سلامة: لبنان يحتاج اليوم الى مواكبة أكبر للمستثمر اللبناني وذلك لحثه على شراء أسهم في الشركات توسعا للاستثمارات وتعزيزا لعمليات التصدير
افتتح رئيس هيئة الاسواق المالية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في المعهد العالي للأعمال اليوم، اللقاء الدولي الاول حول “الأسبوع العالمي للمستثمر” تحت عنوان ” حماية المستثمرين من الممارسات غير القانونية” ا لذي تنظمه الهيئة بالاشتراك مع معهد التمويل والحوكمة في المعهد العالي للأعمال ESA، بحضور الأمين العام لهيئات الاوراق المالية العربية جليل طريف، م منسق معهد المال والحوكمة في معهد ESA هادي الأسعد ومدراء مصارف وماليين واقتصاديين.
الأسعد
بداية قدم مدير الأبحاث والإعلام لدى الهيئة طارق ذبيان، ثم تحدث الاسعد عن اهمية العلاقة القائمة بين هيئة الأسواق المالية والمعهد بالنسبة الى اعداد الكوادر المتخصصة في دعم المستثمرين. مشيراً إلى أهمية انعقاد هذا اللقاء، لما يحمله من رسالة واضحة تهدف إلى تعزيز مناخ افستثمار في لبنان، لما فيه مصلحة المؤسسات المالية وغيرها.
واشار إلى معهد المال والحوكمة الذي أنشئ بمبادرة من مصرف لبنان وحاكمه في العام 2015، وهو منذ ذلك التاريخ وبالإدارة الرشيدة لرئيسه سعادة الحاكم، ينكبّ على إعداد وتنفيذ برامج توعية وتدريب للمصارف بشكل اساسي، وإنما أيضاً يواكب المؤسسات الخاصة بشكل واسع. وقد بات واضحاً أن الحوكمة السليمة في المؤسسات هي ضمانة لديموميتها ولتطورها بما يشجع حينها الاستثمار أكثر فأكثر، وكلنا نعلم أن الإستثمارات هي التي تسمح بتأمين دورة سليمة ومنتجة للقتصاد الوطني ككل.
وأكد أن هذا الملتقى بالشراكة مع هيئة السواق المالية، هو باكورة تعاون أوسع واشمل واكثر استمرارية، سوف يتعزّز قريباً لدعم ومواكبة المؤسسات المالية قي تطورها وتعزيز قدراتها في إدارة أفضل لمواردها البشرية والإدارية والمالية.
طريف
من جهته، عبر الأمين العام لهيئات الاوراق المالية العربية جليل طريف عن اهمية انعقاد هذا اللقاء في بيروت، لافتا الى ان المهمة الاساسية لأي قانون أو تشريع لإنشاء هيئة رقابية هي حماية المستثمر، من خلال وضع التشريعات المطلوبة التي تؤمن هذه الحماية، والتشديد على دور هيئات الرقابة في ارساء الشفافية وتوعية المستثمر.
ورأى طريف أن التجارب العملية في العالم، وبالرغم من التطورات التي حصلت على صعيد التشريع، لكن هناك إشكالية، بدأ البحث عن حلول أخرى لها من التشريع والتكنولوجيا، كي تصل غلى المشتثمر كمراقبين، ومن هنا بدأت مؤسسات الرقابة المشاركة في التوعية والتعليم للمستثمر، ومحاولة إشراك المستثمرين في العمل المالي، وهذا لا يخصّ هيئات الرقابة وحدها، بل البنوك المركزية والمؤسسات المالية كذلك.
واشار إلى اسبوع المستثمر، الذي نحتفل به، كما تحتفل به كل دول العالم خلال شهر أكتوبر/ تشرين الول، من خلال المنظمة الدولية لهيئات الرقابة، وهي أكبر منظمة تضم جميع هيئات الرقابة في العالم بما فيها هيئة الرقابة في لبنان، والذي يصل عددها إلى 80 دولة واكثر من 7 مؤسسات عالمية تحتفل بهذا الأسبوع بهدف الوصول إلى حماية المستمر.
وذكر الجهات التي تدعم هذه العملية، لافتاً أن الهيئات الرقابية لوحدا غير قادرة على تنفيذ ذلك، ما يتطلّب إشراك كل من له علاقة بأسواق المال وخارجه، نظراً لحاجتنا إلى صياغة استراتيجية وطنية لتعليم وتوعية المستثمر، ما يعود عليه وعلى الإقتصاد بالفائدة.
ولفت طريف إلى هيئات الرقابة العربية التي يضم الاتحاد 15 هيئة رقابية عربية والتفاوت في ما بينها في مدى التطور والتقدّم في ما يخصّ حماية المستثمر، إلا أن العديد منها لديها برامج ومشاريع ومبادرات متطورة جداً، وتقيس مستوى أدائها في الوصول للمستثمر وتأثير التعليم عليه.
