وفرت أسعار النفط العالمية المنخفضة في السنوات القليلة الماضية فرصا تنطوي على التحديات للمملكة العربية السعودية للانتقال إلى الطاقة المتجددة وإطلاق مشاريع استثمارات جديدة من شأنها أن تدعم الاقتصاد السعودي الذي يولد فيه النفط حوالي 70% من عائدات البلاد المالية. وعليه أعلنت المملكة العربية السعودية برنامجها التحويلي الجديد الذي أطلقت عليه “رؤيا 2030” في نيسان/أبريل 2016. وهذه الخطة الطموحة، إنما الممكنة التحقيق، أوضحت أهداف تطوير المدن وتخقيق الاستدامة البيئية وتحسين البنى التحتية الرقمية وتوسيع تنوع الخدمات الرقمية. وبصورة خاصة فإن هذه المبادرة الجديدة تعترف بأهمية توسيع التجمعات الصناعية وجذب كم إضافي من الاستثمارات ذات القيمة المضافة العالية – كطرق مجدية لبناء التنافسية الوطنية. وانسجاما مع رؤيا المملكة العربية السعودية، بدأ مشروع مدينة ينبع الصناعية الذكية يبني على آمال المواطنين السعوديين في التحويل.
مدينة ينبع الصناعية الذكية، محرك تحويلي للمملكة الغنية بالنفط
في العام 1975، أنشئت مدينة ينبع الصناعية بموجب مرسوم ملكي وتديرها هيئة ملكية. وبعد أكثر من 40 عاما من النمو السريع، أصبحت مدينة ينبع الصناعية ثالث أكبر مركز لتكرير النفط في العالم. ويمكن أن تنتج أكثر من 1.1 مليون برميل من النفط يوميا، وتصل قدرتها الإنتاجية السنوية ى 131 مليون طن. كما أنشأت ينبع أكبر ميناء لنقل البترول بالقرب من البحر الأحمر وأقامت مواقع رئيسية لتسييل ومعالجة النفط.
وأصبحت مدينة ينبع الصناعية المستفيد الرئيسي من التصنيع عالي السرعة. ويشير تخطيط المدينة الفعال، والطرق الواسعة، والمساحات العامة الكافية، والحدائق الخضراء، إلى حيوية هذه المدينة السريعة النمو. ومع ذلك، تواجه ينبع أيضا ضغوطا متزايدة. فعلى سبيل المثال، لا يمكن لعرض النطاق الترددي المحدود للشبكة العنكبوتية أن يلبي متطلبات الحكومة والمؤسسات والمقيمين في المدينة، ما يؤثر على كفاءة المكاتب والتجارب الترفيهية عبر الإنترنت. وتتطلب العمليات اليومية لمصانع التكرير الكبيرة والموانئ والمستودعات، فضلا عن أعمال البناء الواسعة في المدينة عددا كبيرا من المركبات الثقيلة. وقد أدت الحمولات الزائدة والسرعة التي تسير بها هذه المركبات الثقيلة إلى أعمال صيانة مكلفة للطرق. وكذلك بات من الصعب إدارة أماكن وقوف السيارات العامة نظرا لوجود عدد كبير جدا من السيارات الخاصة. وتكاليف إضاءة الطرق مرتفعة. وفي بعض الأحيان لا يتم التعامل مع أنقاض البناء والنفايات في الوقت المناسب. وتوجد مخاطر أمنية في المناطق المكتظة بالسكان في المدينة. وهناك عدد كبير من المنشآت الصناعية تحت الأرض التي تحتاج إلى الأمن بسبب عدم وجود الرصد الكافي.
وتماشيا مع رؤيا العام 2030، قررت الهيئة الملكية في ينبع أن تأخذ زمام المبادرة في مواجهة تحديات مدينة ينبع الصناعية من خلال بناء مدينة ينبع الصناعية الذكية.
وقال الدكتور علاء نصيف، الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لينبع: “المنافسة العالمية اليوم شرسة، ونأمل في الحفاظ على القدرة التنافسية للمدينة من خلال مبادرة المدينة الذكية. وقد ركزنا على النمو الصناعي على مدى السنوات الأربعين الماضية. والآن، سوف نتحول تدريجيا إلى قطاعات أكثر تنوعا بما في ذلك الترفيه والسياحة والعلوم والتكنولوجيا. وفي القيام بذلك نرغب في إقامة تجمعات صناعية، وتعزيز التعاون بين الصناعات، وتوسيع تنويع الأعمال التجارية، وتحسين بيئات الاستثمار، وتعزيز القدرة التنافسية “.
