نظّمت كلية إدارة الأعمال والعلوم التجارية في جامعة الروح القدس- الكسليك والمدرسة العليا للعلوم التجارية في أنجيه (ESSCA) حفل إطلاق برنامج مشترك للحصول على شهادة مزدوجة، الأولى ماستر متخصص في الإدارة الرقمية من المدرسة العليا للعلوم التجارية في أنجيه، والثانية ماستر تنفيذي في إدارة الأعمال من جامعة الروح القدس- الكسليك.
وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا البرنامج يهدف إلى إعداد مدراء قادرين على تطوير نشاط الأعمال الإلكترونية، وتحفيز التغير الثقافي والتنظيمي عبر الابتكار، ومراعاة استراتيجيات التسويق ومتابعة النمو الخاص بالنشاط الرقمي لدى الشركات. يمتد هذا البرنامج على 18 شهراً، وفي ختامه يقدم الطالب مسودة أطروحة. وهو عبارة عن 38 رصيد باللغتين الفرنسية والإنكليزية. وفي نهاية أول فصل دراسي، يحظى الطلاب بفرصة السفر إلى سيليكون فالي للقيام ببعثة تعليمية يتخللها لقاءات مع رواد أعمال مبتكرين واجتماعات في مراكز بحوث وجامعات وشركات…لا يتوجه هذا البرنامج إلى طلاب إدارة الأعمال فحسب بل إلى كل طالب تتوافر لديه الشروط التالية: حائز على شهادة جامعية بعد 4 أو 5 سنوات دراسة أو حائز على شهادة الإجازة الجامعية و3 سنوات خبرة مهنية.
خليل
بعد النشيدين الوطنيين اللبناني والفرنسي، كانت كلمة تقديم لرئيسة قسم التدقيق المالي في الكلية الدكتورة فلور خليل أشارت فيها إلى أنّ “فهم تحديات التكنولوجيا وقوتها في تطوير المهارات باتت حاجة ملحة، في ظل انطلاق الرقمية. ومن هذا المنظار، تبنّت جامعة الروح القدس مشروع إطلاق برنامج تعليمي عن الإدارة الرقمية، وهو الأول من نوعه في لبنان”.
عسّاف
ثم ألقى عميد كلية إدارة الأعمال والعلوم التجارية البروفسور إيلي عسّاف كلمة اعتبر فيها أنّ “العالم يعرف تغيراً جذرياً، منذ سنوات عدة، تتخطى عائداته الاقتصاد والسياسة. ونعيش اليوم ثورة علمية، تسمّى ثورة رقمية، ولكنها في الواقع ثورة مجتمعية تحدث تغيراً في سلوكنا، ونمط حياتنا… علماً أنّ لبنان هو أول بلد في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا تبنّى مبدأ اقتصاد المعرفة والثامن عالمياً. من هنا، اتُّخذ القرار لتكون كليتنا جزءاً من هذا التحوّل الرقمي عبر إطلاق برنامج عن الإدارة الرقمية. ونطمح لنكون كليةً تنقل التكنولوجيا والنظام الرقمي في لبنان والمنطقة، وتستند إلى المعرفة في إعداد الشباب اللبناني”.
لوري
بعد ذلك، قدمت المسؤولة التربوية عن الماستر المتخصص في الإدارة الرقمية في الـ ESSCA رالوكا لوري لمحة عن هذا البرنامج الذي يهدف إلى “توحيد استراتيجيات التسويق الاجتماعي والمحلي ومواكبة نمو النشاط الرقمي في الشركات، زيادة مستوى التغير الثقافي والتنظيمي عبر ريادة الأعمال والابتكار، ربط التحديات الاستراتيجية الخاصة بالعلامات التجارية مع الأعمال الرقمية الفاعلة على الساحة الاقتصادية”.
