اعتبر وزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي أن ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع يؤدون دوراً أساسياً من حيث هم جسر عبور بيننا وبين إنسانيتنا، وهم مصدر فخر لنا، لذا لا يجب أن نخبئهم.
كلام بو عاصي أتى خلال مشاركته حفل افتتاح برنامج “سمارت” للأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة في المدرسة المعمدانية الإنجيلية في المصيطبة بالتعاون مع مركز “سكيلد”وجمعية أوبن مايندز.
وأضاف انه من واجب الأهل والمربين أن يمدوا يد العون للأطفال لا سيما الى الذين يتسمون بإحتياجات خاصة وذلك لمساعدتهم على تحقيق ذواتهم
معبّراً عن امتنانه للدور الذي تمكن من القيام به خلال توليه وزارة الشؤون الإجتماعية كما هنّئ جمعيات المجتمع المدني خصوصاً تلك التي تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة والصعوبات التعلمية.
ودعا ختاماً إلى تخصيص جزء أكبر من المال العام لمساعدة هؤلاء التلامذة ليتمكنوا من تحصيل العلم.
حضر الحفل رئيس مصلحة التعليم الخاص في وزارة التربية والتعليم العالي عماد الأشقر ومدير تحرير جريدة النهار غسان الحجار وأمين عام المدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار الذي هنأ بدوره المدرسة المعمدانية في بيروت على المبادرة معتبراً “أننا اليوم أمام تحديات تربوية جديدة تطال كرامة الإنسان وحقوقه وحقه بالحياة. وما تقوم به اليوم المدرسة المعمدانية في بيروت هو مبادرة جريئة ومتقدمة لمواجهة هذه التحديات وللاهتمام باخينا الإنسان، وتنشئته على الحب وتقدير نفسه وعلى قيامه بدور مميز في الحياة”.
وأضاف عازار: “في قلب الأزمة التي تعصف بالمدارس نحن اليوم أمام باب جديد من أبواب الرجاء، يدخلنا إلى عالم جديد في التربية الغني والمتنوع والخلاق، لنكون أكثر التزاما بالتربية على الأنسنة المتضامنة”.
الرباط
من جهتها اعتبرت رئيسة أوبن مايندز غيدا الربّاط أن برنامج “سمارت” هو مصدر فخر للجمعية، سيجعل من المدرسة المعمدانية في بيروت مدرسة رائدة في مجال الاندماج.
واعتبرت الرباط أن العدد المتزايد لذوي الإحتياجات الخاصة في المدرسة يتزايد بشكل متفاقم في السنوات الأربع الأخيرة ما يدل أن الدولة لم تضع حتى الآن هذه الظاهرة في بلدنا ضمن أولوياتها.
وزير
وألقت مديرة المدرسة المعمدانية أليس وزير كلمة اعتبرت فيها أنّ الدّمج هو جزء من رسالة المدرسة التي أتاحت منذ أكثر من عشر سنوات الفرصة لتلامذة لديهم صعوبات تعلمية أن يحظوا بفرصة التعلم مع أترابهم من خلال التربية الإختصاصية حيث يعمل فريق تربوي متخصص بمؤازرة الفريق الأكاديمي في برنامج التعليم العام.
وأضافت:استطاعت المدرسة بفضل برنامج سمارت أن تضمّ تلامذة يعانون من طيف التوحّد أو الصّرع أومتلازمة داون، وآخرين لديهم تأخر في النمو الذهني أو عسر في القراءة أو نقص في الانتباه وحركة مفرطة و/أو اضطرابات سلوكية مشيرة الى أن أعداد هؤلاء بلغ ال ٩٠ تلميذاً هذا العام من المرحلة ما قبل المدرسية حتى الصف الثاني عشر.
قسطه
وفِي كلمته اعتبر أمين عام المدارس الإنجيلية في لبنان والمدير التنفيذي للجمعية اللبنانية للإنماء التربوي والاجتماعي الدكتور نبيل قسطه أنّ ما سمح للمدرسة بقطع شوط كبير في مجال الدمج وسرّع باطلاق برنامج SMART، هو فلسفة قوامها أنّ الابداع والتفوق في التعليم ينطويان على تقديم فرصة التعلم لكل التلاميذ كل حسب مقدرته رغم الصعوبات.
كما رأى أن برنامج “سمارت”يتّسم بقيود محدودة وبالتدخل الفردي ما يجعله بيئة حاضنة إجتماعياً وعاطفياً.
وأضاف قسطه أنّ البرنامج يقدّم خدمات جديدة أساسية لا سيّما تدريب على التفاعل مع المحيط من خلال الحواس ،العلاج ضمن الفريق ،ومن خلال استخدام التكتولوجيا، حصص تدريب على المهارات الحياتية والمهارات الاجتماعية، بالاضافة إلى تلبية احتياجات الأطفال الذين لديهم توحد.
وختم بالتنويه بجهود وزارة التربية والمركز التربوي للبحوث والانماء اللذين حققا الدمج في 28 مدرسة رسمية، وجدّد التشديد على ضرورة الاسراع بوضع التشريعات والسياسات التي تفعّل الدمج على جميع الأراضي اللبنانية وتمنح كل طفل فرصة التعلم من دون عراقيل.
في نهاية الحفل جال المدعوون على أقسام البرنامج بكافة خدماته وصفوفه التي تؤمن تقنيات تكنولوجية وأساليب تعليم ناشطة ووسائل تقويمية وعلاجية تساعد على دمج الطفل ذي الاحتياجات الخاصة بشكل متكامل مع التلامذة في المدرسة وعلى تهيئته ليندمج لاحقاً في المجتمع.