وأضاف الدكتور نصيف: “إن رؤيا بناء مدينة ينبع الصناعية الذكية تتماشى مع هدف “رؤيا 2030”. وهو يهدف إلى تحسين نوعية الحياة من خلال مدينة ذكية. وقد وضعنا مجموعة من الأهداف المحددة. فعلى سبيل المثال، جميع المشاريع التحويلية الوطنية التي تم التخطيط لها هي على الطريق الصحيح، وسوف تتجاوز الإيرادات السنوية للمدينة الذكية 66 مليون دولار أميركي، ومتوسط وقت الاستجابة للحوادث سوف يكون أقل من 7 دقائق، وحوادث المرور السنوية ستكون أقل من 1200، وسوف يكون معدل تغطية الألياف الضوئية أكثر من 59 في المئة، ومعدل تغطية الواي فاي المجانية في الأماكن العامة ستكون أعلى من 70 في المئة، وسيتم تخفيض تكاليف الإضاءة العامة بنسبة 30 في المئة، وسوف تنمو كفاءة إزالة النفايات بنسبة 30 في المئة، وتكاليف صيانة الطرق ستتقلص بنسبة 20٪ “
خطة مدينة ينبع الصناعية الذكية ستكون على ثلاث مراحل:
المرحلة 1 (المدينة الذكية 1.0): تركز على بناء البنية التحتية للمدينة، مثل النطاق العريض للمدينة والحوسبة السحابية، لبناء مدينة متصلة بالشبكة
المرحلة 2 (المدينة الذكية 2.0): تدور حول تطبيقات المدينة، بما في ذلك الأمن، والخدمات العامة الذكية، وحماية البيئة، لبناء مدينة تتوفر فيها أجهزة الاستشعار الممكنة
المرحلة 3 (المدينة الذكية 3.0): تركز على منصة المدينة، والتي تغطي منصة إدارة المدينة وبوابة المجتمع الذكية، لبناء مدينة ذكية تماما في نهاية المطاف
مبادرة المدينة الذكية تدفع تكاليفها بعد جولتين من البناء
من المستحيل تصور المدن الذكية دون بنية تحتية قوية للمعلومات. وبالنسبة للمرحلة الأولى من المشروع، كان النطاق العريض للمدينة هو جوهره. ونفذت الهيئة الملكية لينبع الشراكات بين القطاعين العام والخاص لهذا الغرض. وعلى وجه التحديد، قدمت الهيئة الملكية لينبع الهياكل الأساسية العامة مثل الطرق والمباني وشبكات الكهرباء وخدمات المياه والشبكات البصرية بالمدينة، في حين قامت شركة الاتصالات موبايلي بتسليم البنى التحتية للاتصالات، وقدمت هواوي حلول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بما في ذلك مراكز بيانات المدن الذكية، جي أس أم / 3 جي أل تي إي فضلا عن الخدمات ذات الصلة ونظم دعم العمليات.
وقد وفرت وضعية الشراكة بين القطاعين العام والخاص كامل المزايا التكميلية وكفلت المنفعة المتبادلة. ونتيجة لذلك، تم إنشاء شبكات النطاق العريض السلكية واللاسلكية في جميع أنحاء المدينة بسرعة، وتوفير خدمات عالية السرعة للوصول إلى الشبكة، وتقديم تجارب شبكة محسنة للحكومات والمناطق الصناعية والسكنية. وبالإضافة إلى ذلك، تم نشر شبكات الوصول المفتوح لربط مرافق إشارة النقل للتحضير لبناء المرحلة التالية من المدينة الذكية.
وفي العام 2016، تم إطلاق التطبيقات الذكية للمرحلة الثانية من المشروع. بهدف تعزيز الإدارة البلدية، وركزت الهيئة الملكية لينبع على ثمانية تطبيقات ذكية، بما في ذلك، إدارة المركبات الثقيلة، وإدارة النفايات الذكية، وإضاءة الشوارع الذكية، ووقوف السيارات الذكي، ورصد كفاءة الطاقة الذكية، وتحليل كثافة الحشود، وأغطية فتحات الشوارع الذكية، وتقييم الأداء الشامل. هذه التطبيقات تحسن كفاءة الإدارة البلدية، وتعزز السلامة العامة، وتوفر بيئة معيشية أفضل. وقدمت هواوي مجموعة شاملة من حلول الشبكات وتكنولوجيا المعلومات (بما في ذلك نقاط الوصول اللاسلكية والموجهات والمفاتيح والخوادم والتخزين والمحطات القاعدية 2 جي/3 جي/4 جي، وأجهزة مثل كاميرات المراقبة، ونظام إي سايت + نظام إدارة الشبكة، التي تدير بشكل موحد الأجهزة على نطاق الشبكة، ومنتجات البرمجيات التي يقدمها شركاء هواوي. كل هذه تساعد على ضمان أن البيانات التي تم جمعها من قبل الأجهزة الأمامية يمكن أن تنتقل إلى نظام الأجهزة الخلفية بطريقة آمنة ومستقرة، في الوقت الحقيقي للإدارة والتحليل.