لوموان
أمّا المسؤول عن ماستر التسويق على الانترنت في الـ ESSCA ورئيس معهد الدكتوراه في الإدارة في جامعة السوربون البروفسور جان فرانسوا لوموان فقدّم لمحة عن المدرسة العليا للعلوم التجارية في أنجيه (ESSCA) التي “لها خبرة أكثر من 110 سنة، وتضم 4000 طالب، وهي مدرسة التجارة ما بعد الباكالوريا الوحيدة الحائزة على 4 اعتمادات من AACSB، EQUIS، EPAS وAMBA، معدداً فروعها واختصاصاتها ومشدداً على الأهمية التي توليها إلى إقامة التعاون مع المؤسسات التعليمية الأخرى”.
ريسبولي
ثم ألقى كلمة السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه مستشاره لوسيانو ريسبولي منوهاً “بالتعاون القديم والوثيق بين المؤسسات التعليمية الفرنسية واللبنانية، التي أصبح عددها 500 مؤسسة. وإنّ فرنسا تشجّع على استقبال الطلاب اللبنانيين على أرضها لأنّهم على قدرٍ عالٍ من التميّز والغنى ويعكسون التنوع الثقافي والانفتاح على العالم… وتجدر الإشارة إلى وجود أكثر من 5000 طالباً لبنانياً سنوياً يتابع تحصيله العلمي في فرنسا. واليوم، أصبح كل طالب يعرف مدى أهمية التبادل لأنّه، يغني المسيرة الأكاديمية للطالب ويعطيها طابعاً دولياً”. وأمل أن يكون “هذا البرنامج مصدراً لوظائف مستقبلية ناجحة ولعلاقة صداقة جديدة بين لبنان وفرنسا”.
الأب حبيقة
وختاماً، ألقى رئيس جامعة الروح القدس- الكسليك الأب البروفسور جورج حبيقة كلمة عرض فيها “لمراحل التعاون مع ESSCA مستذكراً زياراته إلى أنجيه Angers ولقاءاته مع عميدتها ومديرتها العامة السابقة الدكتورة كاثرين لوبلان Catherine Leblanc إضافة إلى عدد من المسؤولين فيها وصولاً إلى توقيع أوّل اتفاقية تعاون في 22 أيلول المنصرم، مع المدير الجديد اللبناني البروفسور سمير أيوب، مشيرًا إلى أنه ” ما كان لافتاً هو اتفاقنا المشترك على ضرورة المناداة بالحرية والتنوّع والتعددية، لأنّه من دون هذه المبادئ لمشينا جميعنا في موكب جنازة الحياة والإبداع”. كما أشار إلى “لجوء الدكتورة لوبلان المتكرر إلى المسؤول الرفيع في جامعة ESSCA الدكتور سمير أيوب، اللبناني الأصل، لحل بعض المشاكل التي كانت تندلع عفويا بين طلابهم المتعددي الجنسيات والثقافات، انطلاقاً من خبرة اللبنانيين في إدارة الأزمات وإيجاد الحلول وخلق مساحات للتفاهم والحوار بين مختلف الذهنيات المتناقضة”.
كما ثمّن الأب حبيقة “هذا التعاون الذي يتجسّد أولاً بارتباطنا الوثيق مع فرنسا لجهة القيم والثقافة واللغة والذاكرة التاريخية، وثانياً بتعلقنا الراسخ بالفرنكوفونية. هو ليس ارتباطاً عاطفياً فحسب بل ارتباط بالتنوع اللغوي لأننّا نعارض حصر الثقافة الدولية في لغة واحدة، وإلاّ سيكون ذلك إفقاراً جدياً ينهش هيكلية الفكر والإبداع. وعندما نحمي الفرنكوفونية، نحمي، في الوقت عينه، التنوع لأنّ حرية الإنسان لا يمكن أن تتحقق إلا عبر خيارات متعددة تتجسّد، بدورها، في برامج أكاديمية متنوعة”.
وختاماً، أكّد الأب حبيقة على “دعمه لهذا التعاون وتقديم التسهيلات المطلوبة ليأتي بثمار جيدة تنعكس إيجاباً على الحياة الأكاديمية والتعليمية للجيل الجديد من خلال تزويده بالإمكانات اللازمة لمواكبة التغيرات المستجدة على الساحة الدولية…”