أطلق بنك مصر لبنان ش.م.ل، المرحلة الأولى من مشاريع المنطقة الاقتصادية النموذجية في اقليم الخروب بالتعاون مع “صندوق الإقليم للتنمية والاستثمار”، وتأتي هذه الخطوة كترجمة عملية لإستراتيجية بنك مصر لبنان ش.م.ل التي تهدف الى توفير الدعم لكافة الجهود المبذولة لتحقيق التنمية المستدامة الشاملة. وتُعتبر المنطقة الاقتصادية النموذجية المتطورة، الأولى من نوعها في لبنان، وستعمل على توفير الدعم للمشاريع الصغيرة والمتوسطة في منطقة الإقليم في مختلف القطاعات الإنتاجية والتكنولوجية والزراعية.
حفل الإطلاق الذي أُقيم في جامعة بيروت العربية في الدبية في إقليم الخروب، شكّل مناسبة للإعلان عن إتفاقية الشراكة التنموية التي جمعت بنك مصر لبنان ش.م.ل وصندوق الإقليم للتنمية والاستثمار مع عدد من الجهات الداعمة لهذا المشروع وهي: مكتب ترويج الإستثمار والتكنولوجيا التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية والمنظمة العربية للتنمية الزراعية وصندوق لبنان للتنمية والإبتكار وشركة كفالات. وتجتمع هذه الجهات إنطلاقاً من إيمانها بدور الشركات الصغرى والمتوسطة في تعزيز النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل المستدامة، الى جانب الدور الذي يمكن أن تلعبه لزيادة حجم الاقتصاد اللبناني والمساهمة في تطوير محتواه التكنولوجي.
وتعليقاً على هذه المبادرة تحدّث بإسم صندوق الإقليم للتنمية والاستثمار د. محمد ياسين قائلاً:” إن منطقة الإقليم وانطلاقاً من أهميتها الجغرافية والديموغرافية كانت بحاجة إلى مشروع نهضوي إقتصادي، وهذا ما عملنا على تحقيقه. وفي هذه المرحلة، من المهم جداً التعاون مع أهلنا في إقليم الخروب من أجل إطلاق مشاريع فعلية، لما لذلك من فوائد عديدة على أبناء هذه المنطقة”. وأشار ياسين الى أن العمل سينصب حالياً على إنجاز البنية التحتية، بموازاة تحقيق العديد من المشاريع التي ستتوزع على عدة مجالات في إطار قاعدة تشمل القطاعات الإقتصادية المستهدفة.
الدكتور هاشم حسين رئيس مكتب ترويج الإستثمار والتكنولوجيا التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية علّق من جهته قائلاً:” الشراكة اليوم والتي نقوم بها في لبنان، تهدف الى إيجاد حلول لتنمية الإستثمار المحلي. وما يميّز إقليم الخروب أنه منطقة تتمتع بالكثير من المصادر، وهذه المبادرة هي قصة نجاح لحلّ مشكلة كبيرة ومتفاقمة في المنطقة العربية وهي مشكلة الأمن الغذائي، عبر إيجاد مشروع نموذجي يشكّل مرجع لمشاريع أخرى في مناطق لبنانية عديدة.”
البروفسور إبراهيم آدم الذخيري المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية قال:” نعمل جاهدين ومنذ إنشاء المنظمة لتطوير الأنشطة المتعلّقة بالتنمية الزراعية، بالإضافة الى تقديم المساعدة الفنية لتوفير الوسائل والحلول المتعلقة بتطوير هذه الأنشطة، بما يعزز القدرة التنافسية للمنتجات العربية ويفتح الباب أمام تسويقها في الأسواق الأجنبية ما يحقق التكامل لقطاع الزراعة العربي”. وأضاف:” إننا على ثقة أن هذا المشروع سيحقق نتائج باهرة تخدم أهدافنا لأنه يعتمد على شراكات دولية وإقليمية ومحلية متكاملة”.
نبيل عيتاني المدير العام للمؤسسة العامة لتشجيع الإستثمار إيدال أشار في كلمته الى أن إيدال تبذل كافة الجهود من أجل تحقيق النمو الإقتصادي والعمل على تعميم ثقافة المناطق الإقتصادية المتخصصة على جميع المناطق اللبنانية. وهذا الأمر من شأنه حسب عيتاني خلق فرص عمل للشباب وتعزيز ريادة الأعمال وتحقيق النمو الإقتصادي للبلاد من خلال إشراك كافة المناطق اللبنانية في عملية النمو الإقتصادي وتحويلها من مجتمعات مستهلكة إلى مجتمعات منتجة. وأكد أن هذا المشروع يقع في صلب عمل مؤسسة إيدال وجهودها لتوفير بيئة أعمال مناسبة.
فادي الداعوق مدير عام بنك مصر لبنان أكد في كلمته على أهمية هذا المشروع والشراكة التي تجمع بين القطاع الخاص والهيئات الإقتصادية والقطاع المصرفي، بهدف تعزيز عمليات الإستثمار وتطوير العديد من المشاريع لتحقيق التنمية الريفية. وقال:” نعمل في بنك مصر لبنان ش.م.ل وفق استراتيجية تطمح في المقام الأول الى تحقيق التمنية المستدامة من خلال دعم التنمية الريفية عبر سلسلة من التسهيلات والقروض التي نوفرها مع شركة كفالات لدعم المشاريع الصغيرة والمحلية وأيضاً عبر إستثمارات المغتربين، الأمر الذي من شأنه خلق فرص عمل لكافة شرائح المجتمع والحدّ من الهجرة والنزوح من المناطق الريفية وبالتالي التخفيف من المشاكل الإقتصادية والإجتماعية”.
وأضاف:” هذا المشروع سيكون تجريبياً بحيث إذا نجحت خطة العمل المرسومة له، سيتم نقل التجربة إلى كافة المناطق اللبنانية، مع العلم أن هذا النوع من المشاريع هو بحاجة لدعم من المغتربين لكي يزدهر ويحقق أهدافه خاصةً في مجال الإستثمارات. وفي هذا المشروع تحديداً نأمل أن يكون أهل منطقة الإقليم المغتربين من الداعمين الأساسيين”.
هذا وسيتم اختيار مشاريع متكاملة تؤدي الى تحقيق عملية إقتصادية شاملة، مثل مزارع أبقار وماعز ومصانع للألبان والأجبان ومصانع للأدوات البلاستيكية ومعاصر للزيت والزيتون ودبس الخروب وبعض الأغذية الصحية مثل العسل ومصانع العطور للزهور والصابون المحلية والمحال التجارية والمطاعم والفنادق.