أعلن منتدى MIT لريادة الأعمال في العالم العربي في مؤتمر صحافي عُقد اليوم في فندق “لو غراي” Le Gray في بيروت عن انطلاق النسخة الثانية عشر من مسابقة منتدى MIT للشركات العربية الناشئة وهي مسابقة سنوية مخصّصة لدعم الشركات الناشئة في العالم العربي والاحتفاء بها من خلال تكريم ريادين وتوفير منصّة لهم لعرض أفكارهم وتطبيقها.
عُقد المؤتمر الصحافي بحضور وزير الاتصالات جمال الجرّاح والرئيس التنفيذي لـ”تاتش” للإتصالات touch Telecom إمري غوركان وبول ويلتون، كبير خبراء إدارة الحُكم في إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في البنك الدولي ورئيسة مجلس إدارة منتدى MIT لريادة الأعمال في العالم العربي هلا فاضل بالإضافة إلى ممثلين عن وسائل إعلام إقليمية ومحلّية.
فاضل
وفي كلمتها أشارت فاضل إلى “ان اختيارنا لبيروت في هذا الوقت بالذات، هو للتعبير عن ايماننا ببلدنا لبنان، وقدرة مجتمعه واقتصاده على تجاوز الصعوبات والتحديات، وللتعبير ايضا عن ثقتنا بارادة شبابنا وشاباتنا، المصممين على المضي قدما نحو آفاق جديدة من العمل والاستثمار والابتكار وريادة الاعمال.”
وأضافت: “لقد نجحت المبادرات المحلية في دعم رواد الأعمال اللبنانيين الى حد كبير، وحققت نتائج واضحة على الرغم من ظروف البيئة الكلية غير المؤاتية. ويكفي ان نتخيل مستوى النتائج الذي كان يمكن للبنان ان يبلغه لو ان هذه الظروف كانت بالعكس، مستقرة ومحفّزة وحاضنة لريادة الاعمال وابداعات الشباب واحلامهم. هذا ما نحاول ابرازه في مسابقة منتدى أم آي تي للشركات العربية الناشئة، التي نطلقها اليوم، حيث كل فكرة او مشروع سيخبرنا عن قصة نجاح ممكن”.
الجراح
بدوره، شكر الجراح المنتدى والشركاء على “الاعتناء بالجيل الجديد الناشىء”، وقال: “يوما بعد يوم، نتأكد ان مستقبل البلد لا يقوم الا على شبابه والنخبة القادرة على تطوير البلد، ان كان في التكنولوجيا او المعلوماتية او الاتصالات وفي المجالات الاقتصادية كافة”.
وأعرب الجراح عن إيمانه منذ توليه الوزارة ان “في لبنان طاقات شبابية مهمة، نأسف لانه يخسرها بسبب سفرها الى خارج الوطن والالتحاق بشركات عالمية”. وقال: “في أي شركات عالمية نجد لبنانيين مبدعين”.
اضاف: “عندما طرحت فاضل فكرة انعقاد هذا الملتقى في لبنان، خصوصا وان 20% من المشاركين في النصف نهائي هم من لبنان، دعمت هذه الفكرة وطرحتها على رئيس الحكومة وقررنا المشاركة في هذا الحدث”، مشيرا الى ان ما شجعه هو فوز الفرق التي شاركت في مسابقات عدة في الصين واميركا بالجوائز الاولى.
وقال: “لدينا قدرات بشرية كبيرة قادرة على توجيه لبنان نحو الافضل خصوصا في مجال التكنولوجيا والاتصالات، ونؤكد التزام الوزارة حاليا بالمساعدة وكذلك الوزارة المقبلة”.
وأكد “أن الشباب هم أساس تطور البلد ومستقبله، وهذا متوقف على بقائهم في لبنان، لذا على الدولة ان تعمل للمحافظة عليهم”، لافتا الى انه في الاسبوع المقبل سيوقع على اتفاق تفاهم مع مصر لارسال طلاب للمشاركة في التدريب في مجال التكنولوجيا والمعلومات والاتصالات، “ما يخلق فرص عمل اضافية للشباب، وعلى الدولة القيام بدورها بشكل صحيح”.