إدارة المركبات الثقيلة: تعاني جميع المدن الصناعية تقريبا من هذه الصداعات الكبيرة: الحمولة الزائدة وسرعة سير المركبات يؤدي إلى سرعة تلف الطرقات، ما يجعلها تحتاج إلى الكثير من تكاليف الصيانة. ولمنع ذلك، قامت ينبع بدفن أجهزة استشعار الضغط والطول في المداخل والمخارج الهامة للمناطق الصناعية. تعمل هذه المجسات مع كاميرات التعرف على لوحة الترخيص التي يتم تركيبها على جانب الطريق لتسجيل المعلومات بدقة عن جميع المركبات التي تمر على الطرق، مثل معلومات التسجيل والسرعة والوزن. من خلال الشبكات، والموجهات، والمفاتيح، سيتم تحميل هذه المعلومات على نظام الإدارة التلقائي الذي يمكن من تقييم العقوبات على المركبات لزيادة الحمولة والسرعة. فالكفاءة العالية للنقل البري أمر بالغ الأهمية بالنسبة لبلد يمر بمرحلة تحول. نظام الوزن الديناميكي الجديد لا يتطلب إرساء السيارة أو التوجيه اليدوي. وبالتالي، لا تتأثر حركة المرور. كما أن نظام الوزن الديناميكي لا يتطلب مواقع أو موازين ثابتة للعمل في الموقع، مما يقلل من تكاليف البناء والتشغيل بنسبة 80 في المئة.
إدارة النفايات الذكية: في المملكة العربية السعودية، يسرع الطقس الحار في تحلل القمامة. ومع ذلك، فإن جميع صناديق القمامة تقريبا مكشوفة، وتطلق رائحة كريهة، وتجذب القطط الضالة والكلاب والفئران، مما يزيد من خطر عدوى الأمراض، ما يؤثر سلبا على راحة حياة الناس وصحتهم. يوفر حل إدارة النفايات الذكية أجهزة استشعار قوية تعمل بالطاقة الشمسية. وبفضل تركيب أجهزة الاستشعار القوية هذه يتم الإبلاغ عن مستوى ملء صندوق القمامة في الوقت الحقيقي، بحيث يمكن للمسؤول تحسين طرق قيادة مركبات القمامة لتحسين كفاءة جمع القمامة. وبالإضافة إلى ذلك، يتم رصد استهلاك النفط من مركبات القمامة. وبفضله يتم أيضا إخطار المسؤولين عن جميع التغييرات الاستثنائية في حجم النفط المستعمل لمنع سرقته.
إضاءة الشوارع الذكية: يتمتع نظام إضاءة الشوارع القديم بقدر محدود من الإدارة والتحكم في إنارة الشوارع. يمكن للنظام ببساطة تشغيل وإيقاف أنوار الشوارع، وإخطار قسم الإدارة ذي الصلة عن الأخطاء في أضواء الشوارع. والآن، تم استبدال مصابيح الصوديوم المستهلكة للطاقة والجهد العالي التي لا يمكن التحكم فيها عن بعد بوحدات إضاءة ليد الجديدة، والتي تتميز بانخفاض استهلاك الطاقة، ويمكن تشغيلها وإطفاؤها عن بعد، ويمكن تعديل سطوعها وفقا لظروف البيئة. استخدام هذه الوحدات يقلل من استهلاك الطاقة في الإضاءة بنسبة 70 في المئة. ومع نظام إضاءة الشوارع الذكية، يمكن ضبط سياسة الإضاءة بشكل مرن وتعديلها على أساس كل ضوء شارع، بدلا من التشغيل والإطفاء التقليدي على أساس خط الطاقة. وتوفر منصة إدارة المعلومات معلومات حول حالة العمل وعمر الخدمة لكل ضوء شارع، مما يقلل من عبء العمل على جهاز التفتيش التقليدي على الطرق. وبالإضافة إلى ذلك، ومن خلال دمج المحطات مثل الإشارات الرقمية، وأجهزة استشعار مراقبة البيئة، وأجهزة الإنذار في حالات الطوارئ، ومكبرات الصوت، وكاميرات المراقبة، يمكن أن توفر أضواء الشوارع معلومات متنوعة (مثل الإخطار في حالات الطوارئ، والأعمال التجارية، والطقس) وتوفير خدمات مريحة (مثل حالات الطوارئ والمكالمات والمراقبة بالفيديو)، ما يبني منصة تفاعلية أفضل لجسر احتياجات الحكومة والمواطنين.
