أقامت جامعة الروح القدس – الكسليك حفل توزيع جائزة مؤسسة إيناس أبو عيّاش على المشروع الفائز حول ريادة الأعمال بعنوان : “IAAF AWARDS”، خلال حفل نظّمه مركز الابتكار وريادة الأعمال في الجامعة (The Center for Innovation & Entrepreneurship) ، في حضور رئيس الجامعة الأب البروفسور جورج حبيقة إضافة إلى أعضاء مجلس الجامعة والأساتذة والطلاب، في حرم الجامعة في الكسليك.
أما لجنة التحكيم التي قدم الطلاب مشاريعهم أمامها فتألفت من: وزير الدولة لشؤون المرأة في حكومة تصريف الأعمال جان أوغاسابيان، النائب الياس حنكش، رئيسة مؤسّسة إيناس أبو عيّاش السيدة إيناس أبو عيّاش، مدير مركز الابتكار وريادة الأعمال السيد الياس أبو فاضل وعميد كلية الهندسة في الجامعة الدكتور بربر الزغندي.
أبو فاضل
استهل الحفل بكلمة لمدير مركز الابتكار وريادة الأعمال الأستاذ الياس أبو فاضل الذي نوّه “بعمل مؤسسة إيناس أبو عياش لدعم مشاريع الطلاب. وتأتي هذه الجهود جنباً إلى جنب مع جهود هذا المركز الذي يؤمن بتعزيز ثقافة الابتكار وريادة الأعمال في مجتمعنا، وهذا ما يظهر جلياً بنوعية التعليم الذي تقدمه الجامعة. ونشهد اليوم تغييراً كبيراً في أسواق العمل وبالتالي تغييراً في متطلبات العمل. من هنا، لم تعد الخلفية الأكاديمية القوية تكفي لإيجاد وظيفية جيدة. وانتقل سوق العمل من توظيف أشخاص بعقلية تقليدية إلى توظيف أشخاص قادرين على حل المشاكل ويتمتعون بروح ريادة الأعمال والابتكار والقيادة. ويكمن دور المركز في تحضير مجتمعنا للتحديات الجديدة لسوق العمل وتطوير مهارات الطلاب الإبداعية بهدف دعم أفكارهم المبتكرة والريادية”.
أبو عيّاش
أما رئيسة مؤسّسة إيناس أبو عيّاش السيدة إيناس أبو عيّاش فشددت في كلمتها على أهمية الحلم لدى الشباب وقالت: “الحلم يبدأ بفكرة، يبدأ بطموح، ويبدأ بخطوة. وكلما أخذنا خطوة باتجاه هذا الحلم يصبح حقيقة”، مؤكدة “أن كل من يحلم يصل، وكل إنسان يضع هدفًا أمام عينيه يستطيع الوصول إليه، والأهم هي الجرأة في الحلم”. وأضافت: ” نحتفل اليوم بثلاثة مشاريع تجرأ أصحابها أن يحلموا. وأتمنى في العام القادم أن يزداد العدد أكثر وأن يستطيع أكبر عدد من الطلاب أن يثبتوا وجودهم ويحققون حلمهم، رافعين بذلك اسم جامعتهم في لبنان وفي خارجه”. وختمت متمنية التوفيق والنجاح لكل الطلاب، داعية إياهم أن يكونوا دائمًا في خدمة مجتمعهم ويسعون لتطويره.
الأب حبيقة
وألقى رئيس جامعة الروح القدس – الكسليك الأب البروفسور جورج حبيقة كلمة رحّب فيها بالحضور، موجّهًا تحية إلى الطلاب قائلًا: “أنتم تجسدون الحلم، أنتم الغد، وأنتم الموجة التي ستجدد هامة هذا الشرق المتجعدة بالمآسي والكوارث”. وأعرب عن فرحه العارم برؤية “هذه الطاقات الشبابية المبدعة التي تتحدى الواقع، في حين أنها لم تلقَ أي تشجيع من قبل السلطات اللبنانية. هذا البلد العظيم الذي يولد أبدًا من رماده والمذكور 70 مرّة في الكتاب المقدس كرمز للحياة والفرح وكمساحة للوجود الحر”. وأسف الأب حبيقة لكون أكثرية “السياسيين الذين توالوا على قيادة هذه السفينة اللبنانية في خضم هذا البحر الهائج في الشرق، لم يكونوا على مستوى وزن لبنان التاريخي ورسولية كيانه. وفي ظل هذا الفشل السياسي الذي نعيشه وفي ظل تحلل الدولة الكامل، نجد أولئك اللبنانيين العظماء ينتفضون للمحافظة على وجه لبنان ويحملون راية الحلم، ويتحدون هذا الواقع التاعس”.
وأضاف: “يقول أحد علماء الاجتماع الفرنسيين “الشعب السعيد لا تاريخ له”، لماذا؟ لأنه عندما يكون الإنسان سعيدًا، يذوب في لحظات الهناء ولا يُدوِّن أيّ شيء. وهنا نتساءل بحق، هل هناك من شعوب لم تكتب تاريخها؟ نجاوب بدون تردد بالنفي. جميع الشعوب كتبت تاريخَها، فإذًا جميع الشعوب تعيسة لأن التاريخ دائمًا مأساوي”.
