أظهرت النتائج المالية لمجموعة البركة المصرفية ش.م.ب (ABG)، المجموعة المصرفية الإسلامية الرائدة التي تتخذ من مملكة البحرين مقرا لها، للنصف الأول من العام 2018 زيادات جيدة في بنود الدخل، حيث ارتفع مجموع الدخل بنسبة 1% وصافي الدخل بنسبة 8% وذلك بالمقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي.
وقد تواصلت خلال النصف الأول من العام 2018 تقلبات العملات المحلية في عدد من البلدان العربية والشرق أوسطية التي تعمل فيها وحدات المجموعة أمام الدولار الأمريكي، مما أثر على الأرقام المعلنة لمعدلات نمو الأرباح وبنود الأصول بالدولار الأمريكي. إلا أن المجموعة وبفضل سياسات التحوط الحكيمة في اختيار الأصول ذات الجودة العالية وترشيد النفقات مع رفع كفاءة الإنفاق وطرح المزيد من الخدمات والمنتجات المبتكرة عبر الوحدات التابعة للمجموعة استطاعت أن تحقق نتائج ربحية جيدة، إذ ارتفع مجموع الدخل التشغيلي بنسبة 1% ليبلغ 512 مليون دولار خلال النصف الأول من العام 2018 وذلك بالمقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي والبالغ 504 مليون دولار أمريكي. بينما ارتفع صافي الدخل التشغيلي بنسبة 1% ليبلغ 222 مليون دولار أمريكي خلال نفس الفترة بعد خصم كافة المصاريف التشغيلية بالمقارنة مع 219 مليون دولار أمريكي لنفس الفترة من العام الماضي. كما حقق صافي الدخل الإجمالي زيادة جيدة أيضا وبنسبة 8% ليبلغ 122 مليون دولار أمريكي خلال النصف الأول من العام 2018 وذلك بالمقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي والبالغ 113 مليون دولار أمريكي.
وبفضل استراتيجيات الأعمال الطموحة لوحدات المجموعة المنتشرة في 16 بلدا وتواجدها الراسخ في أسواقها والتوسع في شبكة فروعها الكبيرة وعلاقاتها المتميزة مع العملاء، استطاعت مجموعة البركة المصرفية خلال النصف الأول من العام 2018 مواصلة تنفيذ مبادرات التوسع في تقديم الأعمال والمنتجات، وحققت عمليات هذه الوحدات نموا ملحوظا في كافة الأنشطة المالية والاستثمارية وتنويع مصادر الدخل وشهد معظمها زيادات جيدة في نتائجه الربحية، مما يتوقع معه تحقيق نتائج ربحية ممتازة خلال هذا العام.
لكن معدلات نمو بنود الأصول تأثرت بانخفاض قيمة العملات المحلية لبعض البلدان التي تعمل فيها المجموعة أمام الدولار الأمريكي، وهي العملة التي تعد بها التقارير المالية الموحدة للمجموعة. لذلك بلغ مجموع الأصول في نهاية يونيو من العام الحالي 24.6 مليار دولار أمريكي، منخفضا بنسبة 3% بالمقارنة مع عما كان عليه في نهاية ديسمبر 2017 والبالغ 25.5 مليار دولار أمريكي. وتحافظ المجموعة على نسبة كبيرة من هذه الأصول في شكل أصول سائلة للاستعداد لاستثمار فرص التمويل ومواجهة التقلبات في الأسواق.
وبلغت الأصول المدرة للدخل (التمويلات والاستثمارات) 18.7 مليار دولار أمريكي بنهاية يونيو 2018 بالمقارنة مع 19.1 مليار دولار في نهاية ديسمبر 2017، بانخفاض نسبته 2%. كذلك الحال بالنسبة لحسابات العملاء التي بلغت في نهاية يونيو 2018 ما مجموعه 20.3 مليار دولار أمريكي، منخفضة بنسبة 2% بالمقارنة مع المستوى الذي كانت عليه في نهاية ديسمبر 2017 والبالغ 20.7 مليار دولار أمريكي وهي تمثل 83% من مجموع الأصول، مما يشير إلى مواصلة ثقة والتزام العملاء بالمجموعة وتنامي قاعدتهم.