مواقف السيارات الذكية: كانت مواقف السيارات في ينبع مجانية للمواطنين في السابق، مما يؤدي بموضوعية إلى تخصيص غير عادل لمواقف السيارات في الأماكن الشعبية. ومع الحفاظ على معظم مواقف السيارات مجانية، فإن نظام إدارة مواقف السيارات الذكية الجديد يفرض على السكان الذين يستخدمون مواقف السيارات في الأماكن الشعبية رسوما معينة. ويضمن هذا الجمع الناجح بين التكنولوجيات والاقتصاد توفير الموارد على أساس احتياجات المواطنين. يتم الإبلاغ عن استخدام مساحة وقوف السيارات في الوقت الحقيقي من قبل جهاز استشعار مغناطيسي وأجهزة تعمل بالأشعة تحت الحمراء المثبتة على مساحة وقوف السيارات. يتم تحديد عدد أماكن وقوف السيارات المتاحة ومدة الإشغال لكل من أماكن وقوف السيارات تلقائيا وبسرعة. يمكن للمواطنين دفع رسوم وقوف السيارات بطرق مختلفة، مثل استخدام الهواتف النقالة وآلات وقوف السيارات.
رصد كفاءة الطاقة الذكية: تسمح المداخيل المرتفعة في المملكة العربية السعودية للمواطنين بالتمتع بخدمات الكهرباء الرخيصة التي تزيد حتما من استهلاك الموارد وتضع عبئا على النظام الإيكولوجي الهش. قررت الهيئة الملكية لينبع خفض استهلاك الطاقة في المناطق المكتبية ووفرت مثالا جيدا لتشجيع المواطنين على تعزيز وعيهم للحفاظ على الطاقة. يمكن لأجهزة استشعار استهلاك الطاقة في المباني المكتبية جمع بيانات استهلاك الطاقة في كل منطقة في الوقت الحقيقي. وبعد ذلك، يمكن اتخاذ نهوج إدارة متنوعة تقوم على مقارنة بيانات استهلاك الطاقة لتحسين وعي الموظفين الحكوميين بتوفير الطاقة وتعزيز الاستهلاك المعقول للطاقة. ويمكن لأجهزة الاستشعار هذه أيضا التحكم عن بعد بامدادات الطاقة. وخلال ساعات عدم العمل، يمكن التحكم في أجهزة الاستشعار عن بعد لإغلاق مكيفات الهواء وأجهزة الإضاءة لتوفير المزيد من الطاقة.
تحليل كثافة الحشود: مع تزايد شعبية استعمال الهواتف الذكية، أصبحت خدمة واي فاي الآن في كل مكان. وبالتالي، يمكن رصد إشارات واي فاي بدقة لمعرفة توزيع وتدفق الناس، مما يسمح لسلطات المدينة بمتابعة المواقف عن كثب واتخاذ التدابير اللازمة في الوقت المناسب في حالة نشوء أي حالات طوارئ.
أغطية فتحات الشوارع الذكية: كمدينة صناعية تشهد نموا سريعا، يوجد في ينبع عدد كبير من الأنابيب والصمامات والموصلات المثبتة تحت الأرض. وأصبحت أغطية الفتحات للوصول إلى هذه المرافق محط تركيز التدابير الأمنية لحماية المرافق التحت أرضية من أن تصبح أهدافا للهجمات. يوفر الحل الذكي لأغطية فتحات الشوارع التحكم عن بعد على هذه الأغطية. ويمكن فتح الأغطية فقط عند الحاجة من أجل الصيانة، ومنع الوصول غير المصرح به. ويمكن تركيب أنواع مختلفة من أجهزة الاستشعار مثل الكشف عن الغاز الخطر وأجهزة استشعار كشف نفاذية المياه على الأغطية لأنواع مختلفة من الفتحات، ورصد حوادث التسيل في الوقت الحقيقي وضمان سلامة الموظفين داخل الفتحات.
