كتبت ساره مطر
اختتم “المجلس الإنمائي للمرأة والأعمال”، الأسبوع اللبناني للثقافة والسياحة الذي نظمه برعاية معالي وزير السياحة اللبناني أواديس كيدانيان، وذلك على مدى أربعة أيام شملت معظم المحافظات والمناطق اللبنانية من الشمال إلى البقاع وجبل لبنان فالعاصمة بيروت. وقد شاركت في فعاليات الأسبوع اللبناني شخصيات لبنانية وعربية رفيعة المستوى من المملكة العربية السعودية والعراق والإمارات العربية المتحدة ومصر والأردن وفلسطين وسوريا وتونس.
استهل الأسبوع اللبناني بجولة في محافظة الشمال، حيث زار الوفد المشارك قائد منطقة الشمال في الجيش اللبناني العميد الركن الطيار هشام ذبيان، الذي رحب بالضيوف الكرام من كافة أرجاء الوطن العربي، في بلدهم الثاني لبنان، منوها بالعلاقات التي تربط لبنان مع سائر الدول العربية الشقيقة. كما تطرق إلى الدور الحيوي الذي يلعبه الجيش اللبناني، قيادة وضباطا وأفرادا، في الدفاع عن الوطن وصون السلم الأهلي وتحقيق الأمن والأمان، وبالتالي إنماء المناطق والقرى اللبنانية وضمان استقرارها. كما شكرت سعادة رئيسة المجلس الانمائي للمرأة والأعمال السفيرة إيمان غصين، قيادة منطقة الشمال على حفاوة الاستقبال، مشيدة بدور المؤسسة العسكرية وجهودها، وعلى رأسها العماد جوزاف عون. كما أعرب الوفد عن تقديره وامتنانه لسيادة العميد ذبيان على حفاوة استقباله ونبل أخلاقه بما قدمه من مثال للمؤسسة العسكرية الناجحة والحكيمة.
أما المحطة الثانية فقد كانت في بحيرة بنشعي، في زغرتا الشمالية، حيث استكشف الوفد اللبناني والعربي جمالية البحيرة وفوائدها الزراعية والسياحية. واختتمت بزيارة متميزة إلى قرية بدر حسون البيئية الإيكولوجية، حيث جال المشاركون في أرجاء خان الصابون والزوايا المخصصة للزيوت والمستحضرات الطبيعية والتجميلية الفريدة من نوعها. وكان غداء قروي على شرف الوفد وهدايا تذكارية وسط أجواء عابقة بالفرح والتقدير. كما كرم السيد بدر حسون رئيسة المجلس الإنمائي للمرأة والأعمال الدكتورة إيمان غصين بدرع تقديرية امتنانا لجهوده الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية في لبنان والوطن العربي، واحتفى كذلك مع المشاركين بمناسبة عيد ميلاد الدكتورة غصين، التي قدمت بدورها درع الإبداع والتميز إلى السيد حسون، تقديرا لريادته وجهوده التي رفعت إسم لبنان عاليا.
وتميز اليوم الثاني بجولة في منطقة البقاع، بدأت بزيارة كنيسة مار أندراوس في بلدة عيتا الفخار، حيث رحب مطران الكنيسة قدس الأباتي متري الحصان بالزائرين، مشيدا بما تمثله البلدة من نموذج للتعايش والمحبة والإيمان بين مختلف أطيافها ومذاهبها، وما تحمله من رسالة سلام واطمئنان. بدوره، شكر رئيس مجلس إدارة شركة الكابلي القابضة ورئيس مجلس إدارة مركز أمل جدة للمعاقين للبنين الدكتور واصف الكابلي، من المملكة العربية السعودية، المطران على رحابة استقباله، مؤكدا أهمية الدعوة إلى الوحدة الوطنية والعربية والتعاضد والتعاون بين مختلف الفرقاء من أجل مصلحة بلداننا وشعوبنا.
وللمناسبة، أولم المطران على شرف الوفد في صالون الكنيسة، حيث تذوق المشاركون أصنافا متنوعة من الفطور القروي. ومنحت رئيسة المجلس الإنمائي للمرأة والأعمال الدكتورة إيمان غصين شهادة تقديرية إلى المطران تقديرا لجهوده واستضافته الكريمة.
وتخلل هذا اليوم زيارة إلى قلعة الاستقلال التاريخية في بلدة راشيا، والتي شهدت اعتقال الرؤساء والقيادات اللبنانية التي كانت سببا لاستقلال لبنان عن الانتداب الفرنسي. وقد جال المشاركون في أرجاء القلعة واطلعوا على أقسامها وغرف الاعتقال التي تم احتجاز رموز الاستقلال داخلها. واختتم اليوم السياحي بمأدبة غداء في مطعم الشمس، وهو من أعرق المطاعم وأشهرها في البقاع اللبناني.
