عقد في مجلس الشيوخ الفرنسي مؤتمر”الهيدروديبلوماسية والتغيير المناخي للسلام في بلاد ما بين النهرين :نهر دجله والفرات” بحضور وزير الطاقة والموارد المائية سيزار ابي خليل وتنظيم مدير عام وزارة الطاقة والموارد المائية، ورئيس المتوسط المستدام (Medurable) فادي قمير والسناتور أوليفيه كاديك ممثل الفرنسيين في الخارج. وحضر المؤتمر حشد من الشخصيات السياسية الفرنسية والعربية من بينهم وزير الري والموارد المائية المصري محمد عبد العطي،وزير الري والموارد المائية العراقي السابق حسن جنابي ووزير مفاوضات المياه في فلسطين شداد العتيلي .
وشارك عن الجانب الفرنسي رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في مجلس الشيوخ كريستيان كامبو الذي اشاد في كلمته بنتائج المؤتمر ،الذي يعقد في المجلس للسنة الرابعة وبالعمل الذي تقوم به المتوسط المستدام وقال :”لقد أصبحت هذه اللقاءات التي يستضيفها مجلس الشيوخ موعدا سنويا مدرجا على قائمة الندوات”.
وشارك في هذا المؤتمر للمرة الاولى وفد من السفارة التركية ،بالاضافة الى عدد من الخبراء الأتراك .
وفي كلمته شدد وزير الطاقة سيزار ابي خليل على أهمية وضرورة معالجة مشكلة المياه مشيرا الى ان هذا الموضوع “يجب ان يتصدر سلم أولويات استراتيجية التنمية المستدامة في الشرق الأوسط من خلال التعاون بين دول المنطقة والتوصل الى تقاسم عادل ومتساوي لهذا المصدر الطبيعي.”
واضاف: ” إن التعاون في هذا الإطار مستمر والديبلوماسية عندما تكون متاحة ومتوفرة،فإنها تشكل أفضل طريقة لوضع حد لحرب محتملة ،وبالتالي يمكن تحقيق السلام وتبني سياسة في إدارة شؤون المياه.”
وقال ابي خليل :”لبنان ارتكز على اتفاقية الامم المتحدة لتقاسم المياه في الأحواض الدولية ولا سيما اتفاقية ١٩٩٧ التي ترتكز على مفهوم التقاسم العادل والمنصف،”مضيفا ان هذا ما قام به لبنان في حوض نهر العاصي مع سوريا.”
بدوره شدد رئيس المتوسط المستدام فادي قمير على ضرورة تقاسم المياه للتكييف مع ظروف النمو وتوفير الامن الغذائي وتأمين الشروط لتحقيق هذا الهدف.
وحذر من “العواقب التي قد تنتج في غياب ذلك خصوصا مع تزايدالتكاثف الديمغرافي ،والهجرة والتغيير المناخي . ولفت الى ضرورة تبني وتطبيق مفهوم ترابط موضوع المياه مع الطاقة والغذاء والبيئة .
وشدد قمير على ان اتفاقيات الامم المتحدة تشكل المرجع للبلدان المتشاطئة بغية انشاء منظمات احواض دولية.
واشاد رئيس لجنة المياه الدولية لوييك فوشون بالنتائج التي توصلت اليها “الهيدروديبلوماسية في السنوات الماضية وإلانجازات التي تحققت، وبالعمل الذي حققه فادي قمير في هذا الخصوص.”
وقال فوشون:”ان الهيدروديبلوماسية أصبحت واقعا وجزء من سياسات المياه.وذلك يعود للبنان وتمكنت هذه الالية من تهدئة بعض المشاكل عبر الحوار واعتقد ان نتائجها كانت إيجابية.” ا
وتجدر الاشارة الى إن هذا المؤتمر وبنسخته الرابعة تميز بموضوع بلاد ما بين النهرين.
وتواصلت النقاشات على مدى يوم كامل وتوزعت على اربع طاولات مستديرة و تضمنت موضوع العاصي،نهر الاْردن ،النيل والتحديات الاقتصادية والتقنية والبيئية على دجلة والفرات.