برعاية وحضور رئيس الهيئات الإقتصادية في لبنان السيد محمد شقير ، ومن تنظيم مركز لبنان للعمل التطوّعي، وشراكة المنظمة الدولية لدبلوماسية التطوّع والتعليم، برئاسة الدكتور محمد علي الجنّون. افتتحت فعاليات “المؤتمر العربي الأول لتنمية الشباب” بعنوان “الشباب والتنمية الإقتصادية” وذلك في مقر إتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان، بحضور ممثلين عن القوى الأمنية، رؤساء جمعيات ومنظمات محلية وعربية، عدد من الإعلاميين، ولفيف من الشباب المهتم، ومشاركة وفود شبابية من 14 دولة عربية وهي: فلسطين، العراق، سوريا، الاردن، اليمن، السعودية، مصر، المغرب، السودان، الجزائر، تونس، القمر، ليبيا، بالاضافة إلى البلد المضيف لبنان.
الجنّون
قدمت حفل الإفتتاح الإعلامية لينا دياب عضو العلاقات العامة في مركز لبنان للعمل التطوّعي، حيث استهل الحفل بالنشيد الوطني اللبناني. وكانت كلمة لرئيس المؤتمر، رئيس مركز لبنان للعمل التطوّعي، الدكتور محمد علي الجنّون قائلاً، إن دور الشّباب في العمل التطوعيّ والخدمات العامّة هو الأبرز في تثقيفهم وتوجيههم. فمُشاركتهم بالأعمال التطوعيّة المُختلفة قادرةٌ على بناء شخصيّاتهم وتقويتها، وتعزيز روح المُواطنة لديهم، وتجعلهم يُساهمون في مُساعدة الآخرين، ويُقدّمون لمُجتمعاتهم طاقاتهم الإيجابيّة، وقوّتهم في المجالات الصّحيحة، ممّا يُمّكّنهم من تطويره وتنميته. فللشّبابِ أدوارٌ هامّةٌ في تنمية اقتصاد الدّول، ومنها أنّ الشّبابَ قوّةٌ اقتصاديّةٌ كبيرةٌ يُمكن استثمارها في التّنمية الشّاملة، وفي جميع القطاعات، ويُمكن من خلال تحفيزهم على الإبداع في المجالات المُختلفة، الحصول على أفكار رياديّة خلاّقة، وزيادة الإنتاج والدّخل لهم وللعاملين في تلك المجالات، ممّا يضمن النّجاح والتقدّم للمُجتمع بمُختلف قطاعاته. وعليه قررت إدارة مركز لبنان للعمل التطوّعي تنظيم هذا المؤتمر على ان يكون سنوياً. وهدفه تنمية الشباب اللبناني والعربي من خلال الإستعانة بأصحاب الاختصاص بكافة المجالات للإرتقاء بشبابنا على كافة الصعد التنموية. مع الأخذ بعين الاعتبار تطور الحياة وتغير طرق التواصل والتبادل الإقتصادي فيها.
شقير
بدوره، تحدث رئيس الهيئات الإقتصادية في لبنان محمد شقير راعي المؤتمر قائلاً أن هذا اللقاء المفعم بالحيوية وبالأمل نحو مستقبل واعد لأجيالنا ولدولنا، مرحباً بالحضور في غرفة بيروت وجبل لبنان بيت الإقتصاد اللبناني التي كانت على الدوام ترفع لواء الشباب باعتبارهم أمل التغيير نحو مستقبل أفضل. ثم تقدم بالشكر للمنظمين لا سيما مركز لبنان للعمل التطوّعي ورئيسه الصديق الدكتور محمد علي الجنّون لاختياره لرعاية المؤتمر، وأنه كله ثقة بأن مثل هذه المؤتمرات سيكون لها تأثير بالغ الأهمية في الإضاءة على قضايا هامة في حياة مجتمعاتنا العربية. مما لا شك فيه، ان اختيار منظمي المؤتمر موضوع تنمية الشباب العربي، هو في مكانه لأنه يأتي في مرحلة دقيقة شهدت فيها الكثير من الدول العربية حروب وصراعات فيما دول أخرى تعاني من أزمات إقتصادية، وفي الحالتين كان الشباب الأكثر تأثراً وضياعاً. وفي هذا الإطار، هناك الكثير من العوامل المؤثرة. فالأزمات السياسية والأمنية والإقتصادية، كلها تؤدي إلى أزمات إجتماعية مختلفة تتمثل بارتفاع معدلات الفقر والبطالة والأمية والإنحراف نحو الجريمة والإرهاب. وأكد قائلاً “ان القضية الأساسية التي يجب أن نعمل عليها جميعاً للتخلص من كل هذه الآفات، هي التنمية المستدامة التي تطال مختلف نواحي الإقتصاد والمجتمع. فالعمل يجب أن ينصب لتحقيق النمو الإقتصادي والإزدهار وخلق فرص عمل، وهذا يخلق بيئة حاضنة لشبابنا.” وأضاف شقير “نحن من جهتنا كقطاع خاص، نعلن أننا ندعم بكل قدرتنا هذا الجهد لأنه يشكل حجر الزاوية لبناء مجتمع سليم، واقتصاد قوي ومنافس والمرتبط بشكل أساسي بوجود شباب مبادر ولديه القدرة على الخلق والإبداع والإنتاج. وتبقى صحة دولنا من صحة شبابنا.”
