تحت رعاية رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، ممثلاً بوزير الإتصالات في حكومة تصريف الأعمال جمال الجراح، افتتح المجلس الإغترابي اللبناني للأعمال، أعمال اللقاء الإغترابي 2018 الرابع، بعنوان ” رؤية المستثمرين الجديدة للتنمية الإقتصادية”، وذلك في فندق فينيسيا- بيروت، بحضور رئيس المجلس د. نسيب فواز، أمين السر العام التنفيذي غياث الرفاعي، عدد من النواب، ممثلو الأجهزة الأمنية والعسكرية وحشد من رجال وسيدات الأعمال المغتربين.
فواز
بداية، قدمت الحفل مدير عام مجلة المغترب الزميلة جوهرة شاهين، واستهل الافتتاح بكلمة للدكتور فواز ، اشار فيها أنه سعى كمغترب لبناني على مدى سنين لأن يتحقق للمغترب اللبناني حلمه في بناء مقوّمات فعلية في تحفيز وتمتين روابط عودته، وترسيخ تواصله مع لبنان الوطن سواء على صعيد تشجيع استثماراته في لبنان، أو استمرار زياراته أو عودته، على أن يتم تأمين الخدمات الحياتية والأمنية والحضارية التي تمكنه من ذلك. ومن أجل ذلك، وتحقيقا لذلك نؤكد على أهمية إيلاء مسألة المغتربين اللبنانيين كل الأهمية، واعتبارها مسألة من أولويات المسائل الوطنية اللبنانية الهامة في حياة لبنان السياسي والإقتصادي والثقافي والسياحي…
وأضاف: “إن صار المغترب اليوم يحق له الإقتراع، فإن من حقنا أن نستكمل تلك الخطوة بعد تصحيح
الشوائب التي اعترضتها، بأن يختار المغتربون اللبنانيون ممثليهم من بلاد الانتشار إلى
المجلس النيابي، وعلى قاعدة القارات الكونية الست، بدلا من الخمس: وما أعنيه: أربع
نواب عن كل قارة لأمريكا الشمالية، وأمريكا الجنوبية، أوروبا، أفريقيا، آسيا، وأربع نواب
عن أوستراليا… أي ما مجموعه: 42 نائبا يمثلون المغتربين اللبنانيين في كافة ديار اغترابهم وانتشارهم، ويشاركون بفعالية وحيوية في القرار الوطني اللبناني وفي شتى مجالات بناء الدولة الحديثة التي تواكب مستجدات العصر ، ولا تكون متخلفة عن المجتمع الدولي المتحضر، ولا غريبة عنه”…
وأكد ان العالم اليوم يصارع من اجل السيادية الاقتصادية فهذه الدول تقدم الدعم والانفاق لقطاع المعلومات والتكنولوجيا المتقدمة التي تشمل الروبوت اولآلات المتحركة ومكونات الطائ ا رت والسفن البحرية ومعدات الهندسة البحرية والسكك الحديدية ومعداتها المتقدمة والسيا ا رت المبنية على الطاقة الجديدة ومعدات توليد الكهرباء والنقل والمعدات الزراعية والأدوية والمستلزمات الطبية المتقدمة. فاين نحن من هذا العالم؟
ورأى أن لبنان لديه القدرة أن يكون مركز إنتاج وتجميع وتوزيع للأبحاث والتكنولوجيا في الشرق الاوسط وإن الكوادر البشرية والجامعات في لبنان جديرة بالشراكة مع المجتمع الدولي لتكون شريكة في الثورة العلمية والتكنولوجي العالمية . أن بيئة لبنان الاغترابية وتنوعه ورصيده العالمي من العلاقات يمكن ان تستثمر مع بيئته السياسية من رئاسة الجمهورية الى رئاسة الحكومة الى رئاسة مجلس النواب، للعمل سويا على مؤتمر الشركات العالمية اللبنانية للمساهمة في انهاض اقتصاد لبنان .
وأكد ان لبنان ليس بحاجة الى اموال بقدر ما هو بحاجة الى ان يكون جزءا من اقتصاد القرن الواحد والعشرين أي عصر التكنولوجيا وصناعة المعرفة.