جلسة نقاش
ثم عقدت جلسة نقاش أدارتها المدير العام للمنتدى مايا رحال، وشارك فيها كل من: فاضل، ويلتون من البنك الدولي، وغوركان من “تاتش”، ومحمد رباح من منطقة بيروت الرقمية ورئيس “مجتمع جميل” الدولية فادي الجميل الذي علق قائلا: “تدخل مسابقة منتدى MIT للشركات العربية الناشئة في سنتها الثانية عشرة على التوالي بنجاح باهر في المنطقة العربية وبدعم من مجموعة متنامية من الشركاء الدوليين المهمين ونخبة من الشركات المحلية والعالمية الداعمة للابتكار وريادة الاعمال على غرار السنوات السابقة. وسيحتضن لبنان في نيسان 2019 الحدث السنوي الذي ينتظره الاف الشباب من رواد الاعمال في العالم العربي، نحن نشجع ريادة الاعمال في الوطن العربي، مشيرا الى الاقبال الكثيف على التسجيل في مسابقة المنتدى ما يثبت الجدية في دعم وتدريب الشباب العرب وتحويل افكارهم الى مشاريع على ارض الواقع.
من جهته، اكد ويلتون “اننا في البنك الدولي متحمسون جدا للشراكة مع منتدى MIT لريادة الاعمال في العالم العربي ولدعم رواد الاعمال في المنطقة لتوسيع نطاق مشاريعهم”، وقال: “يشكل هذا النهج المبتكر والمرحب به منصة مهمة لرواد الاعمال لعرض منتجاتهم”.
وتابع: “نحن في البنك الدولي، نعتقد ان منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا بحاجة الى مصادر جديدة للنمو والى وظائف لاستيعاب العدد الكبير من الوافدين الجدد الى سوق العمل”، مؤكدا “ان ريادة الاعمال مصدر جديد وواعد، خصوصا بالنسبة الى الشباب”، وقالك “هذه المنطقة تمتلك وفرة من الموارد البشرية والمواهب خصوصا لدى الشباب. فاذا ما استخدمت تلك الموارد بشكل جيد، فان هذا الرأسمال البشري سيؤثر بلا ادنى شك على النمو وسيؤدي الى خلق فرص عمل”.
وقال غوركان: “باعتبارنا مزودا رئيسيا لحلول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في لبنان، نرى ان من مسؤوليتنا تطوير البيئة الحاضنة المحلية لريادة الاعمال، واعلاء شأن لبنان ليصبح رائدا في الابتكار الرقمي على مستوى المنطقة. وليست شراكتنا مع منتدى MIT سوى ترجمة لرؤية مجموعة “زين” القائمة على الابتكار وانسجاما مع برنامج استدامة الشركات “بوزيتيف تاتش”.
تنظّم المسابقة بالشراكة مع “مجتمع جميل” المؤسسة الاجتماعية التي تدير مروحة كبيرة من المبادرات الهادفة إلى إحداث تغيير إيجابي في المجتمع وتحقيق الاستدامة الاقتصادية، ومجموعة البنك الدولي، المنظمة العالمية التي تقدّم مجموعة واسعة من المنتجات المالية والمساعدات التقنية التي تساعد الدول مشاركة وتطبيق معرفة إبداعية وحلولاً للتحديات التي تواجهها. وتجري المسابقة بالتعاون مع “تاتش” الشركة الرائدة للاتصالات الخلوية والبيانات في لبنان والداعمة الدائمة للمبتكرين اللبنانيين.
وتحظى المسابقة أيضاً بشركاء داعمين هم: منطقة بيروت الرقمية Beirut Digital District (BDD) التي تكرّس نفسها لتكون مركزاً للصناعات الرقمية والإبداعية في لبنان، و“رولان بيرغر” Roland Berger، شركة الاستشارات العالمية التي تتخذ من ميونخ مقراً لها ولديها 50 مكتباً في 36 بلداً، بالإضافة إلى “كريم” Careem صاحبة تطبيق النقل الذكي الرائدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأول شركة ناشئة تبلغ عتبة المليار دولار في البيئة الحاضنة للشركات الناشئة في المنطقة.
وقد فُتح باب التسجيل للمسابقة بدءاً من 24 أيلول/سبتمبر، وذلك على الموقع الرسمي للمسابقة، على أن يستمر حتى 10 كانون الأول/ديسمبر 2018.