يشكل الجناح اللبناني في بينالي الهندسة المعمارية 2018 (La Biennale Architettura 2018) المشاركة الوطنية الأولى للبنان في معرض الهندسة المعمارية الدولية – بينالي البندقية، تحت عنوان “ما تبقّى، مصير الأراضي الخالية”.
حضر الإفتتاح الرسمي للجناح اللبناني في البندقية في 25 أيار كل من: وزير الإعلام ملحم رياشي، سفيرة لبنان في إيطاليا ميرا ضاهر، السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه، مدير مصلحة الشؤون الجغرافية في الجيش العميد الركن مصطفى مسلماني، نقيب المهندسين المهندس جاد تابت، ممثلة وزير الثقافة لين طحيني قساطلي، رئيس الجامعة اللبنانية الأميركية الدكتور جوزيف جبرا، عميد كلية الفنون الجميلة والعمارة في الجامعة اللبنانية الدكتور محمد حسني الحاج، وممثلين من جامعة القديس يوسف(USJ) وجامعة الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة (ALBA) وممثلين من المؤسسات الشريكة والمساهمين في المشروع.
عملت على تطوير المشروع منسقة الجناح اللبناني المهندسة هالة يونس، وهي أستاذة في الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU)، وتقول: “من خلال هذه المشاركة الوطنية الأولى، نرمي كمجموعة من المهندسين المعماريين والاساتذة والباحثين إلى لفت انتباه كل من الجهات المهنية المعنية والجمهور عموماً إلى الشروط المحيطة بالعمارة والهندسة في بلادنا. تخرج جامعات لبنان 700 مهندس معماري سنوياً، لكن رغم ذلك تفقد مساحاته وبيئاته المبنية معناها يوما بعد يوم، إذ ينصبّ اهتمام المهندسين المُمَارسين على الكتل المبنية، فيما لاتحظى المساحات المفتوحة والمجالات غير المبنية بالتصاميم المطلوبة. تتزامن هذه الإشكالية مع موضوع “المجالات الحرّة”، الذي اختير عنواناً لبينالي الهندسة المعمارية 2018 .
يرمي الجناح اللبناني الأول الى تقييم لما تبقى من أرضنا، إضافة إلى عرض تصوّر لمصير البيئة المبنية من خلال تسليط الضوء على الأراضي غير المبنية. أرضنا، التي وصفت منذ القدم بـ”المكان المثالي”، تشكل اليوم معلمنا الأخير، وهو ما قررنا أن نحمله معنا إلى البندقية، مدينة الإرث الثقافي بامتياز. يتم تسليط الضوء في الجناح اللبناني على حوض نهر بيروت من جبل الكنيسة حتى البحر وهي منطقة خضعت لدراست عديدة كما تهددها مخاطر كثيرة .
يُستخدم المعرض عدداً من الأساليب التي تستعمل تقليدياً لوصف طبيعة منطقة معينة: خرائط مجسّمة، صور فوتوغرافية للمناظر إضافة إلى صور مسح جوية.
تعرض المساحة المتبقية “تلك المساحة التي لا تزال تتسع لأحلامنا وتوقعاتنا”، من خلال جدول خرائط معكوسة على مجسم طوبوغرافي خشبي.
الخرائط لا تعكس إلا تفسيرا جزئياً للواقع، لكنها تبرز الأرض وتبلورها وإذ ترسم تحولاتها، تعيد وتنظم علاقتنا بها. تطلق كل من الخرائط المعروضة سؤالاً وتثير مشكلة وتكشف عن العديد من الأنماط البديلة للمستقبل. ثلاثة من الخرائط المعروضة مرتبطة بالتحليل الزمني، وقد تم اختيار محطتين تاريخيتين:
1956، بعد مرور نحو جيل واحد على المجاعة الكبرى التي ضربت المنطقة خلال الحرب العالمية الأولى والتي لا تزال آثارها حاضرة في مشهد المسح الجوي؛ وذللك قبل بضعة أعوام من السلسلة الأولى للخرائط الطوبوغرافية مقياس 1/20000، التي وضعها الجيش اللبناني في العام 1963.
و2015، تاريخ التحديث النظامي الأول للخرائط الطوبوغرافية من قبل مديرية الشؤون الجغرافية.
يعرض الجناح أيضاً أعمال ستة مصورين يعيشون ويعملون في لبنان: صور تعبر عن قلق الفنانين وتفسيرهم لموضوع ما تبقى. فهاجسهم المشترك يكمن في عرض وجهة نظر نقدية حول علاقة اللبنانيين بالطبيعة والمناظر والأرض وبما تبقى في وادي نهر بيروت.
يصف غريغوري بجاقجيان المنطقة بأنها مجموعة من الآثار والبقايا. أما كاثرين كاتاروزا فتصور الأرض التي هجرتها الزراعة كما توثق هندستها. بدوره، يبرز جيلبير الحاج رؤية الأشكال الجيومورفولوجية، التصدعات والانشقاقات والمنحدرات، فيما تقدم هدى قساطلي مجموعة من الحدائق البسيطة المتاخمة للبيوت . تقترح يافا ساودرغيته دويهي مسحاً منهجياً لمرافق الترفيه وعلاقتها الجدلية بالطبيعة والأرض. أخيراً، يتبع طلال خوري رحلة النهر من منبعه إلى مصبه مترصدا كل الروايات والقصص التي يحملها.
المساهمون والداعمون للمشروع
يُقام الجناح اللبناني تحت رعاية وزارة الثقافة. وقد أطلق بالتعاون مع مركز الأبحاث في التنظيم المدني في الجامعة اللبنانية، وكلية العمارة والتصميم في الجامعة اللبنانية الأميركية، والمركز العربي للعمارة، والجمعية اللبنانية للمشاهد، وقسم الجغرافيا في جامعة القديس يوسف، ومديرية الشؤون الجغرافية في الجيش اللبناني.
يمتدّ المعرض العالمي السادس عشر للعمارة – بينالي البندقية حتى 25 تشرين الثاني 2018.