ولفت أن لبنان بحاجة الى تطوير بنيته التحية واعادة صياغة مشاريع وقوانين متطورة تمثل نقلة نوعية ومميزة واستثنائية في تطوير المؤسسات الدستورية من تنفيذية وتشريعية وقضائية، و تساهم مساهمة فاعلة في الحدّ من عمليات الهدر الغير مسبوقة، و فساد الإدارات المستشري، حتى بات الفساد سمة ملازمة من سمات العمل الإداري اللبناني، و ما قولي هذا بمبالغ فيه: فالجميع يدرك هذه الحقيقة من لبناني مقيم، كما اللبناني المغترب! وعلى سبيل المثال لا الحصر: خسارة لبنان سنويا 4 بليون دولار على صعيد الكهرباء مع وضعها السيء ، هذا المبلغ الباهظ، يجعلنا نسأل: أليس 4 بليون دولار بامكانها بناء أحدث محطات توليد الكهرباء ولمرة واحدة فقط!!
وأشار إلى مسألة أخرى: أن لبنان عاجلا أم آجلا سيدخل نادي الدول المنتجة للنفط ، فهل من سياسة واضحة، ومن تصميم وتخطيط علمي منتج، لإبعاد النفط عن نزعة السياسي اللبناني في
مسألة المحاصصة والمنفعة الطائفية والمذهبية والمناطقية؟!
وهل تصبّ عائدات النفط في خدمة تسديد ديون لبنان الخارجية الفادحة ؟ و في استثمار
تلك الأموال وتوظيفها في مسائل حياتية ضرورية من تحديث للبنى التحتية والتخلص من
مسألة النفايات، وبناء المؤسسات والمصانع المنتجة وتشغيل الشباب، وتوفير فرص العمل
بدلا من تهجيرهم القسري إلى خارج البلاد!
وأضاف: “هناك امر آخر يقف المغترب اللبناني متسائلا عنه بحذر: عن حركة متصاعدة ناشطة، حول تأسيس جمعيات وحركات اغترابية مثيرة للجدل، فإن كان الهدف منها الإنخراط في حياة ديمقراطية تمثل المغتربين، وتكفل وحدتهم وتماسكهم، فعسانا نستبشر خيرا! وإن كان الغرض منها غير ذلك فهي ستكون سببا في قلقلة واضطراب صفوف المغتربين؟ فهم بغنى عن ذلك!
وناشد الرؤساء الثلاثة وكافة المعنيين من وزراء ونواب ومدراء عاميين، وفاعليات معنية بالشأن الإغترابي في كافة المؤسسات والجمعيات والهيئات ! أن تصونوا أنتم وحدة المغتربين، وأن تحافظوا على وحدتهم كقوة لبنانية تزخر بالعطاء والتضحية، وأن تغلّبوا مصلحة لبنان الوطنية على أية مصلحة أخرى … و أن تعملوا جميعا على صيانة هذه القوة، ففيها تكمن قوة لبنان الإقتصادية والسياسية والثقافية، ومن خلال ذلك تتعزز مكانة لبنان الدولية في أرجاء
المعمورة!
وأكد: ” لقد أثبت المغتربون اللبنانيون على مدى عقود أهميتهم في تخفيف الأزمات التي عاشها لبنان، وتحمّلوا أعباء اقتصادية، و سياسية، وتبعات الإفرازات الطائفية والمذهبية، وبقي المغترب اللبناني يحمل شعلة السلام والمحبة وراية لبنان الوطن الواحد، فأسهم بالكثير من الحدّ من النتائج السلبية، وربما الكارثية في وقت من الأوقات!
وتوجه بحديثه إلى الرئيس المكلف مناشداً: “أن تعمدوا في حكومتكم إلى سياسة صارمة، وأن تنهجوا خطة استثنائية في أن : تبعدوا عن المغتربين اللبنانيين رغبات وأهواء بعض الطامعين لمنافع مذهبية أو طائفية أو منفعية ضيقة، تدفع بهم نزعاتهم إلى تقسيم وتفتيت المغتربين إلى طوائف ومذاهب ومن ثم تشظّيهم إلى حصص، ومجموعات، وفئات تفقدهم وحدتهم، ويضيع فيها رونقها الوطني اللبناني، فتخسرون المغتربين، ويخسر لبنان قوة رئيسية هامة في مسيرة بناء الدولة الحديثة … فقوة المغتربين في وحدتهم، في أن يكونوا لوبي كوني واحد، وفي ذلك فقط … يحفظ لبنان مكانته وقوته الدولية أيضا!
