أعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك” عزمها استثمار 45 مليار دولار أمريكي على مدى السنوات الخمس المقبلة إلى جانب عدد من الشركاء الاستراتيجيين لتعزز مكانتها كشركة رائدة عالمياً في مجال التكرير والبتروكيماويات.
جاء ذلك خلال “ملتقى أدنوك للاستثمار في التكرير والبتروكيماويات” الذي انطلقت أعماله اليوم في أبوظبي وشهد مشاركة أكثر من 40 رئيساً تنفيذياً لكبرى الشركات العالمية، ونحو 800 من قادة الأعمال والمتخصصين وصُنّاع القرار في قطاعات النفط والغاز والبتروكيماويات والصناعات والتمويل.
وستقوم أدنوك بالبناء على نقاط القوة والمزايا التنافسية لمجمع الرويس الصناعي، وتطويره وتوسعته ليصبح أكبر مجمع متكامل ومتطور للتكرير والبتروكيماويات في موقع واحد في العالم، بهدف زيادة نطاق وحجم منتجاتها ذات القيمة العالية، وتحسين الوصول إلى الأسواق ذات معدلات النمو المرتفعة حول العالم، فضلاً عن خلق منظومة تصنيع في الرويس. ومن المتوقع أن توفر استراتيجية أدنوك الجديدة في مجال التكرير والبتروكيماويات أكثر من 15 ألف فرصة عمل، وأن تُساهم بإضافة 1% إلى الناتج المحلي الإجمالي.
وبهذه المناسبة، قال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير دولة الرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها: “ضمن جهود أدنوك لتنفيذ توجيهات القيادة بضمان تحقيق أقصى قيمة من الموارد الهيدروكربونية، وفي ضوء الزيادة الكبيرة في الطلب على البتروكيماويات والمنتجات المكررة عالية القيمة، نسعى لترسيخ وتعزيز مكانة أدنوك لتصبح لاعباً عالمياً رائداً في مجال التكرير والبتروكيماويات. ولتحقيق ذلك، سنستثمر بكثافة في الرويس وسنتيح المزيد من فرص الشراكة الجاذبة للاستثمارات المشتركة، إلى جانب التوسع في كافة مجالات وجوانب أعمالنا لإنشاء منظومة صناعية قوية جديدة في مجال التكرير والبتروكيماويات وتحقيق النمو الذي سيعود بالفائدة على كل من دولة الإمارات وأدنوك وشركائنا”.
وأضاف: “ستسهم خطط توسعة مجمع الرويس كذلك في دعم الجهود الرامية إلى دفع عجلة التنمية والتنوع الاقتصادي في دولة الإمارات وأبوظبي، وخلق فرص عمل جديدة لأصحاب المهارات العالية، وتعزيز مكانة الدولة كوجهة عالمية آمنة ومستقرة لاستقطاب الاستثمارات في مجال الطاقة”.
وستقوم أدنوك بمواصلة العمل مع شركائها الاستراتيجين الذين يقومون بنقل الخبرة التشغيلية والتكنولوجيا والخبرة المالية والقدرة على تطوير وفتح أسواق جديدة، والذين سيستفيدون بدورهم من نقاط القوة والمزايا التنافسية التي يتمتع بها مجمع الرويس الصناعي، بما في ذلك الوصول المضمون للمواد الخام ذات التنافسية العالية، ومجالات التكامل، وموقع يديره مالك واحد بما يسهل التعاون بين مختلف المراحل والجوانب، وموقع جغرافي متميز في ملتقى طرق التجارة بين الشرق والغرب، وميناء متطور، وبنية تحتية للخدمات اللوجستية.
وهناك خطط متقدمة لزيادة الطاقة التكريرية للمجمع بأكثر من 65% أي نحو 600 ألف برميل يومياً بحلول عام 2025 من خلال إضافة مصفاة ثالثة جديدة، ليصل إجمالي الطاقة التكريرية إلى 1.5 مليون برميل يومياً.
كما سيتم تحديث وتوسيع مجمع الرويس بشكل كامل لتعزيز مرونته وقدراته التكاملية لإنتاج كميات أكبر من المنتجات البتروكيماوية والمشتقات ذات القيمة العالية. ويتضمن البرنامج خطة لبناء واحدة من أكبر كسّارات المواد الخام في العالم، ما يضاعف الطاقة الإنتاجية ثلاث مرات من 4.5 مليون طن سنوياً في 2016 إلى 14.4 مليون طن سنوياً بحلول عام 2025.
وتعتزم أدنوك كذلك تطوير منظومة صناعية جديدة واسعة النطاق في الرويس من خلال إنشاء مجمعين جديدين للصناعات التحويلية والمشتقات البتروكيماوية، لتؤسس بذلك مركزاً رائداً لقطاع البتروكيماويات العالمي. وسيعمل هذا المجمع كحافز أساسي للمرحلة المقبلة من النقلة النوعية من خلال دعوة الشركاء للاستثمار وإنتاج منتجات وحلول جديدة من المجموعة المتنامية من المواد الخام المتوفرة في الرويس.
ومن جانبه سيحفز “مجمع الرويس للصناعات التحويلية” الجديد على خلق المزيد من مجالات الأعمال الجديدة لتصنيع منتجات ذات قيمة عالية، بما في ذلك مواد التعبئة والتغليف، والطلاء، والأرضيات، ومواد العزل عالية الجهد، والقطع التي تدخل في صناعة السيارات.