زمكحل: إقتصادنا ينزف يلين لكن لن ينكسر ولم ولن نستسلم، بدأنا سنة 2018 بتفاؤل حذر وأنهيناها بخيبات أمل مؤلمة
عقد مجلس إدارة تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم برئاسة الدكتور فؤاد زمكحل إجتماعه الأخير للعام 2018 على مأدبة غداء، في حضور أعضاء المجلس التنفيذي والمجلس الإستشاري للتجمع اللبناني العالمي، وبمشاركة وحضور السفير البريطاني في لبنان كريس رامبلنغ وعدد من أركان السفارة، للتحدث عن الأوضاع الإقتصادية الراهنة في لبنان ونظرة أعضاء مجلس الإدارة للتجمع اللبناني العالمي للعام 2019 وبناء إستراتيجية التنفيذ والملاحقة حول منتدى رجال الأعمال والإستثمار اللبناني – البريطاني، الذي إنعقد مؤخراً في العاصمة البريطانية لندن.
زمكحل
بدءاً، تحدث رئيس التجمع اللبناني العالمي الدكتور فؤاد زمكحل ومجلس الادارة عن النشاطات التي قاما بها خلال العام 2018 في لبنان والقارات الخمس (آسيا، أفريقيا، أوروبا، أميركا، أوستراليا)، فضلاً عن البعثات، والمؤتمرات (المحلية، الإقليمية، الدولية)، والمحاضرات الإقتصادية، والإجتماعات مع السفيرة الأميركية اليزابيت ريتشارد، والسفير الروسي الكسندر زاسبيكين، في لبنان، ونائب رئيس البنك الدولي فؤاد بلحاج، إضافة إلى الإتفاقات التي تم إبرامها أبرزها مع: غرفة التجارة اللبنانية الكندية، سيدات الأعمال العربية، الوكالة الجامعية الفرنكوفونية AUF، الجامعة اللبنانية، جامعة الكسليك، الجامعة اللبنانية الاميركية LAU، جامعة بلغاريا وغيرها. كذلك تحدث د. زمكحل ومجلس الإدارة، عن الإجتماعات الرئيسية التي عقدها التجمع اللبناني العالمي مع المنظمات الدولية والجمعيات العالمية والتي كان أبرزها مع منظمة التعاون الإقتصادي والتنمية OECD، ومجموعة العمل الاميركية من أجل لبنان American Task Force for Lebanon (ATFL)، حيث تركزت المناقشات حول النهوض بالإقتصاد اللبناني ولا سيما القطاع الخاص، والتعاون مع هذه الجهات من أجل تحقيق مستقبل إقتصادي ومالي أفضل للبنان واللبنانيين.
وتحدث رئيس التجمع اللبناني العالمي د. فؤاد زمكحل بإسم مجلس الإدارة مخاطباً السفير البريطاني في لبنان كريس رامبلنغ عن أبرز محطات العام 2018 إقتصادياً، (محلياً، إقليمياً، عالمياً)، والتي وصفها بسنة خيبات الأمل.
وقال د. زمكحل: «في الاشهر الخمسة الاولى من السنة عشنا معارك إنتخابية نيابية، بالتزامن مع التجاذبات السياسية الحزبية والطائفية، لكن في الوقت عينه، أبدينا تقديرنا لإجراء هذه الإنتخابات في جو ديموقراطي، ومن دون أي مشاكل أمنية تُذكر. وإثر إعلان نتائج هذه الإنتخابات أعلنا عن تفاؤل حذر، إذ كنا طالبنا بتأليف حكومة منتجة منبثقة من نتائج هذه الإنتخابات، كي نستعيد الثقة بلبنان والإقتصاد. إنما حتى اليوم بعد هذا التجاذب الراهن، نلاحظ تفاقم الأزمة الإقتصادية، المالية والمعيشية.
