نظمت كلية الهندسة ومركز الأبحاث TICKET المختص بتقنيّات المعلوماتيَّة والاتِّصالات في الجامعة الأنطونيةAntonine Univesity-UA مؤتمر بيروت الذكية،”Smart Beirut” برعاية رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ممثلاً بمستشاره فادي فواز وبالتعاون مع BMW Group، وشركة Splunk، وفي حضور وزير الطاقة سيزار أبي خليل، النائب نقولا صحناوي، النائب د.أنطوان حبشي، والسفير الألماني في لبنان جورج برغلين، الى جانب رئيس الجامعة الأنطونية الأب ميشال جلخ ونقيب المهندسين في بيروت جاد تابت، ونائب رئيس شركة BMW د.ديرك دريهير، ورئيس مجلس ادارة ALFA ومديرها العام مروان حايك، ومعنيين في هذا المجال من سفراء وممثلي شركات ومختصين بالمدن الذكية.
جمع مؤتمر بيروت الذكية الباحثين والمختصين في مجال المدن الذكية وتم خلال جلساته التي استمرت يوماً كاملاً عرض للمبادرات الإيجابية في مجالات المواصلات والطاقة والصحة، الى جانب عرض للوقائع وللمتطلبات القانونية واللوجستية لمساعدة الشركات والباحثين الجامعيين والمبادرات الوطنية للنجاح. هذا وحرصت الهيئة المنظمة للمؤتمر والمؤلفة من عميد كلية الهندسة في الجامعة الدكتور شادي ابو جودة، والدكتور شفيق جابر، ومدير مركز الأبحاث(Ticket Lab) في الجامعة الدكتور بشارة البونا والدكتور قبلان شكور على التواصل مع الفاعلين في لبنان وفِي العالم في مجال المدن الذكية، للعمل من خلال هذ المؤتمر على إيصال بيروت عاصمة للتكنولوجيا في الشرق الأوسط، فبيروت تتمتع بشبكة واسعة من الشركات الناشئة ومراكز التمويل، وتتميز أيضا بغناها بالجامعات والقدرات الشابة ما يمكّنها من الإبداع في مجال التكنولوجيا. كذلك تسعى الجامعة الأنطونية من خلال هذه المؤتمرات وانطلاقاً من دور الجامعات التأثيري الى لمّ شمل المهتمين وإطلاق الأبحاث في المجالات التي تهم اللبنانيين ومدنهم ولا سيما العاصمة بيروت.
صحناوي
بدوره اشار النائب صحناوي الى اننا ندعم كل ما يضع لبنان ويجعله منصة رقمية كما نحن نطمح لتحقيق هذا الخطوة التي تشكل أمراً ايجابيا للبنان. وأضاف ان للجامعات دوراً كبيراً في تحقيق هذا الأمر. ومن خلال هذا المؤتمر تبينت الجهود التي تبذلها الجامعة الأنطونية وبالشراكة مع BMW من خلال العمل على إيصال طاقات شبابنا وتجعل من الشركات الكبرى خارج لبنان تدرك الكم الذي يحويه لبنان من طاقات، ورأى صحناوي ضرورة ان يصبح لبنان خلية نحل اقليمية عالمية، قائلاً: من هنا نفك الحصارعنه نجعله يرتبط بالأسواق العالمية والتكنولوجيا.
ابي خليل
أشار الوزير أبي خليل خلال مداخلته إلى أننا دخلنا عصر المدينة الذكية في قطاع الكهرباء عبر تنفيذ مشروع الشبكة الذكية وتركيب عداداتها في محطات النقل الرئيسة وفي بعض الأحياء حيث سينتهي توزيعها أواخر العام 2019. ومشروع تركيب العدادات الذكية الخاصة بالمنازل والمرتقب استكماله في غضون سنتين إلى ثلاث سنوات، الأمر الذي سيسمح لمؤسسة “كهرباء لبنان” بالتحكم بالشبكة ومسار الطاقة والجباية عن بُعد من المركز الرئيسي، وبتحقيق توازن مالي، ومعرفة مكامن الهدر التقني وغير التقني (أي سرقة الكهرباء)، وتمكين المستهلك من الدفع مسبقاً وتحديد كمية استهلاكه للطاقة، وضبط الطلب الزائد على الكهرباء عبر التحكم بقدرة العدادات. وأضاف أبي خليل أن الشبكة الذكية قد تمكّنّا من الوصول إلى تغذية كهربائية 24 على 24 حتى قبل اكتمال القدرة الإنتاجية، ولفت أبي خليل إلى أن الشبكة الذكية ستساهم في إعادة خفض مستويات الهدر التقني وغير التقني إلى المعدل العالمي المتراوح بين 7% و15%، ومن المرتقب أن يصل إلى 5% في كل لبنان مع اكتمال الشبكة الذكية في غضون ثلاث سنوات.
جلخ
وتخلل جلسة الأفتتاح كلمة لرئيس الجامعة الأب جلخ أشار فيها الى أن العمل على خارطة طريق لـ “Smart Beirut” يحتاج إلى رؤية على المستوى الوطني لبناء مجتمع المعرفة والتكنولوجيا. وأضاف ان هذا المشروع يحتاج إلى فريق من الخبراء يعملون على وضع خطة استراتيجية تهدف إلى إشراك الأجيال القادمة الذين سيواصلون تحسين بلدنا بغض النظر عما يحدث حتى ننتقل إلى التحول الرقمي الذي سيغير حياة الناس. ما نحتاجه هو أننا نحتاج إلى مهندسين ذوي توجهات اجتماعية وبيئية متطورة إلى جانب المعرفة والمهارات المطلوبة، من أجل أن يكون لدينا مدينة ذكية تحتوي على عملية مستدامة من شأنها البقاء بغض النظر عن السياسة والسياسيين.