وبلغ مجموع الحقوق 2.3 مليار دولار أمريكي بنهاية يونيو 2018 بالمقارنة مع 2.5 مليار دولار في ديسمبر 2017، بانخفاض نسبته 9% نتيجة قيام المجموعة بتوزيع الأرباح النقدية للمساهمين عن العام 2017 وتأثير انخفاض قيمة العملات المحلية لبعض البلدان التي تعمل فيها المجموعة أمام الدولار الأمريكي.
وفيما يخص نتائج المجموعة للربع الثاني من العام 2018 فقد ارتفع صافي الدخل التشغيلي بنسبة 8% ليبلغ 127 مليون دولار بالمقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي والبالغ 118 مليون دولار أمريكي. وارتفع صافي الدخل العائد للمساهمين بنسبة 10% ليبلغ 39 مليون دولار أمريكي خلال الربع الثاني من العام بالمقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي والبالغ 36 مليون دولار أمريكي، في حين ارتفع إجمالي صافي الدخل بنسبة 5% ليبلغ 65 مليون دولار أمريكي خلال نفس الفترة بالمقارنة مع 61 مليون دولار أمريكي خلال نفس الفترة من العام الماضي.
وقال رئيس مجلس إدارة مجموعة البركة المصرفية سعادة الشيخ صالح كامل إن مجموعة البركة المصرفية تواصل تعزيز نموذج أعمالها المسئول اجتماعيا من خلال الولوج بصورة أكبر في صيغ الصيرفة الإسلامية الأكثر قدرة على خدمة مجتمعاتها، وبنفس الوقت المحافظة على جودة أصولها ومتانة الأرصدة السائلة إلى جانب تحسين العوائد المالية من كافة الأنشطة الرئيسية.
من جهته قال نائب رئيس مجلس الإدارة الأستاذ عبد الله السعودي إن مجموعة البركة المصرفية والوحدات التابعة لها تثبت بصورة متزايدة تجذرها في الأسواق التي تعمل فيها مما يمكنها من استثمار الفرص المتولدة في أسواق التجزئة والجملة، كذلك المشاريع الكبيرة المرتبطة ببرامج التنمية بالرغم من الظروف الاقتصادية العالمية غير المستقرة.
وقال عضو مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة البركة المصرفية الأستاذ عدنان أحمد يوسف “تواصلت خلال النصف الأول من العام 2018 التطورات والظروف العالمية والإقليمية التي شكلت تحديات جدية بالنسبة لنا، ومن بينها التقلبات الاقتصادية العالمية والتوترات الأمنية الإقليمية، علاوة على انخفاض قيمة العملات المحلية للعديد من الوحدات التابعة للمجموعة مقابل الدولار الأمريكي – عملة إعداد تقارير المجموعة. لكننا بالرغم من كافة هذه التطورات حافظنا على مراكزنا الربحية والتشغيلية القوية، بل وعززنا إجراءاتنا التحوطية في إطار السياسات والاستراتيجيات الحصيفة التي وضعتها المجموعة وتعمل كافة الوحدات على تنفيذها.كما أننا مسرورون للغاية لرؤية مساهمة جميع الوحدات المصرفية في نتائج المجموعة ونتوقع تحقيق نتائج ربحية ممتازة خلال هذا العام”.
وفيما يخص خطط المجموعة للتوسع في شبكة الفروع، قال الأستاذ عدنان ” بلغ عدد الفروع التابعة لوحدات المجموعة 686 فرع في نهاية يونيو 2018 بزيادة 11 فرع عن نهاية ديسمبر 2017 بعد قيام عدد من وحداتنا بافتتاح فروع جديدة. وتوظف فروع وحدات المجموعة 12,756 موظفا، مما يعكس دور وحداتنا الواضح في خلق وظائف كريمة للمواطنين في مجتمعاتها. كما أن سياسة التفريع تشكل أحد المرتكزات الرئيسية للمجموعة لتحقيق النمو في الأعمال والربحية.