كما نسجل خيبة أمل أخرى، جراء عدم الإستفادة من المؤتمرات الدولية التي عقدت من أجل مساعدة لبنان في كل من فرنسا، إيطاليا وبلجيكا ومؤخراً لندن. في هذا السياق كنا أبدينا تفاؤلنا بالنتائج التي نجمت عن هذه المؤتمرات حيال ضخ السيولة والأموال، وتحقيق النمو نتيجة إطلاق المشاريع الإستثمارية، والنهوض بالبنى التحتية وخصوصا تحسين الكهرباء والإتصالات والمياه والنقل العام، والأهم تنفيذ الإصلاحات المرجوة. لكن حتى اليوم لم نستفد من هذه الأموال التي وُعد لبنان بها، ولم تتحقق إصلاحات، فيما مصداقيتنا الدولية تتراجع يوماً بعد يوم ولا سيما حيال نظرة المجتمع الدولي إلى لبنان.
نستطيع القول إن سنة 2018 كانت سنة الأزمات الإقتصادية وخصوصاً حيال تفاقم الأزمة الإجتماعية، كذلك كانت سنة أزمات البطالة، والأزمة المالية والنقدية، حيث انقرضت السيولة النقدية أكان على صعيد الليرة أو على صعيد العملات الصعبة.
ليس هدفنا ولا مهمتنا أن نتفاءل او نتشاءم، إنما أن نكون واقعيين وموضوعيين، إذ يا للأسف، ننهي هذه السنة بمشكلات صعبة، ونبدأها بالمشاكل الصعبة عينها. لذا نأمل، وسنبذل جهودنا كي تحصل صدمات إيجابية لبلدنا ولإقتصادنا. فنحن نريد اليوم قبل الغد، الإصلاحات الضرورية كي ننقذ إقتصادنا. من هنا علينا إعادة تإهيل كاملة للإقتصاد اللبناني، تتضمن ترشيق حجم الدولة، وخصوصاً الإنفاق العام، ودعم الشركات الخاصة بسيولة مدعومة، ليس السيولة للإستثمارات فقط، لكن السيولة بالأموال التشغيلية، حتى نُبقي رأسها فوق المياه.
الكل يطالب بحكومة وحدة وطنية أو غيرها، لكن حتى لو وُلدت هذه الحكومة في المناخ التصادمي المتكرر عينه، لن يتحقق شيئ من الإصلاحات المذكورة، وسننقل المعركة السياسية من ضفة إلى أخرى.
فالأحزاب السياسية تتنافس على مقعد ومقعدين، في ظل تجاذب طائفي ومذهبي، وعلى عدد الوزراء في الحكومة، عوض أن تتنافس على المشاريع والإستراتيجيات، وخطة الخلاص، والرؤية المشتركة، وعلى الأولويات بغية إنقاذ بلدنا وإقتصادنا. فليس سراً أن إقتصادنا يمر بأصعب مراحل تاريخه الإقتصادي، الإجتماعي والمعيشي، فيما القطاع الخاص اللبناني ينزف. علماً أنه يلين لكن لا ينكسر. لم ولن نستسلم.
بإسم رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم نشكر بلادكم على دعمكم الدائم للبنان، ليس في المجال الإقتصادي، المالي والإجتماعي فقط، لكن في مجالات الأمن والإستقرار أيضاً.