وقدم الدكتور الجنّون للرئيس شقير درعاً تقديرياً و وشاح التطوّع، لما قدمه شقير من إنجازات إقتصادية.
كشلي
وقدم المحامي حسن عفيف كشلي محاضرة قائلاً إن مفهوم التنمية الاقتصادية هو الإجراءات المستدامة والمنسقة التي يتخذها رجال السياسة والجماعات المشتركة، والتي تساهم في تعزيز مستوى المعيشة والصحة الاقتصادية لمنطقة معينة كذلك، يمكن أن تشير التنمية الاقتصادية إلى التغيرات الكمية والنوعية التي يشهدها الاقتصاد. ويمكن أن تشمل هذه الإجراءات مجالات متعددة، من بينها رأس المال البشري والبنية التحتية الأساسية والتنافس الإقليمي والاستدامة البيئية والشمولية الاجتماعية والصحة والأمن والقراءة والكتابة، فضلًا عن غيرها من المجالات الأخرى، تهدف التنمية الإقتصادية إلى السلام الذي يمهد لإستقرار الإنسان ورخائه وإنسجامه مع الطبيعة، وانها تسعى إلى بناء الوحدة الوطنية وإلى إدخال الشباب في العملية الإقتصادية.
شلوق
من جهته، قدّم الخبير الإقتصادي البروفيسور غسان شلوق محاضرة قيمة حيث عرض ما اكتسبه من خبرة إقتصادية واسعة، وعرض تجربته العلمية خلال حيازته على شهادتي دكتوراه في الإقتصاد من جامعة باريس الثانية. وترؤسه عمادة كلية إدارة الأعمال في الجامعة اللبنانية، خصوصاً تجربته عندما شغل منصب عضو أول مجلس إقتصادي إجتماعي عن الخبراء ومقرر اللجنة الإقتصادية في المجلس، ومنصب مستشار وخبير لدى المنظمات الدولية، ولوحظ تجاوب الشباب العربي المشارك لما له من خبرة في مجال التعليم وايصال المعلومة الى الحاضرين.
الشبير
وأعلنت الأمين العام لمركز لبنان للعمل التطوّعي السيدة رانيا الشبير أن المؤتمرين خرجوا بالتوصيات التالية:
دعم قروض للشباب اللبناني، دعم التعليم وتأمين التوظيف، إصلاح المعوقات التي أدت الى عدم وصولنا للتنمية، الاستفادة من طاقات الشباب واستثمار طاقتهم في الداخل، دعم المبادرات التي من شأنها تعزيز قدرات الإقتصاد على النمو، ولتمكين الاستثمار الخاص المولّد لفرص عمل ذات قيمة مضافة عالية في قطاعات الاقتصاد، تعزيز السياسات والأنظمة التي من شأنها تحسين مناخ الاستثمار ودعم القطاع الخاص في تحريك العجلة الإقتصادية وتحقيق النمو والإزدهار الإقتصادي.
وفي الختام تم تبادل الدروع وتوزيع الشهادات على المشاركين والوفود العربية.