وقد كان لليوم الثالث رونق خاص، حيث شمل جولة في قضاء الشوف الواقع في محافظة جبل لبنان، استهلت بالتعرف إلى قصر موسى المعماري الأثري التاريخي، الذي أشاده صاحبه موسى جراء تحد وعزيمة وإرادة كان دافعها الحب، فحول الحلم إلى حقيقة. واستشكف المشاركون مختلف المقتنيات القيمة والمتميزة من منحوتات ومجسمات وتماثيل وقطع أثرية وأسلحة تعود لأيام الاحتلال العثماني والانتداب الفرنسي. ومن ثم، انتقل الوفد إلى محمية أرز الشوف التي تشكل ٥% من نسبة المساحات الخضراء في لبنان، وتعتبر أكبر المحميات الطبيعية في لبنان، حيث تم إدراجها مؤخرا على القائمة الخضراء من قبل الإتحاد الدولي لحماية الطبيعة. وكانت فرصة اطلع خلالها الوفد اللبناني والعربي، من منسق السياحة البيئية في المحمية عمر أبي علي، على جمالية أرز لبنان ورمزيته الوطنية وما يجسده من شموخ وصمود يشبه صمود الشعب اللبناني بوجه مجمل التحديات وتمسكه بإرادة الحياة. وتخلل الجولة السياحية البيئية، تقديم درع الإبداع والتميز إلى مدير محمية أرز الشوف السيد نزار هاني، والذي استلمه عمر أبي علي، نيابة عنه. واختتم هذا اليوم بمأدبة غداء على شرف المشاركين في مطعم المملكة في بلدة الباروك الشوفية، على وقع الأغاني الوطنية والعربية، حيث تم قطع قالب حلوى احتفاء بعيد ميلاد الدكتورة إيمان غصين.
وقد اختتمت فعاليات الأسبوع اللبناني للثقافة والسياحة، بكلمة للدكتورة إيمان غصين أشادت فيها بجميع الوفود العربية ومشاركتهم الفاعلة وحضورهم المشرف في بلدهم الثاني لبنان. وكشفت الخطط المستقبلية لعمل المجلس الإنمائي للمرأة والأعمال ومسار عمله لسنة ٢٠١٩. كما أعلنت الشراكات التي سوف يبرمها المجلس مع عدد من الشركاء الاستراتيجيين من أجل النهوض بالعمل التنموي وتمكين المرأة اللبنانية والعربية، وتعزيز المسار الاقتصادي والاجتماعي. وأطلقت مبادرة “بصمة قائدة” تحت عنوان “في بيتنا رائدة” الهادفة إلى تكريم النساء القياديات المتميزات والناشطات في لبنان وعالمنا العربي. كما كانت، محاضرة قيمة للدكتور واصف الكابلي عن التوحد وأسبابه وسبل اكتشافه، وعن الدور الذي يلعبه مركز الأمل في المملكة العربية السعودية لناحية علاج مرض التوحد. وتوجه الأديب والصحافي بسام فغالي، بكلمة شكر، نوه فيها بالوفود العربية التي أضفت على هذا الأسبوع عبقا خاصا جمع نخبة من اللبنانيين والإخوة العرب في ربوع لبنان الحبيب.
وتخلل الحفل الختامي كلمة لرئيس غرفة تجارة العمارة العراقية السيد علاء ولي الشمري، شكر فيها الدكتورة إيمان غصين، على كرم ضيافتها وحسن استقبالها، مثمنا الشراكة الفاعلة بين المجلس الإنمائي للمرأة والأعمال وغرفة تجارة العمارة العراقية.
كما شهد الحفل الختامي توزيع الشهادات التقديرية على المشاركين، الذين أعربوا عن سعادتهم وامتنانهم لهذه الفعالية وما رافقها من نشاطات سياحية وتثقيفية بقيادة حكيمة من السفيرة الدكتورة إيمان غصين وفريق العمل في المجلس الإنمائي للمرأة والأعمال. كذلك جرى تكريم الدكتورة غصين من قبل عدد من الوفود العربية بدروع وهدايا تقديرية. كما كرمت الدكتورة غصين، الدكتور واصف الكابلي بدرع الإبداع والتميز، تقديرا لجهوده الإنسانية في الوطن العربي، والذي بدوره كرم الدكتورة غصين بدرع الإبداع والتميز أيضا لريادتها على مستوى لبنان والعالم العربي. وتوج الأسبوع اللبناني للثقافة والسياحة بأمسية شعرية لشعراء لبنانيين وعرب.