نشكركم من صميم القلب على إنعقاد منتدى رجال الأعمال والإستثمار اللبناني – البريطاني، في العاصمة البريطانية لندن، لكن نقولها بصراحة، أنه ما الإفادة من المؤتمرات والوعود وتصفيق الأيادي عندما نعود الى بلادنا وليس هناك أي تنفيذ أو ملاحقة من جهة المسؤولين للمشروعات التي تم الحديث عنها؟ الم يحن الوقت لتنظيم مؤتمرات بغية تعليمنا وإرشادنا عن معنى الديموقراطية الحقيقية؟ وكيف يمكن تجاذب الأفكار وبناء تآزر وشراكات بنّاءة مع رجال وسيدات أعمال لبنانيين في كل ركن من أركان العالم، لإنقاذ بلدنا، وخصوصاً إن الهدف الرئيسي لتجمعنا هو الدفاع عن القطاع الخاص اللبناني المنتشر في العالم، مع إبقائه بعيداً عن جميع التوترات السياسية التي تضر ببيئة الأعمال؟
كذلك كيف يمكن بناء شراكات متميزة، والإنفتاح على أسواق جديدة وخلق التآزر الإنتاجي من دون أن نتبادل المعرفة والخبرات مع الآخرين (خارج لبنان)، حتى أن كل واحد منا يُمكن أن يعمل على تنويع أنشطته على نحو مستقل، بالتعاون مع نظام تحالف إستراتيجي طويل الأمد بغية تجاوز إدارة المخاطر، وخلق فرص عمل جديدة قادرة على تطوير إقتصاداتنا المحلية والعالمية؟
هل نحتاج الى مؤتمرات تمويلية وهمية؟ أم إلى مؤتمرات حقيقية كي نتعلم منها كيف نقود أنفسنا بأنفسنا، ونحترم بعضنا البعض ونكون كلنا وراء مصلحة الشعب والشركات والإستقرار والإقتصاد الذي هو الحل الوحيد لتحسين المعيشة وبناء النمو المستدام؟
كونوا أكيدين أننا سنكون دائماً الى جانبكم، ومهما كانت سمعة السياسيين والسياسة في لبنان، سنحافظ بفخر على سمعة رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم ومرونتهم وأفكارهم الإبداعية، وخصوصاً كي يستخرجوا الفرص من ضمن الأزمات في سنة 2019. سنتابع نشاطنا وبعثاتنا الإقتصادية حول العالم، وإستثماراتنا وتوظيفها قدر الإمكان من أجل وطن معافى إقتصادياً، مالياً، معيشياً وإجتماعياً».
السفير البريطاني
من جهته، تحدث السفير البريطاني في لبنان كريس رامبلنغ فقال: «الأسبوع الماضي، إستضافت لندن مؤتمر الأعمال والاستثمار في المملكة المتحدة الذي ترأسه رئيس الوزراء سعد الحريري. وكان المؤتمر علامة بارزة في العلاقات الثنائية بين بلدينا.
وقد شهد الحدث توقيع إتفاق تاريخي بين شركتي «رولز رويس» و«طيران الشرق الأوسط» – (MEA) مقابل 300 مليون دولار، حيث ستُصبح طائرة الإيرباص A330-900 الوجه الجديد لأسطول من الطائرات التي تعمل بمحركاتRR Trent 7000 . وهذه هي أكبر صفقة تجارية بين المملكة المتحدة ولبنان في التاريخ الحديث التي تُبثت وتُبين قوة روابطنا.
بالفعل، لطالما كانت التجارة في قلب هذه العلاقة المتنامية. ومع إجمالي التجارة الثنائية البالغ 586 مليون جنيه إسترليني في الربع الثاني من عام 2018، وإرتفاع رصيد الإستثمار الأجنبي المباشر في المملكة المتحدة بنسبة 47% من عام 2015 إلى عام 2016، فهذه علامة واضحة على أننا نسير في الإتجاه الصحيح».
وأشار السفير البريطاني إلى «أن العلاقة الاقتصادية بين المملكة المتحدة ولبنان تقوى أكثر فأكثر، مع مجموعة من الفرص الهامة التي أُتيحت للشركات البريطانية في الأشهر الأخيرة، إذ إن برنامج إستثمار رأس المال اللبناني البالغ 23 مليار دولار، مع أكثر من 200 مشروع في مجال النقل وتوليد الطاقة وإمدادات المياه، هو مفتوح أمام الشركات البريطانية لتقديم عروضها.
كما أنه لدينا إيمان قوي في نتائج مؤتمر CEDRE وإلتزامات الحكومة بالإصلاحات الإقتصادية التي هي في أمسّ الحاجة إليها والتي نعتبرها كفرصة لزيادة الوظائف والتجارة، والتي من شأنها أن تبرهن على أن لبنان بلد يجب الإستثمار فيه».
وختم السفير البريطاني كريس رامبلنغ كلامه بالقول: «إن علاقتنا بلبنان مهمة للغاية، فهي تُغطي الأمن والإقتصاد والمساعدات لدعمه مع أزمة اللاجئين. أما منتدى اليوم فهو بمثابة لحظة جوهرية لدعم لبنان والإحتفاء بروابطنا التجارية والإستثمارية القوية. إن إستقرار وإزدهار لبنان هو أمر أساسي ومهم للأمن والإستقرار الأوسع في منطقة الشرق الأوسط».