نظمت شركة كاسبرسكي لاب بالتعاون مع هيئة تنظيم الاتصالات بمملكة البحرين جولات توعوية للأمن الإلكتروني في مختلف مدارس المملكة بهدف زيادة الوعي بالتهديدات والأخطار التي تتربّص بالأطفال على شبكة الإنترنت وأفضل السبل الكفيلة بالتصدي لها، فضلاً عن قواعد السلوك العامة عبر شبكة الإنترنت. وتشمل الأخطار الرئيسية التي تهدّد الأطفال عبر الإنترنت ويتعيّن مواجهتها، ومنها التنمّر، ومشاركة المعلومات الشخصية مع الغرباء.
وتمثّل هذه التهديدات خطراً حقيقياً على الطلبة في العالم وفي البحرين على السواء؛ فوفقاً لدراسة مسحية أجرتها هيئة تنظيم الاتصالات في المملكة، فإن نحو 38% من الشباب في البحرين واجهوا التنمّر عبر الإنترنت، الذي يمثل أكبر تهديد الكتروني للشباب في المنطقة. أما ثاني أكثر المشاكل إثارة للقلق فتتمثل بالخطر المرتبط بلقاء الغرباء عبر الإنترنت، والذي انخفض بصورة ملحوظة، إلا أن ما يثير القلق هو أن 16% من المشاركين في الدراسة من الأطفال لا زالوا يلتقون بالغرباء عبر الانترنت.
وبهذه المناسبة، صرح المستشار الأول لتطوير شؤون المستهلك بالهيئة الشيخ عبدالله بن حمود آل خليفة “إنه من الضروري جدًا ولا سيما في هذا الوقت تثقيف الأطفال حول السلامة على الإنترنت والمخاطر التي قد يواجهونها عند استخدام شبكة الإنترنت”، مضيفًا إلى “أن أسلوب حياتنا المعتمد كثيراً على التواصل مع الآخرين أفسح المجال أمام بعض المخاطر لتشكل تهديداً لمجتمعنا. ويسرنا التعاون مع كاسبرسكي لاب لتنظيم جولات “أطفال آمنون” للأمن الإلكتروني في المدارس في البحرين. إن التهديدات التي تتربص بالأطفال عبر الإنترنت، ولا سيما التنمر الالكتروني، تترك مضاعفات خطرة وبعيدة المدى يمكن أن تؤثر في الأداء الأكاديمي لأطفالنا وفي سلامتهم العامة، ولمّا كان الأطفال هم مستقبل مجتمعنا، فإن من مسؤولياتنا تزويدهم بالأدوات والمعلومات اللازمة لبقائهم آمنين في العالم الرقمي.”
ومن جهته صرح المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وجنوب إفريقيا لدى كاسبرسكي لاب أمير كنعان “إن سلامة الأطفال تمثل إحدى أهم الأولويات لدى كاسبرسكي لاب بوصفها شركة تُعنى بالأمن الإلكتروني، ونحن نثمن الدعم الذي تحظى به مبادرة كاسبرسكي لاب من قبل هيئة تنظيم الاتصالات في البحرين”، مضيفًا إلى “أن سلامة جميع الأسر تظل من أهمّ الأولويات، ونحن لن نتمكّن من جعل إنترنت المستقبل أكثر أماناً إلا بغرس المبادئ الأساسية للسلوك الآمن على الإنترنت لدى أطفال اليوم، وهو ما يُعتبر أحد أهدافنا الرئيسية التي يكاد يكون من المستحيل تحقيقها دون دعم من الحكومات والمؤسسات العامة، لذلك فنحن ممتنّون للهيئة على دعمها مبادرتنا”.
وتتماشى نتائج وصلت إليها كاسبرسكي لاب مع النتائج التي ظهرت في الدراسة المسحية لهيئة تنظيم الاتصالات؛ إذ تُظهر البيانات الواردة من KSN (Kaspersky Security Network) أن 81% من الأطفال في البحرين يُمضون وقتاً طويلاً في التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت، ويشمل ذلك استخدام الشبكات الاجتماعية ومختلف تطبيقات التراسل، ما يجعلهم عُرضة لجميع التهديدات المرتبطة بهذه الخدمات. ويخشى نحو ثلث أولياء الأمور (32%) الذين جرت مقابلتهم في الاستطلاع، عالمياً، أن يكون أطفالهم معرضين لخطر الوقوع ضحايا للتنمّر عبر الإنترنت. كذلك تخشى النسبة نفسها من المستطلعة آراؤهم من الأخطار التي يمكن أن تتربّص بأطفالهم عند التعامل مع الغرباء. وفي الوقت نفسه، يدرك 7% من المشاركين في الدراسة حدوث حالاتٍ عانى فيها أطفالهم من التنمّر عبر الإنترنت أو تواصلوا فيها مع غرباء مشبوهين. ويشير التناقض بين المعدل الحقيقي للتنمر عبر الإنترنت ونسبة الحالات التي تصبح معروفة لأولياء الأمور، إلى أن هذا التهديد والتهديدات الأخرى يمكن أن تكون أعظم مما قد يبدو للوهلة الأولى.