كما يسرنا أن نشيد بنجاح وحدتنا في تركيا بنك البركة التركي بتدشين الصيرفة الرقمية digitalization ، حيث تستعد لإطلاق البنك الرقمي التابع لها في ألمانيا الشهر القادم، مما يمثل نقلة نوعية في الخدمات المصرفية التي تقدمها البنك للعملاء من كافة الفئات. وسوف نقوم بتعميم هذه الخطوة في عدة دول أخرى تتواجد فيها وحداتنا المصرفية إن شاء الله.
وتمثل المسئولية الاجتماعية ركيزة أساسية في نموذج أعمال المجموعة، حيث قام وفد من المجموعة برئاسة الرئيس التنفيذي وبالشراكة مع مكتب الأمم المتحدة في البحرين بالمشاركة في منتدى أعمال أهداف التنمية المستدامة والذي عقد على هامش المنتدى السياسي الرفيع المستوى لأهداف التنمية المستدامة الذي عقد خلال شهر يوليو في الأمم المتحدة بنيويورك. وقد استعرضت المجموعة في هذا المنتدى تجربتها في مجال ربط برنامج البركة للاستدامة والمسئولية الاجتماعية بأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة والإنجازات التي حققتها في هذا المجال. وخلال هذه المشاركة وقعت المجموعة على مذكرة تفاهم مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة بهدف العمل سوية على تطوير دور الصيرفة الإسلامية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأضاف الأستاذ عدنان: واصلنا خلال النصف الأول من العام 2018 التركيز على توسيع قاعدة المنتجات والخدمات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية عبر وحداتنا المصرفية، وخلق تعاون أكبر بينها في مجال الامتثال ومكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب وقانون الفاتكا وقانون معيار الإبلاغ المشترك وغيرها من التشريعات الدولية لتعزيز مكانة المجموعة في مواجهة تحديات تخفيض المخاطر من قبل البنوك المراسلة العالمية. كما واصلنا تقديم برامج التدريب الحديثة من خلال أكاديمية البركة، وعبر الانترنت لكافة موظفي المجموعة والوحدات التابعة لها والمرتبطة بتشريعات الامتثال والعقوبات واعرف عميلك وغيرها.
وفي مجال تقنية المعلومات انتهينا من دراسة التحول إلى نظام مصرفي أساسي core banking system جديد أكثر تطورا وملبيا لاحتياجات توسع المجموعة. وقد بدأنا بتطبيق هذا النظام في خمس وحدات مصرفية تابعة للمجموعة على أن يلي ذلك بقية الوحدات.
وبالتزامن مع الاجتماع الاستراتيجي الخامس والعشرين لمجموعة البركة المصرفية الذي عقد نهاية شهر يونيو الماضي في القاهرة، احتفلنا بكل فخر وسرور بافتتاح المقر الرئيسي الجديد لبنك البركة مصر والذي احتضن فعاليات الاجتماع على مدار يومين. ويمثل المركز الرئيسي الجديد لبنك البركة مصر معلما حضاريا بارزا، وهو شاهدا أخر على مسيرة البنك المليئة الإنجازات المتميزة، وكذلك على المساهمة الحيوية التي يقدمها البنك لدعم مسيرة المجموعة ونجاحاتها في كافة المجالات. وسوف يعزز المقر الجديد، بما يحتويه من تسهيلات تكنولوجية حديثة وإمكانيات بشرية كبيرة، من قدرات البنك على تقديم أفضل الخدمات المصرفية لعملاء البنك من كافة الفئات وتعزيز دوره في خدمة الاقتصاد المصري.
وأشاد الأستاذ عدنان أحمد يوسف الرئيس التنفيذي في ختام تصريحه بالجهود الكبيرة التي بذلها أعضاء مجلس إدارة المجموعة والإدارة التنفيذية بالمركز الرئيسي والإدارات التنفيذية في الوحدات المصرفية التابعة للمجموعة والأطراف ذات العلاقة وأدت إلى تحقيق النتائج المرضية للمجموعة.