إفتتح وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مؤتمر الطاقة الاغترابية الإقليمي الثالث لشمال أميركا الذي يعقد في قصر المؤتمرات في مونتريال بحضور وزيرة العلاقات الدولية والفرنكفونية في مقاطعة كيبيك كريستين سان بيار، وزيرة الهجرة في مقاطعة نوفا سكوتيا لينا مدلج دياب، النائبين اسعد درغام ونعمة افرام والنائبين الكنديين من أصل لبناني فيصل الخوري ومروان طبارة، وشخصيات اقتصادية وديبلوماسية ودينية وتربوية واعلامية ورجال اعمال، وأكثر من الف شخصية اغترابية من أميركا الشمالية.
وأضاف:”أقولُ هذا وأنا آتٍ اليكم حاملاً أثقال السياسة اللبنانية مع طائفيتها ومذهبيتها، مع زبائنيتها وفسادها، مع كسلها وجهلها، وذهنية القناصل عند معظم سياسيّيها. أجد الأوكسجين عندكم، لأعود وأغوصُ في دهاليزها المقيتة…..
ففي قانون الإنتخاب جُهدٌ كبيرٌ منا لتكريس حقوقكم وتحايل كبير منهم لتطييرها نصاً وممارسةً؛ وفي تأليف الحكومة طَمَعٌ وإعتداء وإبتعاد عن التمثيل الشعبي الصحيح لصالح الإستقواء الخارجي؛ وفي الجنسية قوانين ومراسيم وقرارات لإقرارها من جهتنا وعراقيل وحجج وأكاذيب لتطييرها من جهتهم، فكأن في لبنان من يسعى لجعله أكثر لبنانية، ومن فيه لجعله أقل لبنانية وأكثر سورية وسعودية وإيرانية وفلسطينية وأمريكية وإسرائيلية…. يبقى أن أعظم ما فينا هو لبنانيتنا رابطة إنتمائنا؛ اللبنانية libanity- libanite هي تَمَيُزِنا وهي خُلّص ثقافتنا وحضارتنا وتاريخنا، وهي ما تجعل من هذا اللبناني ناجحاً ومميزاً في كندا وأمريكا والعالم كُلِهِ”.
لبنانيتنا أعظم من عروبة وعثمانية وفرسنة وصهينة وفرنجة…..، هي شرقٌ ومشرق، هي غربٌ ومغرب، هي شيءٌ من هذا كُلِهِ ولا شيءٌ من هذا، هي الشرقُ والغربُ معاً….هي الفينيقية وأبعد ما في التاريخ، هي المشرقية وأركز ما في الجغرافيا، هي اللبنانية وأعظمُ ما في الإنسان!
أهلي،
تاريخُنا ثقيل ولكنه عميق، جُغرافيتنا ضيقة ولكّنها بعيدة، لبنانيتنا متنوّعة ولكنها فريدة، لبناننا عظيم ولكنه مُثقل. أحاول الإنسلاخ عنه لآتي إليكم يومين وأعيش معكم اللبنانية في عرسها، لكني ما ألبثث أن أنشدَ اليه خائفاً على المقيمين فيه من توطين النازحين واللاجئين، ومتحفزاً لإعادة المنتشرين اليه (من خلال الجنسية وإستعادتها، وإحقاقها لأولاد الأم ولمختاريها ؛ إعادة المنتشرين، جنسية ً ولغةً وإستثماراً أو حتى زيارةً).
فإستعادةُ الجنسية كان حقاً لكم وأعطي، أما الآن فأصبح واجب عليكم أن تستعيدوها وتكونوا جنوداً في سبيل إعادتها لمستحقيها.
والأنتخاب في الخارج كان حقاً لكم وأعطي في الدورة السابقة، وإختيار ممثليكم في الخارج هو حق لكم وأعطي للدورة المقبلة، وأصبح لزاماً عليكم أن تشاركوا وتحثوا كل الأصول اللبنانية على رسم مصير الوطن.