وختم فواز بأن اليوم وفي هذا المؤتمر الاغترابي نقول للمغترين الذين يشكلون العصب الاساسي للاقتصاد الوطني انكم من اهم روافد الدعم الانساني والسياسي والاقتصادي للبنان و الذي لم يتوقف رغم ما حصل من فراغ سياسي وازمات امنية و ارهابية تعرض له بلدكم . كنتم دائما على قدرعالٍ من المسوولية في تحمل جميع المخاطر و تابعتم الاستثمار في وطنكم لبنان وان هذه الثقة كانت اثمن ما يمكن ان يقدم في هذه المرحلة التي يعيشها لبنان.
الرفاعي
بدوره رأى الرفاعي أن هذا المغترب الذي رحل بعقله وبجسده وترك قلبه ينبض في لبنان، ولأجل لبنان، ليضخ في شرايينه الإقتصادية،، ما يبقي الأخير وأبناءه على قيد الحياة…
هذا المغترب وبدموعه وعرق جبينه وأحيانا،ً، وللأسف،، بدمائه زرع وحصد في بلاد الإنتشار … ولكنه لم يحتفظ وحده فقط بما حصده، بل تقاسم محصوله مع وطنه الأم دون أن يطلب منه ذلك أحد…
هذا الوطن الأم الذي مزقته الحروب، وأنهكته الصراعات الإقليمية ونخره الفساد وأغتيل فيه خير رجاله الذين عادوا من الإغتراب لإنقاذه وإعادة أبنائه إلى أحضانه، وهنا أخص بالذكر رئيسنا الشهيد رفيق الحريري … عند اغتياله شعر لبنان المغترب مجدداً وللحظة أنه متروك وشعر لبنان المقيم أن حلمه بمستقبل أفضل تحول إلى كابوس … لكن هذا كان قبل أن يدرك ويشعر بمعنى عبارة “يلي خلف ما مات… “
فجاء من يعيد الوصل مع لبنان المغترب ويعطيه كخطوة أولى وللمرة الأولى حق الإقتراع وتقرير مصير وطنه الأم … وجاء من يعيد الحلم بمستقبل أفضل للبنان المقيم عبر خلق مظلة
دولية لحمايته وتنظيم مؤتمرات عالمية لدعمه ولصياغة تشريعات داخلية من أجل تطويره وجلب الاستثمارات… وبالتأكيد بدعم كل أبناء لبنان، المغترب والمقيم…
كما كان هناك في زمن بعيد ما يسمى “بطريق الحرير” يأتي بالخير والإستثمارات أينما قطع … فنحن لدينا اليوم طريق الحريري وخارطة طريق الحريري التي ستأتي بالخير والإستثمارات على لبنان…
الجراح
وفي كلمة راعي المؤتمر، اشار الوزير الجراح الى انه ” لاتزال مسيرة ربط الاغتراب اللبناني بالوطن الام مسيرة متقدمة وان وصل المغترب اللبناني مع وطنه يؤدي الى منافع للبنان وللاغتراب في نفس الوقت”.
وأضاف “نحن نعي الجهود التي تبذلونها على امل ان تتحول الى مؤسسة مستمرة وفاعلة لها أليات عملها ونشاطها الدائم”، لافتاً الى ان “نؤمن عميقاً بأهمية الاغتراب وأهمية العمل الذي تقومون به سواء حول كيف يمكن ان يساهم الاغتراب في تفعيل وتنمية وتقوية قطاع المعلومات والاتصالات”.
وتابع “قطاع الاتصالات من اهم القطاعات التي يمكن ان تساهم في زيادة الدخل القومي وتنمية الاقتصاد وخلق فرص عمل في لبنان”، لافتاً الى ان ” كانت توجيهات الرئيس الحريري بان نركز على الأسس التي يجب ان يتمتع بها هذا القطاع لكي يكون قادراً على التنمية وتفعيل العمل الاقتصادي”.
واردف “كان التركيز الاول على البنى التحتية وكيفية تطويرها في قطاع الاتصالات في لبنان بطريقة تجعله قادراً على ان يكون مشاركاً في التنمية” ومضيفاً “قمنا بصيانة الشبكة الموجودة واطلقنا مشروع الفايبر اوبتيكس ليغطي كافة المحافظات اللبنانية قمنا بتوسعة شبكة الاتصالات الى المناطق التي لم تكن تصل اليها الشبكات وبدأنا العمل بها”.
وقال “قمنا بتغيير السنترالات وتوسعة السعة وبعد اشهر قليلة 100 الف خط هاتفي ارضي سيكون متوفراً”.