بحضور أكثر من مئة شابة وشاب وشخصيات من مختلف الميادين الأكاديمية والاجتماعية والفنّية، أقامت منظّمة “الإنماء الشبابي” ندوة بمناسبة اختتام حملة “مساواة عبر الأجيال”. الحملة التي أطلقتها المنظّمة بتمويل من UN WOMEN وSAVE THE CHILDREN لنشر الوعي حول حقوق الانسان وقيم المساواة بين الجنسين. وقد استفاد منها أكثر من 3000 طالب من الشابات والشباب اللذين تراوحت أعمارهم بين 15 و17 سنة، من ثمانية مدارس في منطقة الشوف وعاليه.
شكّلت هذه الفعاليّة المحطّة الأخيرة لرحلة الأشھر التسع، ومناسبة عبّر خلالها المشاركون عمّا تعلّموه من ھذه التجربة بصور فنّية متنوّعة وراقية عكست كمية المعرفة والمقدرة والمهارات المكتسبة من هذا المشروع. .
بدأ الحفل بالنشید الوطني اللبناني، تلته كلمة لرئیس المكتبة الوطنیة الأستاذ غازي صعب الذي رحّب بالحضور وشكر منظمة “الإنماء الشبابي” ومختلف الجهات التي شاركت في تنفيذ هذا المشروع.
بعدها عرّف الاعلامي إیلي مرھج عن منظّمة “الانماء الشبابي”، وشرح خلفیة هذا المشروع ومساره بمختلف الخطوات والمراحل التي مرّ بها. وتحدّث مرهج عن الأنشطة المتنوّعة التي قامت بها منظّمة “الإنماء الشبابي” ومختلف الشركاء الآخرين مثنياً على الجهود التي بذلوها بغية إنجاح هذه الحملة.
وفي كلمته، عبّر الوزير السابق الدكتور سلیم الصایغ عن أمله في الشباب وتقديره لقدراتهم الكبيرة والواعدة ، وعن قناعته بأن الشباب ھم فعلاً ركن أي تغییر. كما تكلّم الدكتور صايغ عن الاستراتیجیات التي يجب على المنظمات الحكومیة أن تقوم بھا وتطورها لكي تؤدي واجبھا بشكل أفضل. وفي هذا الإطار، تحدّث عن القانون الذي عمل عليه خلال تسلّمه وزارة الشؤون الاجتماعیة، والخاص بتنظیم عمل الجمعیات. إضافةً إلى ذلك، اعتبر الصايغ أن المشكلة السیاسیة تؤثر على عمل الجمعیات.
أما الفنانة برنادیت حدیب فقد بدأت مداخلتها بإلقاء مقطعا شعريا لأٔمیر الشعراء أحمد شوقي، ومما أتى في هذا المقطع ” السجن بضیقه ذكر والحریّة بوسعھا أنثى.”. وتحدّثت حديب بدورها عن أهمّية العمل معاً، رجالاً ونساء، لتحقيق المساواة المرأة والرجل، قائلة :” إید وحدة ما بتزقف.”
ثم تحدّثت مفوضة للشؤون النسائیة في الحزب التقدمي الاشتراكي منال سعید الحوراني.، عن مسؤولية ودور الأحزاب السياسية في تحقیق المساواة وأشادت بهذه المبادرة وتأثيرها على التوعية على أهمية المساواة.
بعد ذلك تخلّل الحفل جملة من اللوحات الفنّية والتمثيليّة المبدعة التي كان ابطالها عدد من الشابات والشباب الذي شاركوا في هذا المشروع. وتضمنت العروض مسرحیة حول القانون الذي یمنع المرأة برتبة الظابط من أن تتزوج رجل برتبة جندي، إضافةً إلى فیلم قصیر یتمحور حول الفرق بین الأسرة التي یتشارك الرجل والمرأة فیھا المسؤوليات والمهام المنزلية، وتلك التي تكون فيها جميع المسؤوليات المنزلية ملقاة على عاتق المرأة. كما جسّد الفنّانون الشباب في لوحات فنّية عديدة مشاكل أخرى تحول دون تحقيق المساواة في مختلف الميادين، ومنها العمل والعلم والسياسة، مختتمين هذا الحفل بأفضل وأجمل طريقة، وموجّهين بالتالي رسالة مزدوجة لكلّ المعنيين حول ضرورة العمل لتحقيق المساواة الجندرية والتي أصبحت إحدى مقومات نجاح وازدهار واستقرار المجتمعات، وأهمّية إشراك الشباب في رسم السياسات العامة وتشجيعهم على أداء دورهم في هذا الإطار.