رعى وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية الدكتور بيار رفول، مؤتمر “آليات حماية البيئة”، الذي نظمه الاتحاد العالمي للمؤسسات العلمية، بالتعاون مع مركز جيل البحث العلمي وقرية بدر حسون البيئية في الكورة، في حضور قائمقامي بشري ربى شفشق وزغرتا إيمان الرافعي، ممثل اللجنة الاسقفية للحوار المسيحي الاسلامي في الشمال جوزيف محفوض، مستشار وزير الطاقة طوني ماروني، والمستشارة البيئية المهندسة ميرنا شاهين وفاعليات.
رفول
بعد الاستقبال، وترحيب من أمير حسون مدير التسويق في القرية، القى الوزير رفول كلمة قال فيها: “يشرفني ان اكون بينكم في هذا المعلم الحضاري الاثري الذي اصبح محط انظار التواقين الى المنتوجات الطبيعية والصحية والبيئية النظيفة”.
اضاف: “هذه القرية النموذجية التي تتربع في بلدة ضهر العين قضاء الكورة لم تتكون بالصدفة بل هي أتت رفدا لخان الصابون في طرابلس الفيحاء، والذي بني منذ حوالى اكثر من الف وخمسماية عام، وكان ملتقى التجار الآتين من الشرق الاوسط واوروبا لشراء منتوجات الخان من الصابون”.
وتابع: “منذ سنة، اعطينا في لبنان الاولوية لحماية البيئة التي تهمشت كثيرا خلال السنوات الماضية، ان كان بسبب الحرب او خلافاتنا السياسية. منذ انتخاب فخامة الرئيس قررنا وتوافقنا معا ان تكون مصلحة البلاد فوق كل المصالح، واستطعنا خلال هذه السنة ان ننجز مشاريع لم نستطع خلال ثلاثة عقود من الزمن ان ننجزها، فالبيئة الهم الاول عندنا وقد وضعنا خطة لتشجير لبنان من جديد ووضعنا حدا للكسارات والمقالع، ووضعنا خطة متكامة لحل نظيف للنفايات في لبنان نبدأ بعد العيد بالمرحلة الاولى من المشروع. فالبيئة في لبنان حيوية بالنسبة لنا لان لبنان مصنف كبلد سياحي لاخواننا العرب ولكل السواح. اننا في هذا الموضوع نتعاون مع بعض الدول العربية التي أوجدت حلا لهذه المشكلة ومن خلال البنك الدولي وجمعيات تهتم بالبيئة”، مؤكدا “اننا جادون ومصرون على ان ننهي هذه المشكلة”.
وقال: “نتابع التشجير كل سنة، وهذه السنة زرعنا اكثر من مليون شجرة، وفي السنة المقبلة سنزرع اكثر. اتخذنا قرارا ان أي منطقة سنستعملها في بناء السدود وتقطع فيها الاشجار سنزرع اضعافها”.
وأشار الى ان هناك “مؤامرة دولية لتدميرنا وضرب بلداننا وسرق ثرواتنا وتحويلنا الى دويلات”، داعيا الى ان “نكون متضامنين واعين ومستعدين، اولا حول فلسطين والقدس التي هي بوصلة العرب ومنبع أدياننا وعلينا ان نحافظ عليها”.
وتابع: “نحن مؤتمنون على هذه المنطقة، مسلمين ومسيحيين ويهود، ان تبقى اشعاعا للعالم كله. نحن نؤمن ان لبنان لا يستطيع ان يكون دولة مسيحية ولا دولة اسلامية فلبنان لديه رسالة مسيحية مسلمة”.
وأكد “ان الاسلام ليس دينا ارهابيا، وهذا ما قلته خلال زيارتي للازهر الشريف، باسم رئيس الجمهورية. فالاسلام دين عدل وشورى ورحمة، واذا كان هناك من ادعى الاسلام ليقوم بأعمال ارهابية فالاسلام منهم براء، وكذلك المسيحية ليست دين تقوقع بل محبة. واي مسيحي يعتمد الاجرام، المسيحية منه براء. هذا هو ايماننا. نحن اليوم نقوم بحملة علنية للدفاع عن القدس وعن صورة الاسلام الحقيقة. ونحن كمسيحين يمكننا ان ندافع عن الاسلام الى آخر رمق، لاننا نحن من عشنا معهم ونعرفهم، وهذه رسالتنا بأن ندافع عنهم”.
وشدد الوزير رفول على توافق الدول العربية مع بعضها، لاننا قادمون على توافق وتفاوض، ويجب ان نكون مجتمعين ويدا واحدة لنفرض الحلول التي تناسبنا.
وتابع رفول: “هذا الخان اصبح ملكا للدكتور بدر حسون الذي صمم ان يعيد لطرابلس الحبيبة ريادتها في صناعة الصابون الطبيعي من زيت الزيتون، اضافة الى صابون الغار وصابون البابونج والنعنع البري والشاي الاخضر الى جانب منتوجات تجميلية. وقد أخرجها بحلة جديدة تحاكي اذواق العصر وبمواصفات عالمية عبر إخصائيين من منظمة iso اي المنظمة الدولية لمقاييس ومعايير الانتاج.
وقال: “اذا كانت المأكولات العضوية قد بدأت تشق طريقها لتصبح مطلبا للكثيرين، فإن المصنوعات الطبيعية على انواعها التي تنتجها قرية بدر حسون واولاده قد حجزت لها مركزا متقدما بمنتوجاتها التي أصبحت تنافس اهم الماركات العالمية”.
واشار الى ان هذا المكان الذي يحمل اسم الدكتور بدر حسون وعائلته هو دليل على استمراريته وتقدمه الدائم، وان هذا المعلم الفتان بمناظره الطبيعية هو بكل تاكيد سيكون ملتقى السواح وطالبي الراحة.
واثنى رفول على الدكتور حسون قائلا: “يا من تحمل عبق الاصالة والطموح وابتكار الجديد، لك مني كل تقدير لانك تستحق ان تكون رائدا من الرواد الذين رفعوا اسم لبنان عاليا وعلى اكثر من صعيد في العالم اجمع”.
ثم شكر الدكتور حسون الوزير رفول على حضوره ومشاركته في المؤتمر، كما حيا المشاركين في المؤتمر من مختلف البلدان.
المل
وألقت الامينة العامة للاتحاد العالمي للمؤسسات العلمية ورئيسة مركز جبل البحث العلمي الدكتور سرور طالبي المل كلمة، أشارت فيها الى دوافع اختيار موقع المؤتمر الذي جاء نتيجة توصيات مؤتمرات سابقة، وقالت: “شهدت السنوات الاخيرة عقد قمم عالمية كثيرة عالجت قضايا البيئة والتغيرات التي طرأت عليها وعجز الدول والآليات المعتمدة لتوفير حماية افضل واشمل. واكدت ان اختيار القرية النموذجية لاقامة المؤتمر جاء لمميزاتها التي تقوم على ركيزتين وهما احترام الطبيعة واحترام المحيط الذي تعيش ضمنه، داعية الى الاقتداء به ليصبح نموذجا.