وإختيار الجنسية كان حقاً لكم وأعطي في القانون ٦٧/٦٨ وهونافذ ويسمح لجميع طالبي الجنسية بالحصول عليها، وأصبح لزاماً علينا نبش وإحصاء كل هذه الملفات وإرسالها الى السفارات والقنصليات، وأصبح لزاماً عليكم أن تراجعوا للتأكد من ورود أسماء آبائكم وأجدادكم، ومحو عذابات الرعيل الأول من مواليد 1890 و1900 وأولادهم من مواليد العشرينات من القرن الماضي. لقد شاء القدر أن نصل الى وزارة الخارجية ونقوم بواجبنا تجاه لبنانيين أصيلين، ندرس ملفاتهم ونبلغهم أنهم أصبحوا لبنانيين قانوناً وما عليهم سوى تسلّم إخراجات قيدهم دون الحاجة لأي مراجعة، سنبحث عنكم واحداً واحداً، ونُجنسّكم لنحافظ على لبنان.
كذلك خطونا بإتجاه تمكين الأم اللبنانية المتزوجة من أجنبي، من منح جنسيتها لأطفالها ومساواتها بالرجل عبر مشروع القانون الذي تقدمنا به، من دون تعريض لبنان لخطر التوطين عبر الإستثناءات التي وضعناها فيه، وأنا آمل أن نتعاون مع كل المعنيين ونضغط لإقرار صيغة قانون توافقية تزيل هذا الغبن المزمن الواقع على المرأة اللبنانية بإحدى حقوقها اللصيقة بشخصها كإنسان وكمواطنة”.
وأردف قائلاً:” أدعوكم كذلك الى تسجيل زيجاتكم وأولادكم لإكتساب الجنسية عبرالمعاملات العادية، القنصلية أو القضائية؛ والوزارة من أجل ذلك، تتابع خطواتها بإتجاه تأمين الخدمات الإلكترونية e-mofa لتتمكنوا حيثما كنتم أن تتواصلوا معها وتتقدموا بطلباتكم اليها، كما حصل مع جوازات السفر وفي التسجيل للإنتخابات النيابية.
تبقى الطريقة الرابعة، إن لم يتمكن أحدكم من الحصول على جنسيته من خلال الوسائل الثلاث التي ذكرناها وهي 1- قانون إستعادة الجنسية و2- قانون إختيار الجنسية 59/69 و3- القرارات القنصلية والقضائية العادية، وهي أي الطريقة الرابعة، من خلال المرسوم الجمهوري الذي يمنح بموجبه رئيس الجمهورية الجنسية لمستحقيها، وهو حق وواجب دستوري نتمسك به ونطالب رئيس الجمهورية بالإستمرار بممارسته دورياً من خلال آلية إقترحناها تؤمن الشفافية والضوابط اللازمة لعدم وقوع أي هفوات أمنية أو أخلاقية. وندعو كل منتشر لبناني مستحق للجنسية ولا تشمله قوانين الجنسية المعمول بها حالياً، أن يتقدم بطلبه الى بعثاتنا، وقد شكلنا فريقاً في وزارة الخارجية متخصصاً في متابعة كافة ملفات الجنسية برئاسة المدير العام جوزيف نصير ونحن نمنحه كل الدعم للقيام بعمله. كذلك، وإضافة الى القنصليات العامة والسفارات الجديدة، نحن نبني شبكة من القناصل الفخريين نتقدم بها بشكل بطيء بسبب العراقيل الإدارية والسياسية، ولكن بشكل أكيد بسبب إصرارنا وتفهم القوى الأساسية في البلد لأهمية هذه المنظومة التي تؤمن شبكة إنتشار واسعة للدولة اللبنانية، وتغطي النواقص الجغرافية الكثيرة التي لا تستطيع سفاراتنا سدّها دون أي كلفة إضافية. نحن نرحب بقسم منهم معنا اليوم أتوا من الأميركيتين من أجل الخضوع لدورة تدريبية تقام لهم للمرة الأولى.
اللبنانيون إن فقدوا جنسيتهم، فقد لبنان هويته، وإن فقد لبنان هويته وإستبدلها بأخرى، نزوحاً أو لجوءاً أو تكفيراً، فمعنى هذا أننا فقدنا أغلى ما عندنا، وطننا، لبناننا”.
أيها المنتشرون،
جنسيتي هي هويتي، جنسيتي هي فخر إنتمائي!!!!
كونوا معنا جنوداً للجنسية، فإستعادتها تسقط مشروع التوطين من جانبكم، أما من جانبنا فقد نجحنا سياسياً بإسقاط مشروع توطين السوريين، وها نحن ألفنا البارحة اللجنة اللبنانية-الروسية لتنفيذ المبادرة الروسية بخصوص عودتهم، ونحن نعمل مع الخارجية السورية على إزالة العراقيل من أمام عودتهم، وكذلك نعمل شعبياً على خلق المناخات المؤاتية والمشجعة على العودة الآمنة والكريمة، بعيداً عن أية إحتكاكات غير لائقة بضيافتنا اللبنانية.