تقييم الأداء الشامل: مع هذا النظام الشامل للتقييم، يمكن تخطيط المهام الرئيسية لجميع دوائر المدينة ذات الصلة وتحديد تركيزها بطريقة موحدة، ويتم رصد التقدم المحرز في مؤشرات عمل كل من هذه الدوائر. وهذا يساعد على تحديد المشاكل في وقت مبكر والعثور على الأسباب الجذرية. وتساعد مؤشرات الأداء الموحدة على تعزيز التعاون بين الدوائر، ومن ثم تحسين كفاءة العمل الحكومي.
مدينة صالحة للعيش وصديقة للأعمال مع جاذبية عالية
بعد مرحلتين من بناء المدينة الذكية، بدأت مدينة ينبع الصناعية تتمتع بالعديد من الفوائد. فقد خفضت تكاليف صيانة الطرق بنسبة 20 في المئة؛ وتم تحسين كفاءة إزالة القمامة بنسبة 50 في المئة. وكذلك انخفضت التكلفة الإجمالية لنظام الإنارة العامة بنسبة 30 في المئة؛ وزيادة استخدام مواقف السيارات العامة بنسبة 30 في المئة. وفي المرحلة الثالثة من بناء المدينة الذكية، سيتم بناء منصة تحليلات البيانات الكبيرة، ومنصة بيانات إنترنت الأشياء، ومنصة تكامل الاتصالات لدعم الخدمات البلدية وتحليل اتجاه الاستثمار والمرافق العامة الذكية والاستجابة لحالات الطوارئ وخدمات الشرطة الذكية، وبناء مركز قيادة متكامل. وسوف تواصل الهيئة الملكية لينبع تعميق تعاونها مع هواوي والاستفادة من التقنيات الجديدة لتمكين المواطنين من التمتع بخدمات عامة أفضل وجعل ينبع أكثر جاذبية.
وقال الدكتور علاء نصيف: “لقد أثبت مشروع المدينة الذكية أن هيئتنا الملكية هي هيئة ذات رؤيا. ونحن على الطريق الصحيح، وسوف يستفيد الجميع من مشروع المدينة الذكية، بما في ذلك الحكومة والشركات والأفراد. كما أن بناء المدينة الذكية لا يحسن كثيرا من مستوى الخدمة العامة في ينبع فحسب، بل يعزز أيضا قدرتها على اجتذاب الاستثمارات ذات القيمة المضافة العالية. فمنذ إنشاء مدينة ينبع الذكية الصناعية في العام 2014، بلغ معدل نمو الاستثمارات الخارجية 16 في المئة، وهو أعلى بكثير من النسبة السابقة البالغة 2.5 في المئة. وبحلول 30 حزيران / يونيو 2017، كان لدى الهيئة الملكية لينبع 81 شركة للصناعة الخفيفة/الدعم تعمل في المدينة، و 36 شركة قيد الإنشاء، و 33 في مرحلة التصميم، وتشكل المطاعم 16.7 في المئة في المنشآت التجارية العاملة، ومحلات البيع بالتجزئة تمثل 12.42 ٪، والمكاتب التجارية 14.9٪، وبلغ معدل رضا السكان 90 في المئة، والإيرادات من بناء المدينة الذكية تزداد باستمرار ويتوقع أن تصل إلى 100 مليون دولار أميركي في العام المقبل “.
وأضاف: “ومع التطور الأعمق لمشروع المدينة الذكية، يختار المزيد من الشباب العمل وبدء حياة جديدة في ينبع. ويتزايد معدل العمالة والسكان بشكل صحي ومنظم. إن تعاون وإنجازات الهيئة الملكية لينبع وهواوي لمدينة ينبع الذكية الصناعية يؤسس أيضا نموذجا جيدا للمدن الأخرى. وتتصدر هواوي نظاما بيئيا قويا. ومن خلال التطبيق المرن للابتكارات الجديدة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، يمكننا الآن أن نحس ونحلل وندمج المزيد من عمليات المدينة، التي تتطلبها إدارة النظام، وجعل الاستجابات أكثر ذكاء وأسرع للمتطلبات المختلفة، مثل إدارة المدينة، والخدمات العامة، والأنشطة التجارية. وأعتقد أن مثل هذا المسار لتطوير المدينة الذي تحركه البيانات يمكن أن يضخ طاقة جديدة نحو تحسين حياة الناس، وتحسين المدينة والعمليات والإدارة، وتعزيز الأعمال التجارية مع المدن الأخرى في جميع أنحاء العالم. وسوف يؤدي ذلك بالتأكيد إلى توفير حياة مدينية أفضل للناس.”
وحتى الآن، اختارت 197 شركة على قائمة فورتشن العالمية 500 و 45 من أفضل 100 شركة هواوي كشريك لها للتحول الرقمي. l