلك الأنشطة والفعاليات مما سيؤدي بإذن الله إلى التعرف بشكل معمق على الإمكانات المتاحة في المنطقة العربية في مجال تطبيقات تقنيات النانو وتحفيز الدول العربية على الدخول في هذه الصناعات الواعدة دعما للتنمية الصناعية العربية المستدامة.”
الوزير الحاج حسن
وألقى الوزير الحاج حسن كلمة جاء فيها:” يسعدني ويشرّفني أن اكون بينكم اليوم في افتتاح حدثين علميين مهمين يتعلقان بالصناعة في لبنان والدول العربية. وهما حدثان على درجة عالية من الاهمية يجريان اليوم في بيروت في ظل الظروف الحالية، وهو تأكيد على مكانة بيروت وعلى العمل العربي المشترك. نحن في لبنان وفي الدول العربية لدينا علماء كثر ومنتجو علم وصناعة في مراكز الابحاث، ولكن ليست لدينا سياسات بحثية وطنية، أو بينية او قومية تتعلق بالعمل الصناعي والبحثي المشترك. والدليل اننا نتراجع في الاقتصاد والنتاج العلمي ويؤدي ذلك الى هجرة الادمغة العربية واللبنانية الى الخارج حيث توجد سياسات بحثية وصناعية. وهذا لن يمنعنا من استمرار عمل البحث العلمي اللبناني والعربي. والدليل الاخر على تراجعنا هو الخلل الكبير في الميزان التجاري لمصلحة الواردات وانخفاض الصادرات. واذا أخفق السياسيون، انتم تملؤون فراغ السياسة في لبنان والعالم العربي. انني اشجعكم وادعمكم على التنسيق والعمل في اطار البحث العلمي المشترك، على امل ان يستفيد القادة والسياسيون العرب من التوصيات الهامة المرتقبة. “
وعلق الوزير الحاج حسن على التطورات السياسية الأخيرة في لبنان قائلاً: ” واجهتنا أزمة خلال الاسبوع الماضي. ولكن يسجل لنا جميعاً كلبنانيين الوحدة الوطنية التي تجلت بشكل غير مسبوق واستطعنا مواجهة الازمة بتضامننا ووحدتنا. ونوجه التحية الى فخامة الرئيس العماد ميشال عون الذي قاد المواجهة بحكمة وعقلانية، ولقد لاقته سائر القيادات اللبنانية في الموقف الموحد. ولقد رفض اللبنانيون ان يدفعهم اي احد الى التنازع وهم يرفضون التنازع في ما بينهم بالطريقة التي يدفعهم بها الآخرون. يجب على اللبنانيين وعلى العرب الاصرار على الوحدة ونبذ الفتنة. وادعو الى الصبر والمثابرة وعدم الاستسلام للواقع. والسيادة هي سيادة اقتصادية التي هي جزء لا يتجزأ من السيادة الوطنية.”
ثم منحت الدروع التقديرية لكل من الوزير الحاج حسن والدكتور الفرن والمهندس الصقر.