أبو جودة
أشار أبو جودة عميد كلية الهندسة في الجامعة الى ان هناك إمكانية لبلدان مثل لبنان أن تستفيد من تجارب الدول الأكثر تقدمًا من خلال تحقيق قفزات في الصناعة ومع ذلك هناك تحديات رئيسة ينبغي معالجتها ولاسيما منها الافتقار إلى بنية تحتية مادية ورقمية. من هنا يتطلب الانتقال إلى مدينة مستدامة أكثر ذكاءً، نشر بنية تحتية متطورة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتقديم ورصد خدمات عالية الجودة من المرافق إلى وسائل النقل والطاقة والصحة. واعلن ابو جودة التزام مؤتمر Smart Beirut الجمع بين جميع أصحاب المصلحة للتعامل مع تحديات هذا التوسع الحضري السريع. مع تسليط الضوء على الوضع الحالي لمدينة بيروت في تحولها الرقمي وكذلك على الجهود المبذولة لوضع المدينة على خريطة الرقمية.
تابت
الى ذلك قال نقيب المهندسين تابت: يحدوني الامل عندما اشارك في مثل هذه المؤتمرات بأن لبنان لا يزال يتفاعل مع العالم رغم كل الصعاب، وان لبنان وليس بيروت فقط سيتحولان الى بلد ذكي، وأضاف قائلاً، إن أكثر ما تحتاج اليه مدينة بيروت لتصبح ذكية او رقمية او ايكولوجية، ان تعتمد خدماتها على البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مثل أنظمة مرور ذكية، وخدمات إدارة الأمن المتطورة، وأنظمة تسيير المباني، واستخدام التشغيل الآلي في المكاتب والمنازل، واستخدام عدادات للفواتير “المياه والطاقة والنقل، وخدمات الطوارئ، والمرافق العامة، وإدارة وفرز النفايات، وغيرها”.
الحايك
وكانت مداخلة خلال المؤتمر لرئيس مجلس إدارة شركة ألفا مروان الحايك، اشار فيها الى ان تمكين المدن الذكية يتطلب تضافرا لجهود الجميع بدءا من السياسات الحكومية، وتعاونا من كل المعنيين. ولفت إلى أن دور ألفا أساسي في تحقيق هذا التحول الرقمي نحو المدن الذكية، وأكد الحايك ان الثورة الرقمية ستغير طريقة عيشنا وطريقة تواصلنا وتنقلنا، أي ستحدث تغييرا جذريا في كل مفاصل حياتنا، بدأنا نلمسه اليوم مع التطور التكنولوجي والبنية التحتية التي نؤمنها وسنلمسها أكثر بدءا من العام المقبل مع اطلاقنا الجيل الخامس 5G.
دريهير
من جهته قال نائب رئيس شركة BMW د.ديرك دريهير: قد تحدثنا اليوم عن التقنيات الذكية والتطور الذكي، وبالنسبة لعملية التطور بين المكان الذي نحن فيه اليوم وأين سنكون في المستقبل ، فإن عامل النجاح الأول هو خلق رؤية مشتركة في الاتجاه الصحيح لتحقيق الأهداف، اما عامل النجاح الثاني هو التركيز على حاجة السوق واسأل نفسك: “هل ما افعله اليوم يخدم الزبون؟
إشارة الى ان تنظيم هذا المؤتمر جرى بالتعاون مع مجموعة بي ام دبليو BMW التي تدعم الطلاب اللبنانيين من خلال التدريب الداخلي، فمنذ بداية شراكتهما في عام 2014، عملت مجموعة بي ام دبليو BMW والجامعات الرئيسية في لبنان بشكل وثيق لدعم المجالات المهنية في العلوم والتكنولوجيا والهندسة من خلال توفير فرص التدريب في مقر مجموعة بي ام دبليو في ميونيخ BMW من خلال هذا البرنامج المخصص. تجدر الإشارة الى أن 50 طالباً من الجامعة الأنطونية Antonine University وجامعات أخرى لبنانية تمكّنوا حتى الآن من الالتحاق بمجموعة بي ام دبليو في ميونيخBMW . وقد حقّق البرنامج نجاحاً كبيراً وهو الأول من نوعه في الشرق الأوسط. وتأتي هذه الشراكة بين مجموعة بي ام دبليو والجامعات اللبنانية في إطار السعي لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسة تتمثل في تمكين نقل الطلاب للمعرفة والمهارات التي تم اكتسابها في الجامعة إلى بيئة صناعية حقيقية، واجتذاب بعض المتخرجين الموهوبين في العالم لمجموعة بي ام دبليو، والعودة للمجتمع اللبناني لمزيد من الأبحاث ونمو القيادة. الى ذلك شاركت جامعات لبنانية في النشاط التي نظمته أيضاً كلية الهندسة ومختبر TICKET للأبحاث في الجامعة الأنطونية تحت عنوان “هاكاتون”.اشارة الى ان خلاصات مؤتمر Smart Beirut سوف تنشر بهدف المساعدة في تطوير عاصمتنا بيروت انطلاقاً من قناعة القيّمين من ان بيروت تحوي طاقات متجددة وفاعلة وليست بعيدة أبدا عن الوصول الى اهداف المدن الذكية.