وتابع: “الإنسان هو مشروع معقّد. الرب أعطانا الوقت لنحقق ذواتنا في الفرح والسعادة والحب والتآخي والتضامن. ولكن للأسف الإنسان في طبيعته المنحرفة، حوّل الزمن المعطى له لتحقيق ذاته إلى تاريخ عنف وصراعات قاتلة. هذه هي حكمة البشر، حكمة يتحكم فيها منطق السحق والنفوذ والإذلال والعنف…”
وأكد: “يفيض الفرح في قلوبنا عندما نرى السيدة أبو عياش تتحدث عن الحلم، لأنه لا يجب أن تكون لدينا صداقة مع التشاؤم. ولكن للأسف، كثيرون في لبنان حققوا إنجازات خارقة في تطوير فنون الكآبة والتشاؤم والانتحاب والمراثي. وهناك أيضًا أنبياء الويل الذين يتسللون بحذاقة إلى لقاءاتنا واجتماعاتنا ويغتبطون بإيصال الأخبار الحزينة والمدمرة للانتظارات الجميلة والأحلام المتراقصة. ولئن كان الواقع صعبا ورادعا لطاقة الحلم لدينا، فلا يجوز الانزلاق إلى مساحات اليأس. ونحن اليوم مع السيدة أبو عياش على مركب واحد، هو مركب الرجاء والأمل والحلم”.
كما لفت الأب حبيقة إلى “أننا في جامعة الروح القدس تمكّنا من الفوز بالجائزة العالمية غايا (Prix GAIA) التي جاءت تتويجاً للعمل التراكمي للجامعة الآيل إلى المحافظة على الأرض، “أمنا الكبرى”. وفي جامعتنا نعتمد أهم المعايير البيئية، مثل الطاقة الشمسية وفرز النفايات… كما احتلينا المرتبة 651 في تصنيف QS العالمي للجامعات الذي شمل 28 ألف جامعة في العالم. كما حلت جامعتنا بين الجامعات الخمس الأوائل في لبنان. وعلى صعيد البيئة، صُنّفنا الجامعة الخضراء الأولى في لبنان”.
وختم معربًا عن الفخر بمؤسسة إيناس أبو عياش “التي تُحفِّز الأجيال على الأحلام وتؤمن لهم الدعم، فهي بشخص رئيستها تحمل رسالة عظيمة وسامية، إذ تنقل منطق الفرح والتفاؤل والانتظار إلى جميع أصقاع لبنان، وعلى نحو أخص إلى صفوف الأجيال الصاعدة”.
مشاريع الطلاب
ثم عرض الطلاب مشاريعهم، حيث شرحت الطالبة سارة أبي عبدالله عن مشروعها “UniSurf” مشيرة إلى أنه “تطبيق محمول، يساعد الطلّاب على شراء وبيع كتبهم ودفاترهم وأبحاثهم وأدواتهم الأكاديميّة. بالإضافة إلى ذلك، يسمح هذا التطبيق للطلّاب بتقييم الصفوف الاختياريّة. ويهدف التطبيق إلى ربط الطلّاب وتوفير الشفافيَّة وفرص الوصول لهم.
وتحدث الطالب ريكاردو لبُّس عن مشروعه “Starchy”، موضحًا أن “شركة ستارشي هي شركة أبحاث وتطوير، خلق موظّفوها بخاخات طلاء طبيعي مئة بالمئة تشكّل حاجزاً (طبقة شفّافة ولا طعم لها وصالحة للأكل) على الفاكهة والخضار، وتساعد على زيادة مدّة صلاحية الفاكهة والخضار إذ لها آثار مضادة للميكروبات وللأكسدة. ركّز منتجنا الأوّل على التفّاح، وقد اختبرناه مع أكبر مصدر للتفاح في الولايات المتحدة الأمريكيَّة وقد حصلنا على نتيجة جيّدة”.
أما الطالبة لينا الخوري فعرضت لمشروعها “HelpMePlant” لافتة إلى أنه “يعتبر منصة على الإنترنت تهدف إلى تعزيز تعليم ومبادرات البستنة بين الأسر. تقدم هذه المنصة للمستخدم النباتات المناسبة له، استناداً إلى أربع معلومات (نوعها، وإذا ستُزرع في الداخل أم في الخارج، ومستوى المياه، ومستوى الشمس)، بالإضافة إلى معلومتين تلقائيتين (الارتفاع والطقس). كما تربط المستخدم بسوق على الإنترنت حيث يمكنه شراء النباتات واستلامها في منزله”.
وفي الختام وبعد تداول أعضاء لجنة التحكيم، قدّمت مؤسسة إيناس أبو عيّاش جائزة مادية وقدرها 10000 دولار أميركي للطالبة سارة أبي عبدالله عن مشروعها الفائز “UniSurf”.
هذا وتخلل الحفل وثائقيان عن مؤسسة إيناس أبو عياش، سلّطا الضوء على رسالتها وأهدافها ونشاطاتها وأعمالها على مستوى الوطن.