واصلت دولة الكويت تسجيل الإنجازات المتسارعة لتثبيت أهداف مسيرتها الرامية إلى إطلاق قدراتها الاقتصادية، ودفع عجلة نموها المستدام، مستفيدة من تكاتف الجهود الوطنية وتلاقي جميع الأطراف المعنية لتحقيق ركائز الرؤية الوطنية 2035 ’ كويت – جديدة‘، والتي جاء في إطارها انعقاد ملتقى الكويت للاستثمار 2018 في نسخته الثانية في 21-22 مارس الماضي.
وفي هذا السياق، صرح الشيخ الدكتور مشعل جابر الأحمد الصباح، مدير عام هيئة تشجيع الاستثمار المباشر: ” سعى ملتقى الكويت للاستثمار 2018 لاستعراض مدى حرص الجهات الحكومية على تحسين بيئة الأعمال وجعل دولة الكويت بيئة مشجعة للاستثمار، وتضافر جهود القطاعان العام والخاص لتنمية القطاعات الحيوية وإطلاق المشاريع المتميزة في ظل استمرار التعاون البناء والالتزام القوي لتنويع الاقتصاد الوطني والنهوض بالثروة الحقيقة للوطن المتمثلة في شبابه الواعد والمبدع”.
وتحديدا، شهدت الفترة التي أعقبت ملتقى الكويت للاستثمار 2018 خطوات مهمة لتعزيز مكانة الكويت الدولية وبناء شبكة علاقات واسعة وتوطيد الشراكة الاستراتيجية مع دول عظمى شملت زيارة حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه إلى جمهورية الصين الشعبية في شهر يوليو 2018، تم خلالها توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات تنمية التبادل التجاري، مشاريع تطوير البنية التحتية، وإنشاء مناطق صناعة وتكنولوجية متقدمة، ومشاركة الكويت في مبادرة الحزام والطريق من خلال المشروع الضخم لتطوير إقليم الشمال.
وكذلك من خلال اجتماع حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد حفظه الله ورعاه في الولايات المتحدة الأمريكية في سبتمبر 2018 مع وفد من كبار الرؤساء التنفيذيين لكبرى الشركات الأمريكية للدفع قدماً بالتعاون الثنائي في مجالات حيوية.
وشهدت الكويت زخما متواصلا في سير العمل في مشاريع البنية التحتية الضخمة التي تمّ استعراض بعضها خلال ملتقى الكويت للاستثمار 2018، ومنها العمليات الإنشائية الجارية في مباني الركاب الجديدة لمطار الكويت الدولي، علاوة على مدينة الشحن الجوي في مطار الكويت الدولي (المرحلة الأولى)؛ وكذلك في مجال الطاقة، ومنها مشروع مجمع الشقايا للطاقات المتجددة ومشروع الوقود البيئي النظيف التي ستسهم بدور ملموس في تعزيز نمو قطاع الطاقة في البلاد، وفي القطاع الصناعي، متمثلا في مشروع مدينة النعايم الصناعية الذكية.
وبرزت مبادرات على أصعدة أخرى منها إدراج الكويت ضمن مؤشر مجموعة فوتسي للأسواق الناشئة، الأمر الذي سيسهم في تعزيز التدفقات النقدية إلى سوق رأس المال، مدفوعة بالإصلاحات المتواصلة التي تجريها هيئة أسواق المال لتيسير تأسيس نظام استثماري يتمتع بالمصداقية والشفافية، والاستعداد للتأهيل لدخول مؤشرات مالية رئيسية أخرى. وأطلقت بورصة الكويت نظام “خارج المنصة” الذي يعد الأول من نوعه في منطقة الخليج لتداول أسهم الشركات غير المدرجة. وتعكف البورصة على إجراء حزمة من الإصلاحات الشاملة التي ترتقي بجودة خدماتها لاجتذاب مزيد من المستثمرين.
وقد ساهمت هذه الجهود مجتمعة في الارتقاء بمكانة الكويت في التصنيفات العالمية على صعيد مؤشر سهولة ممارسة أنشطة الأعمال الذي شهدت فيه الكويت ثباتاً في اتجاه التحسن في رصيدها وخاصة بتأثير الاصلاحات في بدء الاعمال (النشاط التجاري) وحماية حقوق المستثمرين الأقلية واستخراج تراخيص البناء، كما حسنت دولة الكويت أدائها في 47 مؤشراً من أصل 90 مؤشر تكون بمجملها مؤشر التنافسية العالمي 2018، ليصل ترتيبها العام في المركز 54 بين 140 دولة. وجاءت هذه النتائج مدفوعة بالتحسينات التي شهدتها البيئة القانونية والتنظيمية في البلاد.
وأضاف الدكتور مشعل: ” تمحورت رؤيتنا في تنظيم ملتقى الكويت للاستثمار 2018 بتبيان ما حققته دولة الكويت من الإنجازات التي تصب في تسهيل تأسيس الأعمال وتعزيز الشفافية في الإجراءات لاكتساب ثقة المستثمرين. وقد بدأت بالفعل النتائج الإيجابية التي عاد بها الملتقى بزيادة الاهتمام في الدخول في شراكات عالمية واتفاقيات جديدة واستثمارات في مجالات استراتيجية، وبدعم متكامل مع مستهدفات الجولة الترويجية الخارجية للهيئة بعنوان ’ مؤتمر الكويت للاستثمار ‘التي بدأت في لندن في شهر نوفمبر 2017، وعقدت في نسختها الثانية في وادي السيليكون في نوفمبر 2018، بينما ستنعقد الجولة الثالثة في سنغافورة في مارس 2019 بالشراكة مع مجموعة فاينانشال تايمز لايف، ومجلة إف دي آي تحت عنوان ’ اكتشف الفرص في اقتصاد متجدد‘”.
وتجدر الإشارة إلى أن ملتقى الكويت للاستثمار قد عقد برعاية كريمة وتشريف حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه، في نهاية مارس 2018 وأعقبته زيادة ملحوظة بالاهتمام بدولة الكويت كموقع جاذب للاستثمار، وتقدم شامل في وتيرة انجاز مشاريع البنية التحتية تماشياً مع تحقيق الرؤية الوطنية 2035 “كويت-جديدة”.
وقد حرصت الوزارات والهيئات الحكومية المعنية إلى مواصلة جهودها في تطوير أعمالها وتنفيذ مشاريعها في أعقاب ملتقى الكويت للاستثمار 2018، الذي أكد فيه سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء على التركيز الكبير الذي توليه الحكومة لدفع عجلة التنويع الاقتصادي وتعزيز مكانة الدولة كوجهة إقليمية رئيسية للأعمال وبيئة ترحب بالاستثمارات الأجنبية.