يبقى أن مقاومة التوطين ورفض إحلال النازحين واللاجئين مكانكم ليست فقط سياسية ونحن نقوم بها بكل الأحوال، (وإختلفنا مع معظم الناس لذلك، ومش فارقة معنا أحد برا وجوا)، نحن نقوم بالمواجهة السياسية ولكن هناك المواجهة الإقتصادية وهي بحاجة اليكم. تعلمون أننا أطلقنا من ضمن الدبلوماسية الإقتصادية، مبادرة دبلوماسية الطعام gastro diplomacy تحت شعار “لبنان أطيب”، وهنا دوركم! أنتم حملتم معكم المطبخ اللبناني أينما حللتم، وأنتم أصلاً ملح هذا الكون! كم واحدٍ منكم تكبد مشقة نقل تنكة زيت زيتون، وكم واحد أوقف في المطار لساعات من أجل الكشك أو الزعتر، وكم أم حملت معها في زياراتها لأولادها أقراص الكبة أو المعمول، وأكيد كل واحد بينكم لديه قصة طريفة يرويها عن الأكل اللبناني!!!
اليوم مطلوب جهد بسيط إضافي وهو توزيع المنتجات اللبنانية في الإنتشار وشرائها من بائعيها، كل مرة تستهلك أيها المنتشر منتج لبناني تثبت مزارعاً في أرضه، وتمنع عنه الهجرة، وكل مرة تتاجر بمنتج لبناني أو تستهلكه، تفتح مصنعاً غذائياً في لبنان! عيشوا بكندا أو بأميركا، ولكن كلوا لبناني وإشربوا لبناني وإفرحوا على اللبناني!!!!
أيها المنتشرون،
أسميناكم المنتشرين وليس المغتربين لأنكم وإن كنتم غائبين بالجسد فإنما حاضرين بالروح! أدعوكم الى الإقتراع بكثافة أكبر في الدورة المقبلة بعد أن أمنَّا لكم ظروف الأنتخاب في الخارج وجهزنا تعديلات على القانون لتسهيل عملية مشاركتكم أكثر!
أدعوكم الى الإيمان دائماً بقوة لبنان، فهي مستوحاة من قوة إنسانه الذي خبر الحياة المشتركة بين مكوناته المختلفة التي حافظت على ديموقراطية توافقية جعلت من لبنان بلد الرسالة، ومن يتكلم عن الديموقراطية العددية في لبنان فهو لا يفقه ولايفهم معنى وجود لبنان وغاية رسالته. فإذا سقط لبنان بهذا المعنى، لا سمح الله، يسقط مغزى التنوع والتعدد، ويتجه العالم إلى مزيد من التطرف والإرهاب، وتطغى فيه سياسات التمييز العنصري واليمين المتطرف، ونعود الى عصور الجهالة التي رأينا بعض فصولها مع الإرهاب التكفيري المسلح بالبندقية من جهة وبالأيديولوجية السوداء من جهة أخرى. أما رسالتنا فهي عكس ذلك، هي التسامح وتقبل الآخر والتشارك معه …. وهي التناصف معه في لبنان.
أيها المنتشرون،
أنا أقوم بأقل واجباتي تجاهكم، أنجزنا بعض الأمور، ونعِدُكُم بالمزيد منها. إنها حقوقٌ لكم، أنتم لبنان، ولا لبنان من دونَكم…. نستمر معاً ونلتقي كالعادة في LDE بيروت في أيار 2019؛ هذه المرة تحضيراً لل LDE الأكبر سنة 2020 وهي مئوية لبنان الكبير…. سنقيم 2020 LDE للبنان الكبير ليكون أكبر حفل إنتشاري يجمع اللبنانيين بتاريخ لبنان، إيماناً بلبناننا الكبير.
لبنان هذا البلد المشرقي الصغير بمساحته، الكبير بإنتشاره ورسالته، لبنان هو وطننا، واللبنانية هي هويتنا، واللبناني هو سرنا، سِرُ نجاحنا وتميزنا وتألقنا. هذا اللبناني الأبي الصامد أبداً، يستوحي مسار حياته من أبو القاسم الشابي: “من يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر”.
وختم قائلاً:”نحن وإياكم لن نعيش إلا على قمم الجبال….. وقمم النجاح…. يا طاقات لبنان”.