حيث يوصى بألا يتخذ الأطفال أصدقاء على الشبكات الاجتماعية سوى من الذين يعرفونهم شخصياً، وذلك لمساعدتهم على تجنّب التهديدات التي تنطوي عليها تلك الشبكات. وحتى عندما يكون الأمر كذلك، فإن على الأطفال الامتناع عن نشر الكثير من المعلومات الشخصية على الإنترنت، إذ يمكن أن تُستخدم هذه المعلومات من قبل مجرمي الإنترنت إذا ما استطاعوا قرصنة أحد الحسابات التابعة لهؤلاء الأصدقاء.
وتم تحديد عدة علامات تحذيرية من شأنها أن تساعد أولياء الأمور على معرفة ما إذا كان أطفالهم يواجهون مشاكل على وسائل التواصل الاجتماعي، وتشمل هذه العلامات التغيرات المفاجئة في المزاج من دون سبب واضح وتغيير نمط استخدام الأجهزة والشبكات الاجتماعية (يبدأ الطفل مثلاً في الاستيقاظ ليلاً للدخول إلى الإنترنت) وحصول زيادة أو نقص حادّين في عدد الأصدقاء على الشبكات الاجتماعية وظهور أصدقاء بفارق كبير في السن بين الطفل وبينهم وظهور صور ورسائل مسيئة على صفحات الطفل الاجتماعية بالإضافة إلى حذف الطفل صفحته على الشبكات الاجتماعية.
وفي هذا السياق، صرحت خبيرة سلامة الأطفال على الإنترنت لدى كاسبرسكي لاب ماريا نامستنيكوفا “إن التواصل عبر الإنترنت قد يبدو بيئة آمنة للوهلة الأولى، نظراً للحفاظ على مسافة معينة بين الجانبين، إلا أن وصول هذه البيئة الآن إلى هذا الحجم الكبير والتنوع الواسع، يجعل أخطارها تكاد تكون متطابقة مع أخطار العالم الواقعي”، مشيرة إلى “أنه لا يتضح تماماً في بعض الأحيان أي العالَمين هو “الواقعي”، حيث انتقلت بعض هذه التهديدات من واقع الحياة إلى الإنترنت، ما يجعل التغلب عليها تماماً أمراً غير ممكن. ومع ذلك، فبالإمكان أن نعلّم أطفالنا الطريقة المثلى للتصدي لهذه التهديدات، وذلك عبر توعيتهم في المقام الأول، ولا سيما في المدارس، التي تُعدّ أفضل بيئة للتثقيف والتعليم، ومع ذلك، لا بدّ من الإشارة إلى أن كثيراً من التهديدات على الإنترنت يمكن تحييدها باللجوء إلى حلول أمنية متخصصة.”
وقد عقدت الهيئة وكاسبرسكي لاب مؤتمرا صحفيا بمناسبة البدء في هذه الجولات التوعوية يوم الاثنين 5 مارس 2018 حيث أتيحت الفرصة للفريق الإعلامي لمعرفة المزيد عن هذه التهديدات ولإجابة أسئلتهم حيث ستستمر هذه الجولات حتى الثالث عشر من الشهر الجاري والتي تشمل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و 13 سنة.
كانت كاسبرسكي لاب أقامت جولات توعوية بالأمن الإلكتروني في 23 مدرسة في جنوب إفريقيا ودولة الإمارات العربية المتحدة، أسفرت عن تعليم حوالي 13,000 طفل (يتراوح سنّهم بين 7 و13 عاماً) مسائل السلامة على الإنترنت. وشكّلت هذه الجولات التوعوية جزءاً من سياسة المسؤولية الاجتماعية لدى الشركة، وهدفت إلى رفع الوعي بشأن سلامة الأطفال على الإنترنت وأبرز المشاكل التي يتعرض لها الأطفال اليوم على الإنترنت.