وأشار أخيراً إلى عدد من الهيئات لا يزال في بداية الطريق، موضحاً دور الإتحاد في هذا الجانب، الذي ينصبّ على نقل المعرفة بين هيئات الرقابة ومحاولة التعاون في ما بينها، وقد تمّ من خلال أسبوع المستثمر أطلاق بوابة ألكترونية للإتحاد، تضم جميع الهيئات، ويمكن لأي مستثمر من الوصول إلى المعلومات الوافية من خلالها.
سلامة
أما سلامة فشدد على أن “أهمية الادخار تكمن في توجهه نحو قطاعات منتجة عن طريق الاستثمار في أسهم الشركات، وفي لبنان شركات معظمها عائلية تعمل بإدارة وحوكمة جيدة”.
وقال: “لبنان يحتاج اليوم الى مواكبة أكبر للمستثمر اللبناني وذلك لحثه على شراء أسهم في الشركات توسعا للاستثمارات وتعزيزا لعمليات التصدير. ومهمة هيئة الأسواق المالية في هذا الإطار هي خلق الثقة بين المستثمر والشركات التي يستثمر فيها، كما تعزيز الثقة في تداول الأسهم في السوق الثانوية”.
أضاف: “شهد لبنان منذ القدم وفي زمن الانتداب الفرنسي خصخصة لمعظم النشاطات الخدماتية للدولة وبورصة فعالة، اليوم اختلف التعاطي مع البورصة من خلال التقنيات الحديثة وهيئة الأسواق المالية تسعى إلى تحديث الأسواق والذهنية وتغيير الثقافة مما يسمح بخلق ثقة واعطاء اللبنانيين المقيمين وغير المقيمين فرصة الاستثمار في الأسهم والسندات اللبنانية الصادرة عن شركات خاصة في لبنان”.
وتابع: “اليوم نقترب من عملية اطلاق المنصة الإلكترونية التي ستتيح التواصل بين لبنان والخارج ما يمكنها من استقطاب أموال اللبنانيين وغير اللبنانيين، وسوف تشغل من شركة خاصة خاضعة لرقابة هيئة الأسواق المالية. هذه العملية ستعزز الاقتصاد اللبناني وتساهم في تأسيس الشركات في لبنان وفي تنفيذ مقررات مؤتمر سيدر”.
وأردف :”لقد أكدت هيئة الاسواق المالية في مقاربتها للأسبوع العالمي للمستثمر على جهوزيتها التامة، مستعينة بالتعاميم التي أصدرتها والأنظمة التطبيقية التي أقرتها بالتعاون مع البنك الدولي الذي ساعد في وضع الأطر لممارسة أفضل تنظيم لحماية رأس المال والمستثمرين”.
وعدد 4 نقاط لتعزيز هذه الحماية هي: “أن تكون المؤسسات التي تعمل في قطاع التداول بالأسهم أو العمولات أو السلع أو السندات مرخصة من قبل هيئة الأسواق المالية وفقا للقوانين. أن يكون الموظفون الذين سيتعاطون مع العملاء حائزين على المؤهلات اللازمة والتسجيل في المهام المنظمة لدى الهيئة بعد خضوعهم للامتحانات المطلوبة للعمل في هذا الميدان. أن تعمل المؤسسة على تصنيف العملاء بحسب قدراتهم الاستثمارية وما يتناسب مع الهدف من الاستثمار، عبر توقيع مستند أساسي يعرف بال KYC أو معلومات التعرف على العميل. واخيرا حماية المستثمر من التعامل استنادا على معلومات مميزة غير معلنة (Insider Trading) وغير متوفرة للجمهور والتي تعتبر جريمة في العالم وفي لبنان أيضا”.
ولفت سلامة الى أن “لبنان يشهد عمليات مضاربة بالعملات مشابهة مسموح بها تحت عنوان حرية التداول رغم انها بدون فائدة للاقتصاد اللبناني”، مشددا على “ضرورة أن تتميز المؤسسات التي تتعاطى في مجال العملات بالأخلاقيات في التعاطي”. وقال: “يهمنا ان يكون هناك أيضا إفصاح كامل عن المخاطر الموجودة في كافة العمليات المالية خصوصا في الصناديق الاستثمارية والأدوات المالية المطروحة امام المستثمرين”.
أضاف: “الهيئة ستطلق حملات اعلامية وتثقيفية توعوية للمستثمر نعمل على إدخالها لاحقا في المناهج المدرسية والجامعية نظرا لأهميتها على صعيد تطوير الاقتصاد اللبناني والمستثمر وهذه ستخلق سيولة أكبر في السوق اللبناني”.
أندروز
وفي كلمة مسجلة، نوه الأمين العام للمنظمة الدولية لهيئات الاوراق المالية “IOSCO” بول أندروز بعمل هيئة الاسواق المالية في لبنان عبر تواصلها مع هيئات الرقابة العالمية من خلال عضويته في منظمة IOSCO ومذكرات التفاهم الموقعة ووسائل أخرى، مشيرا الى أن “لبنان بانضمامه الى مجموعة الاسبوع الدولي للمستثمر، يسجل خطوة متقدمة في تطوير الاسواق المالية مما يعزز من شروط تأمين اسواق مالية قابلة للتطور وحماية مضمونة لعامل الاستثمار